الغادريان: طول أمد الحرب سيكون في صالح إيران
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
تناول تقرير لصحيفة "الغارديان" أعده دان صباغ العدوان الإسرائيلي على إيران وانعكاساته على الجمهورية الإسلامية.
وقالت الصحيفة، إن الهجوم الإسرائيلي كشف عن قلة النيران الإيرانية لكن النزاع قد ينحرف لصالح طهران، فقد كافحت إيران للرد وبفعالية بعدما ضربت إسرائيل قيادتها العسكرية، فقد مر أسبوع منذ أن بدأت إسرائيل أكبر هجوم لها على إيران، ومن الواضح من الناحية العسكرية التقليدية أن طهران تتعرض لضغط شديد.
وأضافت، أن إسرائيل تمكنت من تحقيق التفوق على سماء إيران بسرعة غير عادية، في غضون ساعات من شن هجومها المفاجئ.
وادعى جيشها يوم الاثنين أنه دمر 120 نظام دفاع جوي إيراني من خلال مزيج من الضربات الجوية والطائرات بدون طيار، أي حوالي ثلث مجموع ما لدى طهران قبل الحرب.
وردا على ذلك، كان سلاح إيران الأكثر فاعلية هو مخزونها من الصواريخ الباليستية عالية السرعة، والتي قدر الجيش الإسرائيلي عددها بحوالي 2,000 صاروخ في بداية الأعمال العدائية الأسبوع الماضي.
وبين التقرير، أن الاستهداف المكثف من قبل إسرائيل لمواقع الإطلاق في غرب إيران، في قواعد تحت الأرض مثل كرمانشاه - إلى جانب الاغتيال المستهدف الفعال للغاية الذي نفذته إسرائيل لكبار القادة العسكريين الإيرانيين - ترك إيران تكافح للرد عسكريا وتبدو تهديدا كبيرا.
وأطلقت إيران حتى الآن أكثر من 400 صاروخا على إسرائيل، لكن نصفها، أي حوالي 200، أُطلق في الهجمات الانتقامية الأولية يوم الجمعة الماضي.
ومنذ يوم الاثنين، انخفض حجم الهجمات الصاروخية إلى ما بين 15 و20 صاروخا كحد أقصى، بما في ذلك 15 صاروخا بعد ظهر يوم الخميس، مقارنة بما يصل إلى 40 صاروخا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لإحصاء أجراه معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث أمريكي.
ومن المرجح أيضا وفق التقرير أن تكون قدرة إيران على تصنيع أسلحة جديدة محدودة، حيث قدرت الولايات المتحدة إطلاقها بـ 50 صاروخا قبل اندلاع الأعمال العدائية بشهر.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن سرعة الصواريخ الباليستية تجعلها أسلحة خطيرة وقد اخترق عدد منها حوالي 10 بالمئة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بما فيها الهجوم على مستشفى سوروكا الطبي في بئر السبع يوم الخميس الذي أدى إلى جرح 27 شخصا.
وبينت أن الذخيرة الإيرانية يبدو أنها لم تصب المجمعات الصناعية العسكرية باستثناء ضربها لمصفاة النفط في حيفا وهو ما قاد إلى إغلاق المنشأة الواقعة في شمال إسرائيل.
ويقع اعتراض الصواريخ الباليستية على عاتق نظام نظام دفاع جوي إسرائيلي، "حيتس 3"، الذي يبلغ مداه 1,500 ميلا، ويمكنه إسقاط الصواريخ القادمة من خارج الغلاف الجوي للأرض، وسابقه "حيتس 2"، على الرغم من أن الولايات المتحدة تقدم الدعم من خلال نظام ثاد ومدمرات متمركزة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ولا يعد أي من نظامي "حيتس" رخيصا - فقد قدرت تكلفة اعتراض "حيتس 3" بنحو 3.5 مليون دولار للصاروخ الواحد، مع أن تقديرات أخرى تشير إلى مليوني دولار و1.5 مليون دولار لـ"حيتس 2".
وأشارت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية إلى أن التكلفة الإجمالية لصواريخ "حيتس" الاعتراضية على إسرائيل تراوحت بين مليار و1.5 مليار دولار منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
لكن السؤال المحوري بحسب "الغارديان" هو عدد الصواريخ الاعتراضية المتاحة للجيش الإسرائيلي، وهي مخاوف تفاقمت بعد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤول أمريكي لم يكشف عن هويته، قال فيه إن مخزون إسرائيل من الصواريخ يوشك على النفاد.
وعادة ما تحفظ مستويات المخزون سرا، ويعتقد أن إسرائيل، المدركة تماما لتهديد الصواريخ الباليستية الإيرانية، لم تكن لتختار مهاجمة إيران دون امتلاكها ما يكفي من الصواريخ الاعتراضية لتتناسب مع تقييمها للتهديد المحتمل.
مع ذلك، يستغرق تصنيع الصواريخ الدفاعية المتطورة وقتا طويلا، وهي مشكلة كشفت منذ فترة طويلة في أوكرانيا، حيث تواصل روسيا إطلاق صواريخ أكثر مما تملكه كييف من دفاعات جوية.
وفي أقل من أسبوع، أبلغت إسرائيل حلفاءها أنها متقدمة في هجومها أكثر مما توقعت، بعد أن قتلت 21 من أصل 22 شخصية عسكرية رفيعة المستوى في أول 24 ساعة، و10 من أصل 12 عالما نوويا.
ولا تواجه طائراتها أي تهديد تقريبا للدفاع الجوي أثناء تحليقها فوق غرب ووسط إيران بحسب التقرير، واعترفت إسرائيل حتى الآن بفقدان طائرة بدون طيار واحدة، مما يعني أنها قادرة على استهداف مواقع في البلاد بدون مقاومة أو خوف من العقاب.
