عربي21:
2025-05-31@16:37:47 GMT

المقاومة الفلسطينية الباسلة وسقوط الأقنعة

تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT

الحرب الصهيونية الضارية التي تشنها القوات الصهيونية المدعومة بإسناد أمريكي من حيث التخطيط والرصد، واستخدام الأقمار الصناعية وحشد قواتها العسكرية في السفن الحربية في البحر الأبيض المتوسط، والإسناد الميداني بالرصد والتخطيط، والمدعومة سياسيا وإعلاميا من قبل الدول الغربية الكبرى، التي يحلو لها أن تطلق على نفسها بدول العالم الحر، والوصابة على الديمقراطية وحقوق الإنسان !! هذه الحرب كشفت القناع وأسقطت دعاوى ما يسمى بالعالم الحر الدفاع عن حقوق الإنسان والحق في تقرير المصير، وأكدت نفاقه وازدواجيه معاييره من عدة وجوه :

الوجه الأول ـ الانطلاق في التعامل مع الصراع الصهيوني ـ الفلسطيني، وكأنه وليد عملية "طوفان الأقصى" التي يتم توصيفها من قبل إعلامه المخترق صهيونيا بأنها "إرهاب" في سعي لطمس أصول هذه القضية ونشأتها الأولى ومراحلها المختلفة.

. وهي النشأة التي يتحمل فيها الغرب "المتحضر" المسؤولية الأولى من خلال وعد بلفور القائم على إقحام هذا الكائن السرطاني في قلب العالم الإسلامي، سعيا منه للتكفير عن عقدة الذنب تجاه ما تعرض له اليهود من اضطهاد في البلاد الغربية التي بلغت أوجهها في معسكرات الاعتقال النازية !!!

ثانيا ـ إن هذه المقاربة المفضوحة والمتحيزة تسعى إلى إلغاء ما يزيد عن نصف قرن من الاضطهاد والتنكيل، والجرائم الإرهابية التي ارتكبها الكيان الصهيوني المدعوم من قبل القوى الغربية؛ بدءا بما قامت به عصابات الهاجانا التي مارست التقتيل في حق الفلسطينيين، ومرورا بالحروب المتتالية وحرب 1967 وما ترتب عنها من نتائج.

منذ ذلك التاريخ تحول الشعب الفلسطيني إلى شعب بدون أرض يعيش في الشتات أو محاصرا في الضفة الغربية، وتحت البطش المتواصل به وعشرات جرائم الإبادة الجماعية المتكررة، التي مورست في حقه خلال ستة عقود أو يزيد فضلا عن الدور الداعم للمنظمات الصهيونية، التي شجعت عمليات تهجير اليهود من مختلف أقطار العالم ومنها عدد من الدول العربية إلى أرض فلسطين بما واكب ذلك، وصاحبه من طرد الفلسطينيين من أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين في المخيمات أو في الشتات.. كما تحولت فلسطين لـ "شعب دون أرض" وجمع شتات اليهود في العالم من مختلف الجنسيات والإثنيات بناء على أسطورة أرض الميعاد وغيرها من الأساطير المؤسسة الكيان الصهيوني ..

ثالثا ـ أن الدول الغربية التي تزعم أنها دول لحقوق الإنسان ودول تؤكد على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، ترفع شعار نشر قيم وممارسات حقوق الإنسان في الدول العربية والإسلامية وتبتزها بذلك من خلال منظماتها والناشطين فيها، تجد نفسها اليوم خرساء غارقة في ازدواحية المعايير والكيل بمكيالين حين يتعلق الأمر بالانتهاكات الحقيقية والجسيمة لتلك الحقوق، وعلى رأسها حق الشعوب في تقرير مصيرها الذي يعتبر جزءا أساسيا في العقيدة السياسية والحقوقية للدول والمجتمعات الغربية "المتحضرة".

لكنها تصبح خرساء عمياء حين يتعلق الأمر بالشعوب غير الغربية والشعوب البيضاء، إذ سرعان ما تظهر ازدواجية في المعايير، وتبدأ بعملية تزوير للتاريخ ومحاولة مسح تاريخ طويل من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المنطقة وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني، ومنها حقه في تقرير مصيره وفي بناء دولته المستقلة… وحقه في الحماية من العدوان ومن كل أشكال وصور الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية .

إن الغرب اليوم ودوله "المتحضرة" ضالعة في حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة أساسا وفي الضفة الغربية بشكل أو بآخر. كما أن موقفه من الصراع القائم يعكس تناقضات منطقه في التفكير القائم على ازدواجية المعاييرإنها بحصرها للعوامل التي نتجت عنها حرب الإبادة التي يمارسها جيس الاحتلال الصهيوني في عملية القدس تمارس كذبا على التاريخ وتضليلا وطمسا لحقائقه؛ ولكل تلك الحقائق التاريخية فنضال الشعب الفلسطيني لم يبدأ من عملية طوفان القدس، أي يوم انطلاق المقاومون الفلسطينيون وهم يعبرون أسلاك وحدود الفصل العنصري، والسجن الكبير الذي وضع فيه جزء كبير من أبناؤ الشعب الفلسطيني في غزة.. وفي المخيمات المحاصرة في الضفة الغربية هو تاريخ نضالي طويل، وهو جزء لا يتجزأ من تاريخ حافل من المقاومة، وليس عملية إرهابية قام به أشخاص متعطشون الدم، وإنما أشخاص مقاومون متطلعون لينل الشهادة فداء للأرض والعرض ..

رابعا ـ إن الغرب اليوم ودوله "المتحضرة" ضالعة في حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني في غزة أساسا وفي الضفة الغربية بشكل أو بآخر. كما أن موقفه من الصراع القائم يعكس تناقضات منطقه في التفكير القائم على ازدواجية المعايير. وتنكشف تلك الازدواجية في موقفه من حربين لا يفصل بينهما زمن طويل: الحرب الروسية الأوكرانية والحرب على غزة،  فعندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين فإن كفاحهم ونضالهم من أجل استعادة حقوقهم المسلوبة يصبح إرهابا وعدوانا تجب محاربته بكل الأشكال، بينما يصبح دفاع الأوكرانيين عن أراضيهم حقا مشروعا، ودفاع الفلسطينيين عن أقصاهم وقدسهم ومدنهم المحتلة جريمة لا تغتفر، ولا يمكن التعاطف والتضامن معهم، والكيان الصهيوني كيان فوق المحاسبة ولا تنطبق عليه المعايير والقيم والمبادئ والقوانين الدولية المتعارف عليها دوليا.

غير أن الأقنعة لم تسقط فقط عن الغرب وانكشاف نفاقه وكذبه، وهو يلوي عنق التاريخ يطمس حقائقه بتحويل الشعب الفلسطيني، الذي يمارس حقا مشروعا تضمنه الشرائع السماوية والمواثيق الدولية أي الحق في المقاومة إلى إرهاب .. وإنما سقط أولا وقبل كل شيء عن النظام العربي برمته، وهو النظام الذي يقف اليوم موقف المتفرج على الحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني، وعلى جرائم الإبادة الجماعية التي تمارس في حقه، وسقط القناع بالخصوص عن المتصهينين من بني جلدتنا المخترقين صهيونيا لدرجة أن يصرح أحدهم قائلا: "كلنا إسرائيليون" في مقابل الملايين من الجماهير العربية والإسلامية وغير الإسلامية والغربية، التي خرجت في العواصم والمدن الغربية والإسلامية والدولية تصرخ بشعار واحد "كلنا فلسطينيون".

وتبقى المقاومة الفلسطينية شاهدة باستبسالها ومجسدة لقوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، فالمقاومة الفلسطينية ليس إرهابا وإنما الإ هابي هو الكيان العنصري الصهيوني، وكل من يبرر جرائمه ويحاول إلصاق التهمة بالطرف المقاوم المعتدى عليه شريك في العدوان، وستقول فيه محكمة التاريخ عاجلا أم آجلا كلمتها. وتصنف المقاومة الفلسطينية في ديوان النبل الإنساني وقيمه النضالية الرفيعة والكيان الصهيوني ومن يسنده مع فرعون وهامان وقانون وهولاكو وجانكيسخان وهتلر وموسيليني وستالين، ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ولائحة العار طويلة.

وتبقى الشعوب العربية والمسلمة التي خرجت في مظاهرات حاشدة حصنا حصينا ضد الاختراق الصهيوني، حيث يقيم لها الكيان الغاصب ألف حساب وكذلك أحرار العالم الذين خرجوا في العواصم الأوروبية وفي شوارع لندن ونيويورك وواشنطن، مما يدل على أنه لا يزال في العالم أحرار، تماما كما رفض أحرار العرب في مكة المكرمة الحصار الظالم الذي أقامته قريش المستكبرة بأموالها ونفوذها وأصنامها، وادعائها خدمة الكعبة وحجاجها على المسلمين المستضعفين حيث حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم في السنة السابعة من البعثة، وبقوا محاصرين لا يبيع إليهم ولا يشتري منهم مضيقا عليهم نحو ثلاث سنين حتى بلغ بهم الجهد إلى أن تنادى بعض العقلاء منهم لإنهاء هذه المقاطعة والحصار الظالمين، فقاموا بتمزيق وثيقة الحصار التي علقت على الكعبة فوجدوا أن الأرضة قد أكلتها.

