قالت مصادر سودانية للجزيرة إن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، بينما قصف الجيش السوداني مواقع لقوات الدعم في مناطق شمال وغرب الخرطوم، ودعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إلى تجميع المبادرات المختلفة بخصوص إيجاد حل للقتال في مبادرة وطنية واحدة.

وذكرت المصادر للجزيرة أن قوات الدعم السريع شنّت هجوما على مدينة بارا التي تبعد نحو 50 كيلومترا شمال مدينة الأبيض (جنوب) عاصمة ولاية شمال كردفان، مساء أمس الأربعاء.

وأضافت الجهات نفسها أن هجمات الدعم السريع استهدفت مرافق حكومية، كما استولت على عدد من السيارات.

وذكر مراسل الجزيرة في السودان أسامة سيد أحمد أن معارك نشبت بين الجيش والدعم السريع في منطقة غرب مدينة الأبيض على بعد 4 كلم من سوق المدينة، وتسببت في حالة خوف وذعر وسط المواطنين الذين اضطروا إلى إخلاء السوق.

وفي الخرطوم، أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش يستهدف بالقصف الجوي والمدفعي مواقع لقوات الدعم السريع في أحياء شمبات والحلفايا شمالي الخرطوم بحري.

كما أفاد بسماع دوي انفجارات متتالية في جنوب أم درمان بالتزامن مع تحليق مستمر لمقاتلات الجيش، بينما ردت مضادات الدعم السريع على تحليق طيران الجيش في جنوب شرقي الخرطوم.

جانب من الدمار في المباني جراء القتال في منطقة أم درمان غربي الخرطوم (رويترز)) دعوة مناوي

ودعا حاكم إقليم دارفور (غرب) ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي إلى تجميع المبادرات المختلفة بخصوص إيجاد حل للقتال في السودان في مبادرة وطنية واحدة تبدأ بوقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة تصريف أعمال.

وشدد مناوي على عقد مفاوضات بين الطرفين المتحاربين، على أن تتزامن مع حوار وطني يشمل إجراءات انتقالية تكون جزءا من الحركة السياسية الدستورية.

وبخصوص الأوضاع في السودان، قال حاكم دارفور إن أسوأها في دارفور وتحديدا في غرب دارفور وشبّه الوضع هناك بما حدث في رواندا سابقا، من حيث عمليات القتل وحرق القرى والنهب والمحاولات الواضحة لإفقار هذه المنطقة.

وكان مراسل الجزيرة نت نقل عن مصادر أمنية سودانية وصفها "بالرفيعة" أن قوات الدعم السريع تخطط لتوسيع نطاق الحرب إلى شمال البلاد وشرقها في المرحلة المقبلة، بعدما تراجعت في الخرطوم.

وقالت المصادر ذاتها إن السلطات رصدت خلال المدة الأخيرة نشاطا لعناصر استخبارية من قوات الدعم السريع تسربوا إلى ولاية نهر النيل المتاخمة لولاية الخرطوم، وعملوا في مزارع وأعمال هامشية لجمع معلومات والتحضير في إطار مخطط القوات لتنفيذ عمليات عسكرية.

وأوضحت أن السلطات ضبطت عناصر من قوات الدعم السريع في مزارع ونقاط عبور قرب مدينتي شندي وعطبرة بولاية نهر النيل وفي حوزتهم أسلحة وذخائر، وكانوا يرصدون المناطق العسكرية والمرافق الإستراتيجية.

الجانب الإنساني

في الأثناء، ناشد العاملون في مستشفى النَّو بأم درمان وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية توفير مساعدات طبية فورية لمواجهة الحالات الحرجة التي ترد إليه على خلفية القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال أحد الأطباء العاملين في المستشفى للجزيرة إن المبنى الطبي يفتقر إلى أبسط المستلزمات الطبية لإسعاف المصابين الذين يتوافدون إليه بأعداد كبيرة.

وفي سياق آخر، دعت منظمات تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك، صدر أمس، إلى وقف فوري للعنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان.

وجاء ذلك في بيان مشترك لمديري مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة اليونيسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة الصحة العالمية.

وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إنها تلقت منذ بداية القتال في السودان "معلومات موثّقة عن 21 واقعة عنف جنسي مرتبط بالنزاع بحق 57 امرأة وفتاة على الأقل"، وأضاف بيان للمفوضية أنه في إحدى الحالات "اغتُصبت 20 امرأة على الأقل خلال الهجوم نفسه".

