صحيفة الاتحاد:
2025-08-03@00:16:43 GMT

محمد سبأ.. رحلة تشكيلية تنبض بالموروث

تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT

محمد عبدالسميع (الاتحاد)
الفنّ التشكيلي هو مزيج من الموهبة وثقافة الإنسانِ، وبيئته المحيطة والمحفّزةِ على التراث البصري، الذي يَقبِسُه الفنان منذ نعومةِ أظفاره، وكثير من الفنانين كانت الطبيعة بالنسبةِ لهم مصدراً للإبداع، حتى إذا ما شبّوا على مفرداتها وناسها وتراثها العريق، تكوَّن لهم هاجس الإبداعِ والإخلاصِ، وهما أمران يتمثّلان بامتياز في تجربة الفنان اليمنيِّ الدكتور محمد سبأ، الذي نشأ في مدينة «إبّ» اليمنية، وأخذه كلّ هذا الجمالِ وروعة الجبال ومعيشة الناس ويومياتهم وأزياءِ القرى والأرياف والمدن، فكان كلُّ ذلك يتمخّض عن فنان آمن بالفنِّ التشكيليِّ كانعكاسٍ لما اختمر وجدانُه وعقلُه من هذه الحركة البصرية المدهشة، فكانت الدراسة، وكان التخصّص، وكان الإبداع.

وكانت القاهرة حاضنة لأول معرض خارجي عام 2016 للفنان محمد سبأ، تحت عنوانِ «اليمن.. تراثٌ ماضٍ وحاضرٌ»، حيث حقق حلمَه ودرس التربيةَ الفنيةَ بجامعة إبّ وعمل فيها، ليُكمِل دراستَه العليا في القاهرةِ في التخصّصِ ذاته بطبيعةِ الحالِ.

يعمل الفنان محمد سبأ على تحويلِ كلِّ هذه المشاهدات إلى لوحات تشكيلية، والمهمّ في ذلك أنه استعار مسمّى «بلقيس ملكة اليمن»، ليكون عنواناً للوحة فنية، لتتوالى معارضه الشخصية تحت عناوينَ تحمل موروثَ اليمنِ الجميلَ، كمعرض «اليمن.. مهدُ الحضارة» عام 2017، و«اليمن.. مقتطفاتٌ فنية» عام 2018، ليقيم عام 2019 معرضاً فنيّاً بدار الأوبرا المصرية، معبّراً بذلك عمّا بين اليمن ومصر من روابط، تحت عنوان «في حبِّ مصر واليمن».
كانت مدينة إبّ، بما فيها من حضورٍ كبير للّونِ الأخضرِ والأوديةِ والجبالِ والسهولِ والقرى المعلّقةِ والمنازلِ ذاتِ الطابعِ الزخرفيّ، حافزاً على هذه النشأةِ التي عزّزتْها تساؤلات الفنان محمد سبأ عن الكيفية والإبداع البشريِّ، الذي تخلّل هذا الحيّز الجماليَّ، وبالتأكيد، فقد انساب الفنان المُغرَم بالتفاصيل نحو التكوين البصريِّ المبكر وتحصيله من مشاهداتِه اليومية، تمهيداً لأن ترسم يدُه ما يراه من مناظر يمرُّ بها وتظلُّ حاضرةً في ذهنه، ولهذا فقد تهيّأ مبكراً لتكون دراسة الفنِّ هدفاً موضوعيّاً لما تأسس عليه من حبٍّ وشغف بالمشاهد والألوان والتكوينات البصرية.

أخبار ذات صلة «موهبتي»..  طفولة الأحلام.. وبراءة الألوان التاريخ الشفاهي.. مرويات تضيء التاريخ

الدراسة والموروثِ
درس الفنان محمد سبأ على أيدي معلّمين مصريين وعراقيين في كلية الفنون، وساقه هذا التخصّص أيضاً إلى دراسة ما حوله من موروثٍ ثقافيّ شعبيّ في اليمن، حيث تختلط الفنون بأوجه التعبير الشعبيّ في الأمثال والحكايات والأهازيج والقصص الشعبية، وتتنافذ على بعضِها بشكلٍ طبيعيّ وتلقائيّ، فوجد الفنان محمد سبأ في هذا الموروثِ غاية جمالية وأخرى ثقافية ومعرفية.
استطاع الفنان والباحث الدكتور محمد سبأ أن يُقدّم ما ينفع المهتمين في مجال الفنونِ التشكيليةِ اليمنية، من خلال كتابِ «فنونُ التشكيلِ الشعبيِّ في اليمنِ»، في مرحلة الماجستير، الذي اشتمل على فنون في العمارة الشعبية والمعادن والحُليِّ وخامات الطين والفخار والتطريز والأزياء.

