وول ستريت جورنال: الضربات الإسرائيلية على جباليا الأكثر عدوانية ضد الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
كدت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم الخميس، أن الغارات الجوية والقصف العنيف الذي شنته إسرائيل أمس الأول الثلاثاء على حي جباليا المكتظ بالسكان في قطاع غزة المُحاصر، كانت الأحدث في حرب أوسع، والأكثر عدوانية ضد الشعب الفلسطيني خاصة حركات المقاومة وحماس.
وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني): أن الغارات الجوية على حي مكتظ بالسكان في غزة أثبتت أن إسرائيل تشن حربا أوسع وأكثر شراسة ضد حماس، وهو نهج يهدف إلى تدمير حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة وأثار رد فعل دوليًا عنيفًا.
ولفتت (وول ستريت جورنال) إلى أن الحملة التي تشنها إسرائيل للقضاء على حماس واجهت سيلًا من الانتقادات مع ارتفاع عدد القتلى من المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية، الأمر الذي أدى إلى دعوات متكررة لإسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار الذي تفرضه.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن شراسة الحملة الإسرائيلية أدى إلى فرض ضغوط على الولايات المتحدة، التي دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكنها شددت بشكل متزايد على أهمية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية.
وتقول إسرائيل إنها ضربت أكثر من 11 ألف هدف بالصواريخ والقنابل والمدفعية في غزة، وهي منطقة تبلغ مساحتها نصف مساحة مدينة نيويورك ويسكنها حوالي مليوني شخص، ويقارن ذلك بنحو 1500 ضربة في المرة الأخيرة التي قاتلت فيها إسرائيل مسلحين في غزة عام 2021.
وحذرت جماعات حقوق الإنسان من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة خاصة بعدما تسببت الغارات في مقتل نحو 8796 شخصا، وفقا للسلطات الصحية في غزة، كما أدت الغارات إلى نزوح مئات الآلاف وتحويل أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض.
وفي هجوم الثلاثاء.. قالت إسرائيل إنها استخدمت غارات جوية لضرب شبكة قيادة وأنفاق تابعة لحماس أسفل جباليا ؛ مما أسفر عن مقتل القائد الذي كان يقود قوات حماس ضد القوات الإسرائيلية المنتشرة في شمال غزة في ذلك الوقت ولعب أيضًا دورًا محوريًا في هجمات حماس يوم 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري أمس /الأربعاء/ "إن إسرائيل علمت بوجود مدنيين في المنطقة أمس الأول ويمكن أن يتأثروا، لكن قائد حماس إبراهيم بياري كان هدفا عسكريا مشروعا".
وأدى الهجوم إلى سقوط مئات الضحايا بحسب المسئولين في غزة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المسلحين قتلوا في الغارة لكنه ما زال يعمل على التأكد من رقم أكثر دقة، وأعقبت الغارة أمس الأربعاء عدة ضربات كبيرة أخرى في مناطق مأهولة بالسكان.
وواجهت إسرائيل ردود فعل دبلوماسية متزايدة في أعقاب هجوم أمس الأول الثلاثاء، حيث قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية فيما استدعت الأردن وكولومبيا وتشيلي سفراءها.
وأدانت الإمارات العربية المتحدة، التي أقامت علاقات ودية مع إسرائيل منذ تطبيع العلاقات في عام 2020، الهجوم.. محذرة من أن "الهجمات العشوائية ستؤدي إلى تداعيات لا يمكن إصلاحها في المنطقة".
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن لديه مخاوف جدية من أن الهجوم على جباليا قد يكون غير متناسب ويرقى إلى مستوى جرائم حرب في حين يضغط المسئولون الأمريكيون على نظرائهم الإسرائيليين لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.. بحسب الصحيفة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جباليا الشعب الفلسطيني الضربات الإسرائيلية فی غزة
إقرأ أيضاً:
جهاد أبو لحية لـ صدى البلد: تواصل مصر دورها المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات متسارعة وصراعات متكررة، تبرز مصر بثبات في موقعها التاريخي كداعم أساسي للقضية الفلسطينية، حاملة على عاتقها مسؤولية السعي إلى سلام عادل وشامل يضع حدا لمعاناة الشعب الفلسطيني.
ومن جديد، تتجه الأنظار إلى شرم الشيخ، حيث تبذل القاهرة جهودا حثيثة لتحويل وقف إطلاق النار من مجرد هدنة مؤقتة إلى نقطة انطلاق نحو إعادة إعمار غزة، وبناء مستقبل تسوده العدالة والاستقرار.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، تواصل مصر دورها المحوري في دعم الشعب الفلسطيني، ساعية لأن يكون اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب في شرم الشيخ أكثر من مجرد وثيقة تهدئة، بل خطوة تأسيسية نحو مسار سياسي عادل يضمن الحقوق الفلسطينية ويضع نهاية لدائرة العنف المتكررة.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "فالقاهرة، التي كانت وما زالت الراعي الأمين للقضية الفلسطينية، تتحرك اليوم بروح المسؤولية التاريخية والعربية، مدركة أن السلام الحقيقي يبدأ من إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وإطلاق عملية إعمار عاجلة تعيد الحياة إلى هذه الأرض التي أنهكتها الحرب".
وأشار أبو لحية: "شعبنا الفلسطيني في غزة ينظر بعين الأمل إلى الجهد المصري، كما كان دوما، واضعا ثقته في الشقيقة الكبرى التي لم تتخل يوما عن دورها الإنساني والسياسي، فمصر ليست فقط وسيطا للسلام، بل شريكا في الوجدان والمصير، تجمعها بفلسطين روابط الدم والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، ومن هنا، فإن الأمل كبير بأن يكون الاتفاق المرتقب بوابة لمرحلة جديدة من الإعمار والاستقرار، وأن يطوى إلى الأبد فصل الحرب والدمار، تدرك مصر أن غزة اليوم تقف على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن تأخير الإعمار يعني إطالة أمد المعاناة".
وتابع: "لذلك، تعمل الدبلوماسية المصرية على ضمان أن تكون الهدنة تمهيدا لخطوات عملية تشمل إعادة بناء ما دمرته الحرب، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة تمكن أبناء غزة من استعادة حياتهم وكرامتهم، والتحرك المصري المتوازن يعكس فهما عميقا لطبيعة الصراع، وإدراكا بأن الأمن لا يبنى بالقوة، بل بالعدالة والحقوق، وأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق ما لم ينل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مشهد يعكس عمق العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني، تتوالى من غزة بين الحين والآخر مشاهد التأييد والمساندة لمواقف مصر".
واختتم: "تلك الصور ليست مجرد لحظات عابرة من الامتنان، بل تعبير صادق عن ارتباط وجداني وتاريخي يربط الشعب الفلسطيني بشقيقه المصري، الذي وقف دوما إلى جانب الحق الفلسطيني في كل المراحل والظروف، وأكد أن الجهود المصرية المتواصلة لا تنبع فقط من التزام سياسي، بل من قناعة راسخة بأن استقرار فلسطين هو مفتاح استقرار المنطقة كلها، وأن تحقيق السلام العادل هو الطريق الوحيد لإنهاء دوامة الحروب المتكررة.. ولذلك، يعلق شعبنا في غزة آماله الكبيرة على أن تكون شرم الشيخ هذه المرة بداية جديدة، لا لوقف النار فحسب، بل لانطلاق مسار سلام حقيقي يعيد للفلسطينيين حقوقهم، وللمنطقة أمنها، وللإنسان الفلسطيني في غزة حقه في الحياة والإعمار والكرامة".