أكثر العبارات التى جرى ويجرى تداولها فى هذه الفترة هى عبارة «المجتمع الدولى» وكان انعقاد القمة العربية الإسلامية المشتركة فى الرياض ١١ نوفمبر هو سبب تداولها بكثرة مؤخرًا.
والذين تابعوا كلمات القادة العرب خلال أعمال القمة، أو القرار الصادر فى نهاية أعمالها عن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، أو حتى البيان الختامى الصادر بعد انتهاء اجتماعات القادة، لا بد أنهم قد لاحظوا أن هذه العبارة قد ترددت بشكل لافت فى الحالات الثلاث، ولا بد أيضًا أن بعض الذين تابعوا ذلك قد تساءل عما إذا كانت عبارة كهذه فى محلها أم لا؟
والسبب الآخر فى تداولها هو هجوم السابع من أكتوبر الذى قامت به على المستوطنات الإسرائيلية، كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، وما تلاه من عقاب جماعى مارسته وتمارسه إسرائيل فى حق فلسطينيين أبرياء فى قطاع غزة.
ففى مرحلة ما بعد الهجوم، ثم العقاب الجماعى، كان هناك نداء متواصل على المستوى العربى والفلسطينى إلى المجتمع الدولى، وكان النداء يطالبه بأن يتدخل وأن يوقف العدوان على غزة وأن يمارس مسئوليته.
وقد مضى على ممارسة سياسة العقاب الجماعى ما يقرب من الشهر ونصف الشهر، دون أن يتدخل هذا المجتمع الدولى، ودون أن يمارس أى مسئولية، ودون أن يشعر بأى ذنب تجاه ما يواجهه الغزاويون فى القطاع.. وهو لن يفعل شيئًا من هذا كله فى الغالب!
لن يفعل شيئًا من هذا كله، لأنه لا يوجد فى الحقيقة كيان مكتمل الأركان اسمه المجتمع الدولى، ولا توجد جهة لها عنوان ومكان اسمها المجتمع الدولى، ولا يوجد شيء حقيقى له مسمى المجتمع الدولى، ولا يوجد بالطبع شخص اسمه المجتمع الدولى بحيث نخاطبه، ثم نعاتبه إذا لم يستجب لخطابنا.. لا يوجد.. وتوجيه النداء إلى المجتمع الدولى يظل توجهًا بالحديث إلى سراب، وبالتالى، فنحن مطالبون بالكف قدر الإمكان عن مخاطبته، لا لشيء، إلا لأن توجيه الكلام إليه أقرب ما يكون إلى التحدث مع خيال!
وإذا كان القصد بالمجتمع الدولى منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك، فلقد أثبتت الحرب على غزة وغير الحرب على غزة أن يد هذه المنظمة قصيرة وأن عينها بصيرة.. ونحن فى كل الحالات مدعوون كعرب إلى الاعتماد على أنفسنا، وتوظيف الأوراق التى فى يدنا، وهى كثيرة، وما عدا ذلك هو رهان على مجتمع دولى بالمعانى المشار إليها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط احمر انعقاد القمة العربية الإسلامية المجتمع الدولي جامعة الدول العربية التعاون الإسلامي المجتمع الدولى لا یوجد
إقرأ أيضاً:
تعدى على الملكية الفكرية.. سقوط مدير مطبعة غير مرخصة في عين شمس
تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، من ضبط المدير المسئول عن مطبعة دون ترخيص؛ لاتهامه بطباعة العديد من المطبوعات التجارية دون تفويض أو أمر توريد أو إذن كتابي من أصحاب الحقوق المادية والأدبية في عين شمس.
أكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لمباحث المصنفات وحماية حقوق الملكية الفكرية بقطاع الشرطة المتخصصة، قيام مالك مطبعة دون ترخيص، كائنة بدائرة قسم شرطة عين شمس بالقاهرة، بطباعة العديد من المطبوعات التجارية دون تفويض أو أمر توريد أو إذن كتابي من أصحاب الحقوق المادية والأدبية بالمخالفة للقانون.
وعقب تقنين الإجراءات، تم استهداف المطبعة المشار إليها وضبط المدير المسئول، كما تم ضبط 43 ألف مطبوع تجاري متنوع دون تفويض أو تصريح من أصحاب الحقوق المادية والأدبية.
وبمواجهته أقر بارتكاب المخالفات المشار إليها، بالمشاركة مع مالك المطبعة، بقصد تحقيق أرباح مادية.
وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حياله، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيق، وجاري ضبط مالك المطبعة الهارب.