الوطن:
2025-12-15@04:04:27 GMT

«حقوق الإنسان» في مصر .. 10 سنوات من «الحريات والتمكين»

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

«حقوق الإنسان» في مصر .. 10 سنوات من «الحريات والتمكين»

عزّزت مصر ملف حقوق الإنسان خلال الـ10 سنوات الماضية، بصورة كشفت عن رؤية القيادة السياسية التى عملت منذ اليوم الأول لتوليها مسئولية البلاد على معالجة التحديات التى تواجهها فى الملف تدريجياً، وتطبق جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ومبادئ الإعلان العالمى لحقوق الإنسان.

ووفقاً لكتاب «حكاية وطن»، الصادر عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن تعزيز الملف الحقوقى فى مصر انطلق بعدة إجراءات وسياسات اتخذتها القيادة السياسية فى سبيل تعزيزه بشتى محاوره، حيث تمكنت الدولة من إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وتحسين المنظومة الصحية والتعليمية، إلى جانب الحرص على تعزيز العدالة الاجتماعية وحماية الأشخاص الأكثر احتياجاً من المخاطر الاقتصادية، وتوفير مستوى معيشى لائق من خلال المشروع القومى «حياة كريمة»، فضلاً عن الجهود البارزة فى دعم المساواة بين الجنسين، والعمل على تمكين المرأة فى مختلف القطاعات.

كما عملت على ضمان الحق فى الحرية الشخصية بإنهاء حالة الطوارئ فى أكتوبر 2021، إلى جانب إعادة تفعيل دور لجنة العفو الرئاسى فى أبريل 2022، ومنذ هذا الحين حتى مايو 2023 تمكّنت اللجنة من الإفراج عن ما يزيد على 1500 سجين، والعمل على دمجهم فى المجتمع، بما يؤكد وجود إرادة سياسية حقيقية لإنهاء ملف المحبوسين، وإرساء حالة من التصالح المجتمعى لتعزيز مسيرة التنمية والإصلاح نحو الجمهورية الجديدة.. فى السطور التالية تستعرض «الوطن» أبرز ما جاء فى «الكتاب» بشأن جهود تعزيز ملف حقوق الإنسان.

الاستراتيجية الوطنية ترسم خارطة طريق تعزيز الملف الحقوقى بـ4 محاور

أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، عام 2021، وتعتبر واحدة من أبرز الخطى فى سبيل تعزيز ملف حقوق الإنسان فى مصر بشتى محاوره، وخطة عمل الدولة على هذا الملف، حيث تحدد الأهداف والتحديات الراهنة، ما يسهم فى تحقيق النتيجة المرجوة فى هذا الملف داخل الجمهورية الجديدة، وتضمن الاستراتيجية 4 محاور عمل، هى الحقوق المدنية السياسية، والحقوق الاجتماعية الثقافية والاقتصادية والسياسية، وحقوق المرأة والطفل والأشخاص ذوى الإعاقة والمسنين، والتدريب وبناء الوعى والقدرات فى مجال حقوق الإنسان، ونجحت على مدار السنوات العشر الأخيرة فى تحقيق طفرة فى هذا الملف واتخذت العديد من الخطوات البارزة تجاه تعزيزه.

وحسب كتاب «حكاية وطن» الصادر عن المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن الدولة تتخذ العديد من الخطوات الواسعة فى سبيل تعزيز حقوق الإنسان، بما يتوافق مع المعايير الدولية، وحققت نجاحاً ملموساً لتعزيز واحترام حقوق المواطنين المصريين، السياسية المدنية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق المرأة والشباب وكبار السن والفئات الخاصة.

