تقرير: دعم إسرائيل يُشوّه جهود أوكرانيا
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أدى الدعم الفوري والقوي الذي قدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإسرائيل، في حربها ضد حماس، إلى تهديد الجهود المتضافرة التي بذلتها كييف لكسب دعم الدول العربية والإسلامية، في حربها ضد روسيا.
الحرب في غزة تشكل أحد أصعب الاختبارات الدبلوماسية لأوكرانيا
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير أمس الأحد، أن تصريحات زيلينسكي المبكرة الداعمة لإسرائيل بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، والذي قُتل فيه أكثر من 1400 إسرائيلي، ساعدت أوكرانيا على البقاء في دائرة الضوء الدولية، ووضعتها بقوة إلى جانب الولايات المتحدة.
وأوضحت أن موقف زيلينسكي لفت الانتباه أيضاً إلى العلاقة الوثيقة المتزايدة بين روسيا وإيران، التي تعد الراعي الرئيسي لحركة حماس، العدو اللدود لإسرائيل، وأيضاً مورد مهم للطائرات بدون طيار والأسلحة الأخرى لموسكو.
وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه أمام الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري: "إن حماس وروسيا هما "نفس الشر"، والفرق الوحيد هو أن هناك "منظمة إرهابية" هاجمت إسرائيل، وهنا "دولة إرهابية" هاجمت أوكرانيا"، حسب قوله.
Ukrainian President Volodymyr Zelensky’s immediate and forceful support for Israel in its fight against Hamas has imperiled almost a year of concerted efforts by Kyiv to win the support of Arab and Muslim nations in its war against Russia. https://t.co/6clnFIZ4fu
— The Washington Post (@washingtonpost) October 29, 2023 اختبارات دبلوماسيةوكشف التقرير أنه مع اقتراب العملية العسكرية الإسرائيلية من دخول أسبوعها الرابع، وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، تشكل الحرب في غزة أحد أصعب الاختبارات الدبلوماسية لأوكرانيا، منذ الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.
واتهمت بعض الدول العربية وتركيا أيضاً، التي قدمت في بعض الأحيان دعماً حاسماً لأوكرانيا، الغرب باتباع معايير مزدوجة في غزة، في إشارة إلى الإدانة الواسعة للوفيات بين المدنيين في أوكرانيا، مقارنة بالانتقادات الصامتة لإسرائيل.
ومع ذلك، فإن التوتر مع الدول الإسلامية والعربية ليس سوى أحد المخاطر التي تواجه كييف، والتي يجب عليها الآن أيضاً أن تتعامل مع تحول انتباه العالم إلى حد كبير إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، فضلاً عن المطالب المتنافسة للحصول على الدعم العسكري الأمريكي، في وقت يُنتقد فيه مجلس النواب الأمريكي.
علاقات مع روسياومن جهتها، قالت راندا سليم، الخبيرة في بناء السلام في معهد الشرق الأوسط إن: "إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الحفاظ على علاقتها مع موسكو، ويرجع ذلك جزئياً إلى سيطرة روسيا على سوريا".
وأضافت أن "موقف زيلينسكي المؤيد لإسرائيل لم يكن منطقياً"، موضحة أن العديد من الدول العربية والإسلامية ترى أوجه تشابه بين إسرائيل وروسيا – كقوتين عسكريتين عدوانيتين – أكثر مما ترى بين إسرائيل وأوكرانيا.
وأردفت قائلة "هذا هو مكان المنطقة العربية، لن يقبلوا ما يقوله بايدن ومقارنته بين روسيا وحماس. إنهم يقارنون أكثر بين روسيا وإسرائيل فيما يتعلق بعدد القتلى، وبقدر ما يتعلق باستهداف المدنيين".
ولفتت الخبيرة إلى أن زيلينسكي يمكنه كسب المزيد من الأصدقاء إذا كان "مستعداً للقول إن ما تفعله روسيا في أوكرانيا هو ما تفعله إسرائيل في غزة"، لكنها أضافت "لا أرى أن أوكرانيا مستعدة للقيام بذلك، أو راغبة فيه".
