مؤتمر دولي يناقش المستجدات الإكلينيكية في الرعاية الأولية
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
افتتحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أمس، المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية تحت شعار «الرعاية الأولية اليوم.. الدروس المستفادة والعمل المستقبلي لتحقيق الاستدامة»، الذي تنظمه في الفترة من 9 حتى 12 نوفمبر الحالي، تحت رعاية سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة.
ويشهد المؤتمر حضور ما يقارب الألف مشارك من متحدثين وأخصائيي الرعاية الصحية وصناع السياسات والمؤثرين والباحثين وغيرهم من المؤسسات الطبية والأكاديمية الرائدة من جميع أنحاء العالم، حيث سيناقش المجتمعون مجموعة متنوعة من المواضيع التي تطرح من خلال 6 ورش عمل و30 جلسة، وهو ما سيمكن من تبادل الخبرات وأفضل الممارسات الطبية في هذا المجال.
ويغطي المؤتمر على مدى أربعة أيام متواصلة، العديد من المواضيع الرئيسية، ليشمل عدة مجالات؛ منها تعزيز الصحة، ومرونة الرعاية الصحية في مواجهة الأزمات العالمية، ومستجدات الممارسات الإكلينيكية في الرعاية الأولية، وتحسين الجودة، وبناء القدرات، ونماذج الرعاية والابتكارات، بالإضافة إلى المواضيع المتخصصة في مراقبة الأمراض المعدية ومكافحتها، وفحوصات الصحة النفسية وإدارتها، وتقدم العلم في مجال تعليم وبحوث المهن الصحية، إلى جانب التركيز على تحسين الصحة والرفاهية من خلال طب نمط الحياة والمعافاة والعديد من الموضوعات الأخرى.
وقالت الدكتورة مريم عبد الملك، مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، في كلمة ألقاها نيابةً عنها السيد مسلم النابت مساعد المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، ونائب رئيس اللجنة التنظيمية،: إن المجتمعات هي القوة الحقيقية للبلدان، فالمجتمع الصحي يساوي أمةً صحيحةً ذات رياده وعطاء وتقدم، ولا يخفى أن الرعاية الأولية هي حجر الأساس في أي نظام صحي قوي،، لافتة إلى أنها نقطة الاتصال الأولى بين الفرد والبناء الصحي السليم، ونجتمع معكم اليوم للوقوف على أهم الإنجازات المحلية والعالمية في مجال الرعاية الصحية الأولية، لمناقشة موضوع يقع في لُبِّ تقدم المجتمعات وازدهارها؛ وهو أهمية الرعاية الصحية الأولية والنهوض بها، كما تدعو لذلك الأنظمة العالمية المتطورة.
وأضاف: مؤتمرنا اليوم يُعقَد من خلال الجهود الرائدة التي تعمل على تطبيق بنود رؤية قطر الوطنية 2030، التي تحث على أهمية بناء مجتمع صحي في منظومة التنمية المستدامة، مما يمثل إلهاماً دافعاً لتحقيق التميز في نظامنا الصحي.
وأوضحت أنه لتنفيذ خطة الرعاية الأولية بصورةٍ فعالة، قامت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في قطر ببناء استراتيجية قوية تتمحور حول عدة بنود وأهمها: تقديم خدمات صحية متكاملة شاملة ومُنسّقة، وتوفير نظام رعاية صحية ورفاهية متمحورة حول الفرد، وتقديم الخدمات القائمة على الأدلة والبيانات وأحدث تطورات التكنولوجيا، والخدمات القائمة على الجودة.
وتابعت: من أهم مجالات التقدُّم الاستراتيجي في مؤسستنا هو: التحوُّل نحو نموذج رعاية أكثر تمحوراً وتركيزاً على الفرد.
وأشار السيد مسلم النابت إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي الخامس للرعاية الصحية الأولية يأتي تأكيداً على مدى أهمية الرعاية الأولية في أي منظومة صحية، حيث يحتفي، ولمدة أربعة أيام، بالتقدم المُحْرَز في مجال الرعاية الصحية الأولية، وتوفير منصة علمية لتبادل المعرفة، ومنتديات تناقش أفضل الممارسات من خلال انعقاد أكثر من 30 جلسة، وبمشاركة العديد من الدول.. كما يصاحب المؤتمر معرض متخصص يُقام ضمن فعالياته، ويقدم فيه العارِضون أحدث مساهماتهم في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة الى عرض أفضل الملخصات البحثية للمشاركين في مجال الابتكار والرعاية الطبية.
