واشنطن بوست: النساء والفتيات يتكبدن ثمن فاتورة الحرب في غزة
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
رصد تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية معاناة النساء والفتيات جراء الحرب الناشبة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنهن يتكبدن الثمن الأكبر في فاتورة الحرب ويحملن العبء الأكبر فيها.
وعرضت الصحيفة - في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- بعض من قصص معاناة النساء والفتيات خلال هذه الحرب القاسية. واستشهدت بسيدة تدعى سلمى ترابين وهي حامل في شهرها الثامن، قائلة إنها تدعو أن تنتهي الحرب قبل أن يولد طفلها الثالث في عالم "مسموم ".
وقالت الصحيفة أن السيدة الشابة البالغة من العمر 30 عاما كانت منهكة وجائعة ومريضة بسبب شرب المياه غير النظيفة، وقالت -لصحيفة واشنطن بوست عبر الهاتف- إنها ظلت تنام منذ شهر على ملاءة على أرضية صلبة في الفصل المدرسي مع أكثر من 80 امرأة وطفلا آخرين. إذ ينام الرجال والصبية الأكبر سنا في الخارج في فناء ما كان في السابق مدرسة تديرها الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين) في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن القذرات تتراكم على كل سطح، ولا يوجد ماء للاغتسال.
وخضعت ترابين لعملية قيصرية لطفليها الأولين، وتخشى الاضطرار إلى تحمل ولادة طفل ثالث في هذه الظروف، ربما دون مخدر حيث يصعب العثور عليه - أي (كما قالت)، إذا تمكنت من البقاء على قيد الحياة خلال الشهر التالي. وأضافت: "أخشى أن أموت قبل ولادة الطفل".
وأضافت الصحيفة أنه في وسط وجنوب قطاع غزة، تكتظ منشآت الأمم المتحدة ومنازل العائلات والمخيمات المؤقتة بنحو 1.5 مليون من سكان غزة الذين شردتهم الحرب الإسرائيلية. ولا تزال آلاف الأسر تتدفق يوميا من الشمال المحاصر، حيث تتقدم القوات الإسرائيلية بشكل مطرد.
وبعد خمسة أسابيع من القصف المكثف والحصار شبه الكامل، أصبحت الكهرباء شبه معدومة. ولا يوجد ما يكفي من الغذاء، ولا تتاح إمكانية للحصول بشكل منتظم على المياه النظيفة أو الصرف الصحي الأساسي. وتستمر الغارات الجوية في قتل وتشويه الناس فيما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ "المناطق الأكثر أمانًا" في الجنوب.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن وطأة الحرب والتهجير يصعب تحملها بشكل خاص بالنسبة النساء والفتيات في غزة.
وقالت إن نورا عطا -47 عاما- وبناتها الخمس ينمن في نفس الغرفة الأسمنتية التي تعيش فيها ترابين. إنهن يعشن على حصص صغيرة من الجبن والخبز التي تقدمها الأونروا. ومع اقتراب فصل الشتاء، يقومون بحرق القماش للحصول على الدفء في بعض الليالي.
أما عن نادية عبد النبي -14 عاما- والتي تقيم في نفس الغرفة قالت: "أشعر بالحاجة الملحة لأن تكون والدتي بجانبي دائمًا".
وأضافت: "أتمنى أن أتمكن من العودة إلى منزلنا"، رغم أنها تعتقد أنه تعرض للتدمير أو الضرر أثناء القتال. "أنا منهكة بشكل لا يصدق."
وقُتل أكثر من 11 ألف فلسطيني في الأسابيع التي تلت ذلك، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي قالت يوم الجمعة الماضي إنها لم تعد قادرة على تقديم أرقام محدثة، مشيرة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للاتصالات وكثافة القتال.
وحتى قبل الحرب، واجه القطاع الساحلي الصغير والمكتظ العديد من الأزمات الاقتصادية والصحية المتفاقمة بعد 16 عاما من الحصار الذي تقوده إسرائيل.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الأونروا، تمارا الرفاعي -لواشنطن بوست- إن الأونروا حاولت معالجة "الاكتظاظ والتحديات الخاصة التي تواجه النساء والفتيات". وفي مرافق الأمم المتحدة، ينام النساء والأطفال الصغار في قسم واحد والرجال في قسم آخر للالتزام بالقواعد الاجتماعية.
ومضت الصحيفة تقول لكن الأرقام مرعبة إذ قالت الوكالة إن حوالي 778 ألف من سكان غزة يلجأون إلى 154 موقعا على الأقل للأونروا لإيوائهم، غالبيتهم في الوسط والجنوب.
وتشمل المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى غزة - والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها "غير كافية على الإطلاق" - شاحنتين فقط تحتويان على إمدادات خاصة بعمليات الولادة والعمليات القيصرية، ووفقا لوكالة تنظيم الأسرة التابعة للأمم المتحدة للسكان فإن هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، ومن المقرر أن تلد 5500 منهن خلال الشهر المقبل - وهو ما يصل إلى أكثر من 180 ولادة يوميا.
وقالت سيدة -25 عاما- حامل في شهرها الخامس "نحن نفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة - لا الماء ولا الطعام". "نؤجل الحصول على الطعام حتى ساعات المساء حتى لا نضطر للذهاب إلى الحمام، وحتى لا ننام جائعين".
وأضافت "نحن نعيش الآن في العصر الحجري". "من لم يمت بالقتل مات من الجوع والمرض والخوف والتلوث".
اقرأ أيضاًالخارجية الفلسطينية: اقتحام مستشفى الشفاء يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف
الاحتلال الإسرائيلي يغتال 13 فلسطينيًّا في غارات استهدفت منازل بقطاع غزة
الخارجية الفلسطينية تدين تصريحات وزير إسرائيلي مُتطرف دعا لتهجير الفلسطينيين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي اخبار فلسطين عاصمة فلسطين تل ابيب فلسطين اليوم غلاف غزة قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين مستشفيات غزة النساء والفتیات واشنطن بوست فی غزة
إقرأ أيضاً:
جانين فارس بيرو المدعية العامة التي حققت حلم طفولتها في واشنطن
جانين فارس بيرو، مقدمة برامج تلفزيونية أميركية ولدت في نيويورك عام 1951 لوالدين من أصول لبنانية. درست الآداب والقانون وبدأت حياتها المهنية عام 1975 في سلك القضاء بنيويورك.
في عام 2006 ولجت مجال الإعلام ضيفة ومحللة في عدة برامج تلفزيونية، قبل أن تصبح مقدمة لبرامج ذات طبيعة قانونية وقضائية، آخرها "الخمسة" على قناة فوكس نيوز.
وفي مايو/أيار 2025 عينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منصب المدعي العام الفدرالي بالعاصمة واشنطن.
المولد والنشأةولدت جانين فارس بيرو في 2 يونيو/حزيران 1951 بمدينة إلميرا في ولاية نيويورك لوالدين أميركيين من أصل لبناني، تعود جذورهما إلى بلدة بصاليم في جبل لبنان.
كان والدها ناصر فارس بائعا للمنازل المتنقلة، أما والدتها إشتر عوض فارس -التي قضت جزءا من طفولتها في بيروت– فكانت عارضة أزياء في أحد المتاجر الكبرى في نيويورك.
نشأت جانين فارس بيرو في مسقط رأسها بمدينة إلميرا، وبدأت مسارها الدراسي هناك، ومنذ طفولتها كانت تحلم بأن تصبح مدعية عامة.
حصلت بيرو على شهادة الثانوية العامة في إحدى مدارس مدينة إلميرا، وتدربت في مكتب المدعي العام لمقاطعة تشيمونغ بولاية نيويورك في فترة دراستها الثانوية، ثم حصلت على البكالوريوس في الآداب من جامعة بافالو.
نالت الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة ألباني بولاية نيويورك عام 1975، وفي هذه المرحلة الأكاديمية تولت منصب رئيسة تحرير مجلة القانون الصادرة عن الجامعة.
إعلان الحياة المهنيةفي عام 1975، تم تعيين بيرو في منصب مساعد المدعي العام لمقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك. وفي السنة نفسها تزوجت من ألبرت بيرو، ذي الأصول الإيطالية، وأنجبت منه طفلين (ولد وبنت أصبحت محامية) قبل أن ينفصلا عام 2013 بعد حياة زوجية اتسمت في معظم مراحلها بالاضطراب.
وفي عام 1978، أصبحت بيرو أول من يرأس مكتب العنف المنزلي وإساءة معاملة الأطفال، الذي تم إنشاؤه في ذلك العام.
غادرت بيرو مكتب المدعي العام بعد انتخابها في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 قاضية في محكمة مقاطعة ويستتشستر، وكانت بذلك أول امرأة تعمل قاضية في تلك المحكمة.
في نوفمبر/تشرين الثاني 1993 انتُخبت بيرو مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر، وهي أول امرأة تشغل ذلك المنصب، وأعيد انتخابها في عامي 1997 و2001.
وفي 23 مايو/أيار 2005، قررت بيرو عدم الترشح لولاية رابعة مدعية عامة لمقاطعة ويستتشستر.
في 10 أغسطس/آب 2005، سعت بيرو للترشح باسم الحزب الجمهوري لتحدي السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2006 لمنصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن نيويورك، لكنها تراجعت في آخر لحظة بعد عدة إخفاقات في الحملة الانتخابية، وبسبب محدودية الموارد المالية، كما أن استطلاعات الرأي أظهرت أنها كانت تتجه نحو هزيمة بفارق كبير أمام هيلاري.
ألّفت بيرو 6 كتب، اثنان منها روايات جريمة، ورواية مستوحاة من تجاربها الخاصة عندما تولت وهي في سن الـ25 منصب مساعدة المدعي العام في مقاطعة ويستتشستر في ولاية نيويورك.
في عام 2006 دخلت بيرو مجال الإعلام وظهرت ضيفة ومحللة في عدة قنوات تلفزيونية وشاركت في برامج مختلفة على قناتي "فوكس نيوز" و"سي إن إن" وغيرهما.
إعلانفي عام 2008 أعلنت شبكة تلفزيون "سي دبليو" أن جانين بيرو ستقدم برنامجا تلفزيونيا طيلة أيام الأسبوع يُطلق عليه اسم "القاضية جانين بيرو"، وظلت بيرو تقدم ذلك البرنامج إلى أن ألغته الشبكة عام 2011 بسبب تراجع نسبة المشاهدة.
بعد ذلك مباشرة بدأت بيرو تقديم برنامج "العدالة مع القاضية جانين"، الذي كان يبث على قناة "فوكس نيوز" في عطلة نهاية الأسبوع، ويركز على القضايا القانونية الكبرى التي تفرض نفسها أثناء الأسبوع.
وأثارت بيرو الجدل عام 2019 في برنامجها التلفزيوني عندما انتقدت عضو مجلس النواب الأميركي النائبة عن الحزب الديمقراطي إلهان عمر بشأن ارتداء الحجاب، وحول مدى ولائها للدستور الأميركي، وهو ما تسبب في توقيف بث البرنامج مدة أسبوع.
بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020، التي انهزم فيها ترامب، كانت بيرو من الأصوات التي تروج لفكرة أن "الانتخابات سرقت منه".
وفي 12 يناير/كانون الثاني 2022، أصبحت بيرو تقدم برنامج "The Five" (الخمسة) على قناة "فوكس نيوز"، وفي مايو/أيار 2025 غادرت تلك المحطة بعد أن عاد ترامب للرئاسة مرة أخرى واختارها لتولي منصب المدعية العامة الفدرالية في واشنطن العاصمة.
في مسيرتها التلفزيونية الطويلة كانت بيرو من الوجوه الجمهورية البارزة إعلاميا، وفي عام 2016 كانت من أبرز داعمي ترامب في الانتخابات الرئاسية، وبعد فوزه أصبحت من المتحمسين لسياساته واستخدمت حضورها التلفزيوني لمهاجمة منتقديه.
وفي تجربتها المهنية الجديدة ستكون جانين بيرو على رأس إدارة كانت مشرفة على بعض المحاكمات المثيرة للجدل بعد هزيمة ترامب في انتخابات 2020، ومنها متابعات قضائية لبعض الشخصيات المحسوبة عليه.
وتولت جانين هذا المنصب -الذي يخضع لرقابة شديدة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين- بعد أن تم سحب ترشيح سلفها إد مارتن لتعثر المصادقة عليه في الكونغرس بسبب مواقفه من أعمال الشغب التي وقعت أثناء هجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 بعد انتخاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
إعلان