تلطخت أيادي النظام الإماراتي بدماء أبناء الشعب الفلسطيني الذي يقتل يومياً في مجازر وحشية يرتكبها الكيان الصهيوني بحق أبناء غزة المحاصرة بمشاركة الانظمة الأمريكية والأوروبية وعلى مستوى الوطن العربي دويلة الإمارات التي يعول عليها الكيان الصهيوني سياسياً عبر المواقف المخزية، وعسكرياً بدعم لوجستي كبير، وكذلك إعلامياً عبر تغطية جرائم الاحتلال وتبريرها بهجوم حماس الذي تسميه إرهابيا، وأيضا اقتصادياً بفتح اكبر سوق تجاري يربط إسرائيل بالمنطقة، وحتى على المستوى الديني والثقافي تتولى الإمارات نشر اليهودية في المجتمعات العربية تحت مبرر تسامح الأديان…

الثورة / احمد السعيدي

سياسياً
المواقف السياسية الإماراتية كانت مخزية للغاية ومنبطحة للكيان الصهيوني منذ اليوم الأول للحرب الفلسطينية الإسرائيلية، فلم تكد تمضي سويعات على عملية طوفان الأقصى البطولة لحماس حتى سارعت الإمارات عبر وزير خارجيتها لإدانة حركة حماس، معتبرة الهجمات التي تشنها حماس ضد المدن الإسرائيلية والقرى القريبة من قطاع غزه تصعيدا خطيراً، كأول دولة عربية، معلنة تضامنها مع المدنيين الصهاينة ومتجاهلة ان تلك العملية ردة فعل طبيعية نتيجة احتلال وقتل دام لسنوات، ولم تكتف الإمارات بذلك بل قال موقع «Axios» إن “الإمارات حذرت نظام الأسد في سوريا من التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل، والعمل على منع تنفيذ هجمات على إسرائيل من الأراضي السورية”، وبحسب ما ذكره الموقع فقد أبلغ ممثلو الإمارات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اتصالاتهم مع المسؤولين السوريين، وواصل النظام الإماراتي مواقف الخزي والعار بكلمة باهتة لرئيس الدولة في قمة السلام في القاهرة والتي عبر فيها عن أسفه العميق للخسائر في الأرواح الإسرائيلية نتيجة اندلاع أعمال العنف، وآخر تلك المواقف هجوم وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، على حركة حماس، واصفة هجماتها يوم السابع من أكتوبر الماضي ضد مواقع لجيش الاحتلال بـ”البربرية والشنيعة”، مشددة على أن الإمارات تدينها بشدة، وهذا الموقف الذي تتبناه الإمارات ضد المقاومة الفلسطينية في غزة يتسق بشكل كبير مع الخطاب الإسرائيلي، الذي تناول مرارا هذا الوصف لوصم المقاومة، ضمن محاولات تجريم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

عسكرياً
بدأت الحقائق تتكشف بشكل متتال بشأن مشاركة دولة الإمارات وبشكل فعلي إسرائيل في الإيغال بدماء الفلسطينيين عبر عدوانها المستمر، حيث كشفت صحيفة أمريكية أن سرباً من الطائرات الأمريكية وصلت إلى قاعدة الظفرة الجوية بأبوظبي بهدف دعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن البنتاجون، إن سربا من طائرات A-10 وصل قاعدة الظفرة في الإمارات لدعم الاحتلال الإسرائيلي وردع أي هجمات، وقاعدة الظفرة الجوية هي مطار عسكري تقع على بعد حوالي 32 كم جنوب العاصمة أبوظبي، وتشغل من قبل القوات الجوية الإماراتية والأمريكية والفرنسية، وانطلقت منها العديد من العمليات العسكرية ضد طالبان في أفغانستان، وداعش بالعراق، وأبلغ الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن أبوظبي تقف مع إسرائيل بكامل إمكانياتها العسكرية والسياسية والإعلامية في حربها على الفلسطينيين، ومني النظام الإماراتي بخيبة أمل شديدة على إثر التطورات التي تشهدها إسرائيل بفعل عملية المقاومة الفلسطينية تحت اسم طوفان الأقصى، وأجمعت مصادر دبلوماسية تحدثت لـ”إمارات ليكس”، بوجود حالة غضب واستياء في الإمارات من هشاشة إسرائيل في مواجهة عملية المقاومة الفلسطينية، وبحسب المصادر فإن أبوظبي تشعر بقلق بالغ على مصير التحالف مع إسرائيل على خلفية ما تعرض له من ضربات غير مسبوقة من المقاومة الفلسطينية، وأضافت المصادر أن الإمارات سارعت لتوجيه رسالة دعم وتضامن عبر قنوات دبلوماسية متعددة إلى إسرائيل رئاسة وحكومة وجيشا وأبدت استعدادها تلبيه كل ما يطلب منها لإسناد الدولة العبرية.

إعلامياً
اما على المستوى الإعلامي فحدِّث ولا حرج، فلا تكاد تخلو قنوات الإعلام التابعة للأمارات من الإساءة للفلسطينيين وحركة حماس وكأنها تؤدي دوراً محدداً لها من سلطات الكيان الصهيوني في تحريض الفلسطينيين على قيادة حركات المقاومة في فلسطين وعلى رأسها حركة حماس وتدعوهم تلك القنوات الإماراتية وابرزها سكاي نيوز للإبلاغ عن قيادات حماس، حتى أنها في اخبارها لا تسمي الفلسطينيين شهداء بل قتلى رغم انهم يسقطون أبرياء نساء وأطفالاً على أرضهم دون ذنب بفعل الغارات الصهيونية التي ارتكبت ابشع المجازر بحق العائلات الفلسطينية وقتلت اكثر من 6000 شهيد، الإعلام الإماراتي الرسمي عبر قنواته التلفزيونية دائماً ما يتعمد استضافة محللين وقيادات عسكرية من الكيان الصهيوني ويتم السماح لهم بإهانة الشعب الفلسطيني ووصفه بالإرهاب والتخلف دون مقاطعتهم ، ولا تبدي تلك القنوات أي مشاعر للتعاطف مع مشاهد اشلاء النساء والأطفال التي تعرض على العالم وتلقى تعاطفاً مع قنوات أجنبية قبل عربية بل بالعكس تتعاطف هذه القنوات مع الأسرى الإسرائيليين وتخصص مساحات واسعة للحديث عنهم بينما سجون الاحتلال مكتظة بالفلسطينيين حتى من قبل هذه الحرب العدوانية على غزة.
الإعلام الإماراتي يعبر باستمرار عن استيائه الشديد إزاء التقارير التي تفيد باختطاف مدنيين إسرائيليين من منازلهم كرهائن، وأكدت على ضرورة أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، وضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع.

اقتصادياً
أصبحت دولة الإمارات أكثر الداعمين لاقتصاد الكيان الصهيوني عبر محاولة استثمار الفوائض البترولية الضخمة، داخل الكيان الصهيوني، وهو الذي حدث، في الزيارات الرسمية المتبادلة بين مسؤولي الإمارات، والكيان الصهيوني، أن الإمارات خصصت «10» مليارات دولار في صندوق استثمارات داخل الكيان الصهيوني، لدعم اقتصاد هذا الكيان! بخلاف مشروعات أخرى، منها مد خط أنابيب نقل النفط المسمّى «دبي/ عسقلان»، وتمويل قناة صهيونية من خليج العقبة، حتى البحر المتوسط! من دون مراعاة تأثير ذلك على قناة السويس، والضرر بمصر واقتصادها، على رغم الشراكة السياسية بين مصر والإمارات!، بالإضافة إلى السعي نحو عمل مقايضة مع الكيان الصهيوني، بإنشاء تحالف إماراتي/ صهيوني، يضمن ضخ الأموال بمليارات الدولارات إلى الكيان الصهيوني، لضمان تقدّمه ونهوضه الاقتصادي، مقابل قيام هذا الكيان بالدفاع العسكري عن الدويلة الإماراتية ضدّ إيران، ويقول خبراء إن كل الصادرات الإسرائيلية إلى الخليج تذهب إلى الإمارات أولاً ومنها إلى بعض دول مجلس التعاون الخليجي، ويشمل: الألماس، الذي اعتمدت عليه الإمارات لتصبح المركز الرئيسي لتجارته على مستوى العالم، وتبلغ حصة الألماس في الحجم الإجمالي للصادرات الإسرائيلية إلى الإمارات حوالي 70 %، فيما تتوزع النسبة الباقية البالغة 30 % على الأحجار الكريمة والأدوية والآلات والمعدات، وأجهزة الكمبيوتر والبرمجيات وتطبيقات الأمن السيبراني، والمنتجات الزراعية، المنتجات الغذائية، والمواد الكيميائية، والمنسوجات والملابس، ومن المتوقع أن يصل حجم التجارة الإماراتية الإسرائيلية إلى 3 مليارات دولار بنهاية العام الجاري و3.5 مليار دولار في 2024م، مقابل 2.5 مليار دولار في 2022م ومليار دولار فقط في 2021م.

