دراسة: الأعاصير تدفع المياه الدافئة إلى داخل المحيط لتظهر بعد عدة سنوات في أماكن بعيدة
تاريخ النشر: 2nd, July 2023 GMT
أظهرت دراسة حديثة أن رياح الأعاصير تمزج طبقات مياه المحيط فتدفع المياه السطحية الدافئة إلى داخل المحيط وتولد أمواجا تحت سطح الماء تحمل المياه الدافئة إلى أعماق بعيدة، فلا يمكن فقد الحرارة منها إلا بعد عدة سنوات بعد عبورها آلاف الأميال محمولة بتيارات المحيط العميقة.
الدراسة التي نشرت في دورية "ذا بروسيدنغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس" (PNAS) يوم 20 يونيو/حزيران الجاري تحسم الجدل الذي دام عقدين حول إذا ما كان الماء الدافئ الذي يدفعه الإعصار إلى داخل المحيط يستطيع أن يصل للعمق الذي تسري فيه تيارات المحيط فيُحمل بذلك إلى أماكن بعيدة ويُحدث تغييرات مناخية وبيئية فيها.
وذكر بيان صحفي نُشر في موقع جامعة براندايس (Brandeis University) -إحدى الجامعات التي شاركت في الدراسة- أن الأمواج التي تنشأ داخل المحيط بفعل الإعصار تحمل المياه الدافئة إلى عمق يبلغ 4 أضعاف ما قد تصل إليه بفعل تحريك رياح الإعصار فقط.
الإعصار هو عاصفة قوية جدا قد تصل سرعتها إلى 240 كيلومترا وتهب رياحها في شكل دائري قطره قد يبلغ 320 كيلومترا، وتنشأ على سطح المحيطات في النطاق المداري ويستطيع بعضها عبور محيطات كاملة.
وتحدث سنويا 80 عاصفة مدارية، وللمحيط الهادي النصيب الأكبر منها، يليه المحيط الهندي ثم الأطلسي.
وتنشط الأعاصير في فصل الصيف، الذي يوافق شهور يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول في نصف الكرة الأرضية الشمالي، أما في نصف الكرة الأرضية الجنوبي فإنه يوافق شهور يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ومارس/آذار.
ويحدث الإعصار حين تؤدي حرارة مياه المحيط السطحية إلى رفع الهواء المحمل بالرطوبة والملاصق لسطح المحيط إلى الأعلى مثل منطاد الهواء، ما يخلق ضغطا منخفضا على سطح المحيط يسحب مزيدا من الهواء الرطب لتعويض نقص الضغط.
وتتواصل هذه العملية مولدة رياحا قوية جدا وسُحبا يصل ارتفاعها إلى ارتفاع قمة إيفرست.
ويصاحب الأعاصير كثير من الدمار ما بين انهيارات أرضية وفيضانات وغيرها، وتتسبب في خسائر سنوية تبلغ مليارات الدولارات، وهي تلي الزلازل من حيث عدد ضحاياها.
فبين عامي 1998 و2017، تعرض 726 مليون شخص للضرر بسبب الأعاصير بين الإصابة الجسدية أو فقد المسكن والنزوح أو الإجلاء إذا أُعلنت حالة الطوارئ.
كما أنها كثيرا ما تدمر البنى التحتية فتحرم ضحاياها من الماء العذب أو تمنع وصولهم إلى إمدادات الطعام أو المستشفيات.
بدءا من سطح الماء وحتى عمق 50 مترا يكون الماء دافئا (27 درجة مئوية)، تلي هذه الطبقة طبقات من الماء البارد. وفروق الحرارة بين الطبقات تمنع امتزاجها فتحافظ كل منها على حرارتها، ولكن حين يهب الإعصار فإن رياحه القوية تمزج طبقات الماء فتنتقل حرارة الطبقة السطحية إلى الطبقة التي تليها.
ودرس الباحثون 3 أعاصير مرت بجزر الفلبين، وفي أثناء الدراسة استخدموا مسبارا يهبط لعمق 300 مترا تحت سطح الماء ويقيس الاضطراب في حركة المياه وكذلك درجة حرارتها وقارنوا قراءات المسبار قبل مرور الأعاصير وبعد مرورها.
في هذا العمق، استطاع المسبار تسجيل اضطرابات في حركة الماء في شكل أمواج نشأت جراء الأعاصير، وحملت هذه الأمواج الحرارة التي دخلت للمحيط إلى عمق يجعل من غير الممكن خروجها للسطح.
