كيف أصبحت قطر دولة لا غنى عنها في المحادثات مع حماس؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
عادت قطر الصغيرة، الواقعة على الخليج في مقدمة ومركز الدبلوماسية العالمية مرة أخرى، وذلك لجهودها للتوسط في صفقات لإطلاق سراح الأسرى، الذين احتجزتهم حركة "حماس"، خلال هجماتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول في إسرائيل، وكذلك إجلاء الرعايا الأجانب من غزة.
وتوسطت قطر الاربعاء في اتفاق بين إسرائيل وحماس ومصر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لإطلاق سراح مواطنين أجانب ومدنيين فلسطينيين مصابين بجروح خطيرة من غزة إلى مصر، وفقا لمصادر مطلعة على المحادثات
وكان هذا الاتفاق منفصل عن أي مفاوضات بشأن الأسرى.
وغادر ما لا يقل عن 110 من حاملي جوازات السفر الأجنبية غزة، حسب مسؤولين على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، كما بدأ مستشفى العريش في مصر في استقبال المصابين الفلسطينيين الذين عبروا من غزة، بحسب قناة "القاهرة الإخبارية".
ووفق تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد"، فإن قطر باتت تجد نفسها في موقف دبلوماسي حساس.
ويختلف المراقبون حول هذا الموقف، ففي الوقت الذي يقول البعض إنه حتى الآن يصب في مصلحتها، مما يجعلها حليفًا لا غنى عنه لواشنطن، لكن البعض يرى أن علاقة قطر بحماس "قد تصبح عائقا".
ويبدو أن العلاقة بين حماس وقطر "تؤتي ثمارها"، فبالإضافة إلى المدنيين الفلسطينيين والأجانب الذين سمح لهم بمغادرة غزة، الأربعاء، تم إطلاق سراح 4 رهائن كانت "حماس" تحتجزهم، بعد وساطة قطرية ومصرية.
اقرأ أيضاً
حكومة الاحتلال توعز بتقييد بث قناة الجزيرة القطرية.. ما السبب؟
واعترفت إسرائيل بمساعي قطر في الملف، حيث قال مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، إن الجهود الدبلوماسية القطرية "شديدة الأهمية في هذا الوقت".
وأضاف في منشور على منصة "أكس" (تويتر سابقا): "يسرني القول إن قطر أصبحت طرفا أساسيا ومساهما في تسهيل الوصول إلى الحلول الإنسانية".
من جانبه، يقول أندرياس كريج الأستاذ المشارك في جامعة كينجز كوليدج في لندن، والذي يركز في بحوثه على دول الخليج: "كانت علاقة قطر مع حماس عنصرا رئيسيا في استراتيجية الوساطة".
ويضيف: "إنه مكان تحتكر فيه قطر تلك العلاقة، وتحتكر هذا الصراع لأنها تستطيع التحدث إلى كلا الجانبين بطريقة لا يستطيع أي لاعب آخر في العالم القيام بها".
ويدلل على ذلك بالقول إن قطر، وهي الدولة الغنية بالغاز، حافظت على علاقاتها مع الحركة الفلسطينية، خلال السنوات الأخيرة، وكانت أيضا واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، كما حافظت أيضا على اتصالات عبر القنوات الخلفية مع إسرائيل، وفقا للشبكة.
ووفق مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن"، فإن رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد بارنيا، كان في قطر خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، لمناقشة الجهود المبذولة لإطلاق سراح الأسرى.
يشار إلى أنه في أعقاب ثورات الربيع العربي عام 2011، اختلفت قطر مع بعض جيرانها العرب بعد أن دعمت المتظاهرين الذين سعوا إلى الإطاحة بالأنظمة في العديد من الدول العربية.
اقرأ أيضاً
لدور قطر في ملف الأسرى.. إسرائيل تتراجع عن خطة لإغلاق "الجزيرة"
وتدهورت العلاقات أكثر عندما قطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في منتصف عام 2017، متهمة الدوحة بدعم الإرهاب، وهو ما نفته قطر مرارا وتكرارا، وقد استغرق الأمر سنوات حتى تتمكن هذه الدول من إصلاح العلاقات.
وفي عام 2012، سمحت لحركة "حماس"، المدعومة من إيران، بإنشاء مكتب سياسي في الدوحة، والذي لا يزال فعالاً، وقد جعلت هذه العلاقة من قطر وسيطًا مهمًا مع "حماس" خلال صراعاتها مع إسرائيل.
وتقول قطر إنها وافقت على استضافة المكتب السياسي لحماس، بعد أن طلبت الولايات المتحدة منها فتح قناة تواصل مع الحركة قبل أكثر من عقد من الزمن.
