سودانايل:
2025-06-25@03:53:24 GMT

رشا عوض بين جسارة الفكرة و براءة الموقف “1 -2”

تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT

قرأت مقالا للصحافية الأستاذة رشا عوض بعنوان "العلاقة بين “الديمقراطيين” و”الإسلاميين “: حرب وجودية أم تفاوض على شروط التعايش السلمي؟" في جريدة " سودانيل" الغريب في الأمر يوميا بطلع على هذه الصحيفة، لكن المقال لم يقع في نظري، بالأمس السبت أرسله إلي صديق على الواتساب. أن المقال فيه جسارة عالية جدا أن تضع أسئلة أمام الناس تشكل عصب المشكل، في بيئة تتصاعد فيها انفاس مليئة بالانفعال و التخوين، و استخدام العديد من الفزاعات، كل يحاول أن يجد السند و المعاضدة لموقفه و لا يريد التشويش عليه.


المقال بدأ بجسارة الفكرة و ختمها بمحاولة لبراءة موقف الكاتبة و ما تنتمي إليه. و ياليت كانت الفكرة بعيدة عن البحث عن البراءة، لآن الأخيرة سوف تضعف الفكرة و تجهضها، بسبب الأزمة التي تمر بها النخب السياسية، و حتى فئات المثقفين، الذين ذهبوا مع رياح الاستقطاب الحادة التي تعيشها البلاد لكي تجعل الأزمات متراكمة على بعضه البعض. في المقال سوف اركز على الفقرات التي اعتقد أنها تشكل العمود الفقري للفكرة. كما رددت في أغلبية مقالاتي أن التغيير يعتمد على الأفكار و ليس الشعارات. باعتبار أن الأفكار تحدث تغيير في ثلاث عوامل مهمة للتغيير.. العامل الأول أنها تطرح أسئلة تشكل جوهر الموضوع و يبقى التركيز عليها و محاولة الإجابة عليها تقودنا إلي... العامل الثاني أن تخلق وعيا جديدا يتمحور حول جوهر القضية.. ثالثا أي وعي جديد يؤدي إلي تغيير في طريقة التفكير. و مقال رشا يحتوي على العديد من الأسئلة التي كان عليها أن تلفت نظر العديد من النخب الذين يتعاملون بالذهن و ليس الاندفاعات العاطفية. و رشا فضلت التعامل بالفكر عن الشعار بطرحها مصطلح في غاية الأهمية " معادلة كسبية" و يحمل المصطلح في أحشائيه العديد من المضامين الميسرة و المسهلة. حيث تقول (في هذا السياق تبرز أهمية مناقشة طبيعة العلاقة بين التيارات السياسية المختلفة والبحث بجدية عن "معادلة كَسبية" لصالح السلام والاستقرار السياسي على أساس ديمقراطي بدلا من "المعادلة الصفرية) أن عملية السلام و الاستقرار أهم أداة لها هي التفاوض و الحوار، لأنهما الأداتان اللتان تخففان حدة الصراع، و توقف النزاع و أيضا أدوات لخلق الثقة. فالمعادلات الصفرية تؤسس على أدوات الاستقطاب الحاد و تؤديات حتى للعنف الفظي. فإذا كان بالفعل الكل مؤمن بالديمقراطية يجب التعرف على أدواتها و كيفية تفعيلها.
تذهب رشا مباشرة إلي لوب و تقول (إن القضية المركزية في أجندة القوى الديمقراطية في السودان الآن هي "إيقاف الحرب واحلال السلام ومن ثم فتح الطريق لتأسيس عملية سياسية انتقالية ناجحة الى الحكم المدني الديمقراطي"، والسؤال هنا هل يمكننا إيقاف الحرب سريعا دونما امتلاك منهج واضح للتعامل مع أطراف القتال الدائر"الإسلامويون والجيش، الدعم السريع "؟ من وجهة نظري لا! إذ لا يمكن إيقاف الحرب تفاوضيا دون إقتناع أطرافها بخيار السلام، ولن يقتنع أي طرف بخيار يقضي بإعدامه تماما ، ولذلك فإن الحادبين على السلام عليهم ان يجتهدوا في صياغة خطاب سياسي يتضمن مصالح معتبرة لكل الأطراف في خيار السلام، هذا هو معنى "المعادلة الكسبية"، أي ان يكون لكل طرف مصلحة في السلام ، ولا أعني بالطرف هنا الأشخاص، بل اعني كياناتهم العريضة،) أن قضية الإسلاميين المتهمين من قبل خصومهم بأنهم وراء كل التحديات التي مرت بها الفترة الانتقالية، و حتى الاتهام بإشعال الحرب الدائرة الآن، كيف يتم التعامل معهم.. عبر أدوات الحرب و هي الدائرة الآن أم أدوات الديمقراطية التفاوض و الحوار. للأسف هناك حالة نسميها بالوصف الصحيح دون مواربة، "حالة خوف من الإتهام بالتخوين" و التي تمارسها بعض القوى السياسية حتى تمنع الآخرين عن الحركة إلا وفق شروطها. أن الذهاب إلي " المعادلة الكسبية" هي دافع ايجابي أن يشعر الكل يستطيع أن يذهب في عملية تحقيق السلام و الاستقرار الاجتماعي و السياسي، إذا شعر أنه غير مبعد عن العمل السياسي. و هذه الفكرة لا تمنع من تفكيك دولة الحزب الواحد للتعددية السياسية، و تمنع محاسبة الذين افسدوا و ارتكبوا جرائم في حق المواطنين أو الوطن.
في محطة أخرى تقول رشا في مقالها ( يجب صياغة مشروع السلام والديمقراطية بصورة مطمئنة للقواعد العريضة المساندة لأطراف الحرب سواء في المؤسسات العسكرية كالجيش والدعم السريع او "الحركة الإسلامية" لأن تحفيز هذه القواعد على قبول خيار السلام بخطاب متوازن سوف يضغط جديا على قياداتها، وسوف يجعل خيار الحرب صعبا لأنه سيصبح معزولا حتى في اوساط المحاربين وحواضنهم الاجتماعية ومن ثم سوف يجد القادة انفسهم مضطرين للتراجع عن الرهان على الحرب. ) أن شعار الحرب و الدعوة لوقفها لا يوقف الحرب في ظل الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا الدعم على ممتلكات المواطنين و تعرضهم للأذى و السلب و النهب، لكن الأفضل كما اشار المقال أن تفتح قنوات الحوار الجاد و المسؤول، من خلال كل يحاول أن يقدم إجابة على التساؤلات المطروحة المتعلقة بعملية التحول الديمقراطية و بناء الدولة الديمقراطية. و الحوار لكي ينجح لابد أن تبعد رغائب السلطة و يصبح التركيز على عملية وقف الحرب و التحول الديمقراطي و عقد مؤتمر دستوري تشارك فيه كل القوى السياسية لصناعة مسودة دستور تطرح للنقاش ثم الاستفتاء الشعبي، أما التعلق بأهداب السلطة و اللهث وراءها هو الذي يشكل أكبر عائق في نجاح الحوار.
تقول رشا (في الجزء الأول من هذه المقالة أطرح للنقاش ما ينبغي ان يكون عليه منهج "القوى المدنية الديمقراطية" في التعامل مع الاسلاميين(المنتمين لفكر الاسلام السياسي بوجه عام) والإسلامويين(الذين يستخدمون الهوس الايدولوجي بصورة غوغائية لاستدامة مصالح سياسية واقتصادية حزبية وشخصية عبر المزايدة والعنف والاستبداد والفساد)، فمع الاحتفاظ بكامل الموقف المختلف جذريا مع التيار الاسلامي بشقيه(الاسلامي والاسلاموي) من الناحية الفكرية والسياسية، هناك ضرورة وطنية لوضع أسس التعامل وتعريف قواعد العيش المشترك في وطن واحد مع هذا التيار( وجهة نظري أن تطرح القضية للحوار، و تتبنها قوي سياسية أو تحالف سياسي، و يطرح ثلاثة أسئلة فقط 1- كيف العمل من أجل وقف الحرب؟2- الفترة الانتقالية و التحول الديمقراطي؟ 3- انعقاد المؤتمر الدستوري؟ بعد الإجابة و تحسين الأجواء تطرح بقية الأسئلة الأخرى التي تتطلب شمول للقضية نواصل. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

“الأسد الصاعد” يستغيث بعد ساعات من المواجهة!

 

بعد أيام قليلة فقط من عدوان غادر أراد منه مجرمو الحرب في أميركا والكيان الصهيوني اقتناصَ مشهد افتتاحي لـ”الشرق الاوسط الجديد” على أنقاض المقاومة وتكريس صورة أسطورية للكيان باعتباره “الأسد الصاعد” في الإقليم، والذي يفترس كل من يواجهه، اضطُر هذا الأسد المزعوم إلى الاستغاثة براعيه ومشغله، بعدما تبيَّن له أنه أوقع نفسه في الفخ، وبدا كالفأر الحائر في مصيدة، يتخبط بين جدرانها بحثًا عن مخرج.

كما يبدو تردُّد الأسد الأميركي العجوز عن المشاركة العلنية دليلاً قاطعًا على وصول رسائل الاقتدار الإيرانية إلى هذا الأميركي الخبيث الذي بدا منتشيًا في الساعات الأولى من عدوان أراد منه إحداثَ انقلاب عسكري دراماتيكي، قبل أن يتحول الوضع لكابوس محرج لأطراف العدوان.

ربما تنطلي على بعض الانهزاميين خدعة قوة الكيان وفائضها، إذ يعتبرون جرائم الحرب دليلاً على القوة والاقتدار، ويعتبرون انتهاك القوانين والأعراف مؤشرًا لليد الطولى، ويعتبرون الغدر والخديعة مؤشرَّين على المبادرة، بينما يفوت هؤلاء أن الكيان مجرد أداة للطاغوت الأميركي، والذي خلع قناعه واعترف رئيسه ترامب بأن أميركا هي صاحبة الحرب عبر تصريحاته التي قال فيها: “سيطرتنا الآن كاملة وشاملة على أجواء إيران” ولم يعتبرها أحد زلةَ لسان، بل اعتُبرت اعترافًا صريحًا وفاجرًا.

والأدقُّ هو وصف المقاومة للكيان، وهو الوصف الشهير الذي ردده طويلاً الشهيد الأقدس السيد حسن نصر الله، بأن الكيان “أوهن من بيت العنكبوت”، وللفصل بين كون هذا الوصف حقيقة أم مكابرة، فإننا بصدد ذكر عدة حقائق تبيَّنت بعد أيام قليلة من العدوان على إيران، ويمكن رصد أبرزها تاليًا:

أولاً: الاستغاثة بأميركا للتدخُّل العلني

وهذه الاستغاثة تدل على أن الكيان فشل في مهمة الوكالة عن أميركا التي اكتفت بالخداع والتضليل سياسيًا، والدعم والتسليح عسكريًا من وراء الكواليس، ولم يفلح الكيان في إنجاز المهمة التي خطط لأن تكون سريعة وخاطفة، وفوجئ الكيان ومشغله بأن إيران قلبت الطاولة لصالح استراتيجيتها المفضلة، والمتمثلة في الاستنزاف.

ومن هنا جاءت الاستغاثة كي تعلن أميركا عن تدخلها وتنزع قناعها، لعل ذلك ينقذ الكيان من ورطته الكارثية.

وهنا بدأ ترامب يتوعد ويتحدث باسم الكيان، كأن الكيان طفل صغير وقع في مشاجرة مع الكبار، واستدعى كبيرًا للدفاع عنه وحمايته!

ثانيًا: الهجرة وهربُ مستوطني الكيان

ولأن بنية الكيان هشة، فقد كانت ضربات إيران الجريئة والقوية كافية لخلق حالة من الخلخلة المجتمعية، حيث سارع مستوطنو الكيان الى الهرب والهجرة وانكسرت صورة النصر التي حاول الكيان تكريسها، والتي تفيد بأن الصهاينة “أسود”، فيما كانت صورهم وهم يهرعون كالجرذان إلى القوارب بحثًا عن الخروج من وطن مصطنع بدأ يتحول من حلم وواحة آمنة وسط محيط مضطرب ومنكوب إلى سجن كابوسي، حيث الشلل الاقتصادي والصورة المخزية أمام شعوب العالم، والبقاء الدائم في الملاجئ من مجرد صاروخ يخرج من اليمن، وصولاً لرعب الصواريخ الإيرانية التي تدك الكيان وتصل بقوَّتها إلى هذه الملاجئ.

وتكفي الإشارة إلى أن حكومة الكيان منعت الخروج، واستخدمت شعبها كرهائن ودروع بشرية، وتأكد ذلك رسميًا بعد أن أصدرت وزيرة المواصلات “الإسرائيلية” ميري ريغيف قرارًا يقضي بمنع المستوطنين “الإسرائيليين” من مغادرة الكيان، مع استثناء الأجانب والسياح، وهو ما حول المرافئ “الإسرائيلية” إلى نقاط مغادرة لرحلات بحرية خاصة تقلُّ أفرادًا وعائلات إلى قبرص، بأسعار باهظة، ورغم خوف وامتناع معظم المسافرين عن التصريح علنًا، فإن بعضهم أقرّ بأنه هرب من الصواريخ.

وهذه الصورة تدل على هشاشة الكيان، وعلى كونه مجرد شركة، تغري بالانضمام عندما تعلو أسهمها، فيما تصبح طاردة بعد إفلاسها.

ثالثًا: فشلُ أهدافِ الكيانِ

بدأ الكيان “الأسد المزعوم” يشعر بخطر وجودي وفشل في إنجاز مهمته، والتي يكمن جوهرها في إسقاط النظام بشكل خاطف، توهُّمًا بأنه نظام ضعيف على غرار أغلب الأنظمة العربية التي لا عهد لها بالمقاومة والتضحيات، على أمل ضعيف أن يستسلم النظام ويساوم ويوقع وثيقة استسلام، أو يسقط ويأتي نظام عميل على غرار ما حدث في سورية، ليفكك بنفسه المشروع النووي أو ينزوي ويترك البلاد مفتوحة للكيان وأميركا لتفكك بنفسها كل مكامن القوة الإيرانية، مثل ما حدث في سورية من تدمير لسلاحها وقواتها المسلحة، في ظل صمت ولا مبالاة كاملة من نظامها الجديد.

وهذا الخطر الوجودي تمثل في صلابة النظام الإيراني وتماسكه واستعادته المبادرة، وتوجيهه ضربات صادمة، والسيطرة على سماء فلسطين المحتلة بعد استنزاف ذخائر الدفاعات الجوية، وتطوير تكتيكات إطلاق الصواريخ والإفراج عن مفاجآت جديدة من جعبة إيران من الصواريخ وقدراتها، ثم تحويل وتيرة الحرب لإستراتيجية استنزاف لم يكن الكيان ومشغِّله الأميركي مستعدَّين لها.

رابعًا: الرقابةُ العسكريةُ

والرقابة العسكرية هي وحدة عسكرية تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، ينحصر دورها في تضليل الرأي العام وإخفاء خسائر العدو وتزييف صورة سير المعارك.

وبعد يوم واحد من الحرب، وبعد استعادة إيران المبادرة، وانتشار صور الدمار الذي ألحقته الصواريخ الإيرانية بقلب الكيان، توحَّش دور هذه الرقابة، فخرجت لتلاحق أي صورة تكشف الحقائق وتعتقل كلَّ من تسوِّل له نفسه ممارسة مهنته في نقل الحقائق، وهو دليل قاطع على الضعف والفشل، ودليل دامغ على قوة واقتدار الردود الإيرانية ونجاحها.

وهنا، وفي خلاصة سريعة، فإن صور الدفاعات الجوية متعددة الطبقات التي يفاخر بها العدو وراعيه الأميركي بدأت تذكِّر الجماهير بصور “الميركافا” التي دمرها حزب الله وأسقط أسطورتها، حيث بدت الدفاعات عاجزة عن حماية قلب الكيان ووصول الصواريخ لأهدافها وهو ما سيؤثر في سمعة السلاح الأميركي، كما كشف الكيان عن عجزه عن تدمير المنشآت النووية، وأن أقصى قوته هي الإضرار والتعطيل دون المساس بالأصول، ورغم إنجاز تدميره لجانب ليس بالهين من الدفاعات الجوية الإيرانية، فإن إيران استطاعت ترميم الردع واستطاعت إسقاط مقاتلة “أف 35” وأسر طيارها، والحديث يدور عن طائرات أخرى، ناهيك عن عشرات المسيرات التي تسقطها.

ورغم الاستباحة الجوية وانتقاء الكيان للأهداف المدنية والاقتصادية لتنفيذ مخططه، وانتشار الجواسيس والعملاء وقيامهم بمهام قذرة، فإن صلابة الشعب الإيراني والتفافه حول النظام وتعاونه في كشف العملاء، وصلابة القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري والقيادة العليا المتمثلة في الإمام السيد الخامنئي، هي عوامل تكفل الصمود، وتجعل من تدخل أميركا فرصة لعقابها، كما يعاقَب الصهاينة على جرائمهم وأوهامهم بأن المقاومة ومحورها لقمة سائغة.

كاتب مصري

مقالات مشابهة

  • “الأسد الصاعد” يستغيث بعد ساعات من المواجهة!
  • مسؤولون “إسرائيليون”: إيران خرجت من الحرب أقوى
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • “حدوتة مدينتين: إيطاليا والإسكندرية” – إعادة إحياء الحوار الثقافي على ضفّتي المتوسط
  • طهران: بيان مرتقب حول “فرض وقف الحرب على إسرائيل”
  • العراق: إيران “حمامة السلام” في المنطقة!!
  • ترامب يعلق على قصف “العديد”: نهنئ العالم.. إنه وقت السلام ‌
  • مشاورات “أممية” مغلقة حول الوضع في السودان.. ما هي أبرز الملفات؟
  • “لواء الردع” يندمج مع أحد اطراف السلام
  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها