كيف تحولت البراكين الثائرة من كوارث طبيعية إلى وجهات سياحية؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
تُعد البراكين من الظواهر الطبيعية المخيفة، إذ تتمتع بالقدرة على تدمير قرى بأكملها ودفن المعالم الجغرافية تحت طبقات كثيفة من الرماد، ناهيك عن شلّ حركة الطيران. ورغم هذه المخاطر، فإن المشهد البركاني لا يزال يثير الإعجاب والانبهار، لدرجة جعلته مقصدا سياحيا متناميا، يجذب المسافرين الطامحين لتجربة استثنائية.
في جزيرة صقلية الإيطالية، عاد جبل إتنا، المعروف بأنه أنشط براكين أوروبا وأكبرها، إلى الثوران مجددا. فبدأ يقذف الحمم المتوهجة والرماد البركاني منذ الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين. وعلى الرغم من رفع مستوى التحذير الجوي إلى اللون الأحمر، فإن مطار كاتانيا الدولي -الأقرب إلى موقع البركان- لا يزال يستقبل الرحلات حتى الآن.
السياحة البركانية.. بين المتعة والحذريؤكد الباحث المتخصص في علوم الأرض توماس فالتر، أن جبل إتنا أصبح وجهة يسهل الوصول إليها، حيث تنطلق منه جولات منظمة بالحافلات من الفنادق المجاورة. لكنه يلفت في الوقت ذاته إلى أهمية ما يسميه بـ"السياحة البركانية المسؤولة"، مشددا على ضرورة أن يكون السياح على دراية دقيقة بظروف المنطقة قبل التوجه إليها.
ويضيف فالتر: "رغم أن منظر الثوران قد يبدو مرعبا، إلا أن خطر وقوع إصابات بين السياح يبقى منخفضا نسبيا مقارنة بمخاطر أخرى مثل تقلبات الطقس أو الارتفاع الشاهق للمواقع البركانية، وهي أمور غالبا ما يُستهان بها".
وفيما يتعلق بإرشادات السفر، لم تصدر وزارة الخارجية البريطانية حتى الآن أي تحذير بعدم السفر إلى صقلية، لكنها أوصت بضرورة التنسيق مع شركات الطيران أو مطار كاتانيا قبل الإقلاع، لمتابعة آخر التطورات الميدانية.
إعلانأما إدارة الحماية المدنية الإيطالية فقد شددت على ضرورة اتباع إرشادات السلامة المحلية، محذرة من مخاطر المعلومات المضللة التي قد تنتشر بسرعة خلال الأزمات، الأمر الذي من شأنه أن يعيق جهود فرق الطوارئ والإنقاذ.
سياحة البراكين.. ظاهرة متصاعدةمع وجود نحو 1500 بركان نشط حول العالم، أصبح من الطبيعي أن تتأثر حركة السياحة بتلك الظواهر؛ بل إن بعض السياح باتوا يضعون "تسلق البراكين" ضمن قائمة أمنياتهم السياحية، لا سيما في مناطق أميركا اللاتينية.
في جبال الأنديز على سبيل المثال، تنتشر براكين شاهقة على طول السلسلة الجبلية، يبلغ ارتفاع بعضها أكثر من 6 آلاف متر. وتضم تشيلي وحدها 80 بركانا نشطا. ويُعد بركان كوتوباكسي في الإكوادور أحد أجمل البراكين في العالم، وهو نشط كذلك، وغالبا ما تصل سحب رماده إلى العاصمة كيتو.
أما في "حلقة النار" بالمحيط الهادي -والتي تُعد المنطقة البركانية الأكثر نشاطا في العالم- فيوجد حوالي 450 بركانا نشطا، منها 127 في إندونيسيا. وفي عام 2010، ثار بركان ميرابي في جزيرة جاوة مطلقا سحبا ضخمة من الرماد بلغ ارتفاعها 18 كيلومترا. وقد ساعد إخلاء المنطقة المحيطة مسبقا على إنقاذ آلاف الأرواح. ويصف فالتر هذا البركان بأنه "خطير للغاية".
في تفسيره لهذا الانجذاب البشري نحو البراكين، يقول فالتر، "البراكين تمنحنا فرصة نادرة لمشاهدة ديناميكيات كوكب الأرض بأمّ أعيننا. لا يمكن رؤية الصفائح التكتونية وهي تتحرك، ولكن يمكن رؤية الثوران البركاني بوضوح. وربما يعود هذا الفضول البشري إلى عصور ما قبل التاريخ؛ فالنار لطالما كانت من العناصر التي أثارت اهتمام الإنسان".
