جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-04@13:54:41 GMT

مهرك غالي يا فلسطين.. سيخسر هولاكو

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

مهرك غالي يا فلسطين.. سيخسر هولاكو

 

علي بن سالم كفيتان

على ترابك يا فلسطين تحطمت مملكة المغول وهُزم التتار، واليوم يعود هولاكو العصر (بايدن) ليقرأ على إمبراطوريته آخر التراتيل التوراتية في غزة، ليس ببعيد عن عين جالوت في سهل بيسان، التي قادها سيف الدين قطز، بينما اليوم القادة هم محمد الضيف ويحيى السنوار وثلة من آخر المجاهدين على هذا الكوكب، يواجهون عنجهية أمريكا وغدر الصهاينة وتحالف الأمم الغربية، معتمدين سياسة الترهيب بقتل النساء والأطفال والمدنيين العزل، ويدسون رؤوسهم في التراب عن المواجهة الحقيقة التي هي حتمًا قادمة.

الكثير من المحللين السياسيين توقعوا زوال أمريكا وانهيارها، لكنهم يترقبون من أين يبدأ السقوط؟ وحسب كل المؤشرات يقودهم مصيرهم للفظ آخر أنفاس هيبتهم وعنفوانهم في التربة العربية وعلى يد "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".

لا يوجد ما يخاف عليه الفلسطينيون اليوم؛ فرجالهم ونساؤهم وأطفالهم جميعًا أصبحوا يتزاحمون على أبواب الشهادة ويتسابقون إلى جنة عرضها السماوات والأرض، ولهذا لن يتراجعوا أو يبحثوا عن أبواب للهروب من الجحيم الذي صنعه الصهاينة من ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ فالجوار العربي لم يبذل الجهد المتوقع لادخال المساعدات عبر المنافذ المؤدية إلى فلسطين خشيةً من "تصفية القضية الفلسطينية" على حد قولهم.     

صحيحٌ أن إيران منحت الأرضية لبناء ما بات يعرف بمحور المقاومة في الشرق الأوسط وعملت على إزعاج الصهاينة والولايات المتحدة الأمريكية، لكن المتابع للأحداث يرى أنها تتريث في الدخول في صراع مباشر مع العدو الافتراضي؛ فبعد سقوط العراق استلمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية المشهد، وعقب دمية داعش التي صنعتها أمريكا والغرب وصل النفوذ الإيراني إلى سوريا، لكنها لم تتدخل بعد في غزة بشكل مباشر، وهكذا يبدو الأمر على أرض الميدان.

تراقب الصين وروسيا المشهد من على المدرجات مع بعض الشعارات والتصريحات التي تغذي الصراع ولا يمنع من التعاطف اللفظي مع فلسطين، فكلتا الدولتين تتمنيان زوال الإمبراطورية الأمريكية، لكنهما تتجنبان المواجهة المباشرة. بينما يحملق فلاديمير بوتن من موسكو وهو يُدير صراعاً لم يستطع إنهاءه مع أوكرانيا، في حين يفكر شي جين بينغ بهدوء، وكلاهما يشاهد هذا المستنقع الذي وقعت فيه أمريكا، ويعلمان أن العرب إذا اقترنوا بالإسلام تصعب هزيمتهم.

لا شك أن مهر فلسطين على مدار التاريخ كان غاليًا ولم يتفوق أحد على العرب المسلمين في التضحية من أجل ترابها، وهم اليوم من المحيط إلى الخليج مستعدون لخوض بحر من الدماء لأجل تحريرها من رجس الصهاينة؛ فهل يفهم اللاعبون الدوليون ذلك وفي مقدمتهم أمريكا؟ لستُ واثقًا من إمكانيات بايدن الذهنية لإدراك ذلك، فعلى ما يبدو أن الرجل منهمك في حسبة انتخابية بحتة!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نفط العرب يحرق غزة

حين تتساقط القنابل على غزة، تُشغَّل مصانع الأسلحة الغربية بوقودٍ عربي يُصدَّر إلى دولٍ تدعم الاحتلال الإسرائيلي سياسيًا وعسكريًا. النفط العربي، الذي كان يُفترض أن يكون سلاحًا بيد الأمة، بات أداة تُستخدم ضدها؛ تُضيء به مدن الغرب وتُظلِم به فلسطين.

