عبد الوهاب المسيري.. وزوال إسرائيل
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
تحدثنا في المقال السابق عن التنبؤات بزوال إسرائيل، سواء في أدبيات النخبة الإسرائيلية أو في تقرير وكالة المخابرات الأمريكية الـ "سي آي إيه" عام 2010م.. والآن نتحدث عن تنبؤ المفكر الكبير د.عبد الوهاب المسيري (1938- 2008م) بزوال تلك "الدولة الوظيفية" صنيعة الغرب.
والمسيري هو أحد أهم العقول العربية - إن لم يكن أهمها على الإطلاق- فهمًا لليهود ولليهودية وللحركة الصهيونية عبر التاريخ، ويكفي أنه قضى ربع قرن من حياته ليخُرج لنا سِفره الأكبر "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية".
في سنة وفاته 2008م، أجرت وكالة "رويترز" حوارًا مع المسيري في الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل، وفيه توقع "نهاية قريبة" لتلك الدولة ربما لن تتجاوز الخمسين عامًا، حيث حدد (10) علامات على اقتراب زوالها (كلها متحققة بدرجة أو بأخرى): أولاها.. تآكل المنظومة المجتمعية للدولة العبرية، إذ فشل مصطلح "الصَهر" الذي حدده "ديفيد بن جوريون" مؤسس هذه الدولة " في صهر المجتمع الإسرائيلي بأكمله في منظومة واحدة موحدة القومية بعيدًا عن الهويات المتعددة التي جاء بها اليهود من مختلف بلدان العالم"، فضلًا عن مشكلة دمج "عرب 48" والأقليات الأخرى.
والعلامة الثانية تتعلق بالفشل في تغيير السياسات الحاكمة، وهو ما يزيد من حالة القلق في صفوف النخبة السياسية والفكرية وبين أفراد المجتمع مما يزيد من مخاوف "التمرد العام" على الأجهزة والمؤسسات (تحقق قبيل طوفان الأقصى بالمظاهرات العارمة ضد "نتنياهو" بسبب القضاء).
فيما تختص العلامة الثالثة بتزايد حالات "النزوح من إسرائيل"، وهو أمر بات لافتًا للنظر في السنوات الأخيرة، وذلك نظرًا (وهي العلامة الرابعة) لحالة "عدم اليقين" في مستقبل هذه الدولة.
بينما تحددت العلامة الخامسة بأنها "انهيار نظرية الإجماع الوطني"، نظرًا لاتساع الهوة القائمة بين العلمانيين والمتدينين، والتي أدت إلى حالة من العداء المستمر بين الأحزاب الدينية: الشرقية والغربية.
أما العلامة السادسة، فتتعلق بالفشل في تحديد "ماهية الدولة اليهودية"، لا سيما أن الحاخامات يؤكدون أن الإعلان عن الدولة اليهودية هو علامة انهيارها وفقا لمعتقدات الديانة اليهودية.
فيما تختص العلامة السابعة بعزوف الشباب الإسرائيلي عن الحياة العسكرية، بل إن كثيرًا منهم بات يتساءل: "هل هذه الحروب التي تخوضها الدولة خيار أم احتلال؟".
"فشل الإسرائيليين في القضاء على السكان الفلسطينيين الأصليين".. تلك هي العلامة الثامنة التي حددها المسيري، مشيرًا إلى أن "الوضع الديموغرافي" في صالح الفسطينيين وليس الإسرائيليين.
أما العلامة التاسعة، فهي خاصة باللحظة التي تتحول فيها إسرائيل لتصبح عبئا على الولايات المتحدة التي تمدها بكل مقومات الحياة.. وأخيرًا تأتي العلامة العاشرة - وهي الأخطر- والمقصود بها "استمرار المقاومة الفلسطينية"، والتي أسماها المفكر الكبير الراحل بـ "جرثومة النهاية للدولة الإسرائيلية". رحم الله عبد الوهاب المسيري.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
خالد بن محمد بن زايد يزور عبدالله بن بيّه بمنزله في أبوظبي
أبوظبي - الخليج
زار سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى أبوظبي للسِّلم، وذلك في مقر إقامته في العاصمة أبوظبي.
نهج القيادة الرشيدة
وفي مستهل الزيارة، رحّب العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه بزيارة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة التي تعكس نهج القيادة الرشيدة بالتواصل المباشر مع أفراد المجتمع والاطمئنان على أحوالهم.
وخلال اللقاء، تبادل سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان مع العلامة الشيخ عبدالله بن بيّه والحضور الأحاديث الودية.
نشر قيم التسامح
وأشاد سموّه بالدور الكبير للعلامة الشيخ عبدالله بن بيّه في نشر قيم التسامح والأخوّة والتعايش بين مختلف الشعوب والثقافات، وجهوده المتواصلة في إرساء دعائم الحوار الحضاري وترسيخ المبادئ الإنسانية النبيلة.
رافق سموّه، خلال الزيارة، سيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب ولي العهد في ديوان ولي عهد أبوظبي.