“الخائن”.. ثلاثية الحب والخيانة والانتقام بين سلافة معمار وقيس شيخ نجيب ومرام علي
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
متابعة بتجــرد: مفاجأة تفجرها الدكتورة أسيل في المشهد الأول من العمل، تكشف فيها خيانة زوجها المهندس سيف مع تيا أمام عائلة الأخيرة، وهي الشابة التي تصغر سيف بـ15 عاماً. هكذا، تبدأ الأحداث من لحظة الذروة، ثم تكشف مفاجآت متلاحقة ضمن الدراما العربية “الخائن” والذي يعرض على MBC1 و”شاهد”. يجمع العمل كل من سلافة معمار، قيس شيخ نجيب، مرام علي، ريتا حرب، جلال شموط، رولا بقسماتي، خالد شباط، إيلي متري، تاتيانا مرعب، جينا أبو زيد، وغيرهم.
يحكي المسلسل قصة عائلة كانت مثالية إلى حد بعيد، قبل أن تكتشف الزوجة شعرة شقراء على وشاح زوجها، شعرة قلبت حياة الأسرة رأسا على عقب.
سلافة معمار: أحد أهم عناصر النجاح يتمثل في التيمة المختارة..
ترى سلافة معمار أن “أحد أهم عناصر نجاح هذا النوع من الدراما، يتمثل في الحكاية والتيمة المختارة، التي تحكي عن الحياة الزوجية والخيانة وفكرة العلاقات طويلة الأمد، وحينما يكون هناك علاقة ثلاثية الأطراف، ثم دخول امرأة أخرى في الصورة مهددة بذلك حياة الرجل واستقراره العائلي ومستقبل أسرته وتزعزع علاقته بزوجته”، معتبرة أن “هذه التيمة تربح دوماً في الدراما، وهي تتطرق إلى الكثير من التفاصيل المتعلقة بالعلاقة بين الرجل والمرأة والعشيقة”. وتشرح أن “أسيل هي امراة تحاول أن تكون مثالية وحياتها تكاد أن تكون كذلك إلى حد ما، وهي ذكية وصاحبة شخصية قوية، لكن لديها ماضي، وهي حكايتها قبل أحداث العمل، التي تركت في نفسها أثراً نفسياً بسبب طريقة تربيتها، وهي تستمر في محاولة الظهور بصورة المرأة المثالية، وتخشى أن تكون وحدها، وتسعى لتأسيس عائلة مليئة بالحب والاستقرار، لكن الحياة لا تسير دوماً وفق مخططاتها”. تضيف سلافة أن “أسيل تريد أن تجنّب ابنها ما مرت به هي في مرحلة معينة من حياتها”.
قيس شيخ نجيب: دراما نفسية بامتياز لشخص يلحق قلبه مهما كان الثمن..
يوضح قيس الشيخ نجيب “أننا نقدم دراما نفسية اجتماعية بامتياز، وتدور الحكاية حول الخيانة وانعكاسها على العلاقات الزوجية، والشخصيات التي تدور في فلكها”، مشيراً إلى “أنني أقدم سيف وهو الخائن، وبناء على فعل الخيانة الذي يكشف عنه في بداية المسلسل تبنى الحدوتة بين سيف وأسيل وتيا”. يشرح عن الشخصية قائلاً أن “سيف هو مهندس ناجح ذكي يطمح لإنجازات كثيرة في حياته، هو الذي درس في الولايات المتحدة الأميركية حيث تعرف إلى أسيل وأسسا عائلة ناجحة، وفي لحظة معينة تدخل امرأة أخرى إلى حياته فيقع معها فعل الخيانة، وهو رجل انفعالي وعاطفي، يسير خلف أحاسيسه وهذا يجعله يرتكب سلسلة أخطاء”.
