قوة الياسين الجديدة.. كيف قصمت ظهر المدرعات والدبابات الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا محاولاتها لاختراق غزة بريا بشكل محدود في عدة مناطق من جهتين أساسيتين؛ الشمال، بالقرب من بيت لاهيا وبيت حانون، والشرق، جنوبي حي الزيتون، كانت تلك المناطق فارغة تقريبا إلا من أراضٍ زراعية في غالب مساحتها، ويدخل كلٌّ منهما إلى القطاع بعمق عدة كيلومترات وهي ما توصف أمنيا بالمناطق المحروقة، وبالتالي فإن ذلك يسمح لقوات الاحتلال بالانتشار دون أي عوائق حضرية أو كمائن يمكن أن تُمثِّل خطرا شديدا.
لكن بمجرد اقتراب قوات الاحتلال من المناطق الحضرية، مثل شارع صلاح الدين الذي يقسم قطاع غزة بالطول إلى نصفين تقريبا ويربط شمالها بجنوبها، قوبلت فورا برد فعل نيراني كثيف من قِبَل المقاومة، ما أخرج قوات الاحتلال من الشارع ومحيطه سريعا، حيث لم تتحمل الثبات في مواقعها الجديدة، بحلول مساء الاثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول. فما الذي تستخدمه قوات المقاومة لردع قوات الاحتلال وإبعادها عن المناطق الحضرية؟
قذائف الياسين
من أجل تنفيذ الاجتياح البري، فإن هناك عدة أدوات تستخدمها أية قوة مُهاجمة، مثل الدبابات والمركبات المدرعة، إلى جانب المدفعية الكثيفة التي تكون عادة في خلفية القوات المهاجمة أو ضربات الطيران، التي يمكن في مجموعها، وبفضل القوة النارية والقصف المتواصل، أن تمهد الطريق أمام المهاجمين.
ولا يمكن تحقيق أي اختراق على الأرض من دون الدبابات والمركبات المدرعة بشكل أساسي؛ المركبات المدرعة تنتشر على الأرض وتحمل الجنود داخلها للتعامل مع المشاة من المدافعين وتحاول تحييد صواريخهم المضادة للدبابات والخارقة للدروع وبالتالي تحمي الدبابات، أما الدبابات فتخترق الثغرات في خطوط المدافعين لدعم دخول المدرعات في المقام الأول، وهكذا بالتبادل.
لكن المُدافع (وهو هنا جنود المقاومة) يمتلك أدوات لوقف تقدم هذه القطع العسكرية البرية أيًّا كان نوعها، وأولى هذه الأدوات بالنسبة للمقاومة الفلسطينية هي قذائف الياسين التي أعلنت عنها حماس بعد عدة أيام من نجاح عملية "طوفان الأقصى"، وفي مساء الاثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول أعلنت أنها باغتت العدو بقذائف من النوع نفسه. قذائف الياسين من عيار 105 ملم، وعيار القذيفة يُمثِّل قُطر عبرودها، وهو رأس القذيفة الذي ينطلق من السلاح، ويضرب الهدف، ويكون أعلى الظرف الفارغ.
لم تكشف المقاومة الكثير من المعلومات عن الياسين، لكن كما يبدو من شكل القذائف يتضح أنها ذات رأس حربي ترادفي (1)، وهو نوع من الأجهزة المتفجرة التي تحتوي على مرحلتين من التفجير (أو أكثر في بعض الحالات)، وبالتالي فهو مُصمَّم لاختراق أنواع مختلفة من الدروع أو الهياكل، بما في ذلك المدرعات والدبابات الإسرائيلية.
المرحلة الأولى من هذا الرأس الحربي عادة ما تكون عبارة عن شحنة متفجرة صغيرة تهدف إلى صنع ثقب في الطبقة الخارجية للهدف، أو تنشيط الدرع التفاعلي للهدف، وهو نوع من الدروع التي تنفجر للخارج لمواجهة القذيفة القادمة، فيتمكَّن من توجيه كامل قوة القذيفة الانفجارية إلى الخارج وليس إلى داخل الدبابة أو العربة المدرعة.
أما المرحلة الثانية من هذه القذيفة فهي عبارة عن شحنة متفجرة أكبر تتبع الأولى، وتستغل الاختراق أو الفجوة التي حدثت في الدرع التفاعلي، ثم تفرغ كامل قوتها إلى داخل العربة المدرعة أو الدبابة، مما يسبب المزيد من الضرر للطبقة الداخلية للهدف أو مكوناته، وبالتبعية يعطل المركبة عن العمل ويصل إلى ركابها من الجنود، فيوقف تقدمها.
مع ضرب القذيفة (2)، وبعد 10 أمتار، يشتعل المحرك الصاروخي الداخلي لها وتنفتح أربعة زعانف تثبيت تمنح المقذوف استقرارا في أثناء رحلته ناحية الهدف، وسرعة قصوى تبلغ 300 متر في الثانية، لتضرب الهدف خلال مسافة قدرها عادة 200 متر، وفي هذا النطاق من المقدَّر أن يكون لدى الصاروخ الترادفي من هذا النوع فرصة بنسبة 50% تقريبا لإصابة هدف متحرك (وليس ثابتا)، ما يعني أن إطلاق 20 منها سيحقق 10 إصابات ضاربة.
عادة ما ينطلق هذا النوع من الصواريخ من قذائف "آر بي جي-7" الروسية، وهي قاذفة صواريخ تُحمل على الكتف لأنها عديمة الارتداد، عادة ما يكون تشغيلها بواسطة شخصين، الأول مدفعي حامل للسلاح، والثاني مساعد يحمل طلقات إضافية ويدافع عن المدفعي من الهجوم.
نتحدث ببساطة عن إحدى التحف الفنية للحروب، وهي أشهر قاذفة صواريخ مضادة للدبابات ابتُكرت على الإطلاق منذ طرحها في عام 1961. "الآر بي جي-7" قوي وبسيط، وأُنتِج من هذه القطعة العسكرية إلى الآن أكثر من 9 ملايين وحدة، وتواصل الخدمة في أكثر من 40 دولة، بالإضافة إلى عدد كبير من التنظيمات العسكرية غير النظامية، وإلى جانب دقته وقوته فإن هذا السلاح رخيص الثمن، يتراوح سعره بين 500-2000 دولار للقاذفة.
قوة الكورنيت
في عملية طوفان الأقصى ظهرت صواريخ (3) "كورنيت" بوضوح، حيث استُخدمت في تدمير مدرعات "نامر" الإسرائيلية، وسُجِّل استخدامها في مشاهد من الهجوم الأخير على غزة لاستهداف مدرعات من النوع نفسه، ويبدو أننا أمام إضافة ممتازة لقوات المقاومة الفلسطينية على صعيد مقاومة التقدم البري.
"كورنيت" هو صاروخ روسي موجَّه مخصص للاستخدام ضد دبابات القتال الرئيسية الأثقل في ترسانة الحرب البرية والمزودة بدروع تفاعلية متفجرة، وهو نظام من الجيل الثالث طُوِّر ليحل محل أنظمة الجيل الأول والثاني مثل "فاجوت" و"كونكورس" في الجيش الروسي، وهي أيضا أنظمة تمتلك حماس نسخا منها.
يستخدم "كورنيت" صواريخ شديدة الانفجار مضادة للدبابات (4) (تسمى اختصارا "هيت" (HEAT))، تعمل هذه الصواريخ عبر ما يسمى "تأثير مونرو"، وهو ظاهرة تحدث عندما يكون للعبوة المتفجرة قطع مجوف أو فارغ في مقدمتها، مما يؤدي إلى تركيز طاقة الانفجار في اتجاه معين دقيق، الأمر الذي يزيد من اختراق المادة المتفجرة للهدف عن طريق إنشاء نفث عالي السرعة من المادة المتفجرة، وبالتبعية يكون فعالا في حالة الدروع الكثيفة.