يشار إلى أن الصراع اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الماضي، وأدى إلى معارك يومية بالعاصمة وأجّج حوادث القتل بدوافع عرقية في إقليم دارفور غربي البلاد، ويهدد بجرّ البلاد إلى ما هو أسوأ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الدعم السریع فی الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

جهود أممية للتصدي لتفشي الكوليرا السودان والاحتياجات الإنسانية تتزايد

 

تواصل الأمم المتحدة جهودها للتصدي لتفشي مرض الكوليرا في السودان، بما في ذلك الوقاية والعلاج والسيطرة على انتشاره. وبدأت حملات التطعيم ضد المرض، بدعم الأمم المتحدة ومساعدة شركائها، يوم الثلاثاء في جبل أولياء وهي المنطقة الأكثر تضررا في الخرطوم.

التغيير ــ وكالات

وسلمت منظمة الصحة العالمية أكثر من 22 طنا متريا من الإمدادات الصحية الطارئة المتعلقة بالكوليرا لتعزيز جهود الاستجابة المحلية.

وتتزايد حالات الكوليرا في ولاية الخرطوم، مما يشكل تهديدا خطيرا للأطفال. وقد عزت منظمة الصحة العالمية هذا الارتفاع إلى تضرر البنية التحتية للمياه، وتنقلات السكان، ونقص المياه الصالحة للشرب.

ويحذر شركاء الأمم المتحدة من تزايد الضغط على النظام الصحي المنهك أصلا في الخرطوم. وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة أن منظمة اليونيسف تنفذ استجابة متعددة الجوانب للكوليرا في العاصمة السودانية، مع التركيز على المجتمعات المعرضة للخطر والبنية التحتية الحيوية للمياه.

ويشمل ذلك توفير مواد كيميائية لمعالجة المياه وتوفير مولد كهربائي لدعم العمل في محطة المنارة للمياه، التي تخدم أكثر من مليون شخص في المنطقة. وفي ولاية نهر النيل المجاورة، أبلغت السلطات الصحية عن أكثر من 90 حالة إصابة بالكوليرا وثلاث وفيات خلال الأسبوعين الماضيين – يرتبط الكثير منها بأشخاص فروا من الخرطوم.

في الوقت نفسه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الاحتياجات في السودان لا تزال تتزايد، مدفوعة باستمرار النزوح بسبب الصراع.

وفي ولاية شمال دارفور، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن الصراع أجبر حوالي 1400 شخص على الفرار من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر خلال الأسبوع الماضي.

وقد لجأ معظمهم إلى الفاشر، بينما انتقل آخرون إلى محليتي طويلة وكتم في الولاية. وفي ولاية جنوب دارفور، أفادت السلطات المحلية بأن 60 ألف نازح في العاصمة نيالا بحاجة ماسة إلى المساعدة.

ويلجأ الكثيرون إلى المباني العامة، بينما لا يملك آخرون خيارا آخر سوى النوم في العراء. ويعمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مع الشركاء لتحديد الاستجابة الأكثر فعالية.

ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى تسهيل العمل الحيوي للعاملين في المجال الإنساني على الأرض، وضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام، وحث المانحين على تكثيف دعمهم لعمليات الإغاثة في السودان.

الوسومأوتشا السودان الموليرا جنوب دافور جهود أممية شمال دارفور

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع ترتكب جريمة ضد الأمم المتحدة في السودان
  • سقوط قتلى و جرحى في قصف للدعم السريع استهدف مدينة الأبيض
  • ستة قتلى بقصف مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على مستشفى في السودان
  • جهود أممية للتصدي لتفشي الكوليرا السودان والاحتياجات الإنسانية تتزايد
  • الجيش السوداني يحرر 71 طفلًا زجّت بهم قوات الدعم السريع في القتال
  • 70 وفاة بالكوليرا في الخرطوم والدعم السريع تعتقل كوادر طبية
  • استنفار وتهديد.. هل أصبحت الدعم السريع في مرحلة الانهيار؟
  • شبكة مهنية: الدعم السريع تنفذ تنجيد قسري بالضعين وتعتقل العشرات بينهم كادر طبي
  • "أطباء السودان" تتهم الدعم السريع باعتقال 178 شخصا بشرق دارفور
  • العنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحرب