سطو الصهاينة على التراث المصري.. كيف حاولت إسرائيل سرقة ممتلكات أم الدنيا؟
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
لم يتوقف اعتداءات الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية، والمواطنين في غزة، بل وصل بهم الأمر للسطو على التراث الشعبي المصري على مدار السنوات الماضية.
وحاول الكيان الصهيوني ، خلال السنوات الماضية من خلال حساباتهم على السوشيال ميديا، فى الكثير من المناسبات، بث السم في العسل وسرد الأكاذيب التي تهدف إلى تشويه التاريخ ومحاولات جذب من هم قليلو الخبرة والثقافة، بهدف التقرب إلى الشباب العربي والتطبيع.
ففي كل فترة عادة ما تفاجئنا بتقارير إخبارية عن مشاهير عالم الفن والثقافة المصريين ، وذكر العديد من الاتهامات والأكاذيب وتشويه تاريخهم في محاولة للتقرب، والتي عادة ما تبوء في كل مرة بالفشل.
اسرائيل تسرق وتزيف افكار طه حسين
وادعى الكيان الصهيوني من قبل زيارة طه حسين إلى الجامعة العبرية، ولم تفرق الصفحة بين دعمه لليهود وإقامة دولة إسرائيل، والذى يأتي بمثابة خلط السم بالعسل، حيث سبق وأن دافع طه حسين عن القدس من خلال العديد من المقالات والتي منها مقال في مجلة كوكب الشرق ويحمل أسم "فلسطين" وذلك بعد تظاهرة للشباب الفلسطيني عام 1933 والتي استشهد فيها 12 فلسطينياً.
وكتبت صفحة إسرائيل تتكلم بالعربية، قائلة: "هل تعلم أن طه حسين زار الجامعة العبرية؟ خاض الدكتور طه حسين وطوال مسيرته التنويرية معارك على كل الجبهات جراء أفكاره الجريئة والفكر المتحرر بعيدا عن تسييس العلوم، وهو ما جعله عميدا للفكر العربى المتحرر الليبرالى بلا منازع".
وسردت الصفحة أقوال منسوبة إلى عميد الأدب العربي طه حسين، مشيرة على حد زعمها أنه لم يتورع عن قول الحقيقة حيث قال في تصريح منسوب له: "إن اليهود العرب تم التنكيل والإساءة اليهم في الكثير من الحوادث ومجريات التاريخ العربي رغم أنهم أبرياء".
وحاول الصهاينة، استغلال أفكار طه حسين في التطبيع منذ سنوات، لدرجة أنه صدر لمواجهتهم كتاب كامل بعنوان "طه حسين والصهيونية"، لحلمى النمنم الذى دافع عن طه حسين ووصفه بأنه كان داعما للسلام والتعايش، وأنه لم يجامل اليهود أو الإسرائيليين على الإطلاق كما يزعم البعض.
وأشار إلى أنه طالب في مختلف مواقفه السياسية بإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية الإسرائيلية محملا الغرب مسؤولية ما جرى بها من تطورات سلبية.
اسرائيل تستهدف ام كلثوم
حاولت أيضا صفحة إسرائيل في مصر في السطو على الثقافة والتراث الفني المصري، واستهدفت أم كلثوم التي يزيد عمرها على عمر إسرائيل بنصف القرن تقريبا، ورغم أن "تل أبيب" استباحت أفلام وأغنيات وحفلات كوكب الشرق طوال السنوات الماضية، فإنها لم تكتف بهذا، وتواصل السطو على منجز أم كلثوم وتاريخها بكل الصور، وبطريقة تشى وكأنها اقتنعت من طول هذا السطو، أو أقنعت نفسها زورا، بأنها تنتمى فعلا لهذه الثقافة أو أن "أم كلثوم" تخصها، إلى حد إقدام القناة الأولى الإسرائيلية مؤخرا على إنتاج فيلم وثائقي عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم، استعرضت فيه كل تاريخها في السياسة، ومدة علاقتها بالملك فاروق ومن بعده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وذكر الفيلم الوثائقى كلمة "إسرائيل" أكثر من مرة، في محاولة ربط نفسها بشكل متعسف بهذه المرحلة التاريخية وشخصية أم كلثوم والثقافة المصرية، وفتح باب التطبيع الثقافي من هذه الزاوية، والإيهام بأن الروابط الشعبية مع الفنانين قوية وعابرة على القضايا السياسية والوجود الطارئ.