وحتى لو نفدت مخزونات إسرائيل من الصواريخ الهجومية في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، ولم يكن هناك تدخل أمريكي، فإن هيمنتها الجوية تعني أنها قادرة على مواصلة الهجوم بمعدل أبطأ.
وخلص محلل الصواريخ فابيان هينز في ورقة بحثية للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن قدرات إيران "انكشفت على أنها غير فعالة"، وبينما "القيادة الإسرائيلية، على الأقل في الوقت الحالي، تقبل مخاطر ضربات الصواريخ الباليستية على مراكزها السكانية".
وكما يقول هينز، فإن "توازن الردع" بين البلدين آخذ في الانهيار، وقد يعود لصالح طهران فقط إذا ما أصابت فجأة أعداد أو نسب أكبر من صواريخها الباليستية المتبقية مراكز سكانية أو مواقع رئيسية في إسرائيل. ولا توجد أي مؤشرات على ذلك حتى الآن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية العدوان إيران الصواريخ إيران الاحتلال الصواريخ العدوان صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصواریخ البالیستیة من الصواریخ
إقرأ أيضاً:
زهور ورسالة غامضة.. هل نفذت إيران اختراقها الأخطر داخل سيارة عالم نووي في إسرائيل؟
أفادت تقارير إسرائيلية بأن مجموعة سيبرانية مرتبطة بإيران، معروفة باسم "حنظلة"، أعلنت تنفيذ عملية استهدفت عالمًا نوويًا إسرائيليًا، زاعمة أنها تمكنت من التسلل إلى مركبته وترك باقة زهور مرفقة برسالة تحمل طابعًا تهديديًا.
نقلت "القناة 14" العبرية أن الرسالة تضمنت بيانات شخصية ووصفًا تفصيليًا للعملية، من دون أن يتضح بعد ما إذا كانت السيارة قد تعرّضت فعلًا للاقتحام.
وجاء في الرسالة التي نشرتها المجموعة: "أمس تلقيت باقتنا. غرض غير مؤذٍ لأول وهلة. لكنك لاحظت ثقله، أليس كذلك؟ شعرت بالحضور وراءه، بالأيدي التي حملته، وبالخطوات التي اختفت لحظة قبل فتحك الباب. أخبرنا يا دكتور، كيف حال سيارتك؟".
وأشار الإعلام العبري أيضًا إلى أن المجموعة ادعت نشر أسماء وأرقام هواتف قالت إنها تعود لعناصر من وحدة 8200، وهي وحدة النخبة الإسرائيلية في مجال الاستخبارات الإشارية والسيبرانية.
من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن المجموعة، المعروفة بمحاولاتها شنّ هجمات إلكترونية ضدّ أهداف إسرائيلية، قالت إنها تركت إلى جانب الرسالة "بيانات تتعلق بالعالم وسيارته".
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تُظهر الباقة المزعوم وضعها داخل سيارة العالم النووي.
وحتى الآن، لم يصدر عن أي مسؤول أمني إسرائيلي تعليقًا على ما أعلنته مجموعة "حنظلة"، فيما يستمر الجدل في الإعلام العبري بشأن مدى دقة هذه الادعاءات، وخاصة ما إذا كانت سيارة العالم النووي قد تم اختراقها فعلًا أو أن الأمر يدخل ضمن الحرب النفسية.
امتداد لهجوم سابقسبق أن نفّذت المجموعة تسريبًا سابقًا، الأسبوع الماضي، حين نشرت أسماء وصورًا وتفاصيل شخصية لعشرة مهندسين وموظفين كبار في الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، وعرضت مكافأة قدرها 10 آلاف دولار مقابل معلومات عن أماكن وجودهم.
ونشرت المجموعة حينها الأسماء الكاملة للعاملين وأرقام هواتفهم ومدن سكنهم ومسمياتهم الوظيفية وعناوين بريدهم الإلكتروني وسيرهم الذاتية ومعلومات شخصية أخرى.
وأرفقت ذلك برسالة قالت فيها: "نفضح أولئك الذين اعتقدوا أن جرائمهم يمكن أن تبقى مخفية في الظلام". كما وصفت كل موظف بأنه "مطلوب"، موضحة أن المكافأة تُدفع لقاء "معلومات موثوقة تؤدي إلى اعتقاله"، بدءًا من موقعه الدقيق وصولًا إلى نشاطه، مع تأكيد أن أي بلاغ سيُعامل بـ"سرية مطلقة".
Related كيف حوّلت منظمات استيطانية ومحاكم إسرائيلية حيّاً فلسطينياً في القدس إلى "هدف للإخلاء"؟بين رافض وداعم.. جدل في إسرائيل حول منح العفو لنتنياهوواشنطن تستنفر لاستعادة قنبلة متطورة من الضاحية الجنوبية لبيروت.. وإسرائيل تترقب هجومًا من "المحور"كما نفّذت المجموعة في وقت سابق سلسلة خروقات واسعة طالت مزوّدين أساسيين للإنترنت في إسرائيل، هما "099 إسرائيل" و"برايمو" (Primo)، اللذان يشكّلان جزءًا محوريًا من البنية التحتية للشبكة هناك.
وطالت هجماتها عددًا من المواقع التابعة لمنظومة الوقود الإسرائيلية، بينها منصات شركات "دلكول" (Delkol) و"ديليك" (Delek)، خلال الرابع عشر من يونيو/حزيران الماضي، حيث استولت على ما يقارب 2 تيرابايت من البيانات المشفّرة وخلّفت رسالة تهديد.
وشملت عملياتها أيضًا اختراق شركة "أيرودريمز" الأمريكية المطوِّرة لأنظمة المسيرات المستخدمة في الهجمات، مع الحصول على بيانات من داخلها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة