في إطار الاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية الروسية، والمُقرر عقدها في 17 مارس 2024، فقد قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خوض الانتخابات لولاية أخرى، وفق ما أفادت به وكالة "رويترز" للأنباء، وهى خطوة من شأنها أن تبقيه في السلطة حتى عام ٢٠٣٠ على الأقل.

 

ترشح بوتين لانتخابات الرئاسة 2024


وفي هذا الصدد أكد عدد من الخبراء السياسيين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمتع بدعم الدولة ووسائل الإعلام الرسمية له وفوزه بمنصب الرئاسة مضمون، خاصةً في ظل عدم وجود منافس أو بديل له، مشيرين إلى أن فوزه بولاية أخرى سوف ينعكس إيجابيًا على مستقبل العلاقات المصرية الروسية في ظل التوافق والتناغم بين الرئيسين المصري والروسي.

  الدكتور عماد الأزرق

 


تعزيز العلاقات المصرية الروسية


وفي هذا الإطار، قال الدكتور عماد الأزرق، المتخصص في الشأن الآسيوي، إن العلاقات المصرية الروسية تمر بمرحلة قوية خاصةً في عهد الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، مؤكدًا أن استمرار الرئيس بوتين في الرئاسة يزيد من تعزيز العلاقات المصرية الروسية في ظل التناغم القائم بين القيادتين السياسيتين.

 

وأضاف "الأزرق" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة 2024، سيضمن استمرار روسيا في تدعيم المشروعات التي تقوم بتنفيذها في مصر فيما يتعلق بالمحطة النووية والمنطقة الاستثمارية في خليج السويس وباقي المشروعات.

 

فوز بوتين مضمون في حال الترشح


وأشار المتخصص في الشأن الآسيوي، إلى أنه في حال ترشح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيكون ذلك ضمانًا لاستمرار الدعم الذي تقدمه روسيا لمصر سواء الدعم السياسي أو العسكري أو الاقتصادي، لافتا إلى أن "فلاديمير بوتين" ليس له منافس أو بديل في روسيا حاليا وفوزه بمقعد الرئاسة مضمون.

 

الدكتورة نادية حلمي

 

فيما قالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذة العلوم السياسية، إن الانتخابات الروسية المقبلة هي الأولى في أعقاب الاستفتاء على تعديلات دستورية أقرت فى عام ٢٠٢٠، وتسمح للرئيس "بوتين" بالاستمرار فى السلطة لدورتين رئاسيتين أخريين حتى عام ٢٠٣٦، وذلك في حالة ما إذا قرر الترشح وفاز في الإنتخابات.

 

تقارب العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة


وأضافت في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن العلاقات المصرية الروسية في عهد الرئيسين (السيسي وبوتين) لها تأثير بالغ، فضلًا عن مدى تقارب العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة، موضحة أنه في حال فوز الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بولاية أخرى، سيكون لذلك تأثيرا إيجابيا على مستقبل العلاقات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين، لافتة إلى أن روسيا تُعد إحدى أهم الفواعل المحورية على المستويين الإقليمي والعالمي، وستؤدى سياساتها دورًا رئيسيًا فى تحديد النظامين العالمي والإقليمي وتشكيلهما، مشيرة إلى أن نتائج الانتخابات ستنعكس انعكاسًا كبيرًا على مستقبل إدارة الشؤون الدولية.

 

من المؤكد فوز بوتين


وأوضحت أن استطلاعات الرأى الروسية والعالمية ستظهر مدى تمتع الرئيس "بوتين" بنسبة تأييد تصل إلى ٨٠% داخل روسيا، مشيرة إلى أن الانتخابات مجرد إجراء شكلي فى حالة ترشح "بوتين"، إذ إنه يحظى بدعم الدولة ووسائل الإعلام الرسمية ومع عدم وجود معارضة روسية قوية فى الداخل، فمن المؤكد فوزه.  


