خبير عسكري: الهندسة العكسية والمهارة الفردية من نقاط قوة المقاومة الفلسطينية
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن ما تملكه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من إمكانات تتعلق بالهندسة العسكرية العكسية، إضافة إلى ما ظهر من مهارات فردية عالية يملكها عناصرها، هي بمثابة نقاط قوة في مواجهتها لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليته البرية بالقطاع.
والهندسة العكسية عملية تفكيك سلاح أو نظام ما لمعرفة آلية عمله، من خلال تحليل بنيته ووظيفته والطريقة التي يعمل بها، بهدف إعادة تصنيع سلاح أو نظام مشابه له يقوم بنفس الوظيفة، كما يمكن تحسينه وتلافي عيوب السلاح الأصلي.
وأوضح الدويري -خلال تحليل على شاشة الجزيرة- أن إمكانات المقاومة في الهندسة العكسية والتي ظهرت من خلال ما كشفته من أسلحة مختلفة كقذيفة "الياسين 105" والعبوات اللاصقة وغيرها، ظهر تأثيرها القوي خلال الأيام الأخيرة في مواجهات الاجتياح البري، من خلال استهداف إمكانات جيش الاحتلال وفي مقدمتها دبابة ميركافا وناقلة النمر.
وأضاف بأن المهارة العالية لمن ينتمي إلى كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي ظهرت من خلال المقاطع المنشورة مؤخرا، كشفت القدرة على استخدام السلاح المضاد للدروع، وما يملكه المنتمي لحماس من جرأة واستعداد للتضحية والإقدام، وهو الأمر الذي يندر توفره لدى المقاتل العادي.
وعاود الدويري التأكيد على أن نقاط التماس بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي لا تزال تحاول التوغل داخل قطاع غزة برا، على حالها منذ أكثر من 48 ساعة وإن عملية التطويق التي تتحدث عنها إسرائيل تتم بالنيران وليس بالقوات على الأرض.
كما أكد أن القوات الإسرائيلية لا يمكن اعتبار ما وصلت إليه بمثابة السيطرة على المناطق التي تتمركز بها، في ظل نجاح المقاومة بتنفيذ عمليات لها خلف الخطوط تحدث في تلك المنطقة، مشيرا إلى أن المباني الموجودة في تلك المناطق تستخدم من قبل الطرفين.
ولفت الخبير العسكري إلى أن المستجدات على الأرض تشير إلى أن القوات الإسرائيلية لا تملك الوسائل الكافية لتحقيق أهدافها المعلنة على الأرض، وأن الإطار الزمني للمعركة يفرضه المدافع وليس المهاجم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
ضحى الحلامي.. رحلة إبداع تجمع الهندسة والفن التشكيلي
خولة علي (أبوظبي)
في عالم تتمازج فيه الألوان مع الأفكار، وتُرسم فيه الأحلام على أرض الواقع، تبرز ضحى أحمد الحلامي، كصوت إبداعي يمزج بين دقة الهندسة وحرية الفن، وجدت في اللوحة ملاذاً للتعبير عن ذاتها، وفي الفرشاة أداة لبناء جسور من المشاعر بين الإنسان والعالم من حوله، فمن قلب المعادلات الهندسية، حيث مجال دراستها وتخصصها، برزت كفنانة تجعل من التفاصيل الصغيرة قصصاً نابضة بالحياة، لتعيد صياغة ما تراه من مشاهد إلى ما يلامس الروح، من خلال لوحات تعكس مزيجاً من الأحلام والتجارب، والبحث الدائم عن الجمال الخفي.
اكتشاف وإبداع
تعيش ضحى الحلامي، مهندسة كهربائية وفنانة تشكيلية، تجربة مميزة تجمع بين المنطق والخيال، فقد بدأت مسيرتها المهنية في مجال الهندسة، لكنها سرعان ما اكتشفت شغفاً خفياً يدفعها إلى التعبير عن ذاتها بطريقة تتجاوز أطر الأرقام والتصميمات التقنية، ففي سن الخامسة والعشرين، اتخذت قراراً جريئاً بالدخول إلى عالم الفن التشكيلي، وبدأت رحلتها في استكشاف ماهية هذا الفن والغوص في أعماقه، ليصبح جزءاً لا يتجزأ من واقعها.
تقول الحلامي: «أمارس الفن كوسيلة للتواصل مع نفسي ومع الآخرين، وتطورت هذه الرحلة تدريجياً أصبحت جزءاً أساسياً في حياتي»، مؤكدة أنها تستلهم أعمالها من التفاصيل الصغيرة التي قد تبدو عادية لكنها تحمل الكثير من المعاني العميقة، مثل الطبيعة، الثقافة المحلية، وتجارب الحياة الشخصية، لاستكشاف قصص البشر والتعبير عنها بريشتها.
ولم يكن دخول الحلامي إلى عالم الفن مجرد خطوة عابرة، بل رحلة عميقة للبحث عن الذات، ورغبة قوية في كسر قيود الروتين اليومي، والعمل على خلق مساحة للتعبير عن مشاعرها وأفكارها، لتجد نفسها مستمتعة بالغوص في بحر الألوان واستكشاف إمكانيات لا حصر لها للتعبير عن ذاتها.
أسلوب متجدد
على الرغم من حبها للتجديد والتجريب، إلا أن الحلامي تميل إلى ألوان الأكريليك التي تمنحها حرية لا مثيل لها للتعبير، فأسلوبها يمزج بين الواقعية والتجريدية، لتظهر أعمالها كنافذة تعكس رؤية شاملة لعالم يفيض بالألوان والمشاعر، ومن خلال هذا المزج، تسعى دائماً إلى التعبير عن أفكارها بصورة أكثر شمولية وجرأة.
ومع مرور السنوات، لاحظت الحلامي تطوراً ملحوظاً في أسلوبها الفني، وأصبحت أكثر جرأة في استخدام الألوان والخامات، وأكثر وضوحاً في تقديم رؤيتها للجمهور، وترى في كل عمل جديد فرصة للتعلم والتطور، وتؤمن بأن الفن رحلة مستمرة من الاكتشاف.
جداريات
كأي رحلة مميزة، لم تخل مسيرة الحلامي من التحديات، فكان تحقيق التوازن بين عملها كمهندسة وممارستها للفن صعباً للغاية، إضافة إلى التوقعات المجتمعية التي قد تقيد الفنان في بداياته، لكنها واجهت هذه الصعوبات بإصرار وإيمان بقدرتها على النجاح والتميز، ومن أبرز التحديات التي واجهتها كان تنفيذ الجداريات الكبيرة، وهو عمل يتطلب جهداً بدنياً وذهنياً كبيراً، وترى في هذه المشاريع فرصاً لتحقيق إنجازات تشعرها بالفخر، وتجعلها قادرة على التواصل مع الناس من خلال أعمالها التي تزين الأماكن العامة.
أداة للحوار
وتؤمن الحلامي، أن الفن وسيلة للتواصل والتعبير، وأنه يمتلك قدرة فريدة على إحداث تغيير في المجتمعات، فمن خلال مشاركتها في معارض مثل «سكة للفنون»، و«ليالي الفن»، تسعى إلى تقريب الفن من الناس وتسليط الضوء على أهميته كأداة للحوار الثقافي، وترى في كل لوحة فرصة لتقديم رسالة تحمل بداخلها أملاً وحلماً، أو تساؤلاً يعبر عن قضايا وأحلام المجتمع.
دعم الفنانين
أشارت الحلامي، إلى أهمية دور المؤسسات والجهات في دعم الفنانين من خلال توفير المنصات للعرض، فمشاركتها من خلال تعاونها مع هيئة دبي للثقافة، ومركز دبي المالي العالمي، منحتها تجربة مميزة للتواصل مع جمهور واسع، ودعم الجداريات تحديداً يعزز من حضور الفن في الأماكن العامة، مما يجعل الفن أكثر قرباً من المتلقي.
معارض دولية
تطمح الحلامي إلى أن تصل برسالتها الفنية إلى العالم أجمع، فهي تسعى إلى تطوير أسلوبها الفني والمشاركة في معارض دولية بلوحات تحمل قصصاً تعكس هويتها وتجربتها كفنانة إماراتية، لتصبح جزءاً من مشهد فني عالمي، تنشر فيه رسائل تحمل في طياتها قيماً إنسانية وثقافية عميقة.