البوابة نيوز:
2025-05-23@04:29:05 GMT

إندونيسيا.. مسارات متعددة في طريق دحر الإرهاب

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

تواجه إندونيسيا تحديات كبيرة فى مواجهة التطرف العنيف والإرهاب، ففى السنوات الأخيرة، شهدت البلاد عدة هجمات استهدفت مصالح حكومية وأجنبية ودور عبادة، وأودت تلك الهجمات بحياة العشرات.

أسباب نشاط الإرهاب

ولا يمكن تحديد سبب واحد للإرهاب فى إندونيسيا، بل نتيجة تفاعل عوامل مختلفة، منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وعلى رأس تلك العوامل أن إندونيسيا كانت مستعمرة هولندية حتى عام ١٩٤٥، ثم شهدت حروبًا أهلية وانفصالية وانقلابات عسكرية وانتهاكات لحقوق الإنسان، خلقت جوًّا من الصراع والظلم والانقسام فى المجتمع، وأثرت على هوية البلاد وثقافتها، ومن ثم استخدمت بعض المجموعات المسلحة العنف كوسيلة للتعبير عن مطالبها السياسية أو الدينية أو الإثنية، مثل حركة آتشية ومنظمة بابوا الحرة.

وتضم إندونيسيا تنوعًا دينيًا، ففيها مسلمون ومسيحيون وهندوس وبوذيون، ومعظم المسلمين يتبعون مذهبًا معتدلًا أو تقليديًّا، لكن هناك أقلية تؤمن بفكر متشدد أو سلفي، وبعض هذه المجموعات تستخدم التطرف كغطاء لأجندات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وتستغل الفقر والجهل والإحباط لجذب أتباع جدد.

كما أن بعض هذه المجموعات ترتبط بشبكات إرهابية دولية، مثل تنظيمى "القاعدة" أو "داعش"، وتستقبل دعمًا ماديًّا أو لوجستيًّا أو فكريًّا.

موجات الإرهاب فى إندونيسيا

شهدت إندونيسيا عدة موجات من الإرهاب فى تاريخها الحديث، تختلف فى أسبابها وأهدافها وطرقها، ففى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، نشطت حركة دار الإسلام، التى كانت تسعى لإقامة دولة إسلامية فى إندونيسيا، ونفذت هذه الحركة عدة هجمات على المؤسسات الحكومية والأمنية، خاصة فى جزيرة جاوة، إلا أن تلك الحركة تفككت بعد اعتقال أو مقتل معظم قادتها.

وفى تسعينيات القرن الماضي، ظهرت جماعة "جماعة إسلامية"، والتى كانت ترتبط بشبكة تنظيم القاعدة، ونفذت الجماعة عدة هجمات على المصالح الأجنبية والغربية، خاصة بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى الولايات المتحدة، وأشهر تلك الهجمات تفجير بالى عام ٢٠٠٢، الذى أودى بحياة ٢٠٢ شخص، معظمهم من السائحين، إلا أن هذه الجماعة تضاءلت بعد حملات أمنية مكثفة ضدها.

وفى مطلع القرن الحالي، ظهرت جماعات جديدة مثل جماعة أنصار الدولة، التى كانت تستقطب أفرادًا من جيل جديد من المتشددين، ونفذت عدة هجمات على المؤسسات الدينية والأمنية.

تأثيرات الإرهاب

وللإرهاب فى إندونيسيا آثارًا سلبية على مختلف المستويات، فالإرهاب يهدد الأمن والاستقرار، ويزعزع ثقة المواطنين بالدولة والقانون، ويتطلب استخدام موارد كبيرة لمكافحته والتصدى له، مثل القوات الأمنية والمخابراتية والقضائية، والإرهاب يزيد من حالات العنف والتطرف فى المجتمع، ويخلق جوًّا من التوتر والخوف.

كما أن النشاط الإرهابى يضر بالاقتصاد، ويقلل فرص التنمية والاستثمار، ويؤثر على قطاعات حيوية مثل السياحة والتجارة والصناعة، ويخفض من مستوى المعيشة والدخل، ويزيد من التكاليف المالية للحكومة والقطاع الخاص، مثل التأمين والأمن والإغاثة. ويشكل الإرهاب تحديًا للديمقراطية، ويحاول تقويض مبادئها وقيمها، مستغلال التعددية والحرية لبث رسائل التطرف والكراهية، وكذلك يضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات استثنائية أو قاسية قد تؤثر على حقوق وحريات المواطنين، وأيضًا يزعزع ثقة المواطنين بالمؤسسات الديمقراطية والسياسية.