دينياً وثقافياً
وعلى المستوى الثقافي والديني، فتسعى دولة الإمارات إلى نشر اليهودية وتقديمها على طبق التسامح الديني للدول العربية والإسلامية رغم ما تحمله اليهودية من كراهية للإسلام وتشرع للصهاينة إبادة المسلمين باعتبارهم أعداء وقد كانت البداية فلسطين، حيث سلّط تحقيق إسرائيلي نشرته وسائل إعلام عبرية في 11 يوليو الماضي، الضوء مجدداً على الوجود اليهودي في الإمارات العربية المتحدة، ودور الحاخامات في دفع عجلة التطبيع وإخراجها من دائرة السر إلى العلن، حيث أعلن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي في تشكيلة مجلس وزراء بلاده في فبراير 2016م، عن منصب وزير التسامح، وفي أكتوبر 2017م تمّ تكليف نهيان بن مبارك آل نهيان هذا المنصب الذي يمهّد لخطوات التفافية نحو “تآلف” الوجود اليهودي في البلاد، حسب رأي العديد من الخبراء، وبهذا تعمل الإمارات على توظيف دعاية التسامح الديني لنقل العلاقات مع “إسرائيل” إلى مستوى جديد كلياً، وللظهور بصورة أكثر تسامحاً تجاه الأديان الأخرى، وخلق مناخ أكثر جذباً للمستثمرين. من هذا الباب عيّنت وزير التسامح، واستضافت مؤتمرات للأديان وحوار الرسالات كمؤتمر “تحالف الأديان لأمن المجتمعات” في نوفمبر 2018م، وحسب موقع “يشيفا وورلد نيوز” الإسرائيلي، فإن 150 أسرة يهودية تتكون من ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص، تقيم بإمارتي أبو ظبي ودبي، كانت قد جاءت من الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب إفريقيا، بل ان الإمارات تشهد وجوداً يهودياً مطّرداً، وغدت جاليتهم ذات حضور متزايد، بعد تدفئة العلاقات مع إسرائيل، وأصبح يهودها يفتحون حسابات على وسائل التواصل، ويعطون مقابلات عن الحياة اليهودية بالخليج، كاتب الإسرائيلي قال إن “كريل، زوجة رئيس الجالية اليهودية، افتتحت (مطبخ كوشر)، الحلال وفق الشريعة اليهودية، وحظيت بالاهتمام، بما في ذلك وزيرة الثقافة نورا الكعبي، التي رحبت به كفصل جديد في (تاريخ طعام الخليج)، كما كتب سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة بيديعوت أحرونوت، أنه “تم إطلاق خدمة طعام كوشير جديدة في دبي لخدمة اليهود المتزايدين، وهو أول مجتمع يهودي جديد في العالم العربي منذ 100 عام”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينية

برعاية جامعة ساو باولو ونقابة الصحفيين البرازيليين والمنتدى الفلسطيني اللاتيني ودار ميدل إيست مونيتور للتوزيع والنشر، وبحضور المؤلفين والناشرين، وعلى مدى أربعة أيام من 5 إلى 8 مايو/أيار الجاري، أطلقت دار ميدل إيست مونيتور ثلاثة كتب مترجمة إلى اللغة البرتغالية:

"فلسطين.. أربعة آلاف عام في التاريخ (Palestina: quatro mil anos de história) للمؤرخ الفلسطيني نور مصالحة. "فلسطين عبر آلاف السنين.. تاريخ من محو الأمية والتعلم والثورات التعليمية" (Palestina através dos milênios – Uma história de alfabetização, aprendizagem e revoluções educacionais) للمؤرخ الفلسطيني نور مصالحة. "الشتات الفلسطيني في أميركا اللاتينية.. دراسات حول الإعلام والهوية" (Diáspora Palestina na América Latina – Estudos de Mídia e Identidade) لأحمد الزعبي.

في حديث للجزيرة نت، يقول نور مصالحة "توقيت صدور كتابي الأول جاء بسبب المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وقد اكتشفنا الكثير من المجازر التي ارتكبت في عام 1948 وما بعده، وبالتالي هناك استمرارية، وهنالك فهم إسرائيلي بأن الحرب على قطاع غزة هي استمرار لما جرى في عام 1948. وهم يتحدثون عن نكبة جديدة بكل صراحة وفخر".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيلم "8 أكتوبر" يهاجم الاحتجاج ضد الإبادة دعما لأجندة يمينية متطرفةlist 2 of 2سوريا تعيد افتتاح بورصتها خلال أيامend of list إعلان

ويضيف مصالحة "كتابي (فلسطين.. أربعة آلاف عام في التاريخ) يركز على طرد الفلسطينيين من أرضهم، وهو يساعد على فهم جذور وأسباب ما يحدث اليوم في غزة. أنا أؤمن بأن جذور ذلك كامنة في الفكر والممارسة الصهيونية".

ويتابع مصالحة "نحن نمتلك ذاكرة جمعية تغنينا عما جاء به الغربيون مثل شكسبير وهيرودوتس، الذين تحدثوا عن فلسطين. كل المؤرخين والجغرافيين العرب كتبوا عن فلسطين".

ويستطرد "كل مدن فلسطين كانت تجارية، وفي مرحلة لاحقة أصبحت صناعية، كما هو الحال في مدينة نابلس التي نهضت في الفترة المملوكية، واشتهرت بصناعة الحلويات والزيوت والصابون، وكذلك صناعة الزجاج في مدينة الخليل التي كانت تصدر منتجاتها إلى ألمانيا والصين. وبسبب موقعها الإستراتيجي على تقاطع ثلاث قارات، لعبت فلسطين دورا في التجارة العالمية، وهذا ما يكشفه ويؤكده علم الآثار".

وفي حديث آخر مع الجزيرة نت، يقول أحمد الزعبي "أسعى في كتابي إلى البحث عن الهوية الفلسطينية في شتاتها بأميركا اللاتينية. لقد كانت الجاليات قوية في تشيلي والسلفادور وهندوراس، وهي البلدان التي تناولتها أطروحتي للدكتوراه حول الصحافة الإنسانية، بالإضافة إلى البرازيل والأرجنتين".

ويضيف الزعبي: أوضح في كتابي "الشتات الفلسطيني في أميركا اللاتينية.. دراسات حول الإعلام والهوية" أن الروابط لا تزال قائمة، حتى مع وجود تكامل واضح في المجتمعات المضيفة.

ويقول "إن ذكرى الخروج القسري تنتقل عبر الأجيال، ويبدو انتماء المهاجرين واللاجئين وأحفادهم إلى فلسطين واضحا عندما يتحدثون عن المشاعر والعادات ووسائل الإعلام، التي لا تقدم رؤية محايدة للأرض المحتلة حتى يومنا هذا".

وعن ثقة الجاليات الفلسطينية بالإعلام المحلي، يوضح الزعبي "أن تلك الجاليات الفلسطينية، بنسبة كبيرة جدا، لا تثق في الإعلام المحلي في الدول المضيفة، وتتلقى أخبارها من خلال الاتصال المباشر بالأهالي والأصدقاء في فلسطين أو في مخيمات الشتات كالأردن وسوريا ولبنان. هذا أولا، ثم من خلال متابعة الأخبار عبر شبكة الجزيرة الإعلامية ومواقع إخبارية مثل ميدل إيست مونيتور وميدل إيست آي والعربي الجديد، بسبب الانحياز الكبير والواضح في التغطية الإعلامية لرواية الاستعمار الصهيوني، والتي تعتمد بشكل كبير على الوكالات الدولية المنحازة للإمبريالية العالمية مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا".

View this post on Instagram

A post shared by Ahmad Alzoubi (@dr.ahmadalzoubi89)

رفع الوعي بالقضية الفلسطينية

ويقول نور مصالحة "أركز في جميع كتبي على تاريخ وتراث فلسطين الطويل، وهو أمر غير معروف للناس هنا في البرازيل. أريد أن أقول للناس إن المدن الفلسطينية موجودة منذ آلاف السنين، وإن أريحا هي أقدم مدينة في العالم، وإن غزة كانت مدينة مشهورة ومعروفة عبر التاريخ، وقد كانت تتاجر مع الصين والهند وأوروبا، وكان لها مرفآن، على خلاف كل المدن الساحلية الأخرى التي كان لديها مرفأ واحد، لأن تجارة غزة كانت أكبر بكثير من غيرها، ولهذا كانت من أغنى المدن الفلسطينية".

إعلان

ويقول الزعبي "تاريخيا، كانت شعوب أميركا اللاتينية داعمة للقضية الفلسطينية، إلى جانب بعض الحكومات ذات التوجه اليساري، لكن في المقابل، فإن التغلغل الإسرائيلي في هذه الدول عميق وممنهج".

