سرايا - قال رئيس وزراء جيش الاحتلال بنيامين نتنياهو، الخميس، إن "مؤشرات قوية" كانت بحوزتهم تشير إلى أن عدداً من الأسرى موجودون في مجمع الشفاء الطبي، ولكنه اعترف بأن القوات الإسرائيلية لم تعثر على أي أسير، بعد اقتحامها للمجمع الطبي خلال هذا الأسبوع.

وخلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية، قال نتنياهو: "كان لدينا مؤشرات قوية بأن الأسرى موجودون في مجمع الشفاء، وهذا كان أحد الأسباب التي دفعتنا للدخول إلى المستشفى"، مضيفاً: "لو كانوا هناك لتم إخراجهم".



وأشار نتنياهو إلى أن حكومته تملك "معلومات عن الأسرى"، رافضاً تقديم توضيحات أكثر بشأن ذلك، قائلاً: "كلما تحدثت أقل كان ذلك أفضل".

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة "رويترز"، الخميس، إن عملية اقتحام مستشفى الشفاء "تشكلت بناء على فهمنا لوجود بنية تحتية لحماس تم إخفاؤها بصورة محكمة في المجمع".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الخاصة "ما زالت تقوم بأعمال بحث في مستشفى الشفاء، الخميس"، وزعم أنه عثر على "فتحة نفق ومركبة بها أسلحة" داخل مجمع المستشفى.

من جهته، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الخميس، إن الولايات المتحدة "واثقة من تقييم مخابراتها بأن حركة حماس استخدمت مستشفى الشفاء في غزة كمركز قيادة، وربما كمنشأة تخزين".

وتنفي حركة "حماس" هذه الاتهامات، ووجهت دعوة للأمم المتحدة من أجل تشكيل لجنة تحقيق دولية، من أجل التحقق من عدم استخدام المستشفيات في غزة في العمليات العسكرية.

"حياة المرضى في خطر"

وقال مسعفون فلسطينيون لوكالة "رويترز"، الخميس، إن مخاوفهم تتزايد على حياة مئات المرضى والعاملين في مجمع "الشفاء"، أكبر مستشفى في غزة، والذين انعزلوا عن جميع وسائل الاتصال بالعالم الخارجي لأكثر من يوم، بعد دخول القوات الإسرائيلية للمستشفى.

وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل، مؤكدة أن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي.

وقال لويس شاربونو، مدير قسم الأمم المتحدة في "هيومن رايتس ووتش": "لا تفقد المستشفيات تلك الحماية إلا إذا أمكن إثبات ارتكاب أعمال ضارة من داخل مبانيها... ولم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي دليل على ذلك".

وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الجنود الإسرائيليين جمعوا وأخذوا جثثاً كانت موجودة في ساحة المستشفى، ودمروا سيارات متوقفة هناك، ومنعوا العاملين والمرضى من المغادرة.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة: "لا يوجد غذاء ولا ماء ولا حليب للأطفال في مجمع الشفاء"، الذي كان مكدساً بنحو 650 مريضاً و7000 ممن نزحوا بسبب الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية على مدى أسابيع.

وأضاف في بيان: "الطواقم الطبية والمرضى والنازحون يكافحون الموت بسبب عدم توفر أي شيء من أساسيات الحياة... قوات الاحتلال موجودة بمجمع الشفاء، لكنها لم تزوده بالوقود لاستمرار عمله".

وقال مسعفون في وقت سابق إن عشرات المرضى، من بينهم ثلاثة من الأطفال الخدج، توفوا بسبب نقص الوقود والمستلزمات الأساسية خلال حصار مستمر منذ أيام.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: مستشفى الشفاء مجمع الشفاء فی مجمع فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصافحة دبلوماسية ناعمة بلا عناء ولكن…؟

بقلم : د. مظهر محمد صالح ..