من مشتقات النفط تُنتَج القنابل، وتُشحذ الآلات العسكرية التي تحصد أرواح الأطفال والنساء. ومن عائداته تُمنح المليارات كهبات وصفقات لواشنطن، بينما تُسحب استثمارات العرب من فلسطين، ويُحاصر الشعب المقاوم بجدران من الخذلان والتواطؤ.

في عام 1973، استخدم العرب سلاح النفط للضغط على الدول الداعمة لإسرائيل، مما أدى إلى أزمة طاقة عالمية وأجبر الغرب على إعادة النظر في سياساته. لكن اليوم، وفي خضم حرب الإبادة التي تُشن على غزة، حيث تُسحق العائلات تحت الركام وتُقطع أوصال الحياة، لم يُستخدم هذا السلاح من جديد. بل العكس، تصاعدت وتيرة التطبيع، وتكاثرت المصالح، فيما تُزهق أرواح الأبرياء على مرأى من الأمة.

ألم يسأل الحكام أنفسهم: كم من طفل قُتل بصاروخ صُنع ببترولنا؟ كم من أم دفنت أبناءها وكان النفط العربي وقود آلة القتل؟ لماذا تحوّلنا من قوة ردع إلى خزانات تمويل لصالح من يحتلّنا ويهين مقدّساتنا؟

إن استمرار تصدير النفط العربي إلى الدول التي تموّل وتسلّح الاحتلال يُعدّ تواطؤًا غير مباشر في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. لا مفرّ من الاعتراف بأن هذه السياسة أفقدت الأمة ورقة ضغط حقيقية، كانت قادرة على قلب الموازين لو تم تفعيلها بجدية وإخلاص.

بعض الأصوات الحرة، في أوساط الشعوب والنخب، دعت إلى وقف تصدير النفط والغاز كأضعف الإيمان، كصرخة في وجه هذا الطوفان من الظلم. لكنها صرخات تُقابل بالتجاهل أو التخوين، لأن الإرادة السياسية العربية رهنت نفسها للمصالح الضيّقة وضيّعت البوصلة.

دماء أطفال غزة أغلى من براميل النفط، والصمت العربي أمام استخدام ثرواته في دعم آلة القتل يُعدّ خيانة صريحة للقضية الفلسطينية. آن الأوان أن يتحرك الضمير العربي، لا بالشعارات، بل بالقرارات الجريئة. فليس من المعقول أن نغذّي عدونا ونبكي ضحايانا في الوقت ذاته.

إن غزة لا تحتاج إلى دموعنا بقدر ما تحتاج إلى مواقفنا. والنفط ليس سلعة فقط، بل سلاح يجب أن يُستخدم في معركة الوجود والكرامة. والتاريخ لن يرحم من صمت أو ساهم أو تواطأ، وسيكتب أن بعض الحكام أحرقوا غزة بنفط بلادهم.

 

مقالات مشابهة

  • توقعات الأبراج حظك اليوم برج السرطان: تجمع الثروة التي ترغب بها
  • أحوال طقس فلسطين اليوم الأربعاء وغدا في يوم عرفة 2025
  • الحوثي: استهدافنا لمطار اللد تسبب بهروب ملايين الصهاينة للملاجئ
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين من حجاج دولة فلسطين: الاستضافة أعظم الأعمال وأجلها التي تقدمها المملكة للشعب الفلسطيني
  • الأهلي يخوض التدريب الأخير اليوم قبل السفر إلى أمريكا غدا
  • نفط العرب يحرق غزة
  • الأردن يدين اقتحام المستوطنين الصهاينة للمسجد الأقصى
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟
  • أحوال طقس فلسطين اليوم الإثنين 02 يونيو
  • فوز أهلي حلب على الجيش في الجولة الأولى للدور ربع النهائي من دوري كرة السلة للرجال، وذلك في المباراة التي جمعتهما اليوم في صالة الفيحاء بدمشق