نجم عابر قد يهدد استقرار نظامنا الشمسي
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
فرنسا – تكشف دراسة جديدة احتمالية مرور نجم عابر بالقرب من نظامنا الشمسي، ما قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في مدارات الكواكب، بل وربما تصادم محتمل مع الأرض.
ففي الوقت الذي يركّز فيه علماء الفلك على تصادم بعيد بين مجرة درب التبانة ومجرة “أندروميدا”، أو على مصير الأرض بعد مليارات السنين حين تبتلعها الشمس المتضخمة، تشير الدراسة إلى أن الخطر الأقرب قد يأتي من نجم مارّ لا يزال مجهولا.
وأجرى الدراسة الباحثان ناثان كايب من معهد علوم الكواكب في ولاية آيوا، وشون ريموند من جامعة بوردو في فرنسا، حيث استخدما آلاف عمليات المحاكاة الحاسوبية لدراسة تأثير النجوم العابرة على استقرار النظام الشمسي.
وأظهرت النتائج أن هذه النجوم — التي تمر بالقرب من النظام الشمسي على فترات زمنية طويلة — قد تتسبب في اضطراب كبير بمدارات الكواكب، بشكل يتجاوز ما كانت تقدّره النماذج السابقة.
ووفق الدراسة، يُحتمل أن تفقد بعض الكواكب توازنها المداري نتيجة هذا التأثير، حيث تزداد احتمالية دخول بلوتو في مدار فوضوي خلال 5 مليارات سنة بنسبة 5%. أما كوكب عطارد، فتصل احتمالات فقدان استقراره المداري إلى ما بين 50% و80%.
وتتوقع المحاكاة احتمال طرد المريخ من النظام الشمسي أو اصطدامه بجسم آخر بنسبة 0.3%، في حين تصل نسبة احتمال حدوث ذلك للأرض إلى 0.2%، وهي نسبة ضئيلة لكنها أعلى مما قدّره العلماء في السابق.
وأشار كايب إلى أن النجوم المارة قد تكون مسؤولة عن تغيرات سابقة في مدار الأرض، إذ نُشرت له دراسة سابقة تقترح أن نجما عابرا أثّر على مدار كوكبنا قبل نحو 3 ملايين سنة.
ورغم هذه الأرقام المثيرة، شدد الباحثان على أن هذه السيناريوهات تظل غير مرجحة. وقال ريموند لمجلة “نيو ساينتست”: “ما درسناه هو السيناريوهات الاعتيادية التي تحدث على مدى مليارات السنين، حيث تمر النجوم قرب الشمس بوتيرة دورية”.
وقالت رينو مالهوترا، أستاذة الكواكب بجامعة أريزونا، لمجلة “ساينس نيوز”: “إنه لأمر مخيف بعض الشيء أن ندرك مدى هشاشة استقرار النظام الشمسي أمام الفوضى الكونية”.
نشرت الدراسة في مجلة Icarus.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: النظام الشمسی
إقرأ أيضاً:
مرصد هابل يكتشف نجم زومبي نجا من الموت وعاد ليشع
نعرف عادة أن المستعر الأعظم هو نجم عملاق فائق ينفجر في نهاية عمره، لكن في بعض الحالات قد ينفجر النجم من فئة القزم الأبيض الصغير في الحجم لدرجة أنه لو كان بحجم كرة تنس أرضي مثلا لكانت الشمس بحجم كرة قدم.
تنشأ هذه النجوم من التآكل الذي يطال سطح النجوم المتوسطة مثل شمسنا، إذ تقذف طبقاتها الخارجية في صورة رياح نجمية عاتية، ولا يتبقى إلا المركز في صورة "قزم أبيض"، كيف لنجم قزم صغير جدا أن ينفجر؟
حينما يكون القزم الأبيض في مدار مع نجم آخر عملاق، أي يدوران حول بعضهما البعض متأثرين بالجاذبية بينهما، هنا يسحب القزم الأبيض -بسبب جاذبيته الشديدة- مادة الرفيق العملاق بسرعة شديدة.
مع تراكم مادة العملاق الأحمر على رفيقه القزم وارتطامها السريع بسطحه تبدأ تفاعلات نووية سريعة ومفاجئة على القزم الأبيض، وعند مرحلة ما ينفجر النجم محدثا مستعرا أعظم، نسميه تحديدا "مستعر أعظم من النوع 1 إيه".
لكن بيانات مرصد هابل الفضائي أظهرت نوعا فرعيا لهذه الانفجارات، وهو نوع نادر وأقل عنفا من المستعرات العظمى من النوع 1 إيه، ويحدث عادة في النجوم القزمة البيضاء أيضا، وسمي "المستعرات العظمى من النوع 1 إكس"، بحسب بيان رسمي من منصة مرصد هابل.
تبدأ قصة هذا المستعر المختلف من مجرة بعيدة تُدعى إن جي سي 1309، على بعد حوالي 100 مليون سنة ضوئية من الأرض، حيث كان العلماء يراقبون انفجارا نجميا حدث عام 2012.
وبعد الانفجار، عاد العلماء عام 2023 لمراجعة صور التلسكوب الفضائي هابل، فوجدوا أن النجم الذي انفجر ما زال موجودا ومشعا، بل أصبح أكثر إشراقا مما كان عليه قبل الانفجار، وكأنه عائد من الموت، ومن ثم جاءت تسمية "نجم زومبي".
وهذا فيديو قصير من وكالة ناسا يمثل جولة قصيرة عالية الدقة في المجرة "إن جي سي 1309" كما رصدها تلسكوب هابل:
إعلان شمعات معياريةويعتقد العلماء أن الانفجارات من النوع "1 إكس" -في أثناء انفجارها- تشع ضوءا أقل من المستعرات القياسية بحوالي 5% إلى 30%، كما أن الانفجار يكون غير منتظم، فقد يكون ضعيفا من أحد جوانب النجم وشديدا في الجانب الآخر.
وتوفر هذه النوعية من المستعرات فرصة للعلماء لتحقيق فهم أفضل لعمليات تطور النجوم، كما أنه يفسر بعض الأحداث الكونية التي كانت غامضة أو غير متناسقة مع النماذج السابقة التي يتبعها العلماء لحساب قوة وطاقة المستعرات العظمى من هذا النوع.
من جانب آخر، ساعد ذلك العلماء على تحسين دقة المقاييس الكونية (تلك التي تحسب المسافات إلى المجرات البعيدة)، لأن المستعرات العظمى من النوع 1 إيه تُستخدم كـ"شمعات معيارية" للقياس، وكانت السبب في كشف توسع الون المتسارع، والذي حصل على جائزة نوبل عام 2011.