وأكد الكتاب أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى تعتبر أول استراتيجية وطنية متكاملة لحقوق الإنسان، مثلت خطوة كبيرة وتقدماً حقيقياً فى الملف، إذ تشتمل على برنامج وخطة عمل محددة على مدار 5 سنوات بداية من عام 2021 حتى 2026 تستهدف من خلالها تعزيز كافة حقوق الإنسان من خلال محاور الاستراتيجية المختلفة سالفة الذكر، مشيراً إلى نجاح الاستراتيجية فى تحقيق فارق ملموس على أرض الواقع، ففى محور الحقوق السياسية والمدنية، تم تغيير الفلسفة العقابية للسجناء وإحداث تطوير شامل لمنظومة السجون بتحويلها إلى مراكز إصلاح وتأهيل وتغيير مسمى السجناء إلى نزلاء، مع تطبيق خطط إعادة تأهيل تتضمن برامج متكاملة، فضلاً عن دعم المساواة بين الرجل والمرأة والذى ظهر من خلال تمكين المرأة فى العديد من القطاعات والمجالات المختلفة. وظهر دعم الحريات جلياً فى قرار إنهاء حالة الطوارئ وتفعيل لجنة العفو الرئاسى، وكفالة حرية الدين والمعتقد وقبول الآخر، وفى محور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تمكنت الدولة من تحسين المنظومة الصحية والتعليمية، إلى جانب الحرص على تعزيز العدالة الاجتماعية وحماية الأشخاص الأكثر احتياجاً من المخاطر الاقتصادية، وتوفير مستوى معيشى لائق من خلال المشروع القومى حياة كريمة والتى تعتبر واحدة من أهل التدخلات التنموية التى تمت فى الدولة خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى جهود وتدخلات المجتمع المدنى وخاصة التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى.

وقامت الدولة بدعم الحق فى الغذاء حسب المادة 79 من الدستور، من خلال المشروعات الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائى للمواطنين رغم الأزمات الدولية، والعمل على تحقيق العدالة الثقافية، من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة ووصولها لكافة المواطنين فى مختلف أنحاء الجمهورية تحت شعار «الفنون والثقافة للجميع»، ولم تغفل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان حق ذوى الهمم، من خلال خلق بيئة تشريعية ومؤسسية داعمة لهذه الفئة من المجتمع، وإطلاق المبادرة الرئاسية لدمج وتمكين متحدى الإعاقة، وإنشاء المجلس القومى لشئون الإعاقة، وتأسيس صندوق «عطاء» لتقديم الدعم المادى لهم، ووضع معايير لضمان جودة الخدمات المقدمة لهم بكافة المنشآت الحكومية والسكنية، ودعم مراكز اكتشاف ورعاية الموهوبين رياضياً من القادرين باختلاف.

دعم دور المجتمع المدنى على أساس الشراكة الحقيقية لدعم خطط التنمية المستقبلية وتعزيز الهوية المصرية والحفاظ على الاستقرار والأمن الاجتماعى

وحرصت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان على دعم دور المجتمع المدنى، من خلال قانون الجمعيات الأهلية رقم 149 لسنة 2019 الذى مثّل خطوة لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة والجمعيات الأهلية على أساس من الشراكة الحقيقية والثقة المتبادلة بين الطرفين؛ لدعم خطط التنمية المستقبلية بما يضمن تحقيق التوازن اللازم بين حرية العمل الأهلى المسئول ومقتضيات الأمن القومى، بما يؤدى إلى تعزيز الهوية المصرية والحفاظ على الاستقرار والأمن الاجتماعى والمشاركة المجتمعية واحترام حقوق الإنسان. ووصف كتاب «حكاية وطن» تعزيز حقوق الإنسان بأنها عملية مستمرة وتراكمية الأثر، ولا تظهر نتائجها إلا بشكل متدرج، ومهما بذل من جهد أو تحقق من إنجاز فى هذا المجال فإنه وفقاً للسرعة التى يعيش فيها العالم فإنه يحتاج للمزيد والمزيد من الجهد، وتظل هناك تحديات تتعلق بتمتع الجميع بحقوقهم وحرياتهم الأساسية، وهو الأمر الذى يستلزم بذل المزيد من الجهد للتغلب على التحديات المتراكمة وتحقيق أكبر قدر من الحرية.

وفى إطار عملية إعادة بناء الدولة، تحركت مصر فى اتجاه الرؤية الشاملة للحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالدولة المصرية تدرك أن كفالة المساواة وتكافؤ الفرص للجميع فى مجتمع أكثر عدالة يتطلب نقلة نوعية فى كفالة الحقوق والحريات الأساسية، والتأكيد على مبادئ المواطنة وسيادة القانون، خاصة أن استراتيجية التنمية المستدامة 2030 ترتكز على أن إعمال الحقوق الأساسية هو محور عملية التنمية فى البلاد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حقوق الإنسان العفو الرئاسى الاستراتيجية الوطنية الاستراتیجیة الوطنیة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان العدید من من خلال

إقرأ أيضاً:

حقوق الإنسان كما تُمارس في عُمان

يختلف العالم في التعاطي مع حقوق الإنسان، ويحكم هذا التعاطي الكثير من المحددات الثقافية والأيديولوجية. فهناك من يعلي من شأن الشعارات وهناك من يعطي التطبيق العملي للحقوق أولوية كبرى وهناك من يجمع بين الجانبين، وهناك من يتعامل مع حقوق الإنسان بازدواجية وطنية وجغرافية وأيديولوجية ولونية. 

ويبقى أن جوهر حقوق الإنسان يتمثل في صون كرامته وتحسين سبل حياته والاستمرار في توسيع خياراته.. وهذا الأمر لا يحتاج إلى تنافس مفاهيمي بقدر ما يحتاج إلى دولة تعمل على أساس أن الإنسان هو غاية كل ما تقوم به، وما تسنه من قوانين وتشريعات. وكل الحقوق الواردة في القوانين والشرائع الدولية تقاس بمقدار أثرها على حياة الناس وبمقدار عدالتها في التطبيق وعدم التمييز على أساس الجغرافيا أو الدين أو العرق أو اللون، فالخدمة تصبح حقا حين تكون مضمونة الإتاحة، واضحة الإجراء، قابلة للمساءلة. 

وتبذل سلطنة عُمان إمكانياتها لتحويل حقوق الإنسان إلى واقع حياتي من شأنه أن يرتقي بحياة الإنسان ومعيشته، ويفتح أمامه الكثير من الخيارات والآفاق عبر توفير التعليم المدرسي والجامعي والتقني والتدريب. وتضع الدولة تطوير ذلك والرقي به في مقدمة أولوياتها الوطنية. وكذلك تبذل جهودا كبيرة في تطوير القطاع الصحي وجعله متاحا بالقرب من الجميع قدر الإمكان، بل إنها تعمل بلا كلل في توفير الأمان الصحي عبر برامج التحصين ضد الكثير من الأمراض السارية والمزمنة وتوفير اللقاحات بشكل مجاني. وما حدث خلال جائحة فيروس كورونا يعطي درسا راسخا في هذا الجانب؛ فرغم غلاء وصعوبة الحصول على اللقاحات في تلك اللحظة الصعبة من لحظات التاريخ إلا أن الدولة أخذت على عاتقها توفيره للجميع عمانيين ووافدين في تطبيق عملي لحقوق الإنسان الصحية في لحظة فارقة. 

ومن بين الحقوق التي تحرص عُمان على توفيرها للإنسان موضوع الحماية الاجتماعية والرعاية، وتوفير بيئة آمنة وصالحة للحياة في سياقها البيئي أو سياقها الأمني، وتوفير الخدمات لتكون مجاورة لمكان استقرار الجميع. وحق الإنسان في حفظ وصون تراثه وتاريخه وتثبيته في بيئته الجغرافية. وتعتني عُمان بحق بناء وتطوير البنية الأساسية وإيصالها لكل مكان في الجغرافية العمانية الصعبة والمعقدة. ولا تنظر الدولة لهذه الخطوط من التنمية في معزل عن حق الصحة والتعليم، فهي لا توفر فقط الصحة والتعليم ولكنها، أيضا، تسهل الوصول لها عبر شبكة تنمية متطورة وحديثة؛ فهي وسيلة ليصل بها الإنسان إلى مدرسته وجامعته ومقر عمله أو أي مؤسسة حكومية أو خاصة تربطه بها أي مصلحة. 

