بوابة الوفد:
2025-07-13@07:06:25 GMT

حكم إخراج الزكاة من المزكي لمن يجب عليه نفقتهم

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

يسأل الكثير من الناس عن حكم إخراج الزكاة من المزكي لمن يجب عليه نفقتهم اجابت د ارالافتاء المصرية وقالت لا يجوز شرعًا إخراج المزكي زكاته لمن وجبتْ عليه نفقتهم؛ لأنَّ نفعها عائدٌ إليه، فكأنَّه أخْرَجَهَا على نفسه.

 

قال السدي : الأحبار من اليهود ، والرهبان من النصارى .
وهو كما قال ، فإن الأحبار هم علماء اليهود ، كما قال تعالى : ( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت ) [ المائدة : 63 ] والرهبان : عباد النصارى ، والقسيسون : علماؤهم ، كما قال تعالى : ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) [ المائدة : 82 ] .


والمقصود : التحذير من علماء السوء وعباد الضلال كما قال سفيان بن عيينة : من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ، ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى . وفي الحديث الصحيح : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة . قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ . وفي رواية : فارس والروم ؟ قال : ومن الناس إلا هؤلاء ؟ .
والحاصل : التحذير من التشبه بهم في أحوالهم وأقوالهم ؛ ولهذا قال تعالى : ( ليأكلون أموال الناس بالباطل ) وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين ومناصبهم ورياستهم في الناس ، يأكلون أموالهم بذلك ، كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرف ، ولهم عندهم خرج وهدايا وضرائب تجيء إليهم ، فلما بعث الله رسوله - صلوات الله وسلامه عليه - استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم ، طمعا منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات ، فأطفأها الله بنور النبوة ، وسلبهم إياها ، وعوضهم بالذلة والمسكنة ، وباءوا بغضب من الله .
وقوله تعالى : ( ويصدون عن سبيل الله ) أي : وهم مع أكلهم الحرام يصدون الناس عن اتباع الحق ، ويلبسون الحق بالباطل ، ويظهرون لمن اتبعهم من الجهلة أنهم يدعون إلى الخير ، وليسوا كما يزعمون ، بل هم دعاة إلى النار ، ويوم القيامة لا ينصرون .
وقوله : ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) هؤلاء هم القسم الثالث من رءوس الناس ، فإن الناس عالة على العلماء وعلى العباد وعلى أرباب الأموال ، فإذا فسدت أحوال هؤلاء فسدت أحوال الناس ، كما قال بعضهم :
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها ؟
وأما الكنز فقال مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر أنه قال : هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: کما قال

إقرأ أيضاً:

القدرة على التخطي

د. صالح بن ناصر القاسمي

 

يولد الإنسان ضعيفا، لا يقوى على شيء، يحتاج إلى من يرعاه ويقوم على أمره، ثم تمر السنوات، ويكبر الجسد والعقل، وتتشكل الشخصية، ليصبح كائنا قادرا على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، بل وتبدو عليه في بعض الأحيان قوة خارقة تجعله يبدو كالجبل، صلبا لا ينكسر.

غير أن هذه القوة قد تتحول عند البعض إلى صورة من الغلظة والقسوة، وهي وإن كانت موجودة، لكنها تظل استثناء، فالغالب على الناس أن فيهم قلوبا تنبض باللطف، وتفيض بالرحمة، وتعرف كيف تستوعب الآخرين، وتتجاوز الزلات، وتمضي دون أن تبحث في النيات أو تنبش في التفاصيل.

ولعل أعظم ما يميز هؤلاء الناس، هو أنهم يملكون نعمة نادرة تسمى القدرة على التخطي. حيث إنهم لا يحملون الأحقاد، لا يقفون طويلا عند المواقف المؤذية، بل يتجاوزونها بروح خفيفة، وكأنها غبار مر على قلوبهم ولم يترك أثرا.

ومع الأسف، بدأت هذه النماذج تتناقص في عصرنا، إذ أصبح الناس أكثر توترا، والقلوب أكثر ضيقا، وكثرت الضغوط، وتكاثرت المسؤوليات، وازدادت وسائل التواصل التي تنقل لكل إنسان مشاكل الناس وكأنها مشاكله، فجعلت منه إنسانا يضيق بالخطأ، ويغضب من الكلمة، ويستعيد كل موقف كأنه طعنة، حتى نسي أن التسامح راحة، وأن التغاضي حكمة.

وللتخطي وجهان، أحدهما بسيط والآخر عميق. أما البسيط فهو ذلك الذي نمارسه كل يوم، نواجه مواقف بسيطة أو كلمات عابرة، وقد تضايقنا، لكنها تمر، نبتلعها ونكمل يومنا.

وأما الوجه العميق، فهو الأشد صعوبة، وهو ما يتعلق بالمواقف التي علقت بالذاكرة منذ الطفولة، اللحظات التي شعرنا فيها بالضعف، أو الظلم، أو القهر، ولم نستطع وقتها الدفاع عن أنفسنا.