ويعود نجيب إلى ماضي الشخصية ليقول أن “سيف عانى مشاكل في نشأتهو في بيته ومع والديه، فكان ضائعاً عاطفياً، ونكتشف هذا الأمر في سياق الحلقات، وهو فعلاً أحب امرأتين في الوقت نفسه، وهذه الفكرة مطروحة في علم النفس وليست بعيدة الحصول”. ويعرب عن اطمئنانه للتعامل مرة أخرى مع MBC، “وهي المؤسسة الإعلامية الأولى في العالم العربي”.
مرام علي.. أكره أسيل لأنها زوجة حبيبي!
من جانبها، تؤكد مرام علي أن “تيا ليست شابة شريرة بطبيعتها، لكن الظلم في الحياة يأخذنا أحياناً إلى تصرفات لن نكون راضين عنها دوماً، ويجعلنا عنيفين أو منتقمين، ويحول المرء إلى شخص انتهازي وصولي وإلاّ يبقى على طيبته وسجيته وسذاجته ربما، ويظل يتلقى الصفعات من دون أي ردود أفعال”. وتقول مرام أن “تيا أحبت رجلاً، يكبرها في السن، لحقت قلبها وعاطفتها، ووقعت في خطأ أوصلها إلى عواقب وخيمة”. وتشير إلى أن “تيا مع مرور الوقت، لم تشأ أن يشاركها أحد في سيف، بل أراته لنفسها فقط، وهي متهورة تقوم بأفعال غير مدروسة”. وتضيف مرام بالقول أن “العمل يبدأ بقنبلة تفجرها أسيل أمام عائلة تيا، تلحقها بقنبلة أخرى، وبعدها نعود بالزمن إلى الوراء لنتعرف إلى الوقت الذي اكتشفت فيه أسيل خيانة زوجها لها، وتمر مرحلة من الزمن تعرف أسيل بعلاقة تيا بزوجها، وثمة الكثير من المشاهد بيننا أكنّ لها الكره لأنها زوجة حبيبي، وأعتقد أنها لا تعرف شيئاً عن علاقتنا إلى أن تحصل المواجهة”.
يعرض مسلسل “الخائن” من الأحد إلى الخميس في تمام الساعة على MBC1
يعرض مسلسل “الخائن” من الأحد إلى الخميس على شاهد
main 2023-10-31 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: سلافة معمار
إقرأ أيضاً:
حرب “أم ضبيبينة”، ولكن
الحروب، كما هو معروف ومتعارف عليه، تنتهي إما بالتفاوض أو بانتصار طرف على آخر.
الحركة الإسلاموية، بجيشها الرسمي والشعبي، التقليدي والمُصنَّع، وفي لحظة نشوة بـ"الفكرة الآثمة"، فكرة العودة بالقوة الى الحكم المباشر، قررت شنّ الحرب، وقدّرت أن القضاء على قوات الدعم السريع لا يستغرق أكثر من أسبوع واحد فقط.
لكن الحرب تدخل الآن عامها الثالث، بل وتنذر بالاستمرار بشكل مفتوح ومتوالد في أشكاله وسردياته. وهي حرب بات يجوز وصفها بـ"حرب أم ضبيبينة".
لقد اصبحت أقرب إلى "حجوة دخلت نملة وخرجت أخرى"، حيث يصعب على المحلل أو المتأمل أن يقرأ نهاية ممكنة لها في ظل تعقيداتها الراهنة وما يُتوقَّع أن يأتي.
فقد لدغت الحرب المهارب، وأثقلت كاهل النازحين واللاجئين بأُسَرهم – كبارًا وصغارًا، أصحاء ومرضى. ظنت الغالبية المتأثرة أن استعادة الجيش وميليشياته للخرطوم قد تكون بدايةً للأمن والأمان، وعودةً للحياة الطبيعية في المحور الحيوي لأعمالهم ومصالحهم، رغم مشاهد الدمار التي بثتها كاميرات الهواتف المحمولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نشطت الفيديوهات الداعية للعودة من جغرافيات النزوح المتعددة، وكأنها تقول للناس إن الإقامة خارج الديار عبث وهدر للوقت. لكننا شاهدنا وسمعنا تسجيلات مرئية ومسموعة لأشخاص عادوا بتأثير تلك الدعوات، فوجدوا أنفسهم في مواجهة الندم بشراسة منقطعة النظير، على قرارهم المتسرّع الذي اتُّخذ دون دراسة جدوى أو تمحيص.
