دبي: «الخليج»

عُقدت على هامش فعاليات الدورة الثامنة من «قمّة المعرفة»، جلسة نقاشية بعنوان «تحصين المستقبل.. حتمية الأمن السيبراني في عصر الثورة الصناعية الخامسة»، استعرضت مشهد الأمن السيبراني الحالي، وواقع التهديدات التي يولّدها الذكاء الاصطناعي وأهم الدفاعات والأدوات اللازمة للتصدي للهجمات السيبرانية.

وشارك في الجلسة كل من كوثر حسيان، رئيسة الأمن، آي بي إم في الخليج وبلاد الشام وباكستان، وسباستيان مادن، الرئيس التنفيذي لتطوير الشركات في شركة بي جي آي، ورئيس فريق الشرق الأوسط في شركة كريست، وسلوى العيسى، مديرة أمن المعلومات وحوكمة الجودة، شركة ديتكون السعودية (ديتاساد)، وأدارت الجلسة مليحة رشيد.

وتحدثت سلوى العيسى عن أهمية امتلاك المؤسسات والأفراد للمرونة السيبرانية التي تتعلق بكيفية التحضير والاستعداد للهجمات السيبرانية واتخاذ الاستجابة المناسبة لها، كما أشارت إلى كون منطقة الشرق الأوسط تعد ثاني مناطق العالم من حيث الاستهداف السيبراني بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يستدعي جهوداً إضافية للتصدي لهذه الهجمات.

وأكدت أهمية توفير التدريب السيبراني لجميع العاملين في الشركات وتأهليهم بشكل جيد للمساعدة على التصدي لهذه الهجمات وتجنبها، مشيرة إلى الأهمية الكبيرة للتعاون بين الجهات الحكومية والشركات الأخرى والمؤسسات الأكاديمية ومختلف الجهات المعنية لبناء جبهة دفاع موحدة ضد التهديدات السيبرانية.

من جانبه، أكد سباستيان مادن أهمية توفير التدريب المستمر لجميع المعنيين في مجال الأمن السيبراني، وتزويدهم بالخبرة الضرورية التي تساعدهم على التصدي للتهديدات السيبرانية، لافتاً إلى أن مهارات التواصل والتعبير والقدرة على الكتابة والتوثيق، إضافة إلى المهارات القيادية تعد من أهم المهارات التي ينبغي امتلاكها وتطويرها في هذا السياق.

وأضاء مادن على بعض المبادرات السيبرانية في الإمارات والسعودية وعُمان والتي من شأنها تعزيز المرونة السيبرانية في منطقة الخليج العربي.

وأكد أيضاً أهمية مواكبة التكنولوجيا الحديثة في عالم الأمن السيبراني وضرورة تعزيز المهارات ذات الصلة.

ومن جهتها، ركزت كوثر حسيان على محورية دور العنصر البشري في تعزيز الأمن السيبراني، وأوضحت أهمية التركيز على سلاسل الإمداد ككل، فالتهديد الذي يطال شركة معينة قد يمتد ليؤثر في جميع المؤسسات الأخرى المرتبطة بها.

وبينت أن كمية البيانات تستمر في التوسع، وهو ما يطرح تحديات أمنية أكبر، ويزيد من أهمية دمج التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والروبوتات وتعلم الآلة في الاستراتيجية العامة لتعزيز الأمن السيبراني.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الامن السيبراني الأمن السیبرانی من السیبرانی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟

في خضم التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرز الأمن السيبراني كساحة معركة جديدة بين الدفاعات الذكية والهجمات المتطورة. فهل يكون الذكاء الاصطناعي حامياً أم مصدراً لخطر جديد؟.
شهدت السنوات القليلة الماضية تسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأمن السيبراني حول العالم.
وقد شمل ذلك مجالات مثل تحليل التهديدات، والتعرف على أنماط السلوك غير الطبيعي، والتعامل الآلي مع الحوادث الأمنية.
لكن في الجهة الأخرى، فإن نفس التقنيات باتت تُستخدم أيضاً من قبل جهات خبيثة لتطوير هجمات سيبرانية أكثر ذكاءً وخداعاً.
هذا التوازن الحساس بين الدفاع والهجوم يطرح تساؤلات جوهرية: من يسبق الآخر؟ وهل يمكن السيطرة على الذكاء الاصطناعي قبل أن يتفوق على البشر في ساحة المعركة الرقمية؟

الذكاء الاصطناعي.. درع رقمي
بحسب تقرير أصدرته شركة "Fortinet"، فإن أنظمة الأمن القائمة على الذكاء الاصطناعي تُسهم في تحسين زمن الاستجابة للحوادث بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأنظمة التقليدية.
وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات السلوكية، مما يمكّنها من رصد التهديدات المحتملة في لحظاتها الأولى، حتى تلك التي لم تُسجل من قبل.
ويشير خبراء إلى أن هذه القدرات أساسية في التصدي للهجمات من نوع "Zero-Day"، والتي لا تتوافر لها قواعد بيانات معروفة.
كما تستخدم شركات كبرى، مثل "Microsoft" و"IBM"، منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحماية شبكاتها الضخمة وتحليل المليارات من الأحداث الأمنية بشكل يومي.

