سكان غزة الناجون من القصف.. مهددون بالموت من العطش
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
في ظل العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع المحاصر يتعرض سكان غزة إلى أكبر مأساة إنسانية من جراء حملة القصف الممنهجة التي يشنها الاحتلال ويجتمع عليهم الفقر والجوع وتضاف أزمة مياه الشرب إلى معاناتهم اليومية.
يقول الأول: هل هذه مياه حلوة؟
يجب الثاني: نعم.
الأول: اسقني الله يخليك، والله اشتقت لطعمها، سأموت من العطش.
هذا الحوار دار بين شاب فلسطيني يقف على قارعة الطريق أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وآخر يحمل غالونا من الماء المحلى نقلته وكالة الأناضول.
لم يبخل حامل الماء على طالبه ومنحه زجاجة ماء، وبدا في عيني الأخير المنهكتين من الجوع والعطش أنه حصل على كنز لا يقدر بثمن.
وباتت أزمة المياه تتعمق بشكل متسارع منذ بداية حرب غير مسبوقة على غزة، قطعت خلالها إسرائيل كافة الإمدادات من كهرباء وماء وعلاج ووقود، وباتت الأوضاع الإنسانية فيها مأساوية.
تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الوضع الإنساني في قطاع غزة "كارثي ويزداد سوءا كل لحظة"، وإن "المدنيين في القطاع يتحملون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال" في بيان لها.
مشهد مبكي.. طفلة تموت من العطش في غزة pic.twitter.com/dnAsVFuI0s — Al Hadeel News (@news_hadeel) November 7, 2023
وفي وصفها لما يجري تضيف اللجنة: "ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم منذ 1967، فالتدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة، حيث خرج معظمها عن الخدمة مما ينبئ بكارثة بيئية".
مشيرة إلى أن "الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب، أو رغيف خبز في غزة، رحلة محفوفة بالمخاطر وتستمر لساعات"، تتابع اللجنة الدولية.
وذكرت اللجنة أنها عملت على تقديم المساعدة في تركيب مضخات على خزانات المياه لتوزيع المياه على السكان ونشرت على حسابها في موقع إكس إنها تبذل قصارى جهدها لنجدة المتضررين.
وتضيف: خلال الأيام الماضية، قمنا بالدعم في تركيب مضخات على خزانات المياه، لمساعدة البلدية في توزيع المياه، ودعمنا أيضا ماليا مباشرة مصلحة مياه بلديات الساحل، لإصلاح خط أنابيب المياه المتضرر.
رُغم أن المُتطلبات هائلة في #غزة حاليًا، ولكننا نبذل قصارى جُهدنا لنجدة المتضررين..
خلال الأيام الماضية، قُمنا بالدعم في تركيب مضخات على خزانات المياه، لمساعدة البلدية في توزيع المياه، ودعمنا أيضًا ماليًا مباشرة مصلحة مياه بلديات الساحل، لإصلاح خط أنابيب المياه المُتضرر. pic.twitter.com/uFU1OLZxdk — اللجنة الدولية (@ICRC_ar) October 22, 2023
تتعمد إسرائيل فرض أزمة المياه على القطاع منذ بداية الحرب وتستخدمها كسلاح أقوى من النار ضد سكان القطاع.
وتشير عمليات القصف الممنهجة التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية ضد مركبات توزع مياه وخزانات فوق أسطح بنايات ومؤسسات صحية كان آخرها، مستشفى الرنتيسي للأطفال وسط مدينة غزة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنية التحية للضغط على السكان من أجل النزوح وترك مدنهم.
متحدث وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، يقول في تصريح للأناضول، إن إسرائيل "تعمّدت استهداف خزانات المياه والطاقة الشمسية في مستشفى الرنتيسي، وتعرّض حياة نحو 7 آلاف مريض وطاقم طبي ونازحين داخل المستشفى للموت عطشا".
من جانبها، حذرت حركة "حماس"، "من شح المياه في قطاع غزة، وسياسة إسرائيل التي تستخدم العقاب الجماعي وقطع إمدادات المياه للضغط على المدنيين لتهجيرهم من منازلهم وأماكن سكناهم.
وأضافت في بيان أن "الاحتلال قطع كل إمدادات المياه عن القطاع، وخصوصا عن مدينة غزة وشمالها، ما دفع المواطنين إلى شرب مياه غير صالحة بعد أن قام جيشه بقصف ما تبقى من خزانات مياه بصواريخ وطائرات أميركية".
ودعت الحركة "الأمم المتحدة والأطراف الدولية ذات العلاقة لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية التي تُفضي إلى إبادة جماعية، والعمل بشكل فوري على إعادة إمدادات المياه".
كيف يتعايش الفلسطينيون مع هذه الأزمة؟
تدفع أزمة شح المياه الفلسطينيين إلى شرب مياه ملوثة يتم استخراجها من آبار قريبة من البحر ومصارف مياه الصرف الصحي.
يقول نائب مدير الرعاية الصحية الفلسطينية رامي العبادلة في تصريح للأناضول: "إن سكان القطاع يشربون مياه ملوثة، فالمياه مقطوعة بشكل تام والجيش الإسرائيلي قطع 3 خطوط مياه عن قطاع غزة".
ويضيف "يتم رصد حوالي 1000 حالة يوميا ما بين الإسهال والجدري والتهابات الجهاز التنفسي والتسمم بسبب المياه الملوثة، فما تسجل 1000 حالة خلال 6 أشهر سابقا"، وفق العبادلة.
واستخراج هذه المياه من الآبار يتم عبر مولدات كهرباء صغيرة تم تحويلها من العمل على البنزين إلى غاز الطهي، فلا يوجد أي كميات وقود حاليافي القطاع لكن الغاز موجود بكميات محدودة جدا ستنفد خلال أيام قليلة.
ولا تتوفر هذه المياه إلا في مناطق محدودة لذلك يتوجه آلاف الفلسطينيين يوميا إلى محطات بعيدة عن مناطق سكنهم أو نزوحهم ويقفون في طوابير طويلة جدا لتعبئة غالونات في عملية تستمر عدة ساعات.
ولا يمكن لفلسطيني واحد أن يحصل على المياه والخبز في يوم واحد فكل طابور يستغرق ما لا يقل عن 6-8 ساعات لذلك يتوزع أفراد الأسرة الواحدة للحصول على احتياجاتهم.
وتصف إحدى سيدات غزة الوضع بالمأساوي نتيجة شح المياه وعدم توفر الخبر ونقصف كميات المساعدات التي تصل إلى القطاع.
"مرح الوديعة من سكان غزة تصف الوضع الإنساني الصعب في غزة"
إبادة جماعية فاهل غزة يموتون من العطش والجوع قبل ان يستشهدو من القصف الصهيوني المكثف. #غزة_تنتصر#ابو_عبيدة #غزه_مقبرة_الغزاة#مجزرة_جباليا #GazaGenoside #Gaza #Israel #موسم_الرياض_2023 pic.twitter.com/NZuVvVjli5 — الشؤون العسكرية (@mjrdzayr337191) November 1, 2023
ولكن هذا الحل لا يتوفر للجميع فهناك بعض المناطق يصعب الخروج منها للحصول على المياه بسبب الخشية من التعرض للقصف.
هؤلاء بدأوا مؤخرا يعتمدون على العصائر والمياه الغازية المتبقية في بعض المتاجر، كبديل لمياه الشرب ولكن هذه المشروبات لا تتوفر إلا بكميات قليلة.
قبل أسابيع دمرت الطائرات الإسرائيلية في حي الشجاعية شرقي غزة منزل الشاب الذي يتوق لشرب الماء، فلجأ رفقة عائلته إلى المستشفى لتأويهم ويروون عطشهم فيها.
يعكس هذا المشهد أزمة مياه يواجهها الفلسطينيون بعد أن قطعت إسرائيل خطوط المياه الرئيسية المغذية للقطاع منذ أن أطلقت حربها المدمرة على الفلسطينيين في 7 أكتوبر/تشرين أول المنصرم.
