الحاج حسن: المعركة التي تجري اليوم في غزة هي معركة كل الأمة
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أشار رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن، إلى أن "الشهداء عين الأمة التي تبصر بها، وشهداء المقاومة على طريق القدس دماؤهم وأرواحهم وأجسادهم الطاهرة ستلتحم بأرواح ودماء وأجساد طوفان الأقصى والمظلومين في غزة، لتصنع مع المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران ومع كل الأمة وأحرار العالم انتصارا جديدا آت لا شك ولا ريب فيه، والله لا يخلف الميعاد".
وخلال احتفال تأبيني، قال الحاج حسن: "في السنوات الماضية هزم العدو في لبنان عام 2000 وخرج مدحورا، وعام 2006 كان النصر الإلهي وهزم العدو الصهيوني ومعه الولايات المتحدة الأميركية ومشروعها الشرق الاوسط الجديد، وبين عامي 2001 و 2017 صنعت اميركا منظمات التكفيريين وإرهابهم، فهزمهم محور المقاومة، وسيهزم الجميع ويولون الدبر".
وتابع: "نحن يحق لنا أن نفخر وأن نرفع رؤوسنا عاليا بأننا عشنا في زمن الانتصارات لأمتنا، وزمن الهزائم لأعدائنا، وها هو طوفان الأقصى يسجل انتصارا جديدا لهذه الامة صنعته المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، وسيحفر في ذاكرتنا ذكريات عز وفخار، وسيحفر في ذاكرة عدونا ذكريات هوان واندثار وفشل".
واعتبر أن "هذا الدعم الأميركي اللا محدود بحاملات الطائرات والسلاح، لأن الاميركيين خائفون على مصير الكيان الصهيوني وعلى الجيش الاسرائيلي الذي سقطت هيبته ومعنوياته أمام المجاهدين. وعندما عجزوا في ساحات الميدان قصفوا بطائراتهم الأطفال والنساء والعجزة والمستشفيات، هذا جيش وكيان جبان في مواجهه المقاومين، أما في العدوان على المدنيين الأبرياء وعلى النساء والأطفال وكبار السن فهو متوحش، قاتل، مجرم، إرهابي، نازي، وهو النموذج الجديد للنازية والوحشية والإرهاب، فلا إرهاب فوق الإرهاب الصهيوني ولا نازية تتفوق على نازية الصهاينة".
وقال: "لمؤسف أن معظم هذا العالم الذي يدعي التحضر والإنسانية والديموقراطية لم تهتز مشاعره تجاه هول ما يحصل من مجازر في غزة، وما زال يتحدث جزء كبير من السياسيين الغربيين ووسائل الإعلام، وبعضها للأسف عربي ومسلم، عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد المساجد والكنائس والمستشفيات، وهذا شاهد من الشواهد على همجية الغرب، وعلى مشكلتنا في هذه الأمة مع الذين يركنون إلى الظالمين".
وحيا "كل الأحرار في العالم الذين لم يتحملوا بكرامتهم الإنسانية هذا الظلم، فانتفضوا وتظاهروا نصرة لغزة وفلسطين، وعليهم أن يقدموا المزيد دفاعا عن الكرامة الإنسانية التي هتكت وأهينت في غزة".
ورأى أن "هذه المعركة التي تجري اليوم في غزة هي معركة كل الأمة، وليست معركة فصيل محدد، والأمة كلها معنية بأن تقدم ما لديها وكل ما يمكن أن تقدمه بأي شكل من الأشكال المتاحة لنصرة فلسطين، فغزة اليوم تكتب تاريخ أمتنا القادم ومستقبلها، وبعد سنوات ستسجل هذه الملحمة البطولية وملحمة الصمود الأسطورية في غزة، وسيسجل أسماء الشهداء على طريق القدس، ومنهم الشهيد السعيد عباس بسام فرحات في القادم من التاريخ والمستقبل، وسيسجل التاريخ انتصارات مدوية وعظيمة وكبيرة لمن قدم التضحيات، وسيكون العار على جبين من تخلف، والعار الأكبر للذين سكتوا عن نصرة الحق، ووقفوا مع العدو الصهيوني في هذا العالم، وسيكتب التاريخ انتصارا قادما على هذا الكيان الذي هو حتما إلى زوال بإذن الله". المصدر: الوكالة الوطنية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
بين المشروع الصهيوني والمشروع الإيراني: تشابه في البنية واختلاف في الظاهر
بين #المشروع_الصهيوني و #المشروع_الإيراني: تشابه في البنية واختلاف في الظاهر
د. #عبدالله_البركات
يُلاحظ المتأمل في المشهد السياسي والديني في الشرق الأوسط تشابهًا لافتًا بين المشروع الصهيوني والمشروع الإيراني، رغم ما يبدو من تضاد في الشعارات والاصطفافات. فكلا المشروعين يتبنيان ثلاث طبقات متداخلة: قومية، ودينية طائفية، ودينية شاملة، تُستخدم كأدوات ناعمة وذكية لتوسيع النفوذ وتوجيه الخطاب بحسب الجمهور المستهدف.
