رأي الوطن : المقاومة تكبد المجرم الصهيوني هزيمة إعلامية كبرى
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
لَمْ تكُنِ الهزيمة الوحيدة الَّتي تلقَّاها العدوُّ الصهيونيُّ على الصعيد العسكريِّ فقط في عمليَّة طوفان الأقصى، بل إنَّ الهزيمة الأكبر والأكثر مفاجأة كانت على الصعيد الإعلاميِّ. فرغم ما يملكه هذا الكيان الصهيونيُّ من آلة إعلاميَّة هي الأكثر سيطرة على الإعلام العالَمي بشتَّى أنواعه، خصوصًا الإعلام الغربيَّ، إلَّا أنَّ ما نشهده من تظاهرات كبرى حاشدة في معظم عواصم المعمورة، الَّتي خرجت بالملايين دُونَ مبالغة دعمًا للقضيَّة الفلسطينيَّة، هو صفعة أخرى على وَجْه العدوِّ الصهيونيِّ لا تقلُّ عن الصفعة العسكريَّة، بل إنَّنا شاهدنا العَلَمَ الفلسطينيَّ والتضامن في قَلْبِ عددٍ كبير من الأحداث الرياضيَّة الكبرى، لِتسطِّرَ المقاومة الفلسطينيَّة نصرًا جديدًا غير مسبوق في الصِّراع المستمرِّ مع كيان الاحتلال الصهيونيِّ منذ أكثر من (75) عامًا، يُضافُ إلى أدلَّة عدالة القضيَّة الفلسطينيَّة.
فكما كانت عمليَّة طوفان الأقصى منظَّمة على صعيد التخطيط العسكريِّ رغم ضعف الإمكانات مقارنةً بإمكانات العدوِّ الصهيونيِّ، جاءت المعركة الإعلاميَّة بكفاءة كبيرة عَبْرَ توثيق الإعلام العسكريِّ للمقاومة لكُلِّ عمليَّة بطوليَّة مباركة ضدَّ العدوِّ، واستخدام الإعلام البديل المتمثل في منصَّات التواصل الاجتماعيِّ، لاستعراض الإرهاب الصهيونيِّ في الأراضي الفلسطينيَّة عمومًا وقِطاع غزَّة، وكشف محاولات الكيان الإرهابيِّ في استخدام الذَّكاء الاصطناعيِّ في فبركة مرئيَّات تتحدَّث عن ضحايا «مَدنيِّينَ» في سَعيٍ لِكسْبِ التعاطف مع إرهابه، بالإضافة إلى التمرُّس الَّذي وجدناه في المتحدِّثين الفلسطينيِّين والعرب، خصوصًا الَّذين عاشوا في الدوَل الغربيَّة، واكتسبوا المهارات اللازمة لكيفيَّة تبنِّي الرؤية الفلسطينيَّة، لكن وفقَ الطريقة الَّتي يُمكِن أنْ يفهمَها الغربيُّ، وعرض الحقائق على المتابع الغربيِّ المُضلَّل على مدَى عقود.
إنَّ عبقريَّة النصر الإعلاميِّ الفلسطينيِّ في العمليَّة الأخيرة، جعلت ـ وللمرَّة الأولى في تاريخ الصراع العربيِّ ـ الصهيونيِّ ـ صوت الحقِّ أبلَغَ وأقوَى من صوت وصورة الباطل، الَّتي دأب العدوُّ الصهيونيُّ دائمًا وحتَّى الآن على تصديرها للعالَم، وإظهار جرائمه كرَدَّة فعل على العمليَّات الفلسطينيَّة، ومحاولة التدليس بصوَرٍ مزيَّفة تُظهر قطع رؤوس الأطفال واغتصاب النِّساء من قِبل أبطال المقاومة، لِتكُونَ فيديوهات الأسيرات والأسرى أبلَغَ ردٍّ فلسطينيٍّ على تلك الادِّعاءات الزَّائفة والأكاذيب الَّتي حاول الإعلام الصهيونيُّ بثَّها في بداية عدوانه الإرهابيِّ. فقَدْ وثَّق أبطال المقاومة لقاءات مع الأسرى والأسيرات أكَّدوا فيها حُسن المعاملة الَّتي حظوا بها، خصوصًا العجوز يوخفيد ليفشيتز (85 عامًا) الَّتي فضَحتْ زَيْف الرواية الصهيونيَّة في الإعلام الصهيونيِّ قَبْلَ الغربيِّ، وتحدثت في وسائل الإعلام الصهيونيَّة عن المعاملة الطيِّبة لرجالات المقاومة.
