تصدرت عملية نفّذتها كتائب عز الدين القسّام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة 11 آخرين، في عملية وُصفت بـ"النوعية والمعقدة".

وأعلنت كتائب القسّام، في بيان لها، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من مسافة صفر شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى وقوع عدد من الجنود بين قتيل وجريح، وسط استمرار الاشتباكات.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 3 جنود برتبة رقيب أول في معارك بشمالي قطاع غزة أمس الاثنين إثر استهداف عربة عسكرية من طراز هامر كانوا يستقلونها في جباليا شمال القطاع، كما أصيب اثنان من رجال الإطفاء بجروح.

وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان مقتضب اليوم الثلاثاء- إن الضحايا ينتمون إلى الكتيبة التاسعة في لواء المشاة غفعاتي.

بعد استهداف سيارة عسكرية لجيش الاحتلال ضمن كمين مركب في جباليا، وإيقاع جنود بين قتلى وجرحى.. ما أهمية هذه العملية في هذا التوقيت بالنسبة للمقاومة؟#مسار_الأحداث #حرب_غزة pic.twitter.com/CzKdegXLpD

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 3, 2025

وفي تفاصيل العملية، تعرضت أولا قوة من لواء غفعاتي من كتيبة روتيم، التابعة للكتيبة التاسعة المدرعة في جباليا شمالي قطاع غزة، إلى تفجير عبوة ناسفة في ناقلة جند مدرعة كان جنود يستقلونها، حيث تمكن الجنود من القفز منها وكانت إصاباتهم طفيفة.

في عملية #كمين_جباليا، لم تكن الخسائر المباشرة للعدو – مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بعضهم بحالة حرجة – هي ما يثير الدهشة،
بل العجز العملياتي الصارخ لجيش الاحتلال عن إجلاء المصابين على مدى أكثر من 4 ساعات، رغم تفوقه الجوي والاستخباراتي.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} pic.twitter.com/QPhnHLZOMn

— الواثق بالله (@WATHIQBIALLAH) June 3, 2025

إعلان

ومع إعلان القسّام عن عملياتها النوعية، بدأ اسم عملية "كمين جباليا" يتصدّر منصات التواصل الاجتماعي، حيث قال مغرّدون إن الكمين مشهد لا يتكرّر بسهولة؛ "مقاتل جائع ومُرهق ومحاصر، لكنه يختار الهجوم بدلًا من الانكسار"، مضيفين أن هذا ليس انتصارًا تكتيكيا فقط، بل صفعة لكل من راهن على سقوط غزة من الداخل.

واعتبر آخرون أن هذه العملية هي الأخطر منذ أسابيع، إذ بدا المشهد وكأنه عملية إجلاء مأخوذة من أحد أفلام الحرب، لكن من دون نهاية سعيدة؛ فقد تعرّضت إحدى المروحيات لهجوم مباشر أثناء محاولتها مغادرة الموقع، بعد أن أُطلقت عليها قذيفة أخرى بشكل مباشر، وكأن الرسالة كانت واضحة "إلى أين؟ المعركة لم تنتهِ بعد!".

ورأى عدد من المغرّدين أن كمين جباليا يعكس القدرة التخطيطية الهائلة لدى المقاومة والتنفيذ الدقيق لكافة مراحل العملية، كما كشف بشكل واضح عن وهن الجيش الإسرائيلي وعدم كفاءة قادته وجنوده، مؤكدين أن المقاومة بكل أطيافها أثبتت أنها "رجال المرحلة"، وأن زوال الكيان سيكون على أيديهم أو أيدي أبنائهم.

كمين جباليا يعكس القُدرة التخطيطية الهائلة لدى المقاومة والتنفيذ المهاري الدقيق لكافة المراحل التي مر بها، كما يكشف بكل وضوح وهن ذلك الجيش وعدم كفاءة قادته ومنتسبيه، أثبتت المقاومة بكل أطيافها أنهم رجال المرحلة، وأن زوال الكيان سيكون على يدهم أو يد أبناءهم، إنهم شرف الأمة.…

— مؤمن أبو زعيتر (@mo_ztr) June 2, 2025

من جهته، ذكر الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد أن عملية جباليا وقعت في أقصى شرق المخيم على ضفاف شارع صلاح الدين بالقرب من موقع الإدارة المدنية، مما يعني أنها وقعت خلف خطوط العدو، وفي مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال وينسفها بشكل مستمر.

وقعت عملية جباليا في أقصى شرق المخيم، على ضفاف شارع صلاح الدين، بالقرب من موقع الادارة المدنية.
هذا يعني أنها وقعت خلف خطوط العدو، وخلف مناطق كاملة يسيطر عليها جيش الكيان، ويقوم بنسفها وتجريفها.
منطقة الكمين زراعية، مدمّرة، لا مباني فيها إلا القليل القليل، وهذا بحد ذاته انجاز… pic.twitter.com/hCr3pImLP0

— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) June 2, 2025

إعلان

وأوضح زياد أن منطقة الكمين زراعية ومدمرة، ولا توجد فيها مبانٍ إلا القليل، مما يجعل تنفيذ العملية هناك إنجازًا تكتيكيا مهمًا ضمن سياق القتال الدائر.