#إسرائيل ترفض زيارة زيلينسكي.."الوقت غير مناسب" https://t.co/ZGDeRKLp7E
— 24.ae (@20fourMedia) October 16, 2023 نفاق الغربوأصدر وزيرا خارجية تركيا وقطر، اللتين لعبتا أدواراً مفيدة في التفاوض بين أوكرانيا وروسيا حول قضايا مثل تبادل أسرى الحرب، والحصار الذي تفرضه روسيا على صادرات الحبوب الأوكرانية، بياناً مشتركاً يزعم نفاق الغرب.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "لا يجوز إدانة قتل المدنيين في سياق وتبريره في سياق آخر"، ومن تركيا قال هاكان فيدان إن "فشل الغرب في إدانة عمليات القتل في غزة، يشكل معايير مزدوجة خطيرة للغاية".
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، وجهت الملكة رانيا، عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، انتقادات حادة أيضاً قائلة: "هل يقال لنا إنه من الخطأ قتل عائلة، عائلة بأكملها، تحت تهديد السلاح، ولكن لا بأس بقصفهم حتى الموت؟".
وقال خبراء آخرون إن "جهود زيلينسكي لعقد مقارنات، من غير المرجح أن تلقى صدى لدى الدول العربية".
وقال كريستيان أولريشسن، زميل جامعة رايس الذي كتب عن العلاقات الأوكرانية العربية، إن "أوكرانيا لم تكن قط في طليعة العالم العربي. إنه صراع لا يعنيهم".
وأضاف أن "إسرائيل تستهلك الكثير من النطاق الترددي لدرجة أنني لا أعتقد أن أي شخص في الشرق الأوسط يفكر حقاً في أوكرانيا في الوقت الحالي".
ومع تصعيد روسيا لهجماتها على الجبهة الشرقية، فإن أوكرانيا لا تستطيع أن تتحمل خسارة أي أصدقاء. ويصدق هذا بشكل خاص في ضوء المعارضة المتزايدة من قِبَل الجمهوريين في الكونغرس لإرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا.
واقترح الرئيس جو بايدن مساعدة إضافية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، وفي خطاب ألقاه مؤخراً ربط ذلك بزيادة التمويل لإسرائيل وتعزيز حماية الحدود في الولايات المتحدة. ولكن يتعين على البيت الأبيض الآن أن يتعامل مع رئيس مجلس النواب الجديد مايك جونسون، الذي صوت مراراً وتكراراً ضد المزيد من التمويل لأوكرانيا، وأخبر فوكس نيوز أنه ينوي فصل تمويل أوكرانيا عن المساعدة لإسرائيل.
وفي أوروبا، يحاول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي التقى بوتين مؤخراً على هامش مؤتمر في الصين، إسقاط اقتراح مساعدات بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا من الاتحاد الأوروبي. سيتم التصويت عليها في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، كجزء من ميزانية الكتلة للفترة 2023-2027، وتتطلب الموافقة عليها إجماع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة.
الكونغرس يتوقع تمرير قانون دعم #إسرائيل خلال أيام https://t.co/DjCjB2DQXJ pic.twitter.com/0jyyGd8TvE
— 24.ae (@20fourMedia) October 30, 2023 خطة أوكرانيةوبدوره، أعرب وزير الاقتصاد الأوكراني السابق تيموفي ميلوفانوف، عن ثقته في أن إدارة زيلينسكي سوف تتوصل إلى خطة لإعادة تعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا، والحفاظ على الاهتمام بالحرب على المدى القصير إلى المتوسط.
ولم تستجب وزارة الخارجية الأوكرانية والإدارة الرئاسية الأوكرانية والمتحدث باسم زيلينسكي لطلبات التعليق على ما قد تنطوي عليه خطتهم. وفي الوقت نفسه، كانت أوكرانيا تستعد لاحتمال تراجع الدعم الأمريكي، وفقاً لأوريسيا لوتسيفيتش، مديرة برنامج أوكرانيا في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة بحثية مقرها لندن.
وقالت إن "الخطة البديلة لأوكرانيا - والتي تتجلى في المشاريع المشتركة الأخيرة مع شركات الأسلحة الألمانية والتركية، وكذلك المحادثات مع الشركات المصنعة البريطانية والأمريكية - هي أن تنأى بنفسها قدر الإمكان عن السياسة الخارجية".
وأضافت "إذا تخلت أمريكا تماماً عن أوكرانيا، فسيكون الأمر صعباً للغاية، لكن أوكرانيا ستواصل القتال بالموارد التي تمتلكها بنفسها والتي تحصل عليها من حلفائها الأوروبيين".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية إسرائيل روسيا الدول العربیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يؤكد استمرار المفاوضات مع واشنطن حول خطة السلام في أوكرانيا
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، استمرار المفاوضات مع الجانب الأمريكي لبحث خطة السلام المحتملة في أوكرانيا، فيما سيجري فريق العمل المعني بضمانات الأمن الأوكراني محادثات في ألمانيا.
وأكد زيلينسكي حرص بلاده على مواصلة الحوار الدولي لضمان سلام مستدام وحماية المدنيين، بالتوازي مع استمرار التنسيق مع الشركاء الغربيين.
وقالت قيادة البحرية الأوكرانية إن هجوم روسي تسبب في إلحاق ضرر بثلاث سفن تركية في منطقة أوديسا.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وكانت مصادر محلية قد أشارت إلى وقوع انفجارات هزت أوديسا الأوكرانية والدفاع الجوي يعمل على التصدي للهجمات.
وأعلن الجيش الأوكراني استهداف مصفاة نفط في ياروسلافل الروسية.
وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، اليوم الجمعة، إن روسيا استهدفت عمدا الخدمات اللوجستية المدنية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتقويض المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب، بعد قصف سفينة مدنية في ميناء تشورنومورسك جنوب البلاد.
وقال زيلينسكي إن استهداف السفينة يؤكد أن موسكو "لا تأخذ بجدية" الجهود الدولية الهادفة لوقف القتال، مشددًا على أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا ضد المرافق المدنية.
وحذّر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من أن بلاده سترد "بشكل حازم" إذا أقدمت الدول الأوروبية على مصادرة الأصول المالية الروسية المجمّدة.
وأضاف أن موسكو مستعدة لمواجهة أي تصعيد، قائلاً: "إذا قررت أوروبا الحرب فنحن مستعدون لها، ولو حتى الآن".
واتهمت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، القوات البريطانية المتواجدة في أوكرانيا بمساعدة كييف على تنفيذ أعمال إرهابية ومهام متطرفة، مؤكدة أن أي وحدات عسكرية أجنبية في البلاد ستعتبر أهدافًا مشروعة لموسكو.
وجاءت التصريحات الروسية بعد مقتل جندي بريطاني في أوكرانيا، حيث حمّلت موسكو لندن المسؤولية عن تورطها في الأعمال المتطرفة، مشددة على أن وجود القوات الأجنبية يعرضها للمساءلة ويجعلها ضمن نطاق الاستهداف العسكري في حال استمرار دعم العمليات القتالية في الأراضي الأوكرانية.
وحذّر الأمين العام لحلف الناتو مارك روته من أنّ دول الحلف قد تكون "الهدف التالي لروسيا".
وأكد ضرورة تعزيز قدرات أوكرانيا العسكرية لوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشدّد روته على أن دول الناتو بحاجة إلى رفع مستوى الإنفاق الدفاعي والإنتاج العسكري بسرعة لمواجهة التهديدات المتصاعدة.
وأكد يوهان فاديفول، وزير الخارجية الألماني، أن روسيا تشن "هجمات هجينة" على أوروبا، داعياً إلى ردع موسكو عسكرياً.
ودعا إلىة تقديم رد مناسب على الهجمات التي تستهدف المراكز اللوجستية والبنية التحتية في القارة.
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، امس الخميس، إن خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكري.
وأضاف لافروف مؤكداً إن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مقبولة بالنسبة لروسيا.