وقال مسؤول قطري لصحيفة "فايننشال تايمز"، تحدث دون الكشف عن هويته، إن واشنطن طلبت من الدوحة لأول مرة فتح قنوات غير مباشرة في عام 2006، بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية".
وفي العام الموالي، سيطرت الجماعة المسلحة على القطاع بعد صراع داخلي مع حركة فتح التي تسيطر على الضفة الغربية.
وبحسب "رويترز"، تقدم قطر مئات الملايين من الدولارات إلى غزة منذ 2014، وفي مرحلة ما كانت تنفق 30 مليون دولار شهريا للمساعدة في تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع ودعم الأسر الفقيرة والموظفين في الحكومة التي تديرها حماس.
وقال مسؤول قطري للوكالة، ردا على طلب إلى الحكومة القطرية من أجل التعليق: "المساعدات القطرية توفر 100 دولار للأسر الفلسطينية الأكثر فقرا وتمدد فترة تشغيل الكهرباء خلال اليوم في غزة"، مضيفا أن ذلك ساعد في الحفاظ على الاستقرار وجودة المعيشة... للأسر الفلسطينية".
اقرأ أيضاً
قطر: الاحتلال يشن حربا شاملة في غزة.. والتصعيد يعرقل الوساطة
وحافظت قطر كذلك على علاقات وثيقة مع الدول الغربية، وأصبحت موردًا متزايد الأهمية للطاقة باعتبارها واحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم ومشتريًا رئيسيًا للأسلحة من الولايات المتحدة، وقد كانت على مدى عقود موطنًا لقاعدة جوية أمريكية عملاقة، وأعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن العام الماضي، حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو.
لكن الدوحة كانت أيضًا واحدة من أولى دول الخليج العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك في عام 1996، وكسرت بذلك أحدى المحرمات التي طال أمدها في المنطقة (وقد قطعت هذه العلاقات بعد غزو إسرائيل لغزة في عام 2009).
وكانت شبكة "الجزيرة" التابعة لها، أول شبكة إخبارية عربية تضع خريطة إسرائيل على الشاشة، وتدعو مسؤوليها لإجراء مقابلات على الهواء.
ويعلق كريج على ذلك بالقول إن قطر تحاول "إيجاد مكان للدبلوماسية".
ويضيف: "أحد أهداف قطر هو تأخير الهجوم الإسرائيلي داخل غزة، ولكن بالرغم من ذلك بدأت إسرائيل عمليتها البرية الكاملة الجمعة، والتي قال مسؤولون أمريكيون إنها أدت إلى تعقيد الجهود الرامية إلى تحرير أكثر من 200 أسير يعتقد أن حماس تحتجزهم".
وأقر بذلك المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، السبت، حين قال إن مفاوضات الأسرى أصبحت "أكثر صعوبة، ولكنها مستمرة على الرغم من التصعيد على الأرض".
ويضيف كريج، أن التوسط لإطلاق سراح الأسرى الذين اختطفتهم "حماس"، هو وسيلة مفيدة للدبلوماسية القطرية، لأن بعض الرهائن يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية، مما يمنح العديد من الدول مصلحة خاصة في دعم جهود الدوحة.
اقرأ أيضاً
الخارجية القطرية توضح مصير الهنود المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل
أما جوست هلترمان من مجموعة الأزمات، فتقول إن الوساطة كانت منذ فترة طويلة واحدة من أكثر "المهارات القابلة للتسويق" في قطر، في إشارة إلى تاريخ الدولة الخليجية الطويل في التفاوض بين اللاعبين الدوليين المتعارضين مع بعضهم البعض.
وتوسطت الدوحة في اتفاق تاريخي بين إيران والولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول، شهد إطلاق سراح 5 أمريكيين من السجون الإيرانية.
وكان إطلاق سراح السجناء جزءًا من صفقة أوسع شملت قيام الولايات المتحدة بالإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية.
كما سبق أن لعبت قطر أيضًا أدوار الوساطة في الملف النووي الإيراني، حيث سهلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في أواخر عام 2022.
وفي واحدة من أبرز جهود الوساطة التي بذلتها، أثبتت قطر في عام 2021 أنها حاسمة في إخلاء واشنطن من أفغانستان في اللحظات الأخيرة، عندما لم تسهل الدولة الخليجية السفر الآمن للأمريكيين في البلاد فحسب، بل عملت أيضًا كقوة حماية لهم في أفغانستان بعد ان اصبحت دولة تحكمها حركة "طالبان"، وهي حركة تقيم قطر معها علاقات دبلوماسية.