المرأة كرمز
تضجّ أعمال الفنان محمد سبأ بالتراث والأزياء والمناظر الطبيعية، وفي ذكرياته يعود إلى قريتِه، حيث بيتُه المطلّ على الجبال الموحية بطبيعتها، معتقداً بأنّ المرأة رمزٌ للأرضِ، باعتبارها حاضنة ومربية وحاملة للتراث اليمنيِّ من خلال الأزياء والحُليِّ، مقارناً بين فترات قديمة في الستينيات والسبعينيات، كانت مظاهرُ التراثِ فيها واضحةً تماماً في لباس وزيِّ المرأةِ اليمنية. وعودة إلى لوحةِ «بلقيس ملكةِ سبأ» التي يعتبرها محمد سبأ نموذجاً على الحضور التاريخيّ لليمن، فقد أنجزها بالاستعانة بالمواقع الأثرية، وقراءة عهد النبيِّ سليمان عليه السلام، والمفردات التاريخية لكلّ تلك الحضارة العريقة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التراث الشعبي اليمن الثقافة التراث الإماراتي الفن التشكيلي

إقرأ أيضاً:

عين رزات.. لوحة خريفية تنبض بالحياة والطبيعة في ظفار

مع حلول موسم الخريف في محافظة ظفار، تتزيّن "عين رزات" برداء أخضر يزدان بالخضرة والرذاذ المنعش، لتتحول إلى وجهة طبيعية آسرة تجمع بين صفاء المياه، وتنوّع التضاريس، وجمال التكوينات الصخرية.

تتدفق مياه العين من عدة مصادر طبيعية لتشكّل بركًا وجداول جارية تسرّ الناظرين، وسط طبيعة خلّابة تكتنفها الأشجار الوارفة والمنحدرات الجبلية.

وتُعد "عين رزات" واحدة من أبرز المعالم السياحية في صلالة، حيث تجمع بين هدوء الطبيعة وسحر التضاريس في مشهد نادر لا يتكرّر إلا خلال هذا الموسم الاستثنائي.

ما يميز المكان أيضًا وجود كهوف طبيعية تطل على العين من عدّة جهات، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر ممرات مشاة آمنة، إذ توفّر هذه الكهوف للزائر تجربة فريدة، وتحتضن مقاهي تقدم وجبات خفيفة ومشروبات باردة وساخنة، ما يجعلها نقطة استراحة مميزة في قلب الطبيعة.

ولا تكتمل تجربة الزائر دون الجلوس تحت ظلال الأشجار الكبيرة المحيطة بالعين، حيث يمكن تناول وجبة الغداء وسط أجواء من الصفاء والهدوء، بعيدًا عن صخب المدينة، وتُضفي الأجواء الخريفية الرطبة الممزوجة برذاذ المطر سحرًا خاصًا على المكان، مما يجعل التجوال بين المرتفعات المحيطة ومراقبة تدفّق المياه تجربة لا تُنسى.

وقد أُعدّت المرافق الخدمية في الموقع بعناية لتلائم احتياجات الزوّار، حيث تتوفّر مواقف للسيارات، ودورات المياه، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية مثل القوارب الصغيرة التي تضيف بُعدًا تفاعليًا لزيارة المكان.

وتُعد "عين رزات" خلال موسم الخريف خيارًا مثاليًا لمحبي السياحة البيئية والطبيعة الهادئة، فهي تمثل تجسيدًا حقيقيًا لروعة البيئة العُمانية المتنوعة، التي تجمع بين الجبال والينابيع والغابات النباتية في تناغم فريد.

مقالات مشابهة

  • تحقق نبوءة نبوية في اليمن .. الإمام الذي أحيا الله به الدين
  • ذياب بن محمد بن زايد: تشرفنا باستقبال والدي محمد بن راشد على متن رحلة قطار الركاب
  • خالد عبد الرحمن يعلق على الفيديو العفوي الذي التقطه لجمهوره في مهرجان جرش..فيديو
  • عين رزات.. لوحة خريفية تنبض بالحياة والطبيعة في ظفار
  • محمد بن راشد: فخور بفريق عمل قطارات الاتحاد الذي يقوده ذياب بن محمد بن زايد
  • جيش الإحتلال: اعترضنا الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • قبائل اليمن تستقبل الشيخ محمد الزايدي
  • بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغتيال
  • قبائل اليمن تستقبل الشيخ محمد الزايدي في خب والشعف بالجوف
  • رهف سامي جميل عبدالله تحرز لقب بطلة تحدي القراءة العربي في اليمن