كل هذه المؤشرات تشير إلى أن العطش سيكون كابوسا على الفلسطينيين في غزة خلال أيام قليلة فقط خاصة في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع التي لم تصلها أي كميات من المساعدات الإنسانية التي دخلت عبر معبر رفح البري على الحدود مع مصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطاع غزة الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة الطائرات الإسرائيلية أزمة الغذاء العدوان الاسرائيلي علي غزة ازمة مياه الشرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خزانات المیاه من العطش فی غزة
إقرأ أيضاً:
نزوح واسع لأهالي شمال غزة بعد قصف إسرائيلي عنيف
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةشهدت مناطق متفرقة في شمال قطاع غزة، حركة نزوح واسعة لمئات الفلسطينيين بعد ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجازر أسفرت عن أكثر من 250 قتيلاً ومئات الجرحى إثر قصف مدفعي وجوي استهدف المنطقة خلال أقل من 36 ساعة، فيما عجزت فرق الدفاع المدني عن الوصول إلى مواقع القصف نتيجة قلة الإمكانات واستهدافها المباشر من الطائرات الإسرائيلية.
وذكر شهود عيان، أن مئات العائلات الفلسطينية بدأت بالمغادرة من مناطق «الدوار الغربي، والعامودي، والسلاطين، وعزبة عبد ربه، والسكة، وتلة قليبو» في بيت لاهيا، بحثاً عن مأوى آمن وسط تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية.
وأشار الشهود إلى أن النازحين يسيرون على الأقدام أو باستخدام عربات تجرها حيوانات، في ظل انعدام وسائل النقل وانتشار الدمار في الطرق الرئيسة والفرعية.
وذكروا إلى أن الأهالي اضطروا لترك منازلهم أو مراكز الإيواء والخيام التي يقيمون فيها من دون اصطحاب متعلقاتهم، خشية تكرار القصف.
ويأتي ذلك بالتزامن مع عمليات قصف عنيف تنفذها المدفعية والطائرات الحربية الإسرائيلية، في مناطق شمال القطاع، بالتوازي مع توغل بري في الأطراف الغربية لبيت لاهيا.
وفي وقت سابق أمس، قال متحدث الدفاع المدني الفلسطيني في غزة محمود بصل، إن طواقم الإسعاف انتشلت منذ الفجر، أكثر من 100 قتيل ويوجد أكثر من 50 آخرين تحت الأنقاض جراء قصف إسرائيل 11 منزلاً مأهولاً شمال القطاع.
وأشار إلى أن هناك مناطق لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول لها جراء القصف الإسرائيلي المتواصل والعنيف للمنطقة.
ولفت إلى أن هناك جثامين لقتلى جراء الغارات الإسرائيلية ما زالوا في طرقات بلدتي بيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا وبلدة بيت حانون شمال القطاع، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليها بسبب كثافة القصف.
وقال مدير المستشفيات الميدانية في القطاع الدكتور مروان الهمص في تصريح صحفي أمس، إن «مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ36 ساعة الماضية أكثر من 250 شهيداً من مختلف المحافظات»، مشيراً إلى وجود 120 مفقوداً من جراء القصف المكثف الذي استهدف مناطق شمال القطاع وجنوبه.
من جهته، أكدت سلطات الدفاع المدني في القطاع في بيان صحفي أن قوات الاحتلال استهدفت خلال الساعات الماضية 13 منزلاً مأهولاً بالسكان في شمال القطاع بالإضافة إلى خيمتين تؤويان نازحين ومنازل أخرى في مدينة خان يونس جنوب القطاع ولا يزال العدوان متواصلاً.
وأفاد شهود عيان بأن قوة عسكرية إسرائيلية تقدمت برياً في أطراف بيت لاهيا وحاصرت مدرسة تؤوي نازحين واعتقلت عدداً من الفلسطينيين.