اسرائيل تسرق التراث الشعبي المصري
ولم يتوقف الكيان الصهيوني عن سرقة التراث إلى ذلك الحد بل وصل إلى سرقة التراث الشعبي للمأكولات المصرية والتسويق بها في العديد من البلدان، وكانت قد استغلت إسرائيل جناحها في المهرجان الدولي بمعرض جامعة اللغات ببكين لتعرف العالم بالمطبخ الإسرائيلي حيث عرضت المأكولات للبيع لزوار المعرض وكانت الفلافل "الطعمية" على صدر الأطعمة المقدمة، حيث يتم بيع الشطيرة بنحو 5 دولارات، بالرغم من أن الفلافل معروف عنها أنها أكلة عربية، وليست إسرائيلية، ولكن القائمون على الجناح الإسرائيلي استغلوا الموقف لعرض الفلافل على أنها من المأكولات الرسمية في إسرائيل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكيان الصهيونى الأرض الفلسطينية ام كلثوم الطعمية التطبيع الکیان الصهیونی أم کلثوم طه حسین
إقرأ أيضاً:
مجدي شاكر: تسجيل الكشري عالميًا اعتراف بتاريخ المطبخ المصري
في خطوة جديدة تعكس ثراء الموروث الثقافي المصري وتنوعه، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» طبق الكشري المصري على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، اعترافًا بمكانته المتجذرة في الحياة اليومية للمصريين، باعتباره أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي الذي تجاوز كونه وجبة غذائية ليصبح تعبيرًا عن هوية ثقافية واجتماعية ممتدة عبر الأجيال.
وبهذا الإدراج، ينضم الكشري إلى قائمة العناصر المصرية المسجلة على قوائم التراث غير المادي لليونسكو، ليصبح العنصر الحادي عشر باسم مصر، وفقًا لما أعلنته وزارة الثقافة المصرية عقب اعتماد القرار خلال اجتماعات المنظمة المنعقدة في نيودلهي بالهند، في تأكيد جديد على الحضور المصري المتواصل داخل خريطة التراث الثقافي العالمي.
مجدي شاكر: التراث غير المادي لا يقل أهمية عن الآثارقال مجدي شاكر، كبير الأثريين، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن مصر نجحت في تسجيل 11 عنصرًا على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، مؤكدًا أن هذا النوع من التراث يعرف بالتراث اللامادي، وهو لا يقل أهمية عن الآثار المادية، بل يمثل جوهر الهوية الثقافية للمجتمعات.
وأوضح أن تسجيل أي عنصر تراثي يبدأ بتقدم الدولة بملف متكامل يوضح طبيعة هذا العنصر وما يتميز به، متسائلًا: “هل لهذا العنصر ميزة خاصة؟ وهل يعبر عن هوية ثقافية واضحة؟”، لافتًا إلى أن هذه الملفات ترفق بتقارير ودراسات متخصصة تقدم إلى اليونسكو لدراستها وتقييمها.
وأكد أن اليونسكو تتيح للدول تقديم العناصر إما بشكل منفرد أو مشترك، موضحًا أن بعض العناصر الثقافية تتقاطع بين أكثر من دولة، مثل تسجيل “النخلة” بشكل مشترك بين مصر والسعودية، وكذلك بعض الأكلات التراثية مع الأردن، فضلًا عن آلة “السمسمية” التي جرى تسجيلها بالتعاون مع دولة أخرى.