وعن تأثير تلك الانتخابات الرئاسية الروسية على الأمن القومى لمصر، قالت الدكتورة نادية حلمي، إن القيادة السياسية المصرية للرئيس "السيسى" وقادة الدول الأفريقية والنامية يولون أهمية قصوى ويدفعون نحو اتجاه النظام العالمى الجديد نحو حالة من التعددية السياسية، حيث يتعين على الدول الكبرى كروسيا أن تسعى جاهدة للحصول على دعم الدول المتوسطة والصغيرة وذات التأثير الهام، وعلى رأسها مصر، ويولون جميعًا أهمية كبيرة لتعاونهم سويًا من أجل تحقيق وتمرير أجنداتهم ومصالحهم القومية، وهذا يستلزم الانخراط والتعاون والتكامل وتنسيق المواقف بين القوى الكبرى كروسيا وغيرها من الدول وأهمها مصر، من أجل الحصول على دعم مواقفها وسياساتها من جانب حلفائها وشركائها من القوى الصغيرة والمتوسطة، فى مواجهة سياسات الهيمنة الأمريكية والغربية علينا جميعًا.


وأردفت قائلة: مصر من الدول التي لديها قدر أكبر من الحرص على التوازن بين الأقطاب المختلفة، خاصةً أن التحول لعالم متعدد الأقطاب يتطلب التوازن فى العلاقات بين جميع أطرافه المختلفة، مع مراعاة المصالح المصرية، لذا جاء الدعم الروسي الكبير لمصر للانضمام لتجمع البريكس، فضلًا عن إبداء روسيا موافقة ضمنية على انضمام (مصر والإمارات والكويت والبحرين وقطر) إلى "منظمة شنغهاى للتعاون"، وذلك وسط مساع قصوى، لترسيخ ما تصفه موسكو بـ "مواجهة محاولات الهيمنة الأمريكية على العالم"، وبناء عالم متعدد الأقطاب.

 

الاستثمارات الروسية على الأراضي المصرية


ولفتت إلى أن الطرفان المصري والروسي يتشاركان فى العديد من وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية ويتعاونان فى إطار المنظمات والمؤسسات الدولية المختلفة، كما أن مصر تُعد أحد شركاء روسيا الرئيسيين فى مجال التجارة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحة أن التعاون العسكري المصري الروسي، باتت له أهمية بالغة لموسكو، بفضل تلك المناورات العسكرية الروسية المصرية المشتركة بمنطقة شرق المتوسط وخارجها، ووصلت لمنطقة البحر الأسود، فضلًا عن وجود العديد من الاستثمارات الروسية على الأراضى المصرية، وعلى رأسها مشروع الضبعة النووية الروسية، والذى نعد من خلاله قد وصلنا لمرحلة جديدة بتوقيع اتفاقية (مشروع بناء محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة) بمصر وإنشاء منطقة صناعية روسية فى المنطقة الإقتصادية لقناة السويس، وهى كلها إشارات واضحة إلى عودة التعاون بين البلدين لمستوى التحالف الإستراتيجي.


وتابعت: بالإضافة لتنفيذ مشروعات روسية عديدة، سواء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى بورسعيد وغيرها، موضحة أن الجانبان المصري والروسي يعملان على تقييد استخدام عملة الدولار فى معاملاتهم التجارية، مع الاعتراف بوجود قيود على استخدام اليورو والدولار، لذا تم الاتفاق بين مصر وروسيا على استخدام العملة الروسية "الروبل"، أو الجنيه المصري في تعاملاتها الاقتصادية، وهنا تعمل موسكو مع مصر لاعتماد العملة الروسية، مما سيضعف موقف الدولار مستقبليًا.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الروسية الانتخابات الروسية 2024 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العلاقات المصرية الروسية الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین العلاقات المصریة الروسیة بین البلدین جمیع ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي أوريشنيك الأسرع من الصوت الخدمة.. ماذا نعرف عنه؟

(CNN)--  قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن بلاده بدأت إنتاج أحدث صواريخها الأسرع من الصوت، وأكد مجددًا خططها لنشرها في بيلاروسيا الحليفة في وقت لاحق من هذا العام. 


وأثناء جلوسه إلى جانب رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في جزيرة فالام بالقرب من سانت بطرسبرغ، قال بوتين إن الجيش قد اختار بالفعل مواقع نشر صاروخ أوريشنيك الباليستي متوسط المدى في بيلاروسيا، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" للأنباء. 
وقال بوتين: "الأعمال التحضيرية جارية، وعلى الأرجح سننتهي منها قبل نهاية العام"، مضيفًا أن السلسلة الأولى من صواريخ أوريشنيك وأنظمتها قد تم إنتاجها ودخلت الخدمة العسكرية. 
 

واستخدمت روسيا لأول مرة صاروخ أوريشنيك، الذي يعني بالروسية "شجرة البندق"، ضد أوكرانيا في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أطلقت السلاح التجريبي على مصنع في دنيبرو كان يُنتج الصواريخ عندما كانت أوكرانيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي. 
 