ويضيف: بالنظر إلى تقرير ماكبرايد، أو "أصوات عديدة وعالم واحد"، الذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 1980، يتضح مدى الحاجة إلى إقامة نظام عالمي جديد للإعلام والاتصال، يهدف إلى تقليص الفجوة الإعلامية بين الدول المتقدمة والدول النامية، والحد من التأثيرات السلبية لهيمنة الإعلام الدولي على استقلال الدول الثقافي، لا سيما في أميركا اللاتينية. وقد سبق إصدار التقرير مبادرة اليونسكو بإنشاء "اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الإعلام" عام 1976 برئاسة السياسي والصحفي الأيرلندي شون ماكبرايد، لدراسة القضايا المرتبطة بالاتصال الجماهيري على المستوى العالمي، وخاصة في ظل التفاوت الهائل في الوصول إلى المعلومة وصناعة الخطاب.

ويرتبط تشويه الأخبار المتعلقة بفلسطين بما تناوله التقرير من قضايا، ويفصل الزعبي "مثل تركز ملكية وسائل الإعلام في أيدي قلة من الجهات النافذة، مما يفتح المجال أمام التلاعب بالسرد الإعلامي وتقديم روايات أحادية الجانب. وفي سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كثيرا ما ينتج هذا التركز تغطية إعلامية تنحاز إلى السردية الصهيونية على حساب الرواية الفلسطينية، مما يعيق الإدراك الشعبي العادل للقضية في المجتمعات اللاتينية".

View this post on Instagram

A post shared by Monitor do Oriente (@monitordooriente)

ضد الروايات الزائفة

وفي حوار مع الجزيرة نت، تقول المحررة الأولى في دار ميدل إيست مونيتور للتوزيع والنشر ريتا فريري "قررت دار نشر ميدل إيست مونيتور توفير هذه الكتب الأساسية عن التاريخ الفلسطيني للقارئ البرازيلي لأن الرواية الإعلامية عن فلسطين تدور في جوهرها حول الصراع مع إسرائيل، وتصور إسرائيل على أنها تدافع دائما عن نفسها ضد العدوان والإرهابيين الفلسطينيين. ونتيجة لذلك، تمحى فلسطين الحقيقية وتجرم مقاومتها".

إعلان

وتضيف فريري "نريد أن نسهم في استعادة ما محي من الذاكرة، ولذلك ترجمت أعمال نور مصالحة، التي تروي قصة فلسطين منذ آلاف السنين وحتى اليوم، إلى اللغة البرتغالية. في كتابين، يتحدث مصالحة عن أربعة آلاف عام من تاريخ هذه الأرض، بالإضافة إلى مساهمة فلسطين الثقافية الطويلة التي قدمتها للعالم".

وتوضح أن "إظهار نوايا الصهيونية منذ بداياتها أمر مهم لفهم نوايا أولئك الذين يدعمون إسرائيل اليوم، ولخلق مواقف نقدية لدى الناس، وزيادة الوعي بخطة التطهير العرقي والإبادة الجماعية المتعمدة والمستمرة، وتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني".

وتتابع فريري "هذا بالإضافة إلى أننا أطلقنا كتابا باللغة البرتغالية لأحمد الزعبي، يتناول الهجرة الفلسطينية إلى أميركا اللاتينية واستمرار النضال الفلسطيني حتى خارج أرضه. وبهذا، نسهم في إبراز أن الشعب الفلسطيني لا يزال حيا حتى بعد تهجيره، ويحافظ على الصلة بين أميركا اللاتينية وفلسطين حتى اليوم".

وتختم فريري "هذه قصص علينا كشفها لأن إخفاء هذه الحقائق هو ما يديم عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني وسرقة أرضه وذاكرته".

مقالات مشابهة

  • الدور الإماراتي في احتلال الجزر اليمنية وتحويلها إلى مناطق نفوذ مشترك مع كيان العدو الصهيوني .. ميون وسقطرى نموذجًا
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • القسام تفجر عبوة مضادة للدروع في “حفّار” عسكري للعدو الصهيوني بخان يونس
  • رئيس «القدس للدراسات»: إسرائيل تسعى لتدمير حركة حماس وطرد الفلسطينيين من غزة
  • برلماني: مصر نجحت فى انتزاع دعم أوروبا لرؤيتها بشأن القضية الفلسطينية
  • فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينية
  • دبلوماسي: الموقف الأوروبي أصبح أكثر تماشيا مع الرؤية المصرية في القضية الفلسطينية
  • إيران وعُمان تتفقان على تعزيز الشراكة الشاملة ودعم القضية الفلسطينية
  • مصر أكتوبر: إسرائيل تواصل استفزاز العرب ومخططاتها لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية لن تمر
  • إيران وعُمان تتفقان على دعم القضية الفلسطينية