إسقاط نظرية الأمن الإسرائيلى
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
مصر دولة سلام منذ فجر التاريخ فعندما حاربت فى أكتوبر 1973 لم يكن من أجل الحرب، ولكن من أجل تحقيق السلام القائم على العدل، والذى حاولت مصر طرحه قبل الحرب ورفضته إسرائيل، لأن إسرائيل اعتقدت أنها حققت أهدافها باحتلالها الأرض، وأن مصر فى وضع أقل عسكريًا، وبالتالى من غير المناسب أن تتنازل إسرائيل عما حققته دون مقابل، لذا كان لزامًا إسقاط نظرية الأمن الإسرائيلية للوصول إلى المفاوضات من موقع الندية، وإقناع إسرائيل من موقع القوة أن التفاوض هو السبيل للوصول إلى السلام والاستقرار.
لم تكن معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية التى وقعتها البلدان عام 1979 بعد انتصار مصر على إسرائيل فى حرب السادس من أكتوبر 1973 هى الأولى أو حتى الأشهر فى التاريخ، إذ سبق أن وقعت أول معاهدة سلام مكتوبة فى تاريخ البشرية فى عام 1258 قبل الميلاد، سميت بـ«معاهدة قادش» أبرمت بين امبراطورتى الفراعنة والحقيقيين، حيث تضمنت بنودًا قانونية وعسكرية ودبلوماسية نظمت العلاقة بينهما.
وقادش أو «تل النبى مندو» هى مدينة أثرية سورية قديمة، تقع على نهر العاصى إلى الجنوب الغربى من حمص بحوالى 28 كيلومترًا، وهى عاصمة مملكة «كنزا» وتقع المدينة أيضاً على بعد خمسة كيلومترات إلى الغرب من مدينة القصير، وجرت فيها معركة قادش الثانية بين الفراعنة والحيثيين وهم شعب هند وأوروبا سكن فى آسيا الصغرى وشمال بلاد الشام منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، وشملت مملكتهم الأناضول وجزءًا كبيرًا من شمال غرب الهلال الخصيب.
وقع معاهدة قادش كل من الفرعون المصرى الملك رمسيس الثانى، وملك الحيثيين مواتللى الثانى فى عام 1258 قبل الميلاد بعد معركة طاحنة جرت فى مدينة قادش السورية وتكبد فيها الطرفان خسائر فادحة.
ورغم انتصارات الملك رمسيس المتعددة والتى سجلتها النصوص الجدارية، إلا أن حروبه ضد الحيثيين هى الأم والأكثر شهرة فى تاريخه الحربى، وقد وصلت هذه المعارك ذروتها فى معركة قادش، التى اختلفت الروايات حول المنتصر فيها، وبينما يرى بعض من المؤرخين أن المعركة انتهت بانتصار جيش الفراعنة، الذى حارب فيه الملك رمسيس الثانى بنفسه يرفع من معنويات جنوده، ويقول آخرون عن المعركة «إن رمسيس خسرها منتصرًا» واعتبرت معاهدة قادش الأساس لجميع المعاهدات التى توالت بعد ذلك، لا سيما أنها «جمعت بين تطبيق القوانين والتشريعات وضمان حق الشعوب وتأكيد إقامة سلام عادل وشامل وتعزيز أواصر العلاقات العسكرية والدبلوماسية».
ونقشت المعاهدة على لوح من القصة باللغة الحيثية، إلى جانب أنها سجلت باللغة الهيروغليفية على جدران معبدى الكرنك والرامسيوم بمدينة الأقصر جنوب القاهرة.
وأكدت بنود المعاهدة «أهمية إقامة علاقات جيدة بين الدولتين، والسعى إلى إحلال سلام أساسه احترام سيادة أراضى الدولتين، والتعهد بعدم تحضير الجيوش لمحاجمة الطرف الآخر، وإقامة تحالف وقوة دفاعية مشتركة، واحترام الرسل والمبعوثين بين الدولتين لأهمية دورهم فى تقعيل السياسة الخارجية واللجوء إلى لعنة الآلهة كضمانة لهذه المعاهدة ومعاقبة الناكث بها».
وتوجد نسخة طبق الأصل من معاهدة قادش فى مقر الأمم المتحدة باعتبارها أول معاهدة سلام مكتوبة وموثقة فى التاريخ، كما توجد نسخة معروضة فى متحف الآثار بمدينة اسطنبول.
التاريخ يؤكد أن القوات المسلحة المصرية من أعرق المؤسسات على مر التاريخ، ولا يخفى على أحد دور الجيش المصرى منذ عهد الفراعنة، حتى تأسيسه فى الدولة الحديثة على يد محمد على باشا، ليصبح من وقتها أقوى الجيوش فى المنطقة فهو جيش الحرب والسلام وهو الدرع والسيف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجيش المصرى حكاية وطن
إقرأ أيضاً:
منظمة الطيران المدني تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط الطائرة الماليزية عام 2014
حمّلت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) روسيا مسؤولية إسقاط طائرة الرحلة "إم إتش 17" التي أسقطت فوق أوكرانيا قبل 10 سنوات، مما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 298 شخصا.
وخلص مجلس منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة -ومقرها مونتريال في كندا- إلى أن الشكاوى التي قدمتها أستراليا وهولندا بشأن إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية "تستند إلى وقائع وأسس قانونية".
وأوضحت المنظمة في بيان أن الاتحاد الروسي لم يلتزم بتعهداته بموجب القانون الجوي الدولي خلال إسقاط الطائرة عام 2014.
ولفت البيان إلى أن هذا أول قرار يتخذه مجلس المنظمة "بشأن نزاع بين دول أعضاء".
وتعليقا على القرار اعتبرت الحكومة الأسترالية في بيان أن هذه لحظة تاريخية في السعي إلى تحقيق الحقيقة والعدالة والمساءلة لضحايا تحطم الطائرة وعائلاتهم وأحبائهم.
وأضاف البيان أن الحكومة الأسترالية تدعو إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة هذا الخرق، داعية موسكو إلى "تحمّل مسؤوليتها النهائية عن هذا العمل المروع".
بدوره، رحب وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب بالقرار الذي لن "يمحو حزن ومعاناة" أقارب الضحايا لكنه "خطوة مهمة نحو الحقيقة والعدالة".
وكانت الطائرة من طراز "بوينغ 777" قد أُسقطت في 17 يوليو/تموز 2014 أثناء رحلتها من أمستردام إلى كوالالمبور بعد أن أصابها صاروخ أرض جو فيما كانت تحلّق في سماء منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها جماعات موالية لروسيا.
إعلانوقُتل جميع ركاب الطائرة وأفراد طاقمها وعددهم 298 شخصا، بينهم 196 هولنديا و43 ماليزيا و38 أستراليا.
وفي العام 2022 حكم القضاء الهولندي على 3 رجال -بينهم روسيان- بالسجن مدى الحياة لدورهم في هذه المأساة، لكن موسكو رفضت باستمرار تسليم أي مشتبه به، نافية أي ضلوع لها في الواقعة.