يُعد الرأس الحربي من النوع "هيت" بقُطر 152 ملم واحدا من أقوى الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات التي بُنيت على الإطلاق، يمكنه اختراق الدروع بعمق يصل إلى 1000-1200 ملم، والأهم من ذلك أن الصاروخ يمتلك توجيه ليزر نصف آلي، ويطير على طول خط الرؤية للاشتباك مع الهدف وجها لوجه.
ويستمد كورنيت سُمعته المخيفة في ساحات المعارك من مداه الأقصى كذلك، الذي يتجاوز بكثير معظم الصواريخ الحالية المضادة للدبابات، على سبيل المثال يمكن لصاروخ "جافلين" إطلاق رأس حربي على مسافة 2.5 كيلومتر فقط، في حين أن المدى الأقصى لصاروخ كورنيت يصل إلى 5.5 كيلومترات.
الحرب الحضرية
ما سبق كان أمثلة فقط لتوضيح آلية مواجهة هجوم المركبات البرية، كل هذا ولم نتحدث بعد عن ترسانة حماس من العبوات الناسفة وقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى والأسلحة الخفيفة، بما في ذلك بنادق القنص التي تضاعف قوة المقاتلين على الأرض، وقد استخدمتها حماس من قبل في استهداف جنود الاحتلال، وأعلنت كذلك أنها استخدمتها يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول عبر قناتها على تلغرام، لكن بعيدا عن القطع العسكرية المستخدمة، يجب توضيح أن الدفاع هو الموقف التكتيكي الأقوى في الحرب الحضرية، لأن المهاجمين (وهم هنا دولة الاحتلال الإسرائيلي) معرضون دائما للخطر، وكما يشير المحللون في هذا الصدد، فأن تصل إلى المنطقة المستهدفة شيء، وأن تبقى فيها شيء آخر تماما، فالبقاء أكثر صعوبة وخطورة من مجرد الوصول.
التضاريس الحضرية دائما ما ستوفر نقاط قوة فورية ذات جودة عسكرية ممتازة بالنسبة للمقاومة، بحيث يكون مجرد عبور الشارع هو مهمة خطيرة جدا على أيٍّ من جنود دولة الاحتلال، بل وأيٍّ من الجيوش الأكثر تقدما في العالم عموما، لذلك عادة ما يستخدمون قنابل خارقة للخرسانة بحيث يمرون من منزل إلى منزل.
موقف المدافع داخل الحرب الحضرية يكون دائما أفضل، وبحسب الخبراء في هذا النطاق (5) فإن الحفاظ على المدن بالنسبة للموجودين داخلها أسهل دائما من الاستيلاء عليها من قبل المهاجمين، حيث تتميز التضاريس الحضرية بأنها معقدة وديناميكية، وتساعد المقاومة على ابتكار تكتيكات مرنة يمكنها استغلال مزايا التضاريس الحضرية، ليس أقل تلك المزايا أن المباني تحجب عن المهاجم أعمال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وقدرتهم على الاشتباك عن بُعد.
حماس في النهاية تعرف أنها الطرف الأضعف بمقياس العتاد المادي، لكنها تستغل ما تمتلك من عتاد وموقف على الأرض ومناورات سياسية (عبر عنصر الأسرى مثلا) بحرفية شديدة، وتتعامل مع القوات على الأرض بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في جيش الاحتلال الإسرائيلي ورفع فاتورة التوغل، وفي كل مرحلة يطور فيها الإسرائيليون هجومهم فإن حماس تتكيف مع الوضع القائم وتستخدم تكتيكات جديدة تبطئ من تقدم الإسرائيليين، ما يحقق بدوره ضغطا شديدا على صناع القرار السياسي في دولة الاحتلال، خاصة في ظل حالة التخبط الكبير التي تنتابهم في الوقت الراهن.