عقد في بروكسيل عاصمة الاتحاد الاوروبي مؤتمراً لوزراء خارجية ثمانين دوله لنصرة الديمقراطية في العراق ذلك بين 21- 22 حزيران 2005 ، بناءً على دعوة نظمها الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة , وكنت من بين اعضاء الوفد الرسمي العراقي الكبير الذي تراسه رئيس الوزراء انذاك ، وكانت تشكيلة الوفد العراقي تمثّل طيفاً سياسياً متنوعاً نظراً لطبيعة الحكومة العراقية الانتقالية في تلك الحقبة ، والتي جاءت بعد انتخابات كانون الثاني 2005 ، اي انتخابات الجمعية الوطنية ، حيث انتهينا في صباحات الاجتماع و في ساعاته الاولى التي اقيمت في مقر الاتحاد الأوروبي …في مبنى كلاسيكي يضم المفوضية الأوروبية (European Commission) ويُعد أحد أهم مقار صنع القرار داخل الاتحاد الأوروبي و يقع في الحي الأوروبي (European Quarter) من العاصمة البلجيكية مدينة بروكسل نفسها.
والمدهش في الامر ان الحضور الغفير من الوزراء وممثلي الدول غلبت عليهم الجدية والحماس في المشاورات الثنائية الدبلوماسية التي سبقت دخول قاعة انعقاد المؤتمر في مشاركة سياسية واسعة لم اعهدها بهذا الزخم من قبل ومن شتى الأطراف الدولية الحاضرة ، فمن المعتاد في مثل هذه المؤتمرات الدولية أن تُجرى اللقاءات الثنائية والمجاملات الدبلوماسية ضمن جدول زمني محدد، وغالبًا ما يتم توثيقها في البيانات الصحفية أو التقارير الرسمية ،ولاسيما وان المؤتمر المذكور و لكثافة واهمية حضوره انتهى باصدار بيان ختامي مشترك شدد على دعم العراق في العملية السياسية ، والأمن ، وإعادة الإعمار ، حيث اتفق المشاركون على توسيع التعاون الفني والمالي مع الحكومة العراقية.