وتعمل الدولة على تطوير الحقوق السياسية المستمدة من ثقافة المجتمع وتاريخه مثل حقه في التعبير عن رأيه والمشاركة السياسية عبر المجالس المتخصصة، وتسعى إلى تطوير آلياتها بما يدعم الاستقرار ويُوسّع المشاركة ضمن الأطر المؤسسية. 

وعندما تكرس وسائل الإعلام جهودها لمناقشة كل هذا في خطابها الإعلامي فهي تذهب مباشرة إلى الجانب العملي التطبيقي منها بعيدا عن الاستغراق في الشعارات التي لا تصمد أمام التطبيق العملي. ولهذا، من يختزل حقوق الإنسان في اللغة والخطاب قد لا يرى العمل اليومي حقا؛ لأنه يبحث عن الشعار لا عن الأثر. وعندما تناقش الصحافة قصورا في أي من هذه الخدمات فهي في الحقيقة تناقش قصورا في هذه الحقوق وفي آليات تطبيقها وممارستها. 

لكن هذه الصورة ليست معزولة عن التحديات، فكل منظومة خدمات تواجه الكثير من الضغوطات، ضغوطات السكان، وتنوع الاحتياجات، وتقلب الموارد، وتفاوت المناطق.. وتفاوت الثقافات في التعامل مع بعض الحقوق وحدودها وفهم معناها. لكن معيار الحقوق هنا يقرأ من خلال فهم ما إذا كانت السياسات تسير نحو توسيع حياة الناس أم تضييقها؟ هل تُنظَّم الموارد بحيث تُقدم الضروريات بوصفها ضمانات، أم تُترك لتنازع الحظوظ؟ 

ولذلك نستطيع أن نقرأ حقوق الإنسان في عُمان من هذه الزاوية العملية، الزاوية التي ترى فيها الدولة الإنسان مركزا لكل ما تقوم به. وهذا منجز، ويحتاج إلى حماية، وحمايته تتحقق عبر تحسين جودة هذه الحقوق، التعليم والصحة والقضاء وما يتضمنه من عدالة، وتوفير فرص عمل لحياة كريمة، والصحافة والخدمات الأساسية الأخرى التي تحولت اليوم إلى خدمات لا غنى عنها مثلها مثل التعليم والصحة. وكل إنجاز من هذه الإنجازات يقرب الدولة من حياة الإنسان. وحين يناقش كل هذا، في سياق التطوير أو في سياق الحماية إنما تناقش حقوق الإنسان ولكن بمعنى معيشي وليس معنى شعاراتي. 

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان كما تُمارس في عُمان
  • أمل سلامة: استمرار ظاهرة العنف الأسري يستدعي تدخلاً عاجلًا وتشريعًا رادعًا
  • رئيس الدولة والرئيس القبرصي يبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان وترسيخ الكرامة الإنسانية
  • محمود كارم: تقرير القومي لحقوق الإنسان السنوي يتضمن توصيات ضرورية
  • غياب قانون تداول المعلومات.. ملخص التقرير الـ18 للمجلس القومي لحقوق الإنسان
  • محمود كارم: تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان يقدم تقييما موضوعيا ومتوازنا
  • المجلس القومي لحقوق الإنسان يطلق تقريره السنوي الثامن عشر
  • في يوم حقوق الإنسان.. رسائل حب وإنسانية تتصدر ندوة دار الكتب
  • مكتب «النائب العام» يشدد على دور العدالة والمجتمع المدني في صون الكرامة