—————————————————————————–
مصادر1- Tandem-Charge Warhead
2- RPG-7 – Introduction
3- Kornet Anti-tank guided missile
4- Modern Anti-Tank Ammunition
5- THE CITY IS NOT NEUTRAL: WHY URBAN WARFARE IS SO HARD
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الاحتلال على الأرض عادة ما
إقرأ أيضاً:
حصاد الأنشطة الطلابية في جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية
تواصل جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تثبيت مكانتها كواحدة من الجامعات الصاعدة بقوة في مجال الأنشطة الطلابية، من خلال تقديم نموذج متكامل يعكس رؤية عصرية تعتمد على تمكين الطلاب، وتنمية مهاراتهم، وتوسيع آفاق مشاركتهم في المجتمع الأكاديمي والوطني.
صندوق رعاية المبتكرين ينظم ورشة عمل تفاعلية للباحثين تعاون رفيع بين قصر العيني وجامعة شنغهاي جياو تونغ جامعة القاهرة توقع اتفاقية تحالف "الجامعة الريادية" معهد إعداد القادة يبحث التعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ندوة بكلية إعلام عين شمس للحفاظ على الوطن من موجات التغريب مؤشرات إيجابية تعكس تطور البحث العلمي في مصر ورشة عمل تأهيلية للتوظيف بكلية طب الأسنان جامعة عين شمس قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة حصاد شامل للأنشطة الطلابية في جامعة الدلتا التكنولوجية انطلاق مهرجان الإسماعيلية الأول لطلاب كلية تجارة عين شمسوكشف حصاد الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2025-2026 عن حجم الجهد المبذول وتنوع الفعاليات التي رسخت دور الجامعة كبيئة محفزة للتميز والابتكار.
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور جمال تاج عبد الجابر رئيس جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية، وإشراف الدكتور علي محمد يوسف نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، حيث نظمت الجامعة سلسلة واسعة من الفعاليات والأنشطة الطلابية خلال الفصل الدراسي الأول.
حيث أوضح الدكتور جمال تاج عبد الجابر، رئيس جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية، أن الجامعة تبنت خلال هذا العام نهجًا متكاملًا يستند إلى رؤية الدولة في تحقيق التنمية الشاملة، حيث أولت اهتمامًا كبيرًا بالأنشطة الطلابية كجزء لا يتجزأ من العملية التعليمية، وأضاف رئيس الجامعة أن الجامعة حرصت على ترسيخ قيم الانتماء والعمل الجماعي، وتوفير بيئة محفزة لإطلاق طاقات الطلاب في مختلف المجالات، مضيفًا أن ما تحقق من إنجازات لم يكن ليتحقق إلا بدعم وزارة التعليم العالي وتوجيهات القيادة السياسية الحريصة على تمكين الشباب.
ففي مُستهل العام الجامعي 2025-2026م، نظّمت جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية حفل استقبال الطلاب الجدد والقدامي لهذا العام، والذي يمثل نقطة انطلاق نحو بناء مستقبل مشرق قائم على العلم والمعرفة، بالإضافة إلى حفل قومي بمناسبة الذكرى الــ 52 لإنتصار أكتوبر المجيد، الذي يُمثل رمزًا للتضحية والصمود والعزيمة لدي الشعب المصري وجيشنا العظيم.
كما حرصت الجامعة على تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة خلال الفصل الدراسي الأول لهذا العام، فعلي صعيد المُلتقيات الطلابية؛ فقد نظّمت الجامعة المُلتقى الطلابي الأول لكليات العلوم الصحية التطبيقية بإقليم وسط الصعيد، والذي شارك فيه طلاب من ثلاث جامعات وهي: جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية، وجامعة سفنكس بأسيوط، وجامعة بدر بأسيوط؛ كما تضمنت فعاليات الملتقى معارض علمية لطلاب الجامعات المشاركة، فضلاً عن عدد من الندوات التوعوية والتثقيفية.
