انتشار فيروس فتاك في فرنسا يهدد بحدوث وفيات جماعية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
يبدو أن التغييرات المناخية، ستتسبب في انتشار أنواع جديدة من الفيروسات حول العالم، وذلك بعد الإعلان عن اكتشاف فيروس يسمى «وباء النزيف» في فرنسا، وهو شبيه بمرض «الإيبولا».
ما هو الفيروس الذي تم اكتشافه في فرنسا؟ وكيف يصيب البشر؟تم اكتشاف فيروس يسبب الحمى النزفية لأول مرة في فرنسا هذا الشهر في حوالي 100 من حشرة القراد تم جمعها في عامي 2022 و2023 داخل مزارع في جنوب البلاد.
ينتشر فيروس (CCHF) عادة من خلال لدغة قراد الهيالوما المصاب، ولكن حتى الآن لم تحدث بعد عدوى بشرية في فرنسا.
وبحسب صحيفة «ميرور» البريطانية فإن خبراء الصحة أصدروا تحذيرًا حول 4 فيروسات شبيهة بـ«الإيبولا» يمكن أن تؤدي إلى وفيات جماعية في عام 2050، وذلك بعد أن لاحظ العلماء ارتفاعًا كبيرًا بها.
وبحسب التقرير تم الإبلاغ عن حالات إصابة بشرية بـ الفيروس في أوروبا في إسبانيا وروسيا وتركيا، كما تم اكتشاف حالتين، إحداهما كانت مميتة، خلال الصيف في مقدونيا الشمالية، كما تم أيضًا تشخيص 10 حالات من فيروس CCHF في إسبانيا بين عامي 2013 و2021، نجا 7 مرضى منهم.
يمكن للفيروس أن يسبب «تفشيات حادة للحمى النزفية الفيروسية» مثل الإيبولا، حيث يتراوح معدل الوفيات بين 5 و40% وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويمكن أن يصاب الإنسان بهذا الفيروس من خلال ملامسة حشرة القراد المصابة، أو دم الحيوانات من الماشية مثل الأبقار أو الأغنام أو الماعز.
ويمكن أن ينتقل أيضًا عن طريق الاتصال من إنسان لآخر بالدم أو سوائل الجسم المصابة.
والهيالوما، هو قراد صلب كبير يبلغ طوله حوالي 5 ملم، يحمل الفيروس، موطنه الأساسي أفريقيا وآسيا ويسافر مع الطيور المهاجرةـ وفي حين أن هذا النوع من القراد موجود في كورسيكا منذ عقود، إلا أنه لم يتم اكتشافه على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلا في عام 2015.
وقد حذر الخبراء، بما في ذلك المتخصصين في مركز البحوث الزراعية الفرنسي للتنمية الدولية، الذين قاموا باختبارات على هذه الحشرات، من أن تغير المناخ سيخلق الظروف التي تساعد على انتشار هذه الحشرات بشكل أكبر.
وحذرت لورانس فيال، المتخصصة في أمراض حشرة القراد في CIRAD، من اكتشاف الفيروس بالقراد في إسبانيا قبل سنوات قليلة من ظهور الحالات البشرية، وهو ما يثير المخاوف في فرنسا، وكذا من انتشاره حول العالم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفيروس فيروس الإيبولا القراد حشرة القراد تم اکتشاف فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
الحرارة الخارقة.. عصر مناخي جديد يهدد العالم| ما القصة؟
تشهد الأرض هذه الأيام موجة غير مسبوقة من الارتفاع في درجات الحرارة، تجاوزت خلالها القيم المسجلة حدودا لم يعرفها الإنسان من قبل.
عصر الحرارة الخارقةلم يعد الحديث عن "الاحتباس الحراري" مجرد مصطلح بيئي، بل في ما يسمى عصر "الحرارة الخارقة"، وهي مرحلة مناخية جديدة تشير إلى تحولات جذرية في النظام البيئي العالمي.
في يوليو 2023، سجل برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لمراقبة المناخ بيانات تعد الأكثر إثارة للقلق منذ بدء التوثيق المناخي، معلنا أن ذلك الشهر كان الأشد حرارة على الإطلاق، حيث تجاوز متوسط الحرارة العالمية 17 درجة مئوية.
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأن: "عصر الاحترار العالمي قد انتهى، وبدأ عصر الغليان العالمي".
الظواهر المتطرفة تتحول إلى نمط موسميتشير دراسات علمية حديثة إلى أن موجات الحر الشديدة لم تعد استثناء، بل أصبحت سمة موسمية متكررة.
ففي بحث نشر في مجلة Nature Sustainability في يونيو 2024، أظهرت البيانات أن أكثر من 60% من سكان العالم تعرضوا لموجات حر قاسية خلال السنوات الخمس الماضية، مع ارتفاع واضح في معدلات الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة.
الشرق الأوسط تحت الاختباريعد صيف 2025 دليلا حيا على هذا التغير المناخي العنيف، خصوصا في مناطق الشرق الأوسط، ففي العراق والكويت، لامست الحرارة حاجز 53 درجة مئوية، بينما عاشت مدن مثل القاهرة والرياض ليالي لم تنخفض الحرارة خلالها عن 35 درجة مئوية، وهو ما يُعرف بـ"الليالي الحارة المتطرفة"، والتي تعيق الجسم عن التبريد الذاتي، ما يزيد من مخاطر السكتات القلبية والدماغية.
أسباب علمية وتحذيرات أمميةيرى خبراء المناخ أن السبب الرئيسي لما يحدث يعود إلى تراكم انبعاثات الغازات الدفيئة، ما أدى إلى اختزان الأرض لكميات هائلة من الطاقة الحرارية التي لم يعد بالإمكان تبديدها.
خطر صحي عالميوفي تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في مايو 2024، حذرت من أن موجات الحرارة الشديدة قد تصبح أحد أبرز أسباب الوفاة حول العالم خلال العقود المقبلة، ما لم تتخذ خطوات عاجلة للتكيف، مثل توسعة المساحات الخضراء، وتعديل ساعات العمل، وتحديث البنى التحتية للتبريد في المؤسسات العامة.
ما الذي ينتظرنا؟بينما تتجه درجات الحرارة لمزيد من التصاعد، بات من الضروري الاعتراف بأن العالم يواجه "واقعا حراريا جديدا"، يتطلب تحركات سياسية واقتصادية ومجتمعية عاجلة للحد من الخسائر وتقليل المخاطر التي تهدد الصحة والبيئة والاستقرار.