ورغم ذلك، تعرضت الدوحة لانتقادات من إسرائيل والساسة الغربيين بسبب علاقاتها مع "حماس".
واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، قطر الأسبوع الماضي، بتمويل "حماس" وإيواء قادتها على الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها الدوحة.
اقرأ أيضاً
وزيرا خارجية قطر وأمريكا يبحثان خطورة تصاعد المواجهات في غزة
وأضاف في اجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة: "قطر، التي تمول وتؤوي قادة حماس، يمكنها التأثير وتمكين الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأسرى المحتجزين لدى الإرهابيين".
وتابع: "عليكم أنتم أعضاء المجتمع الدولي أن تطالبوا قطر بالقيام بذلك".
وردا على ذلك، قالت قطر إنها "شعرت بالمفاجأة والغضب" من تصريحات الوزير الإسرائيلي، خاصة "في الوقت الذي تسعى فيه قطر إلى ضمان إطلاق سراح الأسرى وخفض التصعيد".
وحذرت قطر من أن "هذه التصريحات الاستفزازية"، يمكن أن تقوض جهود الوساطة، بل وتعرض حياة الناس للخطر.
ويشير كريغ إلى أن الكثير من القطريين لديهم تحفظاتهم الخاصة بشأن "حماس"، وأن علاقة قطر مع "حماس" على الأرجح "تحتاج إلى القليل من التحقق من الواقع".
فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الخميس، أن الولايات المتحدة وقطر "اتفقتا على إعادة النظر" في ارتباط الدوحة بحركة "حماس"، بعد حل أزمة الأسرى.
وقالت الصحيفة إنه تم صياغة الاتفاق خلال اجتماع عقد مؤخرا في الدوحة بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مضيفة أنها لم تقرر بعد ما إذا كانت إعادة التقييم هذه "ستؤدي إلى نزوح جماعي لقادة حماس من قطر".
اقرأ أيضاً
سفير قطر بواشنطن: وجود مكتب حماس بالدوحة لا يعني أننا نؤيدها
ويعلق كريج، أنه من غير المرجح أن تقوم قطر بطرد "حماس"، ولكن من المرجح أن تنأى بنفسها عن الجماعة، كما فعلت مع حركة "طالبان"، التي لها أيضًا مكتب في العاصمة القطرية الدوحة.
أما جوست آر. هلترمان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، فيقول: "تلعب قطر دورًا نموذجيًا" في جهود الوساطة التي تبذلها، لكن هناك كتلة سياسية في الولايات المتحدة غير راضية عن علاقات قطر مع "حماس".
ودعا عضوان جمهوريان في الكونغرس قطر إلى "تسليم قيادة حماس من الدوحة".
ويضيف هلترمان إنه على الرغم من الضغوط على قطر لطرد "حماس"، فإن التخلي عن الجماعة سيكون "خطوة مدمرة للذات" بالنسبة لقطر، وقد يدفع "حماس" إلى أحضان إيران أكثر.
ويتابع: "سوف تفقد هذا الاتصال" مضيفا "ويمكن أن تكون هذه الاتصالات مفيدة في المستقبل".
ومع ذلك، قالت إسرائيل إنها تسعى إلى تدمير "حماس" مرة واحدة وإلى الأبد، حتى لا تهددها مرة أخرى، الأمر الذي قد يقلل من فائدة قطر كوسيط.
اقرأ أيضاً
تفوقت على الجميع.. فورين بوليسي: كيف تحولت قطر إلى وسيط لا غنى عنه في حرب غزة؟
المصدر | سي إن إن - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر وساطة أمريكا حماس الدبلوماسية إسرائيل الأسرى إطلاق سراح الأسرى الولایات المتحدة جهود الوساطة لإطلاق سراح اقرأ أیضا واحدة من إن قطر قطر مع فی عام قطر فی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يقرّ بتسليح إسرائيل عصابات في غزة
أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، مساء اليوم الخميس 5 يونيو 2025، بتسليح عصابات في قطاع غزة ، مشدّدا على أن ذلك "أمر جيّد" من شأنه حماية عناصر جيش الاحتلال.
وبعد ساعات قليلة من كشف رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، أمر سرًا بتسليح "عائلات إجرامية" في قطاع غزة بـ"الأسلحة الخفيفة وبنادق هجومية"، بواسطة جهاز الأمن الإسرائيلي، قال نتنياهو: "بناءً على نصيحة مسؤولين أمنيين، فعّلنا شعائر في غزة، معارِضة ل حماس ".
وأضاف أن "هذا أمر جيد، وينقذ أرواح جنود الجيش الإسرائيلي".