أولًا: الواجهة القومية
مقالات ذات صلةفي المشروع الإيراني، يظهر الوجه القومي بوضوح من خلال إحياء التراث الفارسي، والتمسك بالتقويم الإيراني، والترويج للغة الفارسية على حساب اللغة العربية، حتى في الأوساط الدينية. كما أن الإصرار الرسمي على تسمية الخليج بـ”الفارسي” بدلًا من “العربي” أو حتى “الإسلامي” يكشف عن أولوية القومية الفارسية في سلم أولويات الدولة، بما يناقض الخطاب الإسلامي الأممي الذي تتبناه نظريًا.
أما في المشروع الصهيوني، فتتمثل القومية في تبني الهوية العبرية كمرتكز للانتماء، وإحياء اللغة العبرية التوراتية، مع تقديم التاريخ اليهودي القديم كأساس لشرعية الدولة الحديثة. ويتم دعم هذا التوجه بأدبيات صهيونية تؤكد على “شعب الله المختار” وأرض الميعاد.
ثانيًا: الوجه الديني الطائفي
يحمل كل من المشروعين طابعًا دينيًا طائفيًا موجهًا لفئة معينة:
• فإيران تركز على المرجعية الشيعية الاثني عشرية، مع دعم مباشر للمؤسسات الدينية التابعة لها في العراق ولبنان والبحرين واليمن.
• بينما يحمل المشروع الصهيوني بُعدًا تلموديًا توراتيًا، يرتكز على نصوص دينية تُستخدم لتبرير التوسع والتهويد، وتُخاطب اليهود المتدينين من جهة، والمسيحيين الصهاينة (خصوصًا الإنجيليين في الولايات المتحدة) من جهة أخرى.
ثالثًا: الوجه الديني الأشمل
كلا المشروعين يسعيان لتوسيع نفوذهما خارج نطاق الطائفة أو القومية عبر واجهة دينية أكثر انفتاحًا:
• إيران تُقدّم نفسها كـ”نصير للمستضعفين” في العالم الإسلامي، وتُحاول تصدير الثورة تحت لافتات إسلامية عامة، مما يسهل خطابها في الأوساط السنية رغم التناقضات العقائدية.
• أما إسرائيل، فتحرص على الحفاظ على “تحالف توراتي إنجيلي” يربطها بالمسيحيين الإنجيليين حول العالم، خاصة في الولايات المتحدة، وهو تحالف يتجاوز الانتماء اليهودي الداخلي نحو مشروع ديني-سياسي عابر للطوائف.
رابعًا: نقطة الالتقاء… والعدو المشترك
رغم التباينات الظاهرة، إلا أن كلا المشروعين يلتقيان في العداء الصريح أو الضمني للإسلام السني، باعتباره التيار الأوسع انتشارًا في العالم الإسلامي، والأكثر تعبيرًا عن مشروع حضاري بديل. ويظهر هذا في:
• تحميل هذا التيار المسؤولية الحصرية عن ظواهر مثل القاعدة وداعش، مع تجاهل العوامل السياسية والاختراقات الاستخباراتية التي أسهمت في بروز هذه الحركات.
• تجاهل المرجعيات السنية الكبرى في اللقاءات الدولية، كما في زيارة البابا فرنسيس للعراق عام 2021 حيث التقى المرجعية الشيعية ولم يُخصص أي لقاء مماثل للعلماء السنة.
كذلك فإن القومية العربية تُعد عدوًا مشتركًا للمشروعين، إذ تشكل بُعدًا يوحّد شعوب المنطقة حول مفاهيم الاستقلال والوحدة ورفض التبعية، حتى وإن تراجعت كثيرًا في العقود الأخيرة بسبب التشرذم والاختراق الأيديولوجي.
خامسًا: المصالح المتقاطعة وليست المتطابقة
يُلاحظ في السياسات الإقليمية أن المشروعين الصهيوني والإيراني يلتقيان أحيانًا في المصالح التكتيكية، كضرب المكونات السنية المقاومة أو تقاسم النفوذ في مناطق الصراع، لكن لا يعني هذا تطابقًا كاملاً، إذ لكل مشروع طموحاته الخاصة وأجنداته الاستراتيجية، وبعضها قد يتقاطع أو يصطدم بالآخر في مراحل معينة.
وباختصار
فإن تشابه البنية الأيديولوجية والتكتيكية بين المشروعين الإيراني والصهيوني لا يعني بالضرورة وحدة الهدف، لكنه يشير إلى أنماط متشابهة في استخدام الدين والقومية كوسائل لا كغايات، وتوظيف التعدد الخطابي لتوسيع القبول والتأثير في جماهير متعددة. وهذا يفرض على المراقب ألا يُخدع بالشعارات الظاهرة، بل ينظر في البنية العميقة للمشاريع ويحلل حركتها التاريخية وأدواتها الناعمة والخشنة على حد سواء.