السماني عوض الله يكتب – مصر ام الإنسانية
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
ظلت مصر حكومة وشعبا وأجهزة أمنية واجتماعية واقتصادية تتسابق وتتنافس فيما بينها لتنال الشرف في تقديم الخدمات للسودانيين القادمين إليها من مختلف الوجهات دون أن تتعالي او تتفاخر بذلك…، بل تعمل ذلك في صمت بعيدا عن الاضواء.
حدثني احد الأخوة السودانيين انه شاهد بعينه سائق تاكسي يعمل في القاهرة ظل يرفض ياخد الأجرة من أسرة سودانية جاءت للقاهرة بسبب الحرب حيث يقضي لهم مشاويرهم دون أن ياخذ ثمن الأجرة وان إمرأة وبنتها جاءت بهم الظروف الي مصر وان زوج تلك المرأة رجع السودان لكنه توفي هناك بسبب قذيفة وقعت عليه وعندما علم جيران هذه المرأة المصريين بالحادثة اتفقوا فيما بينهم بتحمل إيجار الشقة شهريا فيما تكفل سودانيين بتوفير مصروفات المعيشة لهم.
مواقف كثيرة مثل هذه المواقف وما ذكرته نموذج بسيط جدا للكرم المصري والاحترام والتقدير الذي يجده السودانيين في مصر ولكن هناك بعض الشواذ الذين يسعون لافساد هذه العلاقة.
على المستوي الرسمي، لم تخلو محادثات الرئيس السيسي او وزير الخارجية سامح شكري او اي مسؤول آخر من أولوية القضية السودانية واعتبارها قضية مصرية تجد كل الاهتمام والعناية بل ظلت مصر تقوم بمساعي اقليمية ودولية لإيجاد الحلول لهذه الازمة والتي نآمل ان تكلل هذه الجهود بالنجاح.
في الجوانب الاجتماعية الإنسانية دونكم ما تقوم به البعثة الدبلوماسية المصرية في السودان ابتداءا من السفير هاني صلاح سفير جمهورية مصر العربية و القنصل سامح فاروق في بورتسودان والقنصلية المصرية في وادي حلفا والموظفين المصريين في معبري ارقين وقسطل وأجهزة المخابرات العامة والشرطة المصرية الذين يعملون الليل بالنهار من أجل انجاز كافة المعاملات الهجرية للسودانيين ووضع الحالات الإنسانية في مقدمة الأولويات.
والكوادر الطبية المصرية في المستشفيات والمراكز الصحية يقدمون الخدمات الطبية للسودانيين وكأنهم مواطنين مصريين يتعاملون مع المرضي ومرافقيهم بكل لطف وتقدير.
اذا أردنا ان نورد الفضل المصري لا يمكن حصره وقد تعجز كلمات الشكر في حق هذا الشعب الذي لم يبخل بشئ ليس للسودانيين فحسب بل أحداث غزة كشفت نبل وكرم وشهامة الأمة المصرية والتي استحقت لقب ام الإنسانية.
تلك المواقف التي تقدمها مصر حتما تترصد بها كثير من الدوائر وتسعي لافساد هذه الإنسانية لكن كافة المحاولات فشلت بسبب وعي الشعب المصري وادراكه لما يحاك به في الدوائر المغلقة..
نواصل
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: السماني الله عوض يكتب
إقرأ أيضاً:
فيما الجوع يفتك بغزة.. أنظمة خليجية تغدق المليارات على ترامب وتُدير ظهرها لفلسطين
الثورة / متابعات
في وقت يشتد الحصار الخانق على قطاع غزة، ويُقاسي أبناؤه الجوع والمرض والمجازر المتواصلة، حط المجرم دونالد ترامب رحاله في العاصمة السعودية الرياض، متباهياً بوصوله ومستعرضاً انتصاراته الوهمية، وسط استقبال رسمي لافت من ولي العهد محمد بن سلمان، متناسياً وصف ترامب سابقاً لمملكة آل سعود بـ”البقرة الحلوب”.
وبينما كان ترامب في طريقه للرياض، استبقت قطر وصوله بالإعلان عن شراء طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار كهدية شخصية له، في مشهد يعكس حالة الانسلاخ الأخلاقي والتبعية العمياء لقوى الاستكبار العالمي، فمبلغ كهذا كان كفيلاً بإغاثة آلاف العائلات الفلسطينية المحاصرة في غزة، أو علاج الجرحى، أو إعادة إعمار ما دمره العدو الصهيوني، لكن المال السعودي والقطري والإماراتي اختار طريق الخضوع وشراء الولاءات.
وفي امتدادٍ لهذا الانحدار السياسي، لم تكتف تلك الأنظمة بإغداق أموالها على ترامب وأمثاله، بل ترافق ذلك مع أداء إعلامي مأجور يعمل على تزييف الوعي وتلميع صورة التطبيع مع الكيان الصهيوني، متجاهلًا الجرائم اليومية التي ترتكب بحق النساء والأطفال تحت الحصار والقصف، ما يجعله شريكاً أساسياً في المؤامرة لا مجرد متفرج صامت.
طفل يُحمّل جثمانه في كيس بلاستيكي، وأم تنادي أبناءها تحت الركام، ومشفى بلا وقود أو دواء، هكذا يبدو المشهد في غزة اليوم، في ظل صمت عالمي، وتخاذل أممي وخيانة عربية، وإغلاق كامل لكل المنافذ، فيما تغدق عدد من العواصم الخليجية أموالها على قاتل الشعوب ومدمر الأوطان.
وفي وقت كان ترامب يجري صفقات الابتزاز مع ولي عهد السعودية، كان المجرم بنيامين نتنياهو يطلق تهديدات جديدة باجتياح غزة، ويكشف عن تحركات تفاوضية مع دول أجنبية لترحيل سكان القطاع، في مؤشر واضح على نية الاحتلال المجرم تنفيذ مخطط التهجير القسري، باستخدام الحصار والتجويع كأدوات ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.
وفي ظل التواطؤ المكشوف وتكامل الأدوار بين العدو الصهيوني والداعمين له من بعض الأنظمة الخليجية، جاءت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، كرد فلسطيني وطني جامع على غطرسة الكيان الغاصب، غير أن الأنظمة العربية العميلة أظهرت انحيازها السافر ضد المقاومة، متهمة إياها بالتمرد، ومتناسية أن هذه العملية انطلقت من منطلق وطني لا يختزل في فصيل أو جهة.
لقد أثبتت الأحداث أن من يعادي المقاومة، إنما يقف في صف العدو الصهيوني، حتى وإن ارتدى عباءة العروبة، فالمقاومة اليوم، بما تمتلكه من إرادة وشعبية وامتداد، لم تعد بحاجة لتصاريح الأنظمة، بل هي صوت الشعوب الرافضة للوصاية والهيمنة.
على النقيض من ذلك، كانت الجمهورية اليمنية قيادة وشعباً في طليعة الداعمين للمقاومة، منذ اللحظة الأولى، عبر الدعم السياسي والإعلامي والعسكري، بما في ذلك فرض حظر بحري شامل على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، وخليج عدن، ما أدى إلى شلل ميناء “أم الرشراش” الصهيوني وتسجيل خسائر فادحة للعدو وصلت حد إعلان إفلاسه.
لم يتوقف الدور اليمني عند ذلك الحد، إنما واصلت القوات المسلحة اليمنية توجيه ضربات صاروخية وجوية نوعية على أهداف عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، ما أجبر العدو على القبول باتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته قوى المقاومة، واشترط اليمن فيه تنفيذ كامل البنود دون خداع أو مراوغة.
ومع تنصل العدو من بنود الاتفاق وعودته لتصعيد عدوانه، انتقلت القوات المسلحة اليمنية إلى المرحلة الثانية من الردع، التي شملت إعلان حظر الملاحة الجوية في مطار “بن غوريون”، وهو ما مثل صدمة اقتصادية وأمنية كبرى لكيان الاحتلال.
التداعيات السريعة لإعلان الحظر الجوي طالت شركات الطيران والسياحة والاستثمار، وأربكت الداخل الإسرائيلي، وأثبتت للعالم أن المقاومة لم تعد محصورة داخل حدود فلسطين، بل بات لها عمق استراتيجي يمتد من اليمن إلى كل نقطة مقاومة حرة في الأمة.
تأتي زيارة ترامب إلى المنطقة – بحسب محللين سياسيين – في إطار استجداء المال الخليجي، لتعويض الفشل الأمريكي في إخضاع اليمن، وتراجع الهيمنة في البحر الأحمر، وفقدان القدرة على حماية حلفائه، وليست هذه الزيارة كما يُروج الإعلام الغربي والعربي بأنها جولة دبلوماسية، بل هي حملة ابتزاز علني، تمارسها واشنطن على أنظمة فقدت قرارها السيادي.
ويؤكد المحللون، أن هذه الزيارة، ليست مدفوعة برغبة في حل القضايا العالقة أو البحث عن مخرج للقضية الفلسطينية، وإنما جاءت في سياق سعيه للحصول على مليارات الدولارات من السعودية وقطر والإمارات، لترميم صورة أمريكا المتداعية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والحفاظ على ما تبقى من نفوذها في المنطقة.
فترامب لا يزور الخليج لحل نزاعات، بل لصب الزيت على النار، وضمان استمرار التوترات التي تبقي سوق السلاح مفتوحاً، والمليارات الخليجية تحت الطلب، في ظل غياب مشروع وطني لدى تلك الأنظمة سوى البقاء تحت حماية البيت الأبيض.
في مقابل هذا الانهيار الأخلاقي والسياسي، يبرز موقف اليمن كصوت حر شجاع ونموذج صادق في دعم القضية الفلسطينية، ليؤكد أن زمن الخضوع والارتهان قد ولّى، وأن الكلمة العليا ستكون للشعوب الحرة لا للأنظمة المأجورة.
ما يجري اليوم هي معركة كرامة وهوية وقرار، تتكشف فيها المواقف وتصاغ فيها المعادلات، واليمن في قلب هذه المواجهة يتحرك بثبات من منطلق إيماني وشعبي أصيل، يرى في فلسطين القضية المركزية للأمة، ويجسد بخياراته وفعله الواعي موقفاً راسخاً لا تحكمه الحسابات المؤقتة، بينما تمضي السعودية وقطر والإمارات في تسخير ثرواتها لصالح أعداء الأمة وتحويلها إلى صناديق تمويل للعدوان، غافلة عن أن الشعوب تُدرك وتُسجّل، وأن المرحلة المقبلة تُبنى فيها المواقف بالانحياز الصادق لقضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين.
المصدر / سبأ