وأضافت: على مدى الأعوام الماضية، اعتَمَدَت خارطة الطريق الرعاية الصحية الأولية على تقييمات دقيقة بهدف التطوير المبني على الأدلة. فمن خلال إلقاء نظرةٍ على بعض الأرقام في 2023، نُلاحظ من إجمالي عدد سكان دولة قطر البالغ ثلاثة ملايين نسمة تقريباً، ومن خلال واحد وثلاثون مركزاً صحياً موزعين على جميع مناطق الدولة، تُظهر الأرقام أنّ خلال الستة أشهر الأولى من عام 2023: وصل عدد المراجعين المسجلين بالمراكز الصحية أكثر من مليون و700 الف مراجع، ووصل عدد زيارات المرضى إلى أكثر من مليونين ونصف زيارة، بمتوسط ما يتعدى 420 الف زيارة شهرياً، وقد شملت هذه الأرقام كمتوسط 19% من القطريين و81% من الجنسيات الأخرى وبمعدل 48 % من الذكور و52 من الإناث.
ونوهت بأن المؤسسة بين العامين 2021 و2022 حصلت على العديد من الاعتمادات العالمية الرئيسية مثل المستوى الماسي للاعتماد الكندي، وجائزة «الالتزام للرعاية المتمحورة حول الأشخاص» وحصول مختبرات المؤسسة على اعتماد المعهد الأمريكي لعلم الأمراض، لافتة إلي إلي أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية سعت بناء على توجيهات سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، إلى تنظيم هذا المؤتمر إيماناً بأهميته، وتماشياً مع حرص القيادة على إعطاء الرعاية الصحية الدراسة الكافية والمتأنية، للوصول إلى توصيات يمكن تحقيقها على أرض الواقع، من خلال تطبيق أنظمة وبرامج تؤدي إلى رعاية صحية أولية متكاملة وشاملة ذات جودة عالية، ووفقا للسياق العالمي الحالي يجب علينا مناقشة أجندة المؤتمر على خلفية الأولويات العالمية المترابطة مثل البيئة والصحة، والعمل متعدد القطاعات، وأنظمة الإنذار المبكَّر وكيفية تعزيز خدماتنا من خلال تمكين الناس.
اللورد دارزي: الرعاية جوهرة التاج بالقطاع الصحي
وضح اللورد دارزي الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في مجال الصحة أن قطاع الرعاية الصحية الأولية، بما فيه من أطباء وصيادلة وموظفين آخرين، يعطون أفضل مخرجاتهم، وأن الرعاية الصحية الأولية تمثل الجوهرة على التاج في القطاع الصحي، مشيراً إلى إمكانية تطوير الرعاية الصحية الأولية لتوفير خدمات عالية.
وقال اللورد دارزي: هناك قدرات عالية بالرعاية الأولية لتوفير خدمات أكبر لأصحاب الأمراض المزمنة وأيضاً المجتمع بكامله، وهنا في دولة قطر، شرفني أن أدعم مؤسسات الرعاية الصحية لتحقيق 10 أضعاف من الرؤية التي حققتها في المملكة المتحدة، والتحول الذي حدث في الرعاية الصحية في قطر منذ 2012 أمر مقدر عالياً، وقيادات الرعاية الصحية الأولية تستحق كل التقدير للتحسينات التي وضعوها على النظام.
وأضاف: المراكز الجديدة في قطر أساس هذه الرؤية، لتقديم خدمات صحية عديدة تحت سقف واحد، وتسمح بإعطاء خدمات متكاملة ووضع المختصين وأطباء الرعاية الصحية الأولية والصيادلة تحت سقف واحد، ونحتاج إلى أن ننتقل إلى ما وراء مفهوم تقديم الرعاية الصحية لأبعد من التعامل مع المريض في وقت المرض، والنظر إلى الجانب الاقتصادي أيضاً.