وهاجم نتنياهو ليبرمان، وقال إن "الدعاية لهذا الأمر لا تخدم إلا حماس، لكن ليبرمان لا يكترث"، مضيفا أن إعلان ليبرمان، "تسريب إجرامي من لجنة فرعية تابعة للجنة الشؤون الخارجية والأمن".
مسؤول أمنيّ إسرائيليّ: نقلنا لعصابات في غزة "أسلحة ومعدّات وأموالًا"وكشف مصدر أمنيّ إسرائيليّ، شارك في عملية تسليح عناصر من هذه العصابات في قطاع غزة، أن إسرائيل نقلت إليهم، "أسلحة ومعدّات وأموالًا"، بحسب ما أوردت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة "كان 11"، مساء الخميس.
وذكر المصدر ذاته أن "هذه قوة عسكرية تتلقى تعليمات من أعلى المستويات، وتُسلِّح عصابات السلاح في غزة، وتقود القوة، ووتغلق، وتتلقى تعليمات من ضباط الشاباك، الذين يرافقون القوات في الميدان".
وقال: "أفترض وجود العديد من هذه الأنشطة في نقاط مختلفة في قطاع غزة"، مشيرا إلى أنها "تُنفذ بناءً على طلب شعبة الاستخبارات بالجيش، والشاباك، لذلك لا أعرف عددها بالضبط".
وردًا على سؤال بشأن أنواع الأسلحة التي أُدخلت إلى قطاع غزة، ذكر أنه "أدخلنا أسلحة خفيفة، والكثير من المعدات، وأعتقد أنه كانت هناك أموال أيضًا".
وقال المصدر الأمني: "الأمر ليس أشبه بـ’أطلق النار ثم انسَ’، بل هو أكثر تعقيدًا"، مضيفا: "هذه ليست مجرد مساعدة عسكرية، بل إنها تُنفّذ على نطاق واسع".
وذكر أنها "مساعدة سُحبت بالتأكيد من داخل القطاع، أسلحة صودرت أو أُعيدت بطريقة، أو بأخرى". وبحسب قوله، فإن قوات الجيش الإسرائيلي على علم بذلك.
وقال المصدر ذاته، ردًا على سؤال عمّا إذا كان قد أُبلغ صراحةً بنقل الأسلحة إلى الفلسطينيين في غزة، ليتمكنوا من قتال حماس: "نعم، يُمكن القول إننا فهمنا ذلك. لم يكن هناك حاجة لذكر ذلك، لأنه كان واضحًا تمامًا من خلال السريّة، ومن خلال وجود ضباط الشاباك، ومن خلال المركبات البيضاء".
وفي وقت سابق الخميس، وعقب تصريحات ليبرمان وتعقيب مكتب رئيس الحكومة الذي لم ينفها، أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") بأن إسرائيل شرعت منذ أسابيع بتسليح "جهات محلية" في قطاع غزة، ووصفتها بـ"العشائر"، بذريعة مواجهة حركة حماس.
وأضافت أن هذه الخطوة تأتي ضمن "سياسة وجهود إسرائيلية منظم لمواجهة حماس"، ولفتت إلى أن الرقابة العسكرية فرضت تعتيما على الموضوع خلال الفترة الماضية، قبل أن تصادق على النشر، اليوم، بعد الضجة التي أثارتها تصريحات ليبرمان.
وبحسب "كان 11"، فإن "هدف العملية هو دعم جهات معارضة في قطاع غزة تعمل ضد حكم حركة حماس"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة "نُفّذت بمصادقة نتنياهو، دون علم الكابينيت وكافة الجهات في الأجهزة الأمنية".
وقال ليبرمان في مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية ("كان - ريشيت ب") إن "إسرائيل زوّدت عائلات إجرامية في غزة ببنادق هجومية وأسلحة خفيفة، بأمر من نتنياهو. هذه الأسلحة تصل إلى مجرمين ومن ثم تُوجَّه نحو إسرائيل".
وأضاف ليبرمان أن تقديراته هي أن "هذه الخطوة لم تُعرض على الكابينيت"، وأضاف أن "رئيس الشاباك على علم بها، لكن لا أعتقد أن رئيس الأركان يعلم عنها. نحن نتحدث عن جماعات على غرار تنظيم داعش في غزة".
وتابع ليبرمان في تصريحاته: "لا أحد يستطيع أن يضمن أن هذه الأسلحة لن تُستخدم ضد إسرائيل. ليست لدينا قدرة على المراقبة أو التتبع"، مضيفًا: "لست متأكدًا من مدى قدرة رئيس الشاباك، رونين بار، على أداء مهامه، قبل أسبوع واحد من مغادرته".
