تبادل الأسرى على وقع اشتداد جبهة الجنوب
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": لم تحقّق زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين نتائجها المرجوّة إسرائيلياً. حمل مسعى أميركياً يضمن عدم توسّع الحرب على الحدود الشمالية، لكنّ الجنