لماذا بدأت سورة الفاتحة بالحمد لله رب العالمين؟.. عالم أزهري يوضح
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال مضمونة: لماذا جاء في بداية الفاتحة الحمد لله رب العالمين وليس أحمد الله رب العالمين ؟.
ليرد مرزوق عبدالرحيم، موضحا، ان السر في ابتداء الفاتحة ب ( الحمد لله رب العالمين ) وليس أحمد الله رب العالمين، فقد تعرض الفخر الرازي رحمه الله تعالى لهذه المسألة فقال: [اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ] إن الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ: ( اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ) لأن ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎﺭﺓ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻟﻮﺟﻮﻩ:
أﺣﺪﻫﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻓﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻗﺎﺩﺭا ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺪﻩ ﺃﻣﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﻓﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩا ﻗﺒﻞ ﺣﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ ﻭﻗﺒﻞ ﺷﻜﺮ اﻟﺸﺎﻛﺮﻳﻦ، ﻓﻬﺆﻻء ﺳﻮاء ﺣﻤﺪﻭا ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﻤﺪﻭا ﻭﺳﻮاء ﺷﻜﺮﻭا ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺸﻜﺮﻭا ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﻦ اﻷﺯﻝ ﺇﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﺑﺤﻤﺪﻩ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﻛﻼﻣﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ.
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ: ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻭاﻟﺜﻨﺎء ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﻠﻜﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ ﻭﺃﻧﻮاﻉ ﺁﻻﺋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻓﻘﻮﻟﻨﺎ: اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻟﺬاﺗﻪ ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﻟﺬاﺗﻪ ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺪاﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺤﻤﺪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻠﻔﻆ اﻟﺪاﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻭاﺣﺪ ﺣﻤﺪﻩ ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﺣﻤﺪ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻤﺪا ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ/ ﻟﻠﻪ ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻤﺪﻩ؟ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺣﻤﺪ اﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ، ﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﻟﻮ ﺳﺌﻠﺖ: ﻫﻞ ﻟﻔﻼﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﻌﻤﺔ؟ ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺪ ﺣﻤﺪﺗﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻤﺪا ﺿﻌﻴﻔﺎ، ﻭﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﺏ: ﺑﻞ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺨﻼﺋﻖ، ﻓﻘﺪ ﺣﻤﺪﺗﻪ ﺑﺄﻛﻤﻞ اﻟﻤﺤﺎﻣﺪ.
ثالثها: ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻠﺐ ﻭﻫﻲ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻮﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ﻣﺘﻔﻀﻼ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭاﻹﺟﻼﻝ، ﻓﺈﺫا ﺗﻠﻔﻆ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻏﺎﻓﻼ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ اﻟﻻﺋﻖ ﺑﺠﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ، ﻷﻧﻪ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﺎﻣﺪا ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺃﻣﺎ ﺇﺫا ﻗﺎﻝ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ ﻏﺎﻓﻼ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮا ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻷﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﻠﻜﻪ، ﻭﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺣﺎﺻﻞ ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﺸﺘﻐﻼ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭاﻹﺟﻼﻝ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ومن ثم فثبت ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ.
قال رحمه الله تعالى: ﻧﻈﻴﺮﻩ ذلك ﻓﻮﻟﻨﺎ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ اﻟﺘﻜﺬﻳﺐ، ﺑﺨﻼﻑ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺫﺑﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﺷﻬﺪ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﻜﺬﻳﺐ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺸﻬﺪ ﺇﻥ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻟﻜﺎﺫﺑﻮﻥ [اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ:1] ﻭﻟﻬﺬا اﻟﺴﺮ ﺃﻣﺮ ﻓﻲ اﻷﺫاﻥ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﺷﻬﺪ ﺛﻢ ﻭﻗﻊ اﻟﺨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ.
سر ابتداء سورة الفاتحة بالتحميد وليس التسبيح
أوضح الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، أن من أسرار القرآن الكريم، السر في ابتداء سورة الفاتحة بالتحميد وليس بالتسبيح مع أن اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪ، ﻷﻧك تقول : ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ اﻟﺴﺒﺐ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻉ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ؟ وما هي فائدة الابتداء بالتحميد والإكثار منه ؟.
وأجاب قائلا: إن القرآن إلكريم قد استخدم الجملتين ( الحمد لله رب العالمين ) كما في بداية الفاتحة كما استخدم سبحان الله رب العالمين في موضع آخر من القرآن إلكريم قال تعالى ( فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ).
سر ابتداء سورة الفاتحة بالحمد وليس الشكر
ولكن الابتداء بالتحميد في أول القرآن له فائدة عظيمة في هذا الموضع نبه عليها الفخر الرازي رحمه الله تعالى بقوله : إﻥ اﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺩﻻﻟﺔ اﻟﺘﻀﻤﻦ، ﻓﺈﻥ اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺒﺮﺃ ﻓﻲ ﺫاﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻭاﻵﻓﺎﺕ، ﻭاﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻣﻊ ﺣﺼﻮﻝ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻨﻌﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺣﻴﻤﺎ ﺑﻬﻢ، وعلى هذا : يكون ﺎﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺎﻣﺎ ﻭاﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻮﻕ اﻟﺘﻤﺎﻡ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻛﺎﻥ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴﺪ ﺃﻭﻟﻰ، ﻭﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ ﻣﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺤﻜﻤﻴﺔ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻻﺋﻖ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺣﺎﺟﺎﺕ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻤﻘﺪﻭﺭاﺕ ﻟﻴﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻏﻨﻴﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﺟﺎﺕ، ﺇﺫا ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ اﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﺑﺪﻓﻊ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻋﻦ ﺩﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺴﻨﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺾ ﻭاﻵﻓﺎﺕ، ﻓﺜﺒﺖ ﺃﻥ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﻘﻮﻟﻪ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﺪاء ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ.
ففي الابتداء بالتحميد والإكثار منه أعظم الفوائد ومنها أن اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻊ ﺷﻜﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺐ ﺗﺠﺪﺩ اﻟﻨﻌﻢ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻟﺌﻦ ﺷﻜﺮﺗﻢ ﻷﺯﻳﺪﻧﻜﻢ [ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: 7] ﻭاﻟﻌﻘﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻮﺟﺐ اﻹﻗﺪاﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻭاﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﺇﺫا اﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﻧﻔﺘﺤﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﻟﻘﻠﺐ ﺃﺑﻮاﺏ ﻧﻌﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﺑﻮاﺏ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻨﻌﻢ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺎﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻐﻠﻖ ﻋﻨﻚ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﻨﻴﺮاﻥ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻚ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺠﻨﺎﻥ، وعلى هذا ﻓﺘﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﺪ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺤﺠﺎﺏ ﻋﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮاﺏ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺟﻼﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﺝ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﻗﻮﻟﻨﺎ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻓﻠﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺳﻤﻴﺖ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﺤﻤﺪ ﺑﺴﻮﺭﺓ الحمد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الفاتحة سورة الفاتحة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يوضح الضوابط الشرعية
هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية
وقال مركز الأزهر عبر صفحته على فيس بوك انه يجوز الاشتراك في الأُضْحِية إذا كانت من الإبل أو البقر ويلحق به الجاموس فقط، وتجزئُ البقرة أو الجملُ عن سبعة أشخاص؛ لما روي عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: «نَحَرْنَا بِالْحُدَيْبِيَةِ، مَعَ النَّبِيِّ ﷺ الْبَدَنَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ، عَنْ سَبْعَةٍ» أخرجه ابن ماجه.
وأضاف: أمَّا الشَّاة من الضَّأن أو المعز فلا اشتراك فيها، وتُجزئ عن الشَّخص الواحد وعن أهل بيته مهما كثروا من باب التَّشريك في الثَّواب؛ لما رُوي عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قالَ: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله ﷺ ؟ فَقَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَتْ كَمَا تَرَى». [أخرجه الترمذي]
وأشار الى انه قد ثبت أنَّ النَّبي ﷺ ضحّى عن كل فقير غيرِ قادر من أمته.
شروط الأضحية
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من الشّروط المُعتبرة في الأضاحي أن تبلغ السَّن المقررة شرعًا، والسن الشرعية تختلف باختلاف نوع الأضحية من بهيمة الأنعام.
وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى، إلى أنه يجزئ من الضأن (الخروف) ما بلغ ستة أشهر فأكثر، ومن الماعز ما بلغ سنة فأكثر، ومن البقر والجاموس ما بلغ سنتين فأكثر، ومن الإبل ما بلغ خمس سنين فأكثر.
وتابع مركز الأزهر: ويستوي في ذلك الذَّكر والأنثى؛ لقول سيدنا رَسُول اللهِ: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ». [أخرجه مُسلم].
أمَّا المَعلُوفة -وهي التي للتَّسمين- فلا يُشترط لها بلوغ السّنّ المقررة -على المختار للفتوى- إنْ كَثُرَ لحمُها في مدة أقل، كبلوغ البقرة المعلوفة 350 كجم فأكثر في أقل من عامين.
آداب الاضحية
1- التأكد من سلامة الأضحية
2- لا تظهر لها آلة الذبح
3- استقبل القبلة
4- لا تذبحها بحضرة أضحية أخرى
5- أضجعها على جنبها
6- تأكد من زهوق نفسها قبل سلخها
7- سم الله وكبره
8- التزم بالأماكن المخصصة للذبح
9- ترفق عند ذبحها
10- لا تعط للجزار أجرته منها
11- لا تجرها من موضع لآخر
12- لا تترك مخلفاتها فى الشوارع