وشدد ليبرمان على أن الغموض لا يزال يكتنف هوية الجهة التي صادقت على هذه العملية، وقال: "ليس من الواضح من صادق على هذه العملية، وإن كان وزير الأمن، يسرائيل كاتس، يعلم بها، ولا حتى الكنيست ".
في تعقيبه على اتهامات ليبرمان، أصدر مكتب نتنياهو، بيانًا مقتضبًا لم ينفِ الادعاءات، واكتفى بالقول إن "إسرائيل تعمل على حسم المعركة ضد حركة حماس بطرق مختلفة ومتنوعة، بناءً على توصيات جميع قادة الأجهزة الأمنية".
وتسلّط هذه التصريحات، التي أدلى بها وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، الضوء على ما وصفه بتجاهل نتنياهو المتعمّد لآليات الرقابة الرسمية، مثل الكابينيت أو الكنيست، في اتخاذ قرارات أمنية حساسة.
وتتقاطع هذه الاتهامات مع تقارير سابقة أفادت بأن إسرائيل تدعم عصابات إجرامية في قطاع غزة، متورطة في سرقة المساعدات وخلق حالة من الفوضى، ضمن محاولات لإضعاف سلطة حركة حماس في إطار الحرب المستمرة على القطاع.
عصابة أبو شباب تعمل برعاية الاحتلالبدورها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية رفيعة، أن "ميليشيات مسلّحة في قطاع غزة تتعاون مع إسرائيل"، وقالت إن هذه الميليشيات مكونة من "فلسطينيين من غزة لا ينتمون إلى حماس ولا إلى فتح، ويقاتلون ضد حماس ويساعدون في تأمين مراكز توزيع المساعدات".
وذكرت أن شخصًا يُدعى ياسر أبو شباب، وهو فلسطيني من سكان غزة، "لا يرتبط بحماس"، يقود ميليشيا مسلّحة تنشط في منطقة رفح "برعاية قوات الجيش الإسرائيلي". وأضاف أن هذه المجموعة تعمل "بدعم إسرائيلي وفي المناطق التي سيطر عليها واحتلها الجيش"، وتساهم في القتال ضد حماس.
واعتبرت الإذاعة أن هذه الخطوة "تُجسّد خطة إسرائيلية متأخرة، لما يُعرف بـ'اليوم التالي' في قطاع غزة"، مضيفة أنه "وبحسب ما حدده المستوى السياسي، فقد تم العثور على جهة فلسطينية محلية لا تنتمي إلى حماس ولا إلى فتح، مستعدة للتعاون مع إسرائيل".
وانتشرت في الأيام الأخيرة صور ومقاطع فيديو لعناصر الميليشيا التي يقودها أبو شباب، وتُظهر الصور أفرادًا يرتدون خوذ وسترات واقية تبدو جديدة ومتطورة، بعضها بلون الزي العسكري الزيتوني المستخدم في زيّ الجيش الإسرائيلي.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل سلّمت لعناصر الميليشيا التي يقودها أبو شباب، أسلحة بينها بنادق من طراز كلاشنيكوف "تمّت مصادرتها من حماس"، وأوضحت أن أنشطة هذه المجموعة يتركز في مدينة رفح، وتحديدًا في المناطق التي "احتلها وطهّرها" الاحتلال.
وبحسب التقرير، تشمل مهام الميليشيا "حماية قوافل المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع، والمشاركة في القتال ضد حماس".
وأشارت إلى أن هذه المبادرة تمت بلورتها بالتنسيق بين جهات أمنية إسرائيلية، وجرى عرضها على المستوى السياسي الذي صادق عليها، دون الحاجة إلى موافقة الكابينيت، وفقًا لمصادر مطّلعة.
وادعى التقرير أن ميليشيا أبو شباب هي الجهة الفلسطينية الوحيدة التي تتعاون معها إسرائيل في هذه المرحلة، ولا توجد حاليًا مجموعات محلية أخرى في القطاع يتم التنسيق معها على النحو ذاته.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية حماس: تسليح الاحتلال لمليشيات يؤكد إشرافه على هندسة الفوضى بغزة هكذا برر الجيش الإسرائيلي قصفه المستشفى المعمداني صباح اليوم إسرائيل تُسلح عصابات إجرامية في غزة بأمر من نتنياهو الأكثر قراءة صورة: الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان مناطق شرق وشمال قطاع غزة إصابة 3 جنود إسرائيليين في معارك جنوب غزة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة بالفيديو: 11 شهيداً وإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025