لماذا يقف مجلس الأمن عاجزا أمام ممارسات إسرائيل؟.. رسائل مهمة من ولي العهد السعودي
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
استضافت المملكة العربية السعودية اليوم السبت، قمة عربية إسلامية استثنائية، وسط تأزم كبير للأوضاع داخل قطاع غزة، وانقسام واضح وجلي في الموقف العالمي تجاه ما ترتكبه إسرائيل من جرائم إباد..ة جماعية بحق سكان القطاع، والذي بدأ أقل من المطلوب بكثير بخلاف ما حدث خلال الأزمة الروسية الأوكرانية .
قمة عربية إسلاميةوعقدت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في وقت حرج للغاية بسبب ما يعيشه الشعب العربي الفلسطيني داخل قطاع غزة المحاصر كليا منذ 36 يوما، والذي يتعرض لحرب إباد//ة جماعية، ومخطط واضح وصريح للتهجير، وتهويد الأرض، تنفذه إسرائيل بحجة الدفاع عن نفسها، وسط صمت وتأييد دولي رهيب خاصة من قبل الغرب.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بالقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وتبرهن على ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيقها وتهدد الأمن والاستقرار العالميين.
وأضاف ولي العهد، خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الرياض عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن "الأمر يتطلب منا جميعا جهدا منسقا للقيام بتحرك فعال لمواجهة هذا الوضع المؤسف".
ودعا ولي العهد السعودي، إلى العمل لفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وتأمين المستلزمات الطبية للمرضى والمصابين في غزة، مؤكدا رفض المملكة القاطع استمرار العدوان والاحتلال والتهجير القسري لسكان غزة.
وأكد ولي العهد السعودي، تحمل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني ومقدراته، مشيرا إلى أنه على يقين بأن السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة بحدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار في المنطقة ودولها.
وتابع: "انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة، يأتي في ظروف استثنائية ومؤلمة، مؤكدا رفضه القاطع للحرب التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين، وراح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل والنساء والأطفال والشيوخ، ودمرت المستشفيات ودور العبادة والبنية التحتية، ولقد بذلت المملكة جهودا حسيسة منذ بداية الأحداث لحماية المدنيين في القطاع، واستمرت بالتشاور والتنسيق مع أشقائها في الدول الفاعلة بالمجتمع الدولي في الحرب".
وطالب ولي العهد السعودي، بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير الممرات الآمنة لإغاثة المدنيين، وتمكين المنظمات الدولية الإنسانية من أداء دورها، ودعا إلى الإفراج عن الرهائن والمحتجزين وحفظ الأرواح والأبرياء.
وأردف: "المملكة قد بذلت جهود حثيثة منذ بداية الأحداث لحماية المدنيين في قطاع غزة ومن هذا المنطلق نجدد مطالبنا لوقف العمليات العسكرية وتوفير ممرات آمنة لإغاثة المدنيين".
هدف العرب اليومومن جانبه، قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن أهل غزة يتعرضون للقتل والتدمير في حرب بشعة، متابعا: "يجب أن تتوقف الحرب داخل قطاع غزة على الفور قبل أن يحدث صدام كبير في المنطقة والعالم".
وأضاف خلال كلمته بالقمة العربية الإسلامية المشتركة، أن "إبقاء سكان قطاع غزة بلا مياه ولا طعام ولا وقود هو جريمة حرب لا يمكن القبول بها"، مشدد على أن "الظلم الواقع على الأشقاء الفلسطينيين لهو دليل على فشل المجتمع الدولي في إنصافهم وضمان حقوقهم".
وطالب بضرورة حل الدولتين، لكونه السبيل الوحيد لوقف القتل والدمار، محذرا من أن العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور أحمد يوسف إننا نرجو أن تكون قرارات هذه القمة فاعلة في وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات داخل قطاع غزة، ولكن حتى الآن القمة تسير وفق الوتيرة المعروفة، وهي مواقف دبلوماسية صحيحة.
وأضاف يوسف - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أننا نتمنى أن تنتهي أعمال هذه القمة بموقف دبلوماسي فعال، وهو الوصول لحل لوقف إطلاق النار ووقف الصراع الذي يحدث من الاحتلال الإسرائيلي على أهالي فلسطين.
وأشار يوسف، إلى أن القمة مهمة، وهدفها الوصول إلى حل لوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة.
ولا يزال مجلس الأمن الدولي عاجزا عن استصدار قرار لإعلان هدنة بعد مرور 36 يوما على بدء الحرب في غزة، إذ لم يتمكن أعضاؤه من اعتماد مشروع قرار لوقف إطلاق النار مع استمرار الصراع الذي اندلع في السابع من أكتوبر.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن نائب مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة روبرت وود قوله "لا اتفاق في هذه المرحلة".
وتعارض القوى الغربية أي مشروعات قرار تطرح على مجلس الأمن الدولي تتضمن عبارات تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقال نائب المندوب الأمريكي "كانت هناك مناقشات بشأن هدن إنسانية ونحن مهتمون بمواصلة الحديث بهذا الصدد"، مضيفا: "كانت هناك خلافات داخل مجلس الأمن بشأن ما إذا كان هذا (الوقف الفوري لإطلاق النار) سيكون مقبولا".
ونعرض لكم كلمة ولي العهد السعودي في القمة العربية الإسلامية التي عقدت في بالرياض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ولي العهد السعودي قطاع غزة إسرائيل المملكة العربية السعودية قمة عربية إسلامية محمد بن سلمان مجلس الأمن الدولي القمة العربیة الإسلامیة ولی العهد السعودی داخل قطاع غزة إطلاق النار مجلس الأمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: العرب والمسلمين عانوا من رسائل إعلامية شوهت صورتهم أمام الغرب
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن العرب والمسلمين قد عانوا من رسائل وتقارير إعلامية شوهت صورتهم في مرآة الغرب، بعد ما ربطت بين الإسلام وبين العنف والتطرف، وظلم المرأة، وصورته -زورًا وبهتانًا- في صورة «حركة اجتماعية» أو «أيديولوجية سياسية» تدعو للعنف والتعصب والكراهية والتمرد على النظام العالمي.
وـشار إلى أن الإعلام الغربي قد تولى كبر هذه المفتريات، ولا يزال يمارسها حتى يوم الناس هذا، مستشهدًا بما سجله الكاتب والمفكر الفلسطيني المسيحي المنصف: الدكتور إدوارد سعيد في كتابه الذائع الصيت: «تغطية الإسلام»، حيث يقول في وصف تناول الإعلام الغربي لهذا الدين، الذي يدين به ما يقرب من ملياري مسلم في شرق العالم وغربه، يقول: «لقد أظهرت البحوث الدقيقة أنه لا يكاد يوجد برنامج تلفزيوني في وقت الذروة دون عدة حلقات تحتوي على صور نمطية عنصرية، ومهينة للمسلمين، وبالتالي يعتبر المسلم الواحد ممثلا لجميع المسلمين وللإسلام بشكل عام».
وأعرب فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لـ«قمة الإعلام العربي» بدبي، عن تمنياته للقائمين على المؤتمر والمشاركين بالتوفيق في الوصول إلى استراتيجية إعلام عربي مشترك قابلة للتطبيق، وقادرة على التعبير عن واقع هذه الأمة، وعن آلامها ومآسيها، وقادرة على حماية شبابنا، وقد أوشك على الوقوع فريسة في شباك منصات رقمية تتحكم في توجيه مشاعره وعواطفه، وتعمل -جاهدة- على تغييبه عن واقع أمته وعن مواجهة تحدياتها، بل وأوشكت أن تزين له سوء عمله بهدم الفوارق وإزالة الحدود بين الفضيلة والرذيلة في أذهان كثيرين منهم، ومع تسويق شعارات زائفة وشديدة الإغراء، مثل: التقدم والانفتاح والحرية والحداثة ونبذ الرجعية والظلامية والتخلف، وشعارات أخرى أصابت بلادنا بشيء غير قليل من الأمراض المجتمعية التي أثرت بالسلب على الذوق العام والفطرة السليمة، واضطربت بسببها معايير الحٌسن والقبح، وموازين الخطأ والصواب.
وشدد شيخ الأزهر، على أن الكثير من الصور المضللة قد تسللت إلى بلاد العرب والمسلمين، والتي انعكست آثارها –سلبا واستلابًا- على خطابنا الإعلامي العربي، واستخدمت في سبيل هذه الخطة شخصيات من بني جلدتنا برعوا في تصدير ثقافة زائفة، تعني بنقد كل ما هو عربي المنشأ أو إسلامي الفكر والتوجه، ما زاد من جسامة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها توسيع الفجوة بين وعينا المعاصر، وبين تراثنا الذي كان بالأمس القريب من أقوى مصادر عزنا وفخارنا وصمودنا في وجه العابثين بماضي هذه الأمة وبحاضرها.
وحول ما يؤرق المهمومين بهموم العرب والمسلمين، قال فضيلة الإمام الأكبر: "ما أظن أن منصفًا –في الشرق أو في الغرب- يتمارى في أن القضية التي يجب أن تدور حولها ماكينة الإعلام العربي صباحًا ومساءً، هي: قضية «غزة» وما نزل بساحتها من عدوان ودمار، وما صاحبها من انتهاكات بشعة أنكرتها شعوب العالم ولازالت تنكرها وتزدريها وعلى مدى تسعة عشر شهرًا متواصلة"، مؤكدًا على تزايد الأهمية القصوى والمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الإعلام العربي، ودوره في الكشف المستمر عن مظلومية أصحاب الأرض وأصحاب الحق، وإبراز صمود هذا الشعب وتشبثه بأرضه، وإبقاء قضية فلسطين شعلة متقدة في وجدان شعوب العالم شرقًا وغربًا، وأن من واجب الإنصاف أن نقدر وأن نرحب بما نشهده اليوم من تغير في مواقف دول كثيرة من دول الاتحاد الأوربي حيال ما حدث ولا يزال يحدث في غزة، ونحيي كثيرا يقظة ضميرهم الإنساني النبيل.