وأشار إلى أن عملية التسجيل تمر بمراحل دقيقة من الدراسة والمراجعة، حتى يتم اعتماد العنصر رسميًا وضمه إلى قوائم اليونسكو، موضحًا أن هذا التسجيل يثبت أحقية الدولة في هذا التراث، ويمنع أي دولة أخرى من نسبته لنفسها، خاصة أن التراث يبنى عليه اقتصاديًا وثقافيًا وسياحيًا.
من الخيامية إلى الحرف اليدوية.. تراث يجذب الزائرينوأضاف أن تسجيل التراث غير المادي يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية، حيث يأتي كثير من الزائرين خصيصًا للتعرف على عناصر تراثية بعينها، مثل الخيامية أو الحرف التقليدية، مؤكدًا أن تسجيل العنصر باسم الدولة يمنحها حق الترويج له والاستفادة الاقتصادية منه ودعمه رسميًا.
وأوضح أن اتفاقية حماية وصون التراث الثقافي غير المادي صدرت عام 2003، ودخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة من بينها مصر، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تعرف التراث الثقافي غير المادي بأنه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من أدوات ومصنوعات وأماكن ثقافية، والتي تعتبرها المجتمعات جزءًا من تراثها.
وأكد أن هذه الاتفاقية تمثل تطورًا مهمًا في السياسات الثقافية الدولية، إذ تهدف إلى صون التراث غير المادي وتعزيزه وضمان استدامته، والتوعية بأهميته، ودعم ممارسيه، ورصد التهديدات التي قد تؤدي إلى اندثاره، إلى جانب الترويج له محليًا ودوليًا، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن التراث غير المادي يعد ركيزة أساسية للحفاظ على التنوع الثقافي في عصر العولمة، وهو ما جعله أحد أولويات اليونسكو، لكونه أكثر عرضة للاندثار، ويشمل المهرجانات التقليدية، والعادات والتقاليد، وأساليب المعيشة، والحرف اليدوية، والأغاني والرقصات الشعبية، والحكايات، والفنون الشفاهية، والأكلات الشعبية، والطقوس الاجتماعية.
وأوضح أن الاتفاقية أتاحت للدول ترشيح عناصر تراثها غير المادي لإدراجها ضمن قائمتين رئيسيتين، هما القائمة التمثيلية، التي تهدف إلى إبراز التراث والتعريف به، وقائمة الصون العاجل، التي تعنى بالعناصر المهددة بالاندثار، موضحًا أن العناصر المدرجة في القائمة التمثيلية تكون مستقرة ومستدامة، بينما تحتاج عناصر الصون العاجل إلى تدخل عاجل ودعم دولي.
وأضاف أن الاتفاقية خصصت أيضًا قائمة ثالثة تعرف بقائمة أفضل ممارسات الصون، تدرج بها البرامج والمشروعات والأنشطة الناجحة في حماية التراث غير المادي داخل الدول الأطراف.
وأكد أن المادة 13 من الاتفاقية تلزم الدول باتخاذ تدابير واضحة لصون التراث الثقافي غير المادي، من خلال اعتماد سياسات عامة تبرز دوره في المجتمع، ودمجه في الخطط التنموية، وإنشاء جهات مختصة بصونه، وتشجيع الدراسات العلمية والتقنية، واعتماد الأطر القانونية التي تضمن نقل هذا التراث للأجيال القادمة مع احترام الأعراف المجتمعية.
قائمة مصر الكاملة على التراث غير المادي لليونسكوواختتم بالتأكيد على أن قائمة العناصر المصرية المسجلة لدى اليونسكو تضم حتى الآن: السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، والنسيج اليدوي في صعيد مصر، وفن الخط، وتقاليد التمر المصري، والاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة، وفنون النقوش والمعادن، وآلة السمسمية، والحناء، وأخيرًا طبق الكشري، باعتباره أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي المصري.