خطوط حمراء وجهود جبارة.. القاهرة تتحرك في كل الاتجاهات لوقف حرب غزة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل، من خلال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، وضرورة العمل على التهدئة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي وصولا إلى حل الدولتين، الذي يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم في المنطقة.
جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس السيسي، الاحد، من أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبية.
وقال المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الاتصال تناول تطورات التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، حيث تم استعراض الجهود الجارية لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لأهالي غزة في ضوء الوضع الإنساني المتدهور بالقطاع.
أضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد أن الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر لتنسيق الإغاثة الإنسانية الدولية ليست بديلاً عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مشدداً على المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولي عن التحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعي.
وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن التقدير لمصر على دورها القيادي في تقديم الدعم لأهالي غزة، خلال هذه الظروف الصعبة، وكذا تسهيل خروج أعداد من الرعايا الأجانب بالقطاع.
وقالت ايضا وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، إن "الوزير سامح شكري تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره التركي حول الحرب الدائرة في غزة"، مشيرة إلى أن "المناقشات بين الوزيرين ركزت على الجهود والتحركات الهادفة لإنفاذ هدنة إنسانية فورية ووقف إطلاق النار لحماية المدنيين في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة بشكل كامل لأهالي القطاع".
وأكد الوزيران على حتمية إنهاء هذا الوضع المأساوي الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، والعمل على توفير أوجه الدعم كافة للتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني.
قالت مصادر رفيعة المستوى الأحد، إن اتصالات مصرية مكثفة تجري مع كل الدول والأطراف المعنية دولياً وإقليمياً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بقطاع غزة.
وأضافت المصادر أن القاهرة تكثف اتصالاتها مع كل الأطراف الدولية لإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة خلال الأسبوع الحالي.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد حذر من العواقب الإنسانية والأمنية لممارسات إسرائيل للعقاب الجماعي ضد سكان غزة.
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي، إن قضية القضايا بالنسبة للدولة المصرية هي "القضية الفلسطينية" وهي جوهر الازمة في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الدور المصري الممتد والمستمر الان يعمل على محورين أساسيين المحور السياسي والمحور الإنساني، فالمحور السياسي عن طريق صنع قنوات عمل جديدة غير تقليدية في العمل الدبلوماسي والسياسي والتواصل مع قادة دول العالم والضغط عليهم لمساندة القضية الفلسطينية.
وتابع: بالفعل مصر قدمت عمل غير تقليدي في العمل الدبلوماسي عن طريق مبادرة القاهرة للسلام.
وأكد أن المسار الإنساني في غاية الأهمية في هذه المرحلة لأنه مرتبط بمخطط إرادة إسرائيل تنفيذه منذ عقود وهو فكرة التهجير القصري، وبالتالي مصر تساعد أهالي غزة على الصمود والبقاء من خلال الدعم الإنساني حتى يستطيعوا المحافظة على أراضيهم.
وأضاف أن الرئيس السيسي قال جملة مهمة وبسيطة وهي أهمية بقاء أهالي غزة على أراضيهم لان الدول لم تستطيع إعطاء الشعب الفلسطيني حقه خلال العقود الماضية وهو على ارضه فهل نستطيع ان نعطي حق الشعب الفلسطيني وهو خارج ارضه.
أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن السلام العادل والشامل وتحقيق الأمن المستدام من أجل تسوية حقيقية قائمة على حقن دماء الفلسطينيين بعيدا عن تصفير القضية الفلسطينية، والعمل على الحفاظ على الحق الفلسطيني في الأرض وحماية أرواح المدنيين وتوفير الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية، هو جوهر الموقف المصري دائما من القضية الفلسطينية.
واعتبرت الدراسة، أنه من هذا المنطلق برز الدور المصري في القضية ذات الاهتمام الأول للأمن القومي المصري، ركيزة استقرار المنطقة؛ فاتخذت القيادة السياسية خطوات واضحة وحاسمة من خلال التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بجانب الأطراف الإقليمية والدولية لضمان التوصل إلى حلول عاجلة على المستوى الإنساني والسياسي.
ولفتت إلى أن الموقف المصري على مدار العقود ورؤيتها الواضحة من القضية الفلسطينية القائمة على الحفاظ على مقدرات الدولة الفلسطينية وسلامة شعبها، وحماية المدنيين، وتحقيق مبادئ الشرعية الدولية، وكذلك حل الدولتين القائم على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والالتزام باتفاقية جنيف، ظهر منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الاقصى” في 7 أكتوبر 2023، ومع استمرار العمليات وتهديد استقرار المنطقة، كان هناك تأكيد رئاسي من القيادة المصرية للحفاظ على أمن ومقدرات الدول العربية، ودعم المدنيين، وذلك باتخاذ خطوات فعلية على المستوى السياسي الدبلوماسي، والإنساني.
ورصدت الدراسة ما بذلته الدولة المصرية من جهود على المستوى الإنساني:
دعم الأشقاء: وجه الرئيس السيسي بتقديم المساعدات والإغاثة العاجلة لقطاع غزة، عقب إعلان الجانب الإسرائيلي فرض الحصار على غزة.وقام التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بإطلاق قافلة شاملة في بداية تقديم المساعدات تضم 106 قاطرات محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية تتضمن 1000 طن من المواد الغذائية واللحوم و40 ألف “بطانية” و80 خيمة، بجانب ما يزيد على 46 ألف قطعة ملابس، وأكثر من 290 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، ومواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع. وكذلك دشنت حياة كريمة مبادرة "كتف بكتف" لجمع التبرعات لصالح فلسطين، وقيام حملة الرئيس السيسي بالتبرع بالدم لصالح الضحايا من الفلسطينين، يضاف إلى ذلك رفض مصر إجلاء أي رعايا أجانب من قطاع غزة عبر معبر رفح إلا بعد إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل فوري للحيلولة دون تفاقم الأوضاع الإنسانية.المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية السيسي مصر والقضية الفلسطينية غزة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي معبر رفح مطار العريش الخارجية المصرية من المساعدات الإنسانیة القضیة الفلسطینیة الرئیس السیسی معبر رفح قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ثمَّن موقف الدول الداعمة لـ”القضية الفلسطينية”.. وكيل الخارجية: المملكة حريصة على توسيع التعاون بين «الخليج» و»آسيان»
البلاد – كوالالمبور
نيابةً عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، شارك وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة والمشرف العام على وكالة الوزارة لشؤون الدبلوماسية العامة الدكتور عبدالرحمن الرسي أمس (الأحد)، في الاجتماع الوزاري بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودول رابطة الآسيان، الذي تستضيفه مملكة ماليزيا.
وأشار الدكتور الرسي إلى أن المملكة، وفي إطار سعيها إلى توسيع آفاق التعاون بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتكتلات الإقليمية والدولية المهمة، فقد دعت إلى القمة الخليجية مع دول رابطة الآسيان الأولى؛ التي عُقدت في الرياض أكتوبر 2023م، ونظمت السعودية في مايو 2024م بالرياض مؤتمرًا اقتصاديًّا واستثماريًّا بين دول المجموعتين، حيث شكل هذا المؤتمر منصة فاعلة؛ لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري.
وأوضح أن عقد القمة الثانية بين المجموعتين يؤكد عزيمة الدول الأعضاء على استمرار التعاون والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدًا أهمية المحافظة على وتيرة متصاعدة للعمل، ومتابعة تنفيذ مخرجات القمة خلال العامين القادمين. كما أكد رفض المملكة القاطع للانتهاكات غير المسبوقة؛ التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، مُعبرًا عن التقدير العالي لموقف دول الآسيان الداعم لقضية فلسطين.
حضر الاجتماع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا مساعد السليم، والسفير في وزارة الخارجية هيثم المالكي، ومدير إدارة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أنس الوسيدي.