أما الكاتب الفلسطيني فايز أبو شمالة، فقد علّق قائلًا "هذا ما يخشاه الجيش الإسرائيلي؛ ثلاثة جنود قتلى، واثنان من الجرحى، في جباليا التي احتلها الجيش عشرين مرة".

هذا ما يعمل له الجيش الإسرائيلي ألف حساب!
3 جنود إسرائيليين قتلى، واثنين من الجرحى حتى الآن في جباليا التي احتلها الجيش عشرين مرة.

— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) June 2, 2025

كما أشار نشطاء إلى أنه لو كانت جباليا في عهد اليونانيين لأسموها أسطورة من أساطير البقاء. وأضافوا أن هذه البقعة، بحجارتها وأهلها وخيامها وأمعائها الخاوية بعد أكثر من 600 يوم من الإبادة الشاملة، تتفاوض الآن بالنار نيابة عن الجميع، وتضع بصمتها على مقترحات ويتكوف والوسطاء.

لو كانت جباليا في عهد اليونانيين لأسموها أسطورة من أساطير البقاء
هذه البقعة بحجارتها وأهلها وخيامها وأمعائها الخاوية بعد 600 يوما من إبادة شاملة تتفاوض الآن بالنار نيابة عن الجميع وتضع بصمتها على مقترحات ويتكوف والوسطاء..

خلال ساعة واحدة انقضّ شباب المقاومة على 16 جنديًا وأردوهم…

— محمود العيلة (حساب جديد) (@mahmoudaleila) June 2, 2025

وفي وصفهم للعملية، أشاروا إلى أنه خلال ساعة واحدة فقط انقضّ مقاتلو المقاومة على 16 جنديًا، وأردوهم بين قتيل وجريح، ففجّروا المبنى ثم استهدفوا الجيب العسكري، ولاحقوا طائرة الإجلاء، واستمروا في الاشتباك.

وكتب أحد النشطاء "لم أقرأ في التاريخ عن مقاتلين يقاتلون بهذا البأس، رغم أن الطعام لم يدخل أمعاءهم منذ شهور طويلة. ومن داخل جباليا، التي أبيدت مرارًا، ونسفوا مستشفياتها، ونزح أهلها مرات عدة، تنهض مجددًا وتقاتل، هذه جباليا العزيزة الجريحة".

غطاء ناري ضخم مكان الحدث الأمني

مكان الحدث الأمني شمال قطاع غزة جباليا
هناك غطاء مدفعي كبير ومن الزوارق الحربية ..

جيب همر تلقى قذيفة مضاد للدروع ..
قتلى 3 جنود أصيب 4 اخرين 2 منه بجراح خطيرة جداً

الحدث مستمر حسب المعلومات عبر منصات المستوطنين .. https://t.co/gGgvrLJ4q4 pic.twitter.com/kpt8fnK5L0

— الحـكـيم (@Hakeam_ps) June 2, 2025

إعلان

وذكر مدوّنون أن الهجوم تمّ بقذيفة من طراز "ياسين 105" المحلية الصنع، أُطلقت بثقة نحو مبنى يتحصّن فيه جنود إسرائيليون، مما تسبب بحالة من الارتباك الشديد في صفوف الاحتلال. وقد هرعت ثلاث مروحيات لإجلاء القتلى والجرحى، لكن كثافة النيران حالت دون تنفيذ العملية بسلاسة.

???? مقاتلين الكتيبة الشرقية في جباليا ينفذون كمين محكم ومركب خلف خطوط العدو حيث استهدف قوة كبيرة من جنود الاحتلال كانت تخطط لتنفيذ مهمة داخل المخيم.

⬅️ تفاصيل الكمين كالتالي :

1- استهداف مبنى كان يتحصن بداخله عدد من الجنود والضباط أثناء التخطيط للمهمة.
2- استهداف أحد جيبات… pic.twitter.com/mI3JEtgSA1

— Taleb ???? baslieb✌️ (@taleb_b72) June 2, 2025

ورأى المدونون أن الهجوم المضاد زاد من تعقيد الموقف، وأكّد مجددا قدرة المقاومة الفلسطينية على تنفيذ ضربات دقيقة ومؤثرة حتى في ظل محاولات الاحتلال تأمين خطوط الإخلاء والنجدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الجیش الإسرائیلی کمین جبالیا فی جبالیا pic twitter com قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

كمين الــ “همر” .. لماذا فشل الاحتلال في إخلاء جنوده؟

#سواليف

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إستراتيجية المقاومة ترتكز على القتال في الأماكن البعيدة عن عمق قطاع غزة، كاشفا أسباب استهداف مقاتلي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عربة “همر” وفشل الطيران المروحي بإخلاء الخسائر.