تعامل السلطات مع العنف

وتتبع السلطات فى إندونيسيا استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تشمل: الجانب الأمني؛ حيث تستخدم قوات الأمن لضبط وتفكيك خلايا وشبكات المجموعات الإرهابية، وتطبيق القانون والعدالة على المتورطين فى الهجمات، وكذلك تتعاون مع دول ومنظمات دولية أخرى فى مجال تبادل المعلومات والخبرات والتدريب والتجهيز، كما تحرص على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولى فى عملياتها الأمنية.

وتستخدم أيضًا برامج التعليم والتوعية والإعلام لنشر قيم السلام والتسامح والحوار بين مختلف فئات ومكونات المجتمع، كما تستخدم برامج التنمية والتشغيل والإصلاح لتحسين ظروف المعيشة والحد من الفقر والإحباط، وكذلك تستخدم برامج التأهيل والإعادة لإعادة دمج المتشددين السابقين فى المجتمع.

وعلى المسار الديني، تستخدم الحكومة الاندونيسية برامج الحوار والفتوى والإفتاء لمواجهة فكر المجموعات الإرهابية، وتأكيد مبادئ الإسلام المعتدل والوسطي، وتستخدم برامج التدريب والإشراف لتطوير كفاءة ومهارة العلماء والأئمة والخطباء، كذلك تستخدم برامج التعاون والشراكة لتعزيز دور المؤسسات الدينية فى مكافحة الإرهاب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اندونيسيا عدة هجمات

إقرأ أيضاً:

4 مسارات أممية لحل الأزمة الليبية

حسن الورفلي (بنغازي)

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة: 100 شاحنة مساعدات تستعد لدخول غزة اجتماع رفيع المستوى في بروكسل لتعزيز الاستجابة للأزمة اليمنية

أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس، عن تقرير استشاري جديد يقدّم أربعة مسارات مقترحة لتجاوز تعثر العملية الانتخابية المستمر منذ عام 2021، مؤكدة انطلاق مرحلة من المشاورات الوطنية العامة التي ستشمل مختلف مكونات المجتمع الليبي.
وعرضت اللجنة الاستشارية الليبية في تقريرها أربعة مسارات رئيسية لرسم خريطة طريق سياسية تقود إلى الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية، وهي إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن، أو تنظيم الانتخابات البرلمانية أولاً يليها اعتماد دستور دائم، أو اعتماد دستور دائم قبل الذهاب إلى الانتخابات، أو تشكيل لجنة حوار سياسي جديدة بناءً على الاتفاق السياسي الليبي تتولى استكمال صياغة القوانين الانتخابية وتشكيل السلطة التنفيذية وإعداد دستور دائم.
يرتكز التقرير على أعمال لجنة استشارية تضم 20 شخصية ليبية بارزة تتمتع بخبرات قانونية ودستورية وانتخابية، وقد عقدت اللجنة أكثر من 20 اجتماعاً خلال ثلاثة أشهر في طرابلس وبنغازي ناقشت خلالها القوانين الانتخابية المعمول بها إلى جانب آليات الطعون الانتخابية وتمثيل المرأة والمكونات الثقافية وحقوق التصويت.
كما أجرت اللجنة مشاورات مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وأعضاء لجنة (6+6) المشتركة بين مجلسي النواب و«الدولة» في ليبيا التي تولت صياغة القوانين الانتخابية خلال العام الماضي.
ووصفت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، هانا تيتيه، التقرير بأنه يمثل نقطة انطلاق لحوار وطني شامل حول أفضل السبل لتجاوز الانسداد السياسي. 

مقالات مشابهة

  • قطر عن مقتل اثنين من موظفي سفارة إسرائيل بواشنطن: نرفض الإرهاب مهما كانت الدوافع
  • غذاء القابضة تستخدم الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي
  • هل تُنقذ إندونيسيا أميركا من فخ المعادن الصيني؟
  • إندونيسيا الخيار الباقي أمام أمريكا للتحرر من هيمنة الصين على صناعة المعادن الأساسية
  • أمير منطقة الجوف يستقبل سفير إندونيسيا لدى المملكة
  • قرعة تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً في كوالالمبور الخميس
  • حماس: حكومة نتنياهو تستخدم التجويع في جريمة إبادة ممنهجة ضد غزة
  • 4 مسارات أممية لحل الأزمة الليبية
  • إندونيسيا: أعلى درجات التحذير بعد ثوران بركان
  • ناصري يترأس أول اجتماع