الأسبوع:
2025-05-09@04:31:14 GMT

لا تعتاد المشهد!!

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

لا تعتاد المشهد!!

بعد ما يزيد على شهر من بداية أحداث غزة، ووسط أمنيات ودعوات الملايين بتوقُّف حرب الإبادة الجماعية التي تُجرى هناك ضد الأشقاء والمدنيين العزل، ما زال الناس في بلادنا الطيبة على عهدهم، لم يعتادوا المشهد أبدًا، ولم تُصبح أخبار المجازر التي تُجرى هناك أخبارًا عادية تمر مرور الكرام كغيرها من الأخبار، ليستِ المرة ككل مرة، أو هكذا يبدو الأمر.

الجسد في مصر والروح في فلسطين الأبية، هذا هو حال الكثيرين منَّا اليوم، فلا صوت يعلو فوق صوت الإنسانية التي يتم انتهاكها كل لحظة تحت مرأى ومسمع العالم المتحضر، صاحب الصوت العالي الذى طالما تغنَّى بحقوق الإنسان وكرامة المواطنين، ولكن يبدو أنهم قد نسوا أن يكملوا العبارة وتلك الشعارات الجوفاء بأن المقصود بالطبع هو المواطن والإنسان في بلادهم فقط، فلا حقوق ولا كرامة لديهم لمواطني وشعوب العالم الثالث، وكل مَن يخالفهم في التوجه أو يقف في وجه مخططاتهم لنهب ثروات بلدان الشرق والجنوب في أعلى درجات الازدواجية والعنصرية التي تحدث اليوم على أرض كوكبنا البائس، ولا حياة لمَن تُنادى. لن نعتاد المشهد، فتلك الروح التي أيقظتها أحداث غزة الأخيرة خاصة لدى شباب العروبة لن تخبو سريعًا، وإنما هو الوعي يعود من جديد ليفهم هؤلاء الصغار -الذين كانوا حتى وقت قريب هائمين بكل ما هو غربي وأجنبي- أن الأصل هو الوطن، وأنه ليس كل ما يلمع ذهبًا، وأن الأمر ليس كما صوَّروه لهم على مواقع الإنترنت وبرامجه الخبيثة بأن بلادهم هي مَن ترعى الإنسان وتقدِّره أينما كان، وأنها الحريصة دائمًا على إعلاء قيم الديمقراطية واحترام الآخر، وأنهم لم يحترموا أحدًا، ولن يستطيعوا إخفاء ذلك، فما يمارسونه يوميًّا على مواقع التواصل التي يملكونها ويتحكمون فيها من تقييد للحريات وحذف كل ما هو داعم للقضية والأشقاء لن يُنسى أبدًا من وجدان أجيال ناشئة تعي وتفهم جيدًا. لن نعتاد المشهد، وسنظل نقاطع كل (ما) و(مَن) يدعم هذا العدوان مهما كان رائجًا أو شهيرًا، فالقضية أهم وأغلى، سنظل نبحث عن البدائل الوطنية والمواقف الإيجابية الداعمة ونشجعها ونقف خلفها ونسير في ركابها، حتى يعلم هؤلاء أن الشعوب قادرة على فعل المستحيل متى أرادت، ومتى اصطفَت خلف مؤسساتها الوطنية الراسخة، ومتى فهمت أن المكائد والأطماع تُحيق بالجميع إذا ما اهتزوا أو تفرَّقوا.. ما زال الاعتصام والاتحاد قوة، ومازالتِ المعركة طويلة بيننا وبينهم.. .حفظ الله مصر وفلسطين وسائر بلاد العروبة من الفتن والمكائد.حفظ الله الوطن.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي

تناقضات تفتقد الحشمة:
في هذه الحرب فقد الكثير من المعلقين الحشمة والحياء. خذ علي مثال من يوفرون كل سلاحهم الكلامي لطعن الجيش من خلف وأمام وهو يقاوم في غزو أجنبي معية ميليشيا متوحشة. هؤلاء هم نفسم المسرعين بإدانة الجيش عند سقوط مدينة أو حلة في يد الجنجويد والأعلي نباحا عن فشل الجيش في حماية المواطن. مشكلة هؤلاء إنهم لا يرون التناقض في قولهم فهم قد صاروا “جمل لا يري عوج رقبتو.”

لاحظ إن إدانة الجيش علي فشل الحماية تعني أن هؤلاء يؤمنون:
– أن الجنجويد خطر علي المواطن.
– أن واجب الجيش توفير الحماية للمواطن.
النقطتان أعلاه هو المنطق الضمني ولكنه صريح الذي يرتكز عليه هؤلاء. ولكن هذا المنطق له مستحقاته الأخلاقية التي يهرب منها أصحابه.

فلو كان الجنجويد خطرا علي المواطن، من واجب هؤلاء أيضا مقاومتهم ما تيسر لهم ولكنهم لا يفعلون ولا بتويتة من الغرف الامنة في المهاجر ويوفرون كل نبالهم لضرب الدولة وجيشها.
المستحق الثاني للمنطق المخاتل هو أن أهله لو كانوا حقا يؤمنون بان من واجب هذا الجيش حماية المواطن فعليهم مساعدته في القيام بواجبه وألا يتركوه وحيدا في التصدي للغزاة ليقدم الشهداء والسهر ويقدمون التريقة والطعن من خلف وأمام بما يفيد المليشيا والغزاة عمليا حتي لو إدعوا حيادا هم أول من يعرف فساده. حماية الوطن من الغزاة وهمجية ميليشيا الإستعباد الجنسي واجب الجميع وليس الجيش وحده.

في الجانب الآخر، من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي بهدف تحسين الاداء. نقد يدرك أن هؤلاء الجند والضباط ليسوا روبوتات ولا رقيقا أعطاناه الرب ليموتوا نيابة عنا ونطعنهم بفلسفة وحذلقة أشد إجراما من بندق الجنجويد ثم نبصق علي تضحياتهم ونحن رقاد في المهاجر علي مؤخرات تفوقنا الأخلاقي المدني الديمقراطي العميل.
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • العروبة يفقد نجمه قبل مواجهة الهلال
  • مداهمات في الشمال.. هؤلاء سقطوا في قبضة الجيش
  • هل اعتدنا المشهد؟
  • الهامشيون
  • من يقاوم الجنجويد ويدعم دولته ضد الغزاة، يحق له نقد الجيش نقدا عادلا لا يخلو من وعي إستراتيجي
  • المستشار.. أم الشاغر؟
  • باكستان: الأهداف التي قصفتها الهند "مدنية"
  • باكستان: الأهداف التي قُصفتها الهند "مدنية"
  • قضية الرويلي تصل إلى مركز التحكيم بعد رفض احتجاج النصر
  • فليمنجز.. «ثلاثية مثيرة وطريفة»!