وأكد على فوائد المراكز الصحية عالية المستوى، فهي مكان يقدم مجموعة كبيرة من الخدمات تحت سقف واحد، ويقلل الحاجة إلى المواعيد وزيادة عدد المواعيد، كما أنها تحسن خب رات المريض وتعطيه خدمات شاملة، وتربط الخدمات الصحية الأولية والثانوية، كما تجعل مقدمي ومزودي الخدمة تحت سقف واحد ما يحسن من تبادل البيانات والخدمات لإدارة الأمراض المزمنة وتقليل الأخطاء الطبية ودفع المخرجات إلى الأعلى، إضافة إلى تقديم رعاية صحية أقرب إلى الناس، وهذا يؤثر ويعطي فعالية أكبر، إضافة إلى تقليل عدد المستشفيات والانفاق عليها.
د. صدرية الكوهجي: فرصة لعرض المنجزات القطرية
قالت الدكتورة صدرية الكوهجي-استشاري أول طب المجتمع مساعد المدير الطبي لصحة الطفل والمراهق بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية والقائد الوطني لاستراتيجية الأطفال والمراهقين بوزارة الصحة العامة- « إن المؤتمر الدولي الخامس يناقش عدة محاور منها الدروس المستفادة من جائحة فيروس «كوفيد-19»، كما يناقش الأمراض المزمنة المنتشرة، والصحة والمعافاة فضلا عن مناقشة الرعاية المتكاملة والشاملة المقدمة من قبل مؤسسة الرعاية الصحية الأولية».
وأكدت الدكتورة الكوهجي أن المؤتمر فرصة للاطلاع على ما أنجزته دولة قطر على مستوى الرعاية الصحية الأولية، والخطط والاستراتيجيات التي اتبعت لمواجهة جائحة فيروس كورونا، وما حققته الدولة من إنجازات على المستوى الصحي خلال انعقاد بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، والدروس المستفادة منها
وقالت: المؤتمر سوف يتطرق إلى حزمة من الاعتلالات والأمراض التي تصيب الأطفال والمراهقين، ونحن خلال هذه الفترة في مرحلة تطوير خدمات المعززة لصحة المراهقين في المدارس، ولدينا ورش عن التوحد، وخدمة تعزيز صحة المراهقين نفسيا وبدنيا، ونعمل الآن على اعتماد المراكز الصحية كمراكز صديقة للطفل للرضاعة الطبيعية، والهدف أن تشمل الخطة المراكز كافة، لكن التركيز الآن على 3 مراكز صحية وهي مركز الوعب، مركز المشاف ومركز لعبيب الصحي.
وأوضحت أن عيادات التوحد موزعة على 10 مراكز تتضمن للغرف الحسية، إلا أنَّ خدمات التوحد تقدم في جميع المراكز الصحية، ويبلغ عدد المصابين بطيف التوحد 3 آلاف مصاب.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة الصحة العامة المؤتمر الدولي للرعاية الصحية مؤسسة الرعایة الصحیة الأولیة الرعایة الأولیة المراکز الصحیة فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس الرعاية الصحية: الاستراتيجية الجديدة ترتبط بستة أهداف استراتيجية
اختتمت الهيئة العامة للرعاية الصحية فعاليات الملتقى السنوي الدولي السادس لعام 2025، بإطلاق استراتيجية الهيئة 2025–2032، وكذلك إعلان التوصيات الختامية للملتقى.
جاء ذلك خلال الجلسة الختامية للملتقى والتي انطلقت تحت شعار "قيادة التميز: عصر جديد للرعاية الصحية في مصر – المسار الاستراتيجي للمستقبل"، وضمت الجلسة نخبة من الخبراء المصريين والدوليين حيث تطرقت الجلسة الختامية إلى كيفية تعزيز مكتسبات الهيئة ومواجهة التحديات المستقبلية من خلال مجموعة من التدخلات الاستراتيجية التي تعكس رؤية الهيئة في تطوير منظومة التأمين الصحي الشامل.
وشارك بالجلسة كل من الدكتور هاني راشد نائب رئيس الهيئة، والدكتور مجدي بكر مستشار رئيس الهيئة للشؤون الفنية، والدكتور أحمد حماد مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية، ومدير عام الإدارة الاستراتيجية، والدكتورة سالي عبدالرؤوف مساعد الرئيس التنفيذي لشؤون جاهزية المنشآت ومدير عام شؤون الأفرع، والدكتور أحمد سليم الخبير في الإدارة الصحية، والسيد آندي وارد مؤسس WHI Consulting، والسيدة كارول كروو المدير التنفيذي لشركة Ascend HC، والدكتور مجدي عيسى خبير النظم الصحية بوكالة Expertise France.
وأعلن الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، إطلاق الاستراتيجية الخمسية للهيئة 2032، والتي ترتكز على ستة أهداف استراتيجية رئيسية موضحًا أهدافها، رؤيتها، وارتباطها بالحوكمة الحديثة والإدارة القائمة على الأدلة والبيانات داخل الهيئة، مع شرح خطوات تطويرها ومراحل إعدادها بمشاركة خبراء دوليين وفرق الهيئة المختلفة.
وأعلن رئيس هيئة الرعاية الصحية أن الاستراتيجية الجديدة للهيئة ترتكز على ستة محاور أساسية تشكّل الإطار العام لتوجهات التطوير خلال المرحلة المقبلة؛ حيث تبدأ بتعزيز مكانة الهيئة كـ الجهة الرائدة في تقديم خدمات الرعاية الصحية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، عبر ضمان أعلى معايير سلامة المرضى والفعالية الإكلينيكية وعدالة الوصول وتجربة مرضى متميزة، ويأتي المحور الثاني لترسيخ الاستدامة والكفاءة المالية والسعي نحو نموذج التمويل الذاتي، كما تضع الاستراتيجية محورًا ثالثًا للريادة في التكنولوجيا والابتكار من خلال تطوير نموذج حديث لتقديم الخدمة يعتمد على الحلول الرقمية المتقدمة، فيما يركّز المحور الرابع على تنمية رأس المال البشري عبر توفير كوادر مؤهلة ومحفَّزة وتعزيز رفاهية العاملين وضمان التطوير المهني المستمر، أما المحور الخامس فيسعى لجعل الهيئة مركزًا إقليميًا للمعرفة الصحية في مجال تحول الأنظمة الصحية والابتكار على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، ويكتمل البناء بالمحور السادس الذي يعزّز الشراكات مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من خلال آليات مبتكرة توسّع نطاق الخدمات وترفع مستويات الكفاءة والابتكار داخل النظام الصحي.
لافتًا أن الاستراتيجية الجديدة تشكل خارطة طريق حديثة للحوكمة والإدارة المبنية على البيانات والتحليل داخل الهيئة، بما يعزز الشفافية ويدعم مسارات التطوير المستمر. وأوضح أن الاستراتيجية الجديدة تمثل العائد الأكبر والمخرج الأهم لهذا الملتقى، لما تحمله من رؤية متكاملة للتطوير والتنظيم والتوسع.
وكشف السبكي عن الانتهاء من إعداد 133 مؤشر أداء استراتيجي جديد بالشراكة مع خبراء دوليين وبدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية، موضحًا أنه سيتم تطبيق هذه المؤشرات بشكل موحد على جميع الإدارات والفروع والمنشآت التابعة للهيئة لتعزيز الاتساق وتحسين جودة الخدمات ورفع مستوى الشفافية، وأكد أن إطلاق الاستراتيجية جاء بعد سلسلة ورش عمل واجتماعات موسعة شارك فيها قيادات الهيئة وفرق العمل بمختلف الإدارات، إضافة إلى تحديث شامل لأدلة العمل الإجرائية وربط النتائج بمسارات التطوير لضمان التحسين المستمر.
كما أعلن رئيس هيئة الرعاية الصحية التوصيات الختامية للملتقى والتي خلصت إلى تبنّي حزمة مترابطة من الأولويات التي ترتكز على خمسة محاور رئيسية؛ حيث شملت تطوير نموذج التشغيل المؤسسي عبر تحديث منظومة الحوكمة وتوحيد نظم إدارة الأداء وربطها بالتحسين المستمر وتعزيز الإدارة المبنية على البيانات، إلى جانب رفع جودة الخدمات الصحية من خلال دعم الجاهزية التشغيلية للمنشآت وتعزيز كفاءة الرعاية الأساسية والتوسع في البرامج المتخصصة ذات الأولوية.
كما أكدت التوصيات أهمية الدفع بقاطرة التحول الرقمي عبر توسيع نظم المعلومات الصحية ورقمنة الخدمة وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، بالتوازي مع بناء القدرات من خلال برامج تدريبية متقدمة وتطوير قيادات الصف الثاني واعتماد برامج تدريب دولية.
واختُتم التوصيات بالتأكيد على تعميق الشراكات الدولية وتعزيز الاستدامة المالية من خلال توسيع التعاون الدولي ودعم آليات التمويل المستدام وتكثيف الشراكات في مجالات التطوير المؤسسي والتحول الرقمي.