و عبرت الدول المشاركة عن اعترافها الكامل بسيادة العراق واستقلاله.
و اللافت في الامر ان وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاميركية (الاسبق) قد شكل حضورها مفارقة مهمة في تدافع ممثلي الدول من وزراء الخارجية وغيرهم من كبار الشخصيات لإسداء التحية لها في مكتبها الرسمي في قصر المفوضية الاوروبية ونحن ننتظر ساعة الدخول الى قاعة المؤتمر ، قلت في سري ولما لا …!! وان دولتها العظمى هي التي اسقطت النظام السابق في بلادي قبل اعوام قليلة ولها قدم السبق في هذا الحشد الذي جمع صناع الدبلوماسية العالمية للاعتراف بالعراق الديموقراطي الجديد ، وانا أتطلع في الوقت نفسه الى ذلك الاصطفاف الطويل الذي سبق الجميع فيه الامين العام الاسبق للامم المتحدة كوفي عنان الذي قيل انه استغل الفرصة لطرح موضوع قرار مجلس الأمن رقم 1559 ، وهو القرار الصادر عن المجلس نفسه في 2 ايلول 2004، وكان موجّهًا بشكل رئيس إلى لبنان وسوريه ، في سياق الأزمة السياسية والأمنية اللبنانية آنذاك وانسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان، كما ذكرت الصحف الاوروبية وقتها .
ولكن ما ادهشني ان طابوراً طويلًا من ممثلي اعضاء الدول المشاركة قد تزاحم على مكتب الوزيرة كوندليزا رايس ولم ينفك الى اخر لحظة من الانتظار لمصافحة رئيسة الدبلوماسية الاميركية و لا ادري لماذا من دون غيرها وبشكل لا فت حقا قبل ساعة انعقاد المؤتمر ، حيث تكاثف ذلك التزاحم المنظم وانا جالس بعيداً انظر الى ذلك الحراك واحدث سري كيف يمكن لكل هولاء الرجال من بلوغ سيدة العالم في صناعة الدبلوماسية لاسداء المجاملة الباهتة او الجدية في وقت ضيق ..!! انه امر بغاية الصعوبة في تفسير مايجري في عالم جمع الاقوياء والضعفاء في فضاء دبلوماسي واحد..!! وهنا وفجاة تم الإذن للوفود المشارِكة للتوجه الى قاعة الموتمر واذا بالوزيرة السمراء اصبحت بجانبي صدفة لتهديني مصافحة حارة ناعمة عجز عن بلوغها ذلك الطابور الذي تأسيتُ علّى الكثير ممن لم يحظ في مصافحتها في عالم التصافح والابتسامات والمجاملات البروتوكولية التي تحمل مشاعر الجمع بين الغرباء والاصدقاء في لحظات تاريخية ربما هي حاسمة في السياسة الدولية. و قلت في نفسي هل هو طابور المصافحات لسيدة العالم الاولى هو نفاق أم حنكة؟اذ يصفه البعض بأنه نفاق سياسي راقٍ ويراه آخرون أداة ضرورية لاحتواء الصراعات وفتح نوافذ للسلام ، وان الفرق يكمن في النية والغرض ، فأذا كانت المجاملة تستخدم لتجنب حرب أو إذابة جليد دبلوماسي، فهي أداة ذكية.
أما إذا كانت لإخفاء او تبرير الانتهاكات ، فهي نفاق مغلف.
وقلت في لحظتها ، انه قد جائني اعظم انتصار في دبلوماسية خاطفة لم تكلفني شخصيا ذلك الطابور المتعب الذي اصطف لمصافحة وزيرة خارجية اقوى دولة في العالم احتلت بلادي واسقطت اقوى حصن من حصون دكتاتوريات الشرق الأوسط ، انها الوزيرة الصلبة السمراء كوندليزا رايس .
ولم تمضِ اسابيع على مؤتمر بروكسل لنصرة الديمقراطية في العراق لتعلن الوزيرة من قلب القاهرة برنامجها السياسي الاممي الذي سمي (الفوضى الخلاقة Creative Chaos … ) وهنا تذكرت ذلك الاقتصادي الشهير جوزيف شومبيتر صاحب نظرية التدمير الخلاق Creative Destruction و كانما كانت تنظر الى العملية الاقتصادية التي يتم من خلالها تفكيك النماذج الاقتصادية القديمة أو الوسائل الإنتاجية القائمة ، واستبدالها بأخرى أكثر ابتكارًا وكفاءةً ، ما يؤدي إلى تغيّر دائم في البنية الاقتصادية خاصة في تفسير ديناميكية الرأسمالية والابتكار.
روجت كوندليزا رايس لفكرة التدمير الخلاق(Creative Destruction) وبطريقة سياسية لتزجها هذه المرة في عالم التغييرات السياسية في الشرق الأوسط تحت مسمى الفوضى الخلاقة Creative chaos
وتفاجات بان اليد الدبلوماسية الناعمة السمراء التي تمت مصافحتها قبل اسابيع في بروكسيل باتت تلوح بخشونة سياستها في الفوضى الخلاقة التي تعني تفكيك أنظمة سياسية لإعادة بنائها ربما تمهيدا للربيع العربي….!!!
انه مفهوم سياسي مثير للجدل، اكتسب شهرة واسعة في أوائل القرن الحادي والعشرين، خاصة بعد غزو العراق عام 2003. اذ يُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى استراتيجية يتم من خلالها تفكيك نظام سياسي أو اجتماعي قائم، ولو بشكل فوضوي، من أجل إعادة بنائه بشكل جديد ومختلف يُفترض أنه أفضل.
انتهت تلك المصافحات الناعمة الطارئة وانتهى مؤتمر بروكسيل وانتهت بلادي الى الفوضى الخلاقة بعد ذلك المؤتمر الداعم للديمقراطية ، ودفعنا الغالي والرخيص من اجل الاستقرار الذي تنعم به بلادنا اليوم … وليس امامنا الا مسار الديموقراطية الحقة التي ينبغي الحرص عليها من دون مصافحات اجنبية سواء اكانت بايادي خشنة او ناعمة سمراء او بيضاء لتبقى عالية وبيد وطنية واحده عنوانها العراق.

د.مظهر محمد صالح

مقالات مشابهة

  • “كناص”: وكالة الجزائر تطلق حملة تحسيسية لتحيين بطاقة الشفاء في الصيدليات
  • عاجل. مستشفى ناصر: مقتل 19 فلسطينيا أمام نقطة توزيع مساعدات غربي رفح في إطلاق نار من آليات إسرائيلية
  • عاجل. الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تدوي في القدس وتل أبيب الكبرى إثر إطلاق صاروخ من اليمن
  • أول تعليق من نتنياهو بعد الهجوم على الجالية اليهودية في كولورادو بأمريكا
  • الرئيس عون يدعو “الشفاء للسيستاني”
  • نرجسي وأناني.. مستشار الاستخبارات الإسرائيلية يحلل شخصية نتنياهو
  • مصافحة دبلوماسية ناعمة بلا عناء ولكن…؟
  • عائلات أسرى الاحتلال بغزة: نطالب ترامب بمنع نتنياهو من تعطيل الاتفاق
  • فراشات ولكن من نوع آخر
  • عاجل|| حماس تسلّم ردها على المقترح الأميركي