ماذا يحدث للحرارة داخل المحيط؟حين تصل المياه الدافئة لعمق كاف فإنها تُحمَل بتيارات المحيط العميقة التي تسري لمسافات بعيدة، يعني هذا أنه -تبعا لاتجاهات تيارات المحيط الهادي- يمكن لإعصار ضرب جزر الفلبين غربي المحيط أن ينقل الماء الدافئ إلى الإكوادور في شرق المحيط بعد مرور عدة سنوات.
وعند الوصول لهذه المرحلة، تصعد الحرارة أخيرا إلى الأعلى بفعل التيارات التي تحمل الرواسب إلى الجروف القارية أو بفعل تيارات الماء الصاعدة.
عند صعود المياه الدافئة إلى الأعلى فإنها تقابل الشعاب المرجانية التي توجد في المياه السطحية. وتعد الشعاب المرجانية من أهم الأنظمة البيئية البحرية، فمثلا يؤوي 800 نوع من هذه الشعاب 32% من أنواع الكائنات البحرية المعروفة، و37% من الأسماك ترتبط حياتها بها بشكل أو بآخر.
وهذه الأرقام مرشحة للزيادة إذ إن هناك تقديرات أن العدد الفعلي لأنواع الشعاب المرجانية قد يتعدى 800 ألف نوع.
وعلى الرغم من أهميتها وتنوعها البيولوجي فإنها حساسة جدا للتغيرات البيئية، إذ يقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن 25-50% من الشعاب المرجانية قد فُقدت بالفعل، و60% منها مهددة بذلك، بل إن 90% منها قد يُفقد بحلول عام 2050 إذا ظل الاحتباس الحراري عند 1٫5 درجة مئوية.
وتحت تأثير ارتفاع درجة الحرارة، تفقد الشعاب المرجانية لونها في ما يعرف بتبييض الشعاب المرجانية، حيث يطرد المرجان الطحالب التي تعيش فيه وتوفر الغذاء له وتكسبه لونه، بذلك يبيض المرجان ويضعف ويصبح معرضا للموت وتغادره الكائنات التي كانت متعايشة معه.
وقد يحدث أن تبيَضّ الشعاب المرجانية حتى لو كانت البيئة التي توجد فيها طبيعية، والسبب في ذلك قد يكون إعصارا حدث في الجانب الآخر من المحيط قبل عدة سنوات تسبب في إدخال الماء الدافئ إلى بيئة الشعاب المرجانية.
لكن الصورة ليست بهذا السوء، إذ إن احتباس الماء الدافئ داخل المحيط يحجز الحرارة داخله لعقود ويمنعها من أن تسهم في الاحتباس الحراري.
وتُظهر هذه الدراسة أن المحيط والإعصار يتبادلان التأثير، فحرارة سطح المحيط هي التي تُنشئ الإعصار الذي بدوره يرفع درجة حرارة باطن المحيط.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يوجه بتزويد أماكن الانتظار داخل عيادات مستشفى الحمام المركزي
تفقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم السبت، مستشفى الحمام المركزي، بمحافظة مطروح، وذلك في إطار جولاته الميدانية لمتابعة سير العمل في المنشآت الصحية، والاطمئنان على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ومراجعة خطة تأمين المدن الساحلية تزامنا مع اقتراب موسم الأجازات الصيفية.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير بدأ جولته بتفقد اصطفاف سيارات العيادات المتنقلة، وراجع توافر المستلزمات الطبية، والأدوية، واطلع على خطة تمركز العيادات المتنقلة على طول الطريق الساحلي.
وأشار «عبدالغفار» إلى أنه خلال تفقد المستشفى وجه الوزير بسرعة الانتهاء من أعمال التشطيبات لمبنى سكن الأطباء، والذي يضم 30 غرفة، بطاقة استيعابية تبلغ 60 سريرا، واستمع الوزير إلى شرح مفصل عن الهيكل الوظيفي للمستشفى الذي يقع في الكيلو 68 على الطريق الساحلى، ويقدم خدماته لـ12 ألف نسمة، بطاقة استيعابية تبلغ 49 سريرا، حيث وجه الوزير بتجديد واجهة المستشفى.