وجاء حديث حنا للجزيرة بعد إعلان مواقع إخبارية إسرائيلية مقتل 3 جنود وإصابة 11 في استهداف سيارة عسكرية من نوع “همر” في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة.

في السياق ذاته، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- خوض مقاتليها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وسط استمرار الاشتباكات.

مقالات ذات صلة الجيش يفتح باب التجنيد / تفاصيل وشروط 2025/06/03

وبنظرة عسكرية، قال حنا إن عربة “همر” ليست مدرعة، ويستقلها جنود الاحتلال في الأماكن التي تعتبر آمنة وسهلة، مرجحا أن العملية وقعت قرب المناطق السكنية، مما أسفر عن عدم قدرة جيش الاحتلال على إخلاء القتلى والجرحى.

ولم يستبعد استهداف المقاومة عربة “همر” في الخطوط الخلفية لجيش الاحتلال أو مسافة قريبة من مركز العمليات، مشيرا إلى أن هذه العربة تعد الهدف الأسهل، وتعطي نتيجة مؤلمة للاحتلال، مستدلا بسقوط 3 قتلى بين الجنود وعدد من الجرحى وفق ما أعلنت مصادر إسرائيلية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن العملية في جباليا نجمت عن “كمين مركب وصعب”، مشيرة إلى أن قتلى الجيش من اللواء التاسع.

وأوضحت المصادر ذاتها أن مروحيات عسكرية تطلق نيرانا كثيفة في منطقة العملية، مشيرة إلى أن عملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى فشلت بسبب كثافة النيران، وأن مروحية عسكرية تعرضت لإطلاق نار خلال محاولتها إجلاء الجرحى.

وفي مثل هذا النوع من الحروب -وفق حنا- تتساوى القوى بين الطرفين مستدلا بعدم قدرة جيش الاحتلال على استعمال الطيران الحربي بسبب وقوع اشتباك أقرب إلى المسافة صفر لذلك استعان بالمروحيات.

ولفت إلى أنه في الحرب الحالية كانت تهبط المروحيات وتنقل الخسائر في مناطق تعتبر آمنة، لكن عدم قدرتها على الهبوط في جباليا يعني أنها ليست آمنة.

واعتادت فصائل المقاومة عند نصب كمائن للقوات والآليات الإسرائيلية -حسب الخبير العسكري- استهداف قوات النجدة والإنقاذ، خاصة في ظل عدم توفر استعلام تكتيكي لدى جيش الاحتلال يقول إن المنطقة آمنة.

ويعني عدم استعمال جيش الاحتلال الطائرات الحربية، أن الاشتباك وقع ضمن مسافة قصيرة، إذ تستطيع القدرة التفجيرية لأي قنبلة قتل أحد الجنود عبر ما يسمى بـ”النيران الصديقة”، كما يقول حنا.
إستراتيجية الاحتلال

وبشأن توسيع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية، قال حنا إن هدف الجيش الإسرائيلي احتلال 75% من مساحة القطاع، من أجل حرمان المقاومة من هذه المساحة والضغط عليها، وإبقاء ما يقرب من 25% للغزيين.

وفي ظل هذا الوضع، تذهب المقاومة إلى القتال في الأماكن البعيدة مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالا حتى حي الشجاعية شرقي غزة وخان يونس جنوبا، من أجل كسب الوقت واستنزاف الاحتلال إلى درجة متقدمة.

ووفق الخبير العسكري، فإن منطقة جباليا شهدت قرابة 50 عملية ضد جيش الاحتلال بينها عمليات استشهادية وأخرى بالسلاح الأبيض.

وشدد على أن الدخول إلى عمق قطاع غزة ليس أمرا سهلا، وبالتالي الذهاب إلى احتلال 75% منه ستكون كلفته كبيرة، إضافة إلى حجم القوة التي خُصصت لهذه العملية العسكرية الجديدة.

ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إنه أصدر تعليمات إلى قواته بتوسيع نطاق العملية العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال قطاع غزة وجنوبه.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تقتل وتصيب جنود الاحتلال في جباليا والشجاعية
  • المقاومة توقع جيش الاحتلال بكمين في حي الشجاعية.. مروحيات تخلي الإصابات
  • "كمين جباليا".. الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل جنوده الثلاثة في غزة
  • جيش الاحتلال يعترف بمقتل 3 جنود في جباليا.. ونتنياهو: قلوبنا تتألم
  • كمين الــ “همر” .. لماذا فشل الاحتلال في إخلاء جنوده؟
  • 11 جندي .. جيش الاحتلال وقع في كمين صعب جدًا في جباليا | تقرير
  • خمسة جنود إسرائيليين قتلى وجرحى بكمين محكم شرق جباليا
  • القسام تخوض اشتباكات ضارية شرق جباليا.. وحديث عن كمين صعب
  • “القسام”: مجاهدونا أوقعوا جنود العدو بين قتيل وجريح شرق مخيم جباليا