يعود باب البنط في منطقة جدة التاريخية بالذاكرة لأكثر من 150 عامًا، حيث كان يُعرف "البنط" قديمًا بوصفه ميناء جدة الرئيس، الذي يستقبل السفن والمراكب والسواعي القادمة بالبضائع من مختلف أنحاء العالم، وكذلك التي كانت تنقل الحجاج من مختلف بلدان العالم الإسلامي إلى جدة، ومن ثم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.


وكان في الموقع مبنى مخصص يعرف بـ"الكرنتينة"، وهو مقر صحي خُصص للكشف على الحجاج فور وصولهم، للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية، وذلك بإشراف أطباء مختصين، وبعد الفحص يواصلون رحلتهم إلى مكة المكرمة إما على ظهور الجمال، أو عبر السيارات في مراحل لاحقة بعد توحيد المملكة.

ويظهر باب البنط صامدًا رغم تعاقب العقود وتغير المحيط العمراني، إذ يفضل الزوار والمتنزهون المرور من خلاله لما له من رمزية معمارية وتراثية بارزة، ويُعدُّ مبنى "البنط" أحد المعالم الفارقة في جدة التاريخية، وشُيّد بجدران من الحجر المنقبي وسقف من الأسمنت المسلح، ولا يزال صامدًا بين المباني الأسمنتية الحديثة، في دلالة على تفرد النمط المعماري التقليدي للمدينة.

ويحتفظ المبنى بكثير من ملامحه العمرانية الأصيلة، وتبلغ مساحته نحو 1000 متر مربع، ويتكون من دور أرضي يضم صالات واسعة لاستقبال الحجاج، تحيط بها 12 غرفة مخصصة للموظفين والأطباء، إضافة إلى دور علوي يحتوي على أكثر من 16 غرفة مختلفة المساحة.

ورُوعي في تصميمه الطابع المعماري التقليدي، بما يتناسب مع وظيفته التاريخية، حيث تزين جدرانه الداخلية نقوش إسلامية وآيات قرآنية، وتوزعت الأقواس والأعمدة في المداخل والممرات، وبعد تحويله إلى متحف، بات يعرض نماذج من وسائل النقل البحري التقليدية مثل: (السواعي والمعديات والهواري والسنابيك والسفن الشراعية)، إضافة إلى توثيق أنشطة الصيد.

وأوضح المهتم بجدة التاريخية المهندس سامي نوار أن متحف "البنط" يُعدُّ أحد أبرز المعالم السياحية والثقافية في جدة، ويجذب الزوار لما يقدمه من ملامح تراثية وفنية بحرية مميزة، مبينًا أنه يُبرز الدور التاريخي لجدة بصفتها بوابة الحرمين الشريفين، ويحتوي على عروض توثق أنواع المراكب الشراعية، وطرق صناعتها، وموادها الأولية، وحياة البحارة، إلى جانب شاشات تفاعلية لعرض الصور الوثائقية.

وأشار إلى أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- أولى عناية كبيرة بالحجاج، فوجّه ببناء الميناء والجمرك في بداية الثلاثينيات الميلادية، ليشكّلا واجهة بحرية مميزة لا تزال بعض معالمها قائمة حتى اليوم، موضحًا أن ميناء "باب البنط" كان جزءًا من مسار الحج البحري، الذي يمتد من غرب جدة عبر البحر وصولًا إلى باب مكة شرقًا.

وأفاد بأن المبنى يُبرز للزائر جانبًا من الحرف التقليدية المرتبطة بالبحر والحج، كصناعة السبح والسجاد، إلى جانب ما كان يجلبه الحجاج من سلع نفيسة مثل الأقمشة والنقود وغيرها.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أخبار السعودية آخر أخبار السعودية جدة التاریخیة

إقرأ أيضاً:

مختص: حصول العلا على لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالميا نتيجة التوازن بين الأصالة والتجديد

قال المرشد سياحي، معزي الشوشي، إن حصول العلا على لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم 2025 جاء نتيجة التوازن بين الأصالة والتجديد.

وأضاف خلال مداخلة مع قناة «الإخبارية» أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا قد ركزت على ترميم التاريخ وإبراز قصص من عاش في الحقب السابقة مع بنية تحتية حديثة وتجارب عالمية وذلك مزج فريد لا يوجد في أي مكان بالعالم.

مرشد سياحي في العلا معزي الشوشي: حصول العلا على لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم 2025 جاء نتيجة التوازن بين الأصالة والتجديد وهذا مزج فريد pic.twitter.com/zghLoc5CDh

— برامج الإخبارية (@alekhbariyaPROG) December 12, 2025 أخبار السعوديةأخر اخبار السعوديةالسياحة الثقافيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • دعم شتوي للأسر الأشد احتياجاً: معونة حكومية لأكثر من 248 ألف أسرة
  • بالصور.. البنك الأهلي المصري يحتفل بالعام الجديد على طريقته الخاصة
  • صيدا.. حاضرة البحر وعنفوان الجمال والتراث في لبنان
  • بالفيديو: أرقام تكشف.. ذاكرة شباب لبنان ليست بخير
  • مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث تنظم محاضرة عن العلاقات الدبلوماسية الدولية في ضوء خطابات العمارنة
  • تحذير عاجل من السعال لأكثر من 3 أسابيع | مرض خطير
  • مختص: حصول العلا على لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالميا نتيجة التوازن بين الأصالة والتجديد
  • سفير مصر باليونان: الحفاظ على الآثار والتراث مسؤولية وطنية ودولية مشتركة
  • الدبيبة: «المتحف الوطني» يمثل ذاكرة الوطن الكامل عبر العصور
  • خطيب المسجد الحرام: صنائع الحكمة ومسالك الحنكة في 4 كلمات