تكرير النفط.. قطاع متعثر يجد متنفسا في ارتفاع هوامش الربح
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
تجني شركات التكرير في أنحاء العالم أرباحا غير متوقعة من إنتاج أنواع الوقود الرئيسية في الأسابيع القليلة الماضية، مما يوفر للقطاع المتعثر فترة راحة قبل الضعف المتوقع في وقت لاحق هذا العام، إذ أدى إغلاق المصانع إلى تقليص إمدادات الوقود اللازمة لتلبية ذروة الطلب في الصيف.
وتتناقض القوة في أسواق الوقود مع انخفاض أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها في 4 سنوات في شهر مايو/أيار الماضي، وذلك بعد إلغاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها (أوبك بلس) تخفيضات الإنتاج بوتيرة أسرع مما كان مخططا له، ويشير ذلك أيضا إلى أن الطلب أثبت حتى الآن قوته على الرغم من المخاوف المستمرة إزاء أثر الرسوم الجمركية.
ونقلت رويترز عن المحلل لدى شركة "سبارتا كوموديتيز"، نيل كروسبي، قوله "الهوامش قوية لأن ميزان المنتجات، العرض والطلب، لا يزال محدودا".
وتعكس هوامش التكرير الأرباح التي يحققها المصنع من معالجة النفط الخام إلى وقود مثل البنزين أو الديزل.
وقبل بضعة أشهر فقط، حذرت شركات النفط الكبرى من أن عام 2025 سيكون عاما قاتما بالنسبة للتكرير. وأعلنت شركتا "توتال إنرجيز" و"بي بي" عن انخفاض أرباح الربع الأول، بسبب ضعف الأرباح من الوقود.
إعلانوتعاني شركات التكرير على نطاق واسع من تراجع الطلب، بسبب التباطؤ الاقتصادي وزيادة الإقبال على السيارات الكهربائية، والمنافسة من المصانع الجديدة في آسيا وأفريقيا.
وذكرت شركة الاستشارات "وود مكنزي" أن هوامش التكرير العالمية المركبة وصلت إلى 8.37 دولارات للبرميل في مايو/أيار 2025، وهو أعلى مستوياتها منذ مارس/آذار 2024، لكنها لا تزال أقل بكثير من متوسط 33.50 دولارا للبرميل في يونيو/حزيران 2022 خلال فترة انتعاش الطلب بعد جائحة (كوفيد-19) وفي أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وأدى إغلاق المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تباطؤ نمو صافي الطاقة التكريرية العالمية دون نمو الطلب، مما ساعد على جعل المصافي العاملة أكثر ربحية نسبيا.
الطلبتقول شركة "إف جي إي" لاستشارات الطاقة إن المعروض العالمي من الديزل قد ينخفض بمقدار 100 ألف برميل يوميا على أساس سنوي في 2025، في حين سينخفض الطلب 40 ألف برميل يوميا، وسينخفض المعروض من البنزين 180 ألف برميل يوميا، مع ارتفاع الطلب بمقدار 28 ألف برميل يوميا.
وفي أوروبا، تشمل عمليات الإغلاق مصفاة "جرينجموث" التابعة لشركة "بتروينوس" في أسكتلندا ومنشأة "فيسيلينغ" التابعة لشركة "شل" هذا العام، بالإضافة إلى إغلاق جزئي لمصفاة "جيلزنكيرشن" التابعة لشركة "بي بي".
وفي الولايات المتحدة، أُغلقت مصفاة "ليونديلباسيل" في هيوستن هذا العام، في حين من المقرر إغلاق مصفاة "فيليبس 66" في لوس أنجلوس في أكتوبر/تشرين الأول 2025 ومصفاة "فاليرو" في بينيشا في أبريل/نيسان 2026.
وضاعفت عمليات إغلاق المصافي غير المخطط لها من تأثير الإغلاق.
وأشار بنك "جيه بي مورغان" إلى أن انقطاع التيار الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية في 28 أبريل/نيسان أدى إلى تعطل طاقة تكرير حوالي 1.5 مليون برميل يوميا، مع استمرار تعطل تكرير 400 ألف برميل يوميا من هذه الطاقة بعد أسبوعين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات ألف برمیل یومیا
إقرأ أيضاً:
أسعار النفط تسجل خسارة متتالية للشهر الرابع وسط مخاوف ارتفاع الإمدادات
انخفضت أسعار النفط الخام للعقود الآجلة بصورة طفيفة في جلسة الجمعة مع تقييم المستثمرين علاوة المخاطر الجيوسياسية على الأسعار وسط محادثات سلام طال أمدها بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب ترقب اجتماع تحالف أوبك+ يوم الأحد بحثاً عن أدلة حول تغييرات محتملة في الإنتاج.
واستؤنف تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بعد تعطل نظام التداول لدى غروب سي.إم.إي.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يناير والتي ينتهي أجلها اليوم 14 سنتاً بما يعادل 0.22% إلى 63.20 دولار للبرميل عند التسوية، وخسرت عقود فبراير الأكثر تداولاً 49 سنتاً إلى 62.38 دولار.
وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 10 سنتات أي 0.17% إلى 58.55 دولار للبرميل، ولم تكن هناك تسوية له في جلسة الخميس بسبب عطلة عيد الشكر في أميركا.
وأنهى عقدا خام برنت والخام الأمريكي تعاملات شهر نوفمبر منخفضين للشهر الرابع على التوالي، وهي أطول سلسلة خسائر شهرية منذ عام 2023، إذ يؤثر ارتفاع المعروض العالمي على الأسعار، على الرغم من ارتفاعهما بأكثر من 1% خلال الأسبوع.
وقال جانيف شاه، المحلل لدى ريستاد إنرجي، إن قوة هوامش أرباح المصافي تبقي زخم الطلب على النفط في بعض المناطق قائماً، لكن التأثير السلبي لفائض المعروض القادم يضغط على الأسعار.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ارتفاع إنتاج النفط الأميركي إلى مستويات قياسية في سبتمبر، مما يزيد المخاوف من أن السوق تتجه نحو تحقيق فائض.
وأشارت البيانات إلى ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام 44 ألف برميل يومياً في سبتمبر إلى مستوى قياسي بلغ 13.84 مليون برميل.
وأظهر استطلاع شمل 35 اقتصادياً ومحللاً أنهم يتوقعون وصول متوسط سعر خام برنت إلى 62.23 دولار للبرميل في عام 2026، بانخفاض عن توقعات أكتوبرعند 63.15 دولار.
وأظهرت بيانات من مجموعة بورصات لندن أن متوسط سعر خام برنت بلغ 68.80 دولار للبرميل حتى الآن خلال العام الجاري، بحسب الاسواق العربية.
مؤشرات عن قرب التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا
وتسببت مؤشرات عن قرب التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا في انخفاض أسعار النفط بشكل حاد في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لكنها عادت للارتفاع خلال الجلسات الثلاث الماضية مع استمرار الضبابية بشأن المفاوضات.
وقال مندوبان من تحالف "أوبك+" ومصدر مطلع على المحادثات لرويترز إن من المرجح أن يبقي التحالف على مستويات إنتاج النفط دون تغيير في اجتماعه يوم الأحد المقبل، وأن يتفق على آلية لتقييم الطاقة الإنتاجية القصوى للأعضاء.