وهنا تستيقظ الذاكرة، لا حين يتكرر الفعل ذاته، بل حين يتكرر الشعور ذاته، فنتحول إلى أطفال من جديد، نعيش مشاعرنا القديمة وكأنها تحدث الآن.

وقد روى أحدهم قصة واقعية تلخص هذا، حيث إن هناك شابا في الثلاثين من عمره، كان ناجحا في عمله، لكنه يعاني من قلق دائم ونوبات غضب متكررة. وبعد جلسات طويلة مع مختص نفسي، اكتشف أن جذور قلقه ترجع إلى طفولته، حيث كان يقابل بالإهمال من والده، وتقمع مشاعره حين يحزن أو يبكي. لم يكن يشعر بالأمان. وحين كبر، ظلت هذه المشاعر تحكم ردود فعله، دون أن يدرك.

كان كل موقف بسيط في الحياة يعيده لا شعوريا إلى شعور الطفولة عندما يتجاهله أحد، أو لا يقدر تعبه، أو يساء فهمه، كان يشعر وكأنه ذلك الطفل المنسي، الذي لا أحد يهتم لبكائه. لكن بعد إدراكه لذلك الجذر العميق، بدأ رحلة شفاء شجاعة، لم تكن سهلة، لكنها كانت صادقة.

بدأ أولا بإعادة بناء صورته الداخلية عن نفسه، توقف عن لومها، وتعلم كيف يكون لطيفا معها. كتب رسائل إلى الطفل الصغير بداخله، يخبره فيها أنه لم يكن مذنبا، وأنه يستحق الحب والطمأنينة، حتى وإن لم يحصل عليهما حين كان صغيرا.

ثم تعلم أن يضع حدودا صحية، وألا يسمح لأحد بأن يعامله وكأن مشاعره لا تهم، وبدأ يواجه المواقف التي تثيره بهدوء، ويتنفس بعمق قبل الرد، ويختار السكوت أحيانا، لا ضعفا، بل حكمة.

وفي إحدى الجلسات، بكى وهو يقول أشعر أنني ولدت من جديد، وكأنني أحمل داخلي شخصا صغيرا تصالحت معه أخيرا.

لم تتغير الحياة من حوله كثيرا، ولكن شيئا عميقا تغير في داخله. لم يعد الماضي يتحكم بالحاضر، ولم تعد الذكريات تحكم ردود فعله. تعلم أن التخطي لا يعني النسيان، بل يعني التحرر.

تلك القصة وغيرها تؤكد أن التخطي لا يكون سطحيا فقط، بل يحتاج إلى وعي عميق، واستعداد شجاع لمواجهة النفس. أن نجلس مع أنفسنا بصراحة، ونعترف بوجود الجرح، ونقرر ألا نحمله معنا بعد الآن.

وحتى إن كانت الذكريات موجعة، فإن الحقيقة تقول نحن اليوم أقوى. نحن نعيش في حاضر لا يشبه ماضينا، ونملك خيارات جديدة لم نكن نملكها وقت الألم.

وبهذا اليقين، نستطيع أن نقول لأنفسنا لقد تجاوزت، لقد مضيت، وهذا الماضي لا يحددني.

والأعظم من ذلك أن العفو عن الناس ليس فقط راحة، بل عبادة. قال تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله". (الشورى: 40)

أجره على الله... ليس أجرا عاديا، بل أجر لا يقدره بشر، ولا يحده مقدار، لأنه من الله الكريم، العليم بما في القلوب.

ولنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم مثال. فقد جاءه أعرابي، فشده بشدة حتى أثر الرداء في عنقه الشريف، وقال له بخشونة: "يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك).

فلم يغضب النبي، بل التفت إليه، وابتسم، ثم أمر له بعطاء.

تلك الحادثة ليست مجرد قصة، بل هي درس في السمو، في التخطي، في أن تكون فوق الإساءة لا تحتها، لأن نحيا كما عاش الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نعامل الناس كما علمنا، بروح تسع الجميع، وبنفس تعرف أن الصفح عز لا مذلة.

نسأل الله أن يمنحنا القوة على أنفسنا، لنختار الصفاء على الضغينة، والصفح على الانتقام، وأن نعيش بقلوب خفيفة، لا تثقلها الأحزان، ولا تعيقها الذكريات.

مقالات مشابهة

  • كيف يتحدّث أهل الجنة مع أصحاب النار؟.. دار الإفتاء تجيب
  • القدرة على التخطي
  • هل السحر يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الزواج؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
  • الدكتور يسري جبر: الكف عبادة يترتب عليه ثواب كفعل الخير تمامًا
  • خطيب الأزهر: الله يفسد الأسباب أحيانا لتأتي النتائج على خلاف رغبة العباد
  • موعد المولد النبوي 2025.. كم باقي على الإجازة؟
  • على جمعة: الرضا نعمة عظيمة تجلب السرور للقلب
  • ما المقصود بـمكر الله في القرآن؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الدعوة على أبنائي بعد تسببهم في حبسي .. رد من الأزهر حول طلب إبراهيم سعيد بعد خروجه من السجن
  • الأوقاف تفتح باب التقدم للعمل بالإدارة العامة للمراجعة والحوكمة