الذكاء الاصطناعي.. أداة هجومية
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الجانب الدفاعي، فقد أظهرت تحقيقات تقنية أن جماعات سيبرانية بدأت في استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليدية لإنشاء رسائل بريد إلكتروني خادعة يصعب تمييزها عن الرسائل الحقيقية.
وفي مايو 2025، كشفت وكالة "رويترز" عن حادثة استخدمت فيها جهة خبيثة صوتاً مزيفاً لأحد كبار المسؤولين في إيطاليا لإقناع رجل أعمال بارز بتحويل مبلغ مالي كبير.
وقد استخدمت التقنية خوارزميات توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، وهي متاحة بشكل تجاري عبر الإنترنت.
كما تُستخدم تقنيات توليد النصوص آلياً لشن هجمات تصيّد ذكي، تستهدف الأفراد برسائل مصممة بعناية بعد تحليل بياناتهم عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية وقوعهم ضحية للهجوم.

سباق غير محسوم بين المدافعين والمهاجمين
وصف عدد من الباحثين في مجال الأمن السيبراني ما يجري بأنه سباق تسلّح رقمي، فكلما طوّر المدافعون تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، يسعى المهاجمون لاستغلال نفس التقنيات، بل ومحاكاتها في بعض الأحيان.
وأشار تقرير صادر عن شركة "Palo Alto Networks" في الربع الأول من العام 2025، إلى أن نسبة الهجمات التي تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أو تستغل ثغرات في أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي قد زادت بنسبة 37% خلال عام واحد فقط.
وتكمن الخطورة في أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذاتها قد تصبح أهدافاً للهجمات، سواء من خلال التلاعب بنتائجها أو تدريبها على بيانات مغلوطة تُعرف بهجمات التسميم "Data Poisoning".

تحديات الخصوصية والحوكمة
من جانب آخر، تتزايد المخاوف حول الأثر المحتمل لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الخصوصية والشفافية.
وفي تقرير أصدرته شركة "KPMG"، أوصت فيه بوضع أطر تنظيمية واضحة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، وعلى رأسها الأمن السيبراني، وذلك لتفادي سوء الاستخدام أو التحيزات الخوارزمية.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه هذه الأنظمة على مراقبة سلوك المستخدمين وتحليل البيانات بشكل دائم، يظل هناك جدل قانوني وأخلاقي حول مدى قانونية هذا التتبع، خاصة في ظل غياب تشريعات موحدة على المستوى الدولي.

حوكمة ذكية
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل مشهد الأمن السيبراني العالمي، وبينما يوفّر إمكانيات هائلة لتعزيز الحماية، إلا أنه يطرح في المقابل تحديات معقدة تتطلب حلولاً مرنة وذكية.
التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في تطوير تقنيات أكثر ذكاءً، بل في ضمان استخدامها المسؤول والآمن.
ولهذا، يدعو خبراء إلى تعاون عالمي بين الحكومات وشركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لوضع أُطر تنظيمية تواكب سرعة هذا التطور المتسارع، وتحمي المستخدمين من مخاطره غير المتوقعة.

أمجد الطاهر (أبوظبي)

أخبار ذات صلة "فاراداي فيوتشر" للمركبات الكهربائية تؤسس منشأتها الإقليمية الأولى في رأس الخيمة "ميتا" تبدأ تدريب الذكاء الاصطناعي في ألمانيا

مقالات مشابهة

  • "بلدي جنوب الباطنة" يناقش خطط المشاريع المستقبلية
  • الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.. من يحمي من؟
  • برلماني: مصر تمتلك أدوات قوية لمواجهة التحديات الإقليمية
  • الفضلي: المملكة تقود حراكًا عربيًا لمواجهة التحديات البيئية
  • وزير الزراعة يبحث مع أعضاء جمعية مربي النحل التحديات التي تواجه مهنة تربية النحل
  • تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الخليج ودول جنوب شرق آسيا والصين.. تفاصيل
  • الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تطلق الإصدار الثاني من “دليل التوعية السيبرانية” لضيوف الرحمن
  • أسامة كمال: قفزة بـ214% في الهجمات السيبرانية تهدد الاقتصاد العالمي.. والأمن السيبراني لم يعد خيارًا بل أولوية*
  • نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة: حماية البيانات الصحية ضرورة وطنية ومصر تستثمر في الكوادر لمواجهة التحديات السيبرانية
  • رئيس المجلس السيبراني بدولة الإمارات في كلمته خلال CAISEC’25: الهجمات السيبرانية لا تفرق بين دولة وجهة وشخص