ويصل ارتفاع جبل إتنا إلى نحو 3350 مترا، ويخضع لمراقبة علمية دقيقة نظرا لنشاطه المستمر. ويشهد البركان ثورات متكررة تُعرف بالانفجارات "السترومبوليانية"، وهي ذات طابع بصري أخّاذ، وتُعتبر من أبرز مشاهد الجذب السياحي في المنطقة.
إعلانووفقا للمعهد الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين، فإن الثوران الأخير شمل انفجارا بيروكلاتيا، وهو نوع من الانهيارات النارية الناتجة عن مزيج من الرماد والصخور والغازات الحارقة. وتشير التقارير الأولية إلى أن المواد المتساقطة بقيت محصورة في وادٍ ناءٍ يُعرف باسم "فالي ديل ليونه"، وهو غير مأهول بالسكان.
كما أفاد المعهد أن النشاط البركاني قد تصاعد ليبلغ مرحلة "نافورة الحمم البركانية"، وهي مرحلة يقذف فيها البركان الحمم السائلة بشكل عمودي نحو السماء. وترافق ذلك مع زيادة ملحوظة في الاهتزازات الأرضية، وتشوهات في سطح الفوهة، تم رصدها باستخدام أجهزة استشعار دقيقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات من الرماد
إقرأ أيضاً:
فيديو| مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية
فعّلت إدارة شؤون الصيدلة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي، اليوم العالمي للتصلب اللويحي، من خلال معرض توعوي سلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والعلاج المنتظم، لما له من دور محوري في منح المريض فرصة لحياة أقرب ما تكون إلى الطبيعية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); زيادة الوعي بمرض التصلب اللويحيويهدف المعرض إلى رفع مستوى الوعي بمرض التصلب اللويحي، وتثقيف المجتمع بأهمية الكشف المبكر واتباع نمط حياة صحي، بما يضمن للمريض حياة أكثر استقرارًا وأقل معاناة.
أخبار متعلقة أكثر من 22 مليون م³ مياه في المدينة المنورة خلال الموسم الأول لحج 1446هـالأسياح.. إنقاذ خمسيني من جلطة قلبية حادة بوقت قياسي وكفاءة عاليةوأكد مدير الخدمات الصيدلية بالمستشفى، الدكتور نبيل كمّاس، أن التشخيص المبكر لمرض التصلب اللويحي يسهم بشكل كبير في الحد من تفاقم الأعراض، موضحًا أن التقدم في العلاجات الدوائية الحديثة مكّن الكثير من المرضى من التعايش مع المرض بفعالية، وتحقيق استقرار في حالتهم الصحية.
وأشار إلى أن التصلب اللويحي من الأمراض المنتشرة، إلا أن صعوبة التعرف على علاماته المبكرة قد تؤدي إلى تأخر التشخيص، وبالتالي تطور الأعراض إلى مراحل تؤثر بشكل كبير على حركة المريض ونمط حياته.
وأضاف أن التشخيص المبكر والمتابعة الطبية الدقيقة، يساهمان في تأخير تقدم المرض والحفاظ على جودة حياة المريض.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية - اليوم مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية - اليوم مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية - اليوم مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية - اليوم مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية - اليوم مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية - اليوم مختصون: التشخيص المبكر يحد تقدم التصلب اللويحي ويمنح المريض حياة طبيعية - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });أهمية نمط الحياة الصحيمن جهتها، شددت الدكتورة عفاف حسين، استشارية الأمراض العصبية، على أهمية تبني نمط حياة صحي من قبل المرضى، يشمل التغذية المتوازنة، والانتظام في النوم، والابتعاد عن التوتر، إضافة إلى الإقلاع عن التدخين الذي يُعد من العوامل التي تزيد من تكرار نوبات المرض.
وأشارت إلى أن ممارسة التمارين البسيطة، مثل المشي، تعزز من قوة العضلات وتخفف من الآلام المصاحبة.
وشهد المعرض مشاركة من المصاب بالتصلب اللويحي، عواد البلوي، الذي روى تجربته مع المرض، مبينًا أنه واجه تحديات كبيرة تمثلت في ضعف النظر وثقل اللسان وصعوبة المشي، لكنه لم يستسلم، واستطاع التعايش مع المرض عبر الالتزام بالعلاج والدعم الأسري، مؤكدًا أن القناعة والإيجابية تصنعان فرقًا كبيرًا في حياة المريض.