وأشاد بوتين بقدرات صاروخ أوريشنيك، قائلاً إن رؤوسه الحربية المتعددة التي تنطلق نحو هدفها بسرعات تصل إلى 10 ماخ محصنة ضد الاعتراض، وهي قوية لدرجة أن استخدام العديد منها في ضربة تقليدية واحدة قد يكون مدمراً كهجوم نووي. 
 

وحذر الغرب من أن موسكو قد تستخدمه ضد حلفاء أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين سمحوا لكييف باستخدام صواريخهم بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية. 
 

وأعلن قائد القوات الصاروخية الروسية أن صاروخ أوريشنيك، القادر على حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية، يتمتع بمدى يسمح له بالوصول إلى أوروبا بأكملها. 
 

ويمكن للصواريخ متوسطة المدى أن تحلق لمسافة تتراوح بين 500 و5500 كيلومتر (310 إلى 3400 ميل).  
 

وحُظرت هذه الأسلحة بموجب معاهدة تعود إلى الحقبة السوفيتية، والتي تخلت عنها واشنطن وموسكو في 2019. 
وفي الخريف الماضي، وقّع بوتين ولوكاشينكو معاهدة تمنح بيلاروسيا ضمانات أمنية، بما في ذلك إمكانية استخدام الأسلحة النووية الروسية للمساعدة في صد أي عدوان.  
 

ويأتي هذا الاتفاق في أعقاب مراجعة الكرملين لعقيدته النووية، والتي وضعت بيلاروسيا لأول مرة تحت المظلة النووية الروسية وسط توترات مع الغرب بشأن الصراع في أوكرانيا. 


وسمح لوكاشينكو، الذي حكم بيلاروسيا بقبضة من حديد لأكثر من 30 عامًا واعتمد على إعانات ودعم الكرملين، لروسيا باستخدام أراضي بلاده لإرسال قوات إلى أوكرانيا في 2022، ولإيواء بعض أسلحتها النووية التكتيكية.  
 

ولم تكشف روسيا عن عدد هذه الأسلحة المنشورة، لكن لوكاشينكو صرّح في ديسمبر/كانون الأول أن بلاده تمتلك حاليًا العشرات منها. 
 

وسيسمح نشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروسيا، التي يبلغ طول حدودها مع أوكرانيا 1084 كيلومترًا (673 ميلًا)، للطائرات والصواريخ الروسية بالوصول إلى أهداف محتملة هناك بسهولة وسرعة أكبر إذا قررت موسكو استخدامها، كما أنه يعزز قدرة روسيا على استهداف العديد من حلفاء "الناتو" في شرق ووسط أوروبا. 
 

وخفّضت العقيدة النووية المُعدّلة التي وقّعها بوتين خريف العام الماضي رسميًا الحدّ الأقصى لاستخدام روسيا لأسلحتها النووية.  
وتنص الوثيقة على أن موسكو يُمكنها استخدام الأسلحة النووية "ردًا على استخدام الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل" ضد روسيا أو حلفائها، وكذلك "في حال العدوان" على روسيا وبيلاروسيا بأسلحة تقليدية تُهدّد "سيادتهما و/أو سلامة أراضيهما". 
 

أوكرانيابيلاروسياروسياالأزمة الأوكرانيةالجيش الروسيحلف الناتوفلاديمير بوتيننشر الجمعة، 01 اغسطس / آب 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي أوريشنيك الأسرع من الصوت الخدمة.. ماذا نعرف عنه؟
  • بوتين يعلن تسلٌّّم القوات الروسية أول دفعة من صواريخ “أوريشنيك” المرعبة
  • بوتين: ضمان أمن روسيا هو الهدف الرئيسي في القضية الأوكرانية
  • لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
  • العلاقات الروسية السورية.. اتفاقيات للمراجعة وملفات للمستقبل
  • دمشق تعلّق على "اللقاء التاريخي" بين بوتين والشيباني
  • دمشق تعلّق على "اللقاء التاريخي" بين بوتين والشيباني
  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني والوفد المرافق له في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو
  • مساعد بوتين: الغرب يطارد السفن الروسية.. ويعسكر بحر البلطيق
  • يولكا في حماية بوتين.. تعرّف على التقنية الروسية الجديدة المضادة لتهديدات الطائرات المسيّرة