ومن هذا المنطلق جاءت قوَّة الإعلام الفلسطينيِّ، وأضحى أقوى وأكثر تأثيرًا من الإعلام الصهيونيِّ والغربيِّ رغم الفارق الكبير في الإمكانات، وكان للصورة وللكلمة الفلسطينيَّة تأثير أقوى حتَّى من قنابل العدوِّ وصواريخه، الَّتي جعلت شمال غزَّة يُسوَّى بالأرض، فيما تتعرض جميع أنحاء القِطاع للقصْفِ من دُونِ ترك أيِّ ملاذ آمنٍ للمَدنيِّين، وهو تأكيد جديد على حالة فقدان الصواب الَّتي يعيشها قادة الاحتلال نتيجة الهزيمة المُذلَّة على كافَّة الأصعدة، والَّتي جعلت كثيرًا من حلفائهم الغربيِّين يتخلَّون عَنْهم ولو حتَّى على المستوى المُعلَن. ولعلَّ تجاهل الكيان الصهيونيِّ لمطالب المُجتمع الدوليِّ والعمل على تكثيف العدوان الإجراميِّ ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ، أبرَزُ تأكيدٍ على ما تعرَّض له الصهاينة من هزيمة، جعلت قنابل الحقد والإرهاب والهجمات العشوائيَّة تزداد جوًّا وبحرًا وبرًّا، وعمَدَتْ على قطْعِ جميع الاتِّصالات مع غزَّة، بمَنْ في ذلك عن العاملين في المجال الإنسانيِّ، في محاولة مِنْ كيان الاحتلال الصهيونيِّ لارتكاب جرائم الإرهاب والحرب، بعيدًا عن أنظار العالَم.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الإعلام الصهیونی ة الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
42 مسيرة حاشدة في تعز تأكيدا على ثبات الموقف المناصر للشعب الفلسطيني
الثورة نت/..
أقيمت في محافظة تعز اليوم 42 مسيرة حاشدة تحت شعار “ثباتا مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الإبادة والتجويع”، تأكيدا على ثبات الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني.
وأكد المشاركون في المسيرات بمركز المحافظة ومديريات خدير، والتعزية، ومقبنة، وماوية، وشرعب السلام، وشرعب الرونة، وحيفان، والمواسط، والصلو، وصبر الموادم، والمسراخ، وجبل حبشي التفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والتأييد والمباركة للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني قاتل الأطفال والنساء.
وجدد أبناء المحافظة التأكيد على الاستمرار في التعبئة والتحشيد ورفع الجاهزية لمواجهة العدو الصهيوني نصرة للشعب الفلسطيني.. لافتين إلى أن موقف اليمن الثابت إلى جانب غزة لا يمكن أن يتزحزح مهما كانت التحديات.
ونددوا بجريمة الإبادة والحصار التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق مليوني فلسطيني في قطاع غزة على مرأى ومسمع من كل دول العالم التي لم تحرك ساكنا.. مستنكرين صمت الأنظمة العربية والإسلامية وتنصلها عن المسؤولية الدينية في نصرة الأشقاء في فلسطين.
وأوضح بيان صادر عن المسيرات أن الخروج المليوني يأتي انطلاقا من المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية وتأكيدا على الثبات على الموقف المشرف المساند للشعب الفلسطيني والتفويض للقيادة.. معلنا التأييد لكل القرارات والخيارات والعمليات العسكرية ضد كيان العدو الصهيوني.
وأشار إلى أنه وأمام أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث، والتي تلطخ بها وجه هذا الجيل من البشرية، يؤكد الشعب اليمني المسلم أنه لن يقبل بأن يكون جزءاً من هذا العار، بل يسجل موقفه أمام الله، وخلقه ودينه وكتابه الكريم، بأنه لم يقبل، ولن يقبل، ولن يسكت، ولن يتراجع، بل سيواصل بكل ثبات، ويقين، ووفاء، حتى يكتب الله النصر والفرج لغزة، ويتحقق وعد الله.
ودعا شعوب الأمة إلى التحرك والخروج العاجل من هذا العار، وتسجيل موقف عملي تجاه هذه الجرائم التي تنفطر لها القلوب والأكباد، ولغسل عار الصمت والتخاذل، وإلا فإن عذاب الله في الدنيا والآخرة، هو النتيجة المحتومة لكل متآمر، أو متخاذل.
وجدد التأييد المطلق والفخر والاعتزاز بالعمليات العسكرية لقواتنا المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني، والتي ألحقت به الضرر الكبير.. داعيا الله سبحانه وتعالى بأن يوفق القوات المسلحة في مواصلة تطوير القدرات، لفعل ما هو أكبر وأشد بهذا العدو المجرم الظالم الكافر، وصولاً إلى ردعه ودفعه لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، ثم تحرير فلسطين والأقصى الشريف بإذن الله.
وعبر عن الاعتزاز بالصمود التاريخي والصبر العظيم والملاحم البطولية التي يسطرها أبناء غزة مقاومة وشعباً.. داعيا الأمة لاستلهام دروس الثبات والصبر والعطاء منهم، وأن يعلموا بأن غزة اليوم – وهي في أصعب وأقسى الظروف – ترفض الاستسلام وتفشل وتحبط العدو من تحقيق أي هدف، فما هو مبرر من يتخاذل ويستسلم بحجة العجز وهو يمتلك الإمكانات الكبيرة والمقومات الهائلة للمواجهة بما لا يقارن مع غزة.