غزة ستنتصر.. فلسطين ستتحرر وقريبا سينتفض عقلاء العالم لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، وقبل ذلك سينتصر الصمود الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وستأكل الأرضة على الأرض الفلسطينية كل المواثيق والأحلاف والخطط والمؤامرات "وما يعلم جنود ربك إلا هو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني العدوان الاحتلال احتلال فلسطين عدوان رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی حقوق الإنسان فی تقریر

إقرأ أيضاً:

صاروخ يمني فرط صوتي يضرب مطار “بن غوريون” ويشل الحركة الجوية في قلب الكيان

يمانيون |
في تطور نوعي جديد ضمن عمليات الإسناد اليمنية لمعركة التحرر الفلسطينية، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء الخميس، تنفيذ ضربة صاروخية دقيقة استهدفت مطار “اللد” الواقع في منطقة “يافا” المحتلة، والمعروف باسم “بن غوريون”، مستخدمة صاروخاً باليستياً فرط صوتي.

وأكد بيان رسمي صادر عن القوات المسلحة أن العملية، التي جاءت رداً على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، حققت أهدافها بدقة، وأحدثت حالة من الهلع في صفوف الصهاينة، وأجبرت الملايين منهم على التوجه إلى الملاجئ، بالتزامن مع تعليق حركة الملاحة الجوية في المطار.

وأوضح البيان أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة عمليات الردع الاستراتيجية التي تنفذها القوات اليمنية نصرةً للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن استهداف مطار “بن غوريون” يمثل رسالة قوية للعدو الصهيوني بأن اليمن حاضر في معادلة الردع، وسيواصل تنفيذ عملياته حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عن أهلها.

وجددت القوات المسلحة اليمنية التزامها الثابت بواجبها الديني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية، معتبرة أن استمرار العدوان الصهيوني لن يمر دون رد. كما أكدت أن أي اعتداء صهيوني على الأراضي اليمنية سيُقابل بعمليات نوعية إضافية تستهدف البنية التحتية الحيوية للكيان المؤقت، بما في ذلك الموانئ والمطارات.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: { وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥۤۚ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ }

في سياق الموقف اليمني الثابت والمشرّف في مناصرة الشعب الفلسطيني، وردًّا على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة، نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية، بعون الله وتوفيقه، عملية عسكرية استهدفت مطار “اللد” المسمى إسرائيلياً “بن غوريون” في منطقة “يافا” المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي.

وقد حققت العملية أهدافها بنجاح، حيث أجبرت ملايين الصهاينة المحتلين على الفرار إلى الملاجئ، وأدت إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في المطار.

إن القوات المسلحة اليمنية، وهي تؤدي واجبها الديني والإنساني، تؤكد لشعبنا العزيز استمرارها في دعم الشعب الفلسطيني حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنه، وستواصل تنفيذ العمليات الإسنادية، بما في ذلك فرض الحظر الجوي على مطارات الكيان الصهيوني.

والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير

عاش اليمن حراً عزيزاً مستقلاً

والنصر لليمن ولكل أحرار الأمة

صادر عن القوات المسلحة اليمنية
الخميس 2 ذو الحجة 1446هـ الموافق 29 مايو 2025م

مقالات مشابهة

  • مصدر بوزارة الدفاع: على المستثمرين والشركات العاملة لدى الكيان الصهيوني سرعة المغادرة
  • الهيئة النسائية في حجة تنظم وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • ضربات مركّزة ومواجهات ضارية .. المقاومة الفلسطينية تفتك بقوات العدو الصهيوني في عدة محاور بغزة
  • “المجاهدين الفلسطينية” تثمن قرار بلدية برشلونة قطع العلاقات المؤسسية مع الكيان الصهيوني
  • وزير الأشغال العامة الفلسطيني: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية ودورها في منع التهجير
  • صاروخ يمني فرط صوتي يضرب مطار “بن غوريون” ويشل الحركة الجوية في قلب الكيان
  • محكمة غزة بسراييفو تدين جرائم الإبادة وتدعم حق المقاومة المسلحة
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • الأحرار الفلسطينية: العدو الصهيوني دمر أكثر من 80 % من قطاع غزة في 600 يوم
  • عطوان يعلق على غارات مطار صنعاء .. دليل الم فضيع وانهيار في الكيان