اكتشف الناس أن الحرب خلّفت حياة موازية، وعرة، خالية من الخدمات الأساسية: مياه، كهرباء، رعاية صحية، وأمنية. وبعض التسجيلات حذّرت بأصوات خشنة من العودة، خاصة بعدما عرضت تفاصيل تجارب العائدين، بما فيها احتلال بيوتهم من قِبل غرباء، منهم من ينتمي للأجهزة العسكرية، بحجج لا تخلو من الغش والاستهانة بعقول المواطنين.
ولولا تسجيل مؤلم لصديق أعرفه، لما صدّقت ما يُروى عن "احتلال ذوي القربى"، وهو شكل جديد من الاحتلال والقهر.
تتوالى الآن الأخبار والمعلومات المقلقة عن حلقات جديدة في هذه الحرب المستعرة، المتزايدة خرائبها، والمنبثقة من الفتن والخيانة.
ففي الأيام الأخيرة، استهدفت المسيرات مراكز الكهرباء، ومطاري دنقلا وعطبرة، وضُربت المنطقة الحيوية لوادي سيدنا والكلية الحربية، بما تحتويه من أسلحة وطائرات، فضلًا عن اشتعال مصفاة الجيلي مرة أخرى. كما شاهدنا مشهد إعدام عدد من الشباب في منطقة الصالحة. وليس بعيد من حصار الفاشر تم بالامس القريب إجتياح مدينة النهود وارتكاب افظع المجازر والمذابح بأهلها.
كل ذلك يجري بينما تواصل الدعاية الإعلامية تغطية الواقع بغبار التضليل والتلاعب بالعقول، وان ما يحدث ليس أكثر من انسحابات تاكتيكية ستقود الى استرجاع "حتمي" لما تم فقدانه.
ان الدعوات للعودة، واستثارة وجدان النازحين المنهكين عبر وسائل التواصل، تشي بان هناك خطة خبيثة تُنسَج بإحكام، لدفع الناس إلى عودة مجهولة العواقب، عودة لا نعلم منها، سوى أنهم يسعون إلى شرعية "بمقاس حاجتهم" للبقاء في السلطة، وشرعنة حكمهم عبر أمر واقع يُفرض بالقوة ويجيز سحق البشر وتحويلهم رغم انفهم الى دافعي ضرائب غدت المدخل الاساسي المتبقي لوزارة كالمالية في ظل التجفيف المالي الذي كشف عن وجههه بعد الحرب ونزوح اعداد ضخمة من المواطنين الى الخارج .
الحكومة الحالية- حكومة استدامة الحرب تبدو في طريق نضب الموارد، وان القوات المسلحة السودانية المحكومة من تحت ستار سياسي "اخواني، محلي، واقليمي، ودولي، بحسب الواقع الحربي والوقائع، صارت الحلقة الأضعف، سواء كمؤسسة محاربة أو كجسم غير محترف.
إن تعدد تشكيلاتها من الميليشيات يُقوّض ادعاء نظاميتها ووطنيتها، عكس ما يُصرّح به قادتها، وما تبثه الآلة الإعلامية المتحيزة والناطقة باسمها ليل نهار.
تقدير دخول الحرب، والاستمرار فيها، وتحديد جداول زمنية لنهايتها، ورغم فكرته الشريرة، كان وفي "حكم العقل" أن يكون مستندًا إلى أبحاث ودراسات استخباراتية نزيهة وعميقة. غياب هذا الأساس المعياري يُحمَّل على عاتق الحركة الإسلاموية، التي أفسدت تقاليد احترافية تاريخية متوارثة داخل المؤسسة العسكرية منذ وصولها إلى سدة الحكم في الثلاثين من يونيو من عام ١٩٨٩.