توفير كافة أوجه الرعاية الصحيةوأضاف «عبدالغفار» أن الوزير تفقد قسم الرعاية المركزة، والمتوسطة، بطاقة استيعابية تبلغ 17 سريرا، كما اطلع على الحالة الصحية لبعض المرضى، ووجه بتوفير كافة أوجه الرعاية الصحية لهم، بالإضافة إلى تفقد قسم الأشعة المقطعية، والذي يبلغ معدل التردد اليومي عليه 10 حالات، مشددًا على الاهتمام بأعمال نظافة المستشفى لضمان بيئة صحية، وآمنة للمرضى.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن الوزير تفقد العيادات الخارجية، التي تقدم خدمات في تخصصات الباطنة، والأطفال، والجراحة، والأنف والأذن، والجلدية، والأسنان، والعلاج الطبيعي للكبار، والأطفال، والنساء والتوليد، والجهاز الهضمي، والمخ والأعصاب، حيث اطمئن الوزير على توافر جميع الأجهزة، والمستلزمات، بالإضافة إلى أعداد الأطباء، ومدى ملائمتهم لمعدلات التردد.
ونوه «عبدالغفار» إلى أن الوزير وجه بتوفير شاشات عرض في أماكن انتظار العيادات الخارجية، وتزويدها بمقاعد، بالإضافة إلى توفير وسائل تهوية مناسبة لتوفير كافة سبل الراحة للمرضى المترددين على المستشفى.
وفي ختام جولته بالحمام المركزي، حرص الوزير على التحدث إلى المرضى، ومعرفة مدى رضاهم عن الخدمات الطبية المقدمة، حيث تحدث إلى حالة مرضية أصيبت خلال التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة الشمالية أمس، حيث كانت تعاني من كسر في القدم، موجهًا بتوفير كافة الرعاية الطبية لها.
مستشفى مارينا المركزيواستطرد أن الدكتور خالد عبدالغفار، استكمل جولته بزيارة مستشفى مارينا المركزي بمحافظة مطروح، حيث بدأ بتفقد قسم الاستقبال والطواري، والخدمات المقدمة، واطلع على المعدل الزمني بين وصول الحالة وبدء تلقيها الخدمة، ومعدلات التردد والتي بلغت خلال الصيف الماضي بلغت 4210 حالات.
وقال المتحدث الرسمي، إن الوزير تفقد قسم الأشعة، والمعمل، ووحدة الغسيل الكلوي، واستمع إلى آراء ومقترحات مرضى غسيل الكلى، لاستطلاع مدى رضاهم على الخدمات المقدمة لهم، كما تفقد قسم العيادات والتي تضم تخصصات «باطنة، وجراحة عامة، ونساء وتوليد، واطفال، وأسنان، رمد، وانف واذن وحنجره، جلدية وتناسلية، عظام»، وبلغ معدل التردد على العيادات 5507 حالة خلال الصيف الماضي.
وتابع «عبدالغفار» أن الوزير تفقد غرفة عمليات التأمين الطبي بالمستشفى، المكملة لعمل الغرفة المركزية لإدارة الأزمات والطوارئ بديوان عام الوزارة، حيث تجمع الغرفة البيانات المتعلقة بالقوى البشرية "Man Power” وجداول التشغيل، والمأموريات وحصر الغيابات، وجداول الدوريات، والتسكين والإعاشة، والاتصال والتواصل، وفرق الانتشار السريع، كما اطلع على الإحصاءات اليومية للغرفة، والتي شملت أرصدة المستلزمات والأدوية والنواقص، وأرصدة الوقود والأكسجين، والأعطال، والبيانات الواردة من الإسعاف ومستشفيات الأمانة وبنوك الدم، ويتم إعداد التقارير الدورية.
واستكمل «عبدالغفار» أن الوزير اطلع خلال تفقد الغرفة على آلية إدارة المنظومات والمتابعة وإدارة الطوارئ والتي شملت رعايات مصر، ومنظومة بلاغات خدمة طوارئ الوزارة 137، والمبادرات، والقوافل العلاجية، كما استمع إلى شرح لألية الربط مع الوقائي والسلامة والصحة المهنية، ومتابعة أعمال الوقائي بالمستشفيات، حيث أشاد الوزير بكفاءة فريق العمل.
يرافق نائب رئيس الوزراء خلال جولته، الدكتور أنور إسماعيل مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، والدكتور بيتر وجيه، مساعد الوزير لشئون الطب العلاجي، والدكتورة مها إبراهيم رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والدكتور محمد عبدالحكيم رئيس الإدارة المركزية للطب العلاجي، والدكتور إسلام عساف وكيل وزارة الصحة بمحافظة مطروح، والدكتور محمد غباشي مدير إدارة القوافل العلاجية.