8 أسرار تعين المسلم على تقوى الله
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
على المسلم أن يتقي الله تعالى ويصل إلى درجة التقوى الحقيقية وذلك باتخاذ الوسائل والأسباب لما يوصله إلى ذلك.
ولعل أهم ما يعين المسلم و المسلمة على ذلك:
1ـ تحقيق العبودية لله تعالى:
فالعبادة هي الطريق المؤدي إلى بلوغ درجات التقوى، وقد خلق الله الخلق لتحقيق هذه الغاية وتلك الوظيفة، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
2ـ العلم النافع:
ونعني به كل علم يقرب من الله سبحانه وتعالى، ويزيد الخشية منه، ويدفع إلى العمل الصالح.
3ـ العمل الصالح:
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "كمال الإنسان إنما هو بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق".
لذلك فإن الترابط بين العلم والعمل وثيق جدًا، فلا يتصور وجود علم بلا عمل، أو عمل بدون علم.
4ـ محاسبة النفس:
فالمسلم ينبغي له أن يقف مع نفسه وقفة حساب وعتاب كي يأمن من شرها ويتحكم في قيادتها، وقد جاءت الآيات والأحاديث مبينة أهمية المحاسبة، فمنها:
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر:18].
وقوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} . وقال مجاهد: اللوامة هي التي تندم على ما فات وتلوم نفسها.
5ـ مداومة التوبة والاستغفار:
فإن العبد لا يخلو من ذنب أو معصية؛ وذلك لبشريته، لذا كان واجبًا عليه أن يداوم على التوبة والاستغفار.
قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} .
6ـ الصبر ومجاهدة النفس:
فليصبر المسلم على طاعة الله، ويصبر عن معصيته، ويصبر على ما يتعرض له من بلاء، وهذا الصبر بأنواعه الثلاثة يحتاج منها إلى مجاهدة نفسها.
7ـ صحبة الصالحات، والتأمل في سير النساء الصالحات:
فإن ذلك يكسب المسلم الصلاح والتقوى، ويرقى به إلى مدارج القرب من الله تعالى، ويتقي بذلك آفات النفس ومكائد الشيطان.
ولذلك أمرنا الله تعالى بصحبة أهل الصدق والتقوى والحرص على مجالستهم، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} .
8ـ تذكر الموت وأهوال القيامة:
فإن المسلم الذي يذكر الموت دائمًا والنقلة إلى القبر والبعث إلى يوم القيامة فإن ذلك يحرره من أسر الدنيا والشغف بها، كما أنه علاج لكثير من أمراض النفس؛ من الحسد والطمع والأنانية والكبر والغرور، وغير ذلك من أمراض النفس.
كما أن تذكر الموت والقيامة أيضًا يدفعان المسلمة إلى التزام التقوى والعمل الصالح.
علي جمعة: تقوى الله مفتاح كل خير
قال الدكتور على جمعة، إن تقوى الله سبحانه وتعالي مفتاح كل خير ومغلاق كل شر والله سبحانه وتعالي قال " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ".
وأضاف على جمعة أن الإمام على عندما سئل عن التقوى قال " هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والرضا بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل " فالامام على رأي أن التقوى تتلخص في هذة الاربعه .
وتابع على جمعة ، " ولاننا نحب الله سبحانه وتعالي وهو أمرنا بذالك الحب يجب علينا أن نتقيه والتقوى تتطلب العمل مع الإيمان باليوم الاخر وهذا يؤدي الي تفكير الإنسان في يوم الحساب قبل اي فعل.
كيف ترضي الله وعلامات الرضا
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن من يريد ان يرضى الله عنه يجب عليه أن يمتثل لأوامره ويجتنب نواهيه عز وجل، قائلًا “ أن الله يريد أن يراك حيث أمرك ويفقدك حيث نهاك”.
وأضاف "عاشور" خلال إجابته على سؤال، يقول فيه " كيف أرضى الله ؟ وكيف أعرف أن الله قد رضى عنى ؟ ، أنه يجب على الإنسان أن يعبد الله على طريق سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- حينما قال { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، فإذا أحب الله عبدًا و رضى عنه فيجعله مستمرًا فى الطاعة ، يحب الناس ، لا يحمل فى قلبه كراهية لإحد ، وينتقل من طاعة الى أخرى، فهذه من علامات قبول الطاعة ورضا الله عز وجل على العبد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تقوى الله الله سبحانه قال تعالى
إقرأ أيضاً:
هل ترديد الأذكار يتحقق به استجابة الدعاء والأمنيات؟.. أمين الإفتاء يجيب
ترديد الأذكار بشكل يومي من أهم ما يتقرب به العبد إلى ربه، فينبغي للمسلم أن يتخذ لنفسه وردًا ويخصص وقتا لترديد الأذكار ولكن هل يمكن بترديد الأذكار أن يتحقق بها استجابة الدعاء؟.
وفي إجابته عن هذا التساؤل، أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الأذكار التي يرددها الإنسان لها ثواب كبير ونفع عظيم، مشيرًا إلى أن العبد الذي يذكر الله يجد ذكر الله له، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ".
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء، إن من يرغب في أن يحصل له شيء يكون ذلك عن طريق أمرين، وهما أن يدعو العبد الله ويطلب منه أن يحقق هذا الشيء أو أن يذكر الله، وهذا لأن ذكر الله-سبحانه وتعالى- يكون أقوي من الدعاء في تحقيق الشيء، مستشهدا في ذلك بقول الله-تعالى-في سورة الأنبياء،" وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ".
أدعية لتحصين البيت من الحسد والشرور.. احرص عليها تكن في معية الله
كيف تكون مستجاب الدعاء؟.. أمين الفتوى يكشف سرًا يغفل عنه كثيرون
دعاء قضاء الحاجة سريع الإجابة.. ردده الآن
كم مرة تقرأ سورة الأنبياء لاستجابة الدعاء؟.. السر في 4 آيات
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن ذكر الله يعود على الإنسان بتوفيقه ومعونته وإرشاده للخير وتيسير أموره، مستشهدًا بحديث ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.
فضل ذكر اللهوأكدت دار الإفتاء المصرية أن نصوص الشرع الحنيف تضافرت على بيان فضل ذكر الله سبحانه وتعالى وقراءة القرآن الكريم، فقال تعالى: ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 35]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب 41- 42]، وقال عزَّ وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور﴾ [فاطر: 29]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» رواه مسلم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، إلى غير ذلك من النصوص الواردة في فضل ذكر الله تعالى ودعائه.
وأشارت إلى أن تذكير الآخرين بهذا -أي بذكر الله تعالى وآياته- والدعوة إليه، والترغيب فيه ممَّن هو أهله -هو من الأعمال الصالحة التي يثاب عليها الإنسان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» أخرجه مسلم.