لقد رجّحت سياسة التمكين كفّة الولاء الأمني على حساب التدريب، ورفع الكفاءة، والتأهيل الأخلاقي المبني على الوطنية. وغابت المشاعر الوطنية وسط رسائل مسمومة تُبث من قيادات متشددة، تتكسب من الحرب وتُطيل أمدها.
إنه مصداق قول جورج واشنطن:
"الجيش الذي لا يحترم شعبه، يصبح جيشًا فاسدًا يسرق أرضه وموارده بدلًا من الدفاع عنها." وهذا ينسجم مع وصف نابليون بونابرت:
"الفساد في الجيوش كالسوس في الخشب، يتغذى عليه دون أن يراه أحد حتى يدمر الهيكل بأسره.". الآن تخرج الحرب من لغتها التقليدية، من بعد الكثافة القتالية البشرية إلى بعد الكثافة القتالية التكنولوجية ذات الاعتماد على وسائل أشد وحشية وقدرة على اصابة الاهداف وتدمير البشر والاشياء مما يوسع نطاق تجارها ورجال اعمالها المختبئين، وكذلك الدول المتكسبة من إستمرارها وتزايد كوارثها بنحو غير مسبوق في مقابل صمت دولي، وتجاهل لافت يكاد يثبت ان إيقافها ليس أولوية ضمن اجنداته. وبجانب كل ما سبق تفشل قوى الخيار المدني الديمقراطي في توحيد كلمتها واجراء التحالف التاريخي "الذكي" لدحر الخطر المشترك على الجميع.
إنّ هذه الحرب، وفي أبعادها الدراماتيكية، تكشف أن لا أحد قد استفاد من الدرس المرّ، المرير، وأن "الوحدة الوطنية المهجورة" منذ بدايات الحركة السياسية لا تزال هي الخيار "الافضل" للقوى السياسية السودانية المدنية والحزبية في ظل تسيد وتمكن عقلية الإقصاء والغطرسة غير المبررة في كل الأوقات التي مضت، ناهيك عن هذه الأوقات الصعبة التي تكتوي بنارها الأغلبية من السودانيين المدنيين الأبرياء، العُزَّل إلا من سلاح الصبر على الكوارث.
لقد قال أبراهام لنكولن: " الأمة المنقسمة على نفسها لا يمكن أن تصمد"،وهي حقيقة تؤكدها وقائعنا اليوم، فكلما تشرذمت الصفوف، زادت قابلية الدولة للانهيار. كما نبّه المفكر مالك بن نبي إلى أن: "كل مجتمع لا يملك وعيًا بوحدته، يسهل اختراقه من أعدائه"، ما يبيّن أن الوحدة ليست ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية.
لذا فإن تجاوز هذه المرحلة المأزومة لا يتحقق إلا باستعادة الوعي بأهمية الوحدة الوطنية، لا بوصفها خيارًا تكتيكيًا عابرًا، بل باعتبارها الضامن الوحيد لبقاء الوطن ومصدر قوته في مواجهة التحديات. ذلك وللأسف لن يحدث الا بالتعلم من الاخطاء بدلا عن تكرارها، والا سيكون التكرار عقابا من التاريخ عليهم بمحكومية مستمرة ، وربما دائمة .
فيا قوى المدنية وأنصار الحكم الديمقراطي، توحدوا قبل أن يضيع الوطن، فالوقت لم يعد يحتمل التردد والانقسام!
ويا قوى المدنية والحكم الديمقراطي، اتحدوا الآن، وانتجوا اخلاقا جديدة تسهم في بناء افكار ملهمة للحلول، فالفرصة تضيق، ومصير السودان على المحك!.
wagdik@yahoo.com