وإهتماماً بدعم الجامعة لنشر ثقافة ريادة الأعمال والإبتكار بين كافة منتسبيها، فقد نظم نادي ريادة الأعمال بالجامعة معسكر ريادة الأعمال والإبتكار للسادة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الاداري بالجامعة، بهدف تنمية وتطوير قدرات السادة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والموظفين في مجالات الريادة والابتكار، بالإضافة إلى دعم تحويل مخرجات الأبحاث العلمية إلى مشروعات ريادية قابلة للتطبيق، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال بما يسهم في ربط البحث العلمي بسوق العمل والتنمية المستدامة.
كما نظم النادي فعاليات هاكثون" Startup Sprint"؛ بالتعاون مع مسرعه أعمال أثر، وبدعمٍ من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، الأمر الذي يعكس روح الابتكار التي تحرص الجامعة على ترسيخها بين لأبناءها الطلاب؛ مشيرًا إلى إن هذا الحدث لم يكن مجرد منافسة، بل فرصة حقيقية لاكتشاف المواهب، وتحفيز العقول، وربط الأفكار بالواقع العملي.
وفي إطار حرص الجامعة على المشاركة في المبادرات الرئاسية المختلفة؛ فقد نظّمت الجامعة ندوة توعوية بعنوان "خطورة الرشوة"، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية "صحح مفاهيمك" التي أطلقتها وزارة الأوقاف المصرية تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية ومديرية أوقاف أسيوط، والتي هدفت إلى تعزيز الوعي الديني المستنير والتصدي للأفكار المتطرفة، وترسيخ القيم الأخلاقية وتصحيح المفاهيم الخاطئة والشائعة بين الطلاب.
كما نظمت الجامعة بالتعاون مع جهاز حماية المستهلك بأسيوط التابع لرئاسة مجلس الوزراء والمجلس الوطني للشباب بقنا، ندوة تثقيفية بعنوان "حماية المستهلك بين الحقوق والواجبات"، وذلك ضمن سلسلة الندوات التي ينظمها جهاز حماية المستهلك التابع لرئاسة مجلس الوزراء تحت شعار "أعرف حقك وأحمي نفسك".
ولم تغفل الجامعة عن دورها التوعوي والتثقيفي، فقد نظمت الجامعة عددًا من الندوات التوعوية والتثقيفية خلال الفصل الدراسي الأول 2025-2026م؛ منها: ندوة توعوية بعنوان" الجرائم الإلكترونية والاستخدام الآمن للانترنت"، وأخرى بعنوان: " تكنولوجيا المنزل الذكي "، بالإضافة إلى ورشة عمل بالتعاون مع المركز الدولي للتدريب بكلية التمريض – جامعة أسيوط ، حول "الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي BLS "، وذلك بهدف نشر الوعي الثقافي بين طلاب الجامعة.
وتنفيذاً لتوجيهات الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بتنظيم الجامعات زيارات ميدانية إلي المتحف المصري الكبير الذي يُجسد عظمة الحضارة المصرية، ويُعد مصدر فخر لكل مصري؛ نظّمت الجامعة، زيارة ميدانية لطلابها إلى المتحف المصري الكبير؛ وتأتي هذه الزيارة لتعريف الطلاب بعظمة حضارتهم المصرية وتراثهم الثقافي الفريد، بالإضافة إلى تعزيز ارتباط الشباب بجذورهم الحضارية، وترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.
كما نظمت الجامعة عدداً من الزيارات العلمية منها: زيارة علمية إلى المركز القومي للبحوث، لزيادة الوعى لابنائنا الطلاب بالاطلاع علي كل ما هو جديد في كافة التخصصات لتنمية المهارات العلمية واعداد الكوادر المؤهلة واعداد خريجين متميزين للمشاركة في سوق العمل، بالإضافة إلى زيارات إلي مصنع حورس لكشافات ولمبات الليد، وكلية الهندسة بجامعة أسيوط، وجامعة أسيوط التكنولوجية الدولية، وذلك لإكساب الطلاب وتزويدهم بالمهارات والخبرات العلمية والعملية في مجال تخصصهم.
وعلى صعيد الرياضة والأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية المختلفة، نظمت الجامعة مسابقات داخلية متنوعة، كما شاركت في فعاليات خارجية ، وحقق طلابها مراكز متقدمة في مختلف المسابقات، مما يبرهن على تميزهم وتعدد مواهبهم؛ حيث أطلقت الجامعة شارة البدء للأنشطة الطلابية للفصل الدراسي الأول لهذا العام، والتي تضمنت أنشطة رياضة ( كرة قدم - كرة طائرة)، وعرض فنون قتالية قدمة فريق الكاراتيه بالجامعة، بالإضافة إلى أنشطة فنية، وثقافية، واجتماعية.
كما شاركت الجامعة في عدد من الفعاليات والمسابقات الخارجية منها: فعاليات بطولة العالم البارالمبية لرفع الأثقال بنادي "النادي " في العاصمة الإدارية الجديدة، وبطولة كأس الدكتور مصطفى كمال لجامعات محافظة أسيوط؛ والتي نظمتها جامعة بدر بأسيوط لطلاب جامعات المحافظة، بالإضافة إلى بطولة الجمهورية للألعاب الرياضية الفردية لطلاب الجامعات والمعاهد العليا المصرية، والتي أُقيمت البطولة بمركز الأولمبياد بالمعادي، وأيضا لقاء الصداقة الثقافي والعلمي للمعاهد العليا والجامعات التكنولوجية بمنطقة شمال الصعيد الذي أقيم بالمعهد العالى للهندسة والتكنولوجيا بالمنيا الجديدة، فضلاً عن دورة الصداقة للألعاب الرياضية للمعاهد العليا والمتوسطة والفنية .
وحققت الجامعة خلال مشاركتها في المسابقات الخارجية عدة مراكز متقدمة منها: المركز الأول والثاني والثالث في المسابقة الثقافية للقاء الصداقة الثقافي والعلمي للمعاهد العليا والجامعات التكنولوجية بمنطقة شمال الصعيد، بالإضافة إلى المركزين الثاني والثالث في المسابقة العلمية للفعالية ذاتها، كما حصلت الجامعة على المركز الخامس علي مستوي الجمهورية في مسابقة الكارتيه في بطولة الجمهورية للألعاب الرياضية الفردية لطلاب الجامعات والمعاهد العليا المصرية، فضلاً عن الحصول على المركز الأول في مسابقة كرة الطائرة بنين وبنات في بطولة دورة الصداقة للألعاب الرياضية للمعاهد العليا والمتوسطة والفنية التابعة لوزارة التعليم العالي لمنطقة وسط الصعيد.
وأكّد الأستاذ الدكتور كريم همام، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، إن ما حققته جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية خلال الفصل الدراسي الأول لهذا العام ليس مجرد فعاليات بل هو تجسيد لرؤية عصرية في إدارة النشاط الطلابي، تقوم على الدمج بين التعليم والقيم الوطنية والمهارات الحياتية، وتدفع نحو بناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل بثقة ومسؤولية، موكدةً مزيد من الأنشطة والفعاليات خلال الفصل الدراسي الثاني.
وقد أوضح همام أن جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية قدّمت نموذجًا رائدًا وملهمًا يُحتذى به على مستوى الجامعات المصرية، مشيرًا إلى أن الجامعة تصنع منظومة متكاملة تستثمر في الطالب، وتُعزز الانتماء، وتُرسّخ الهوية، وتُسهم في إعداد قادة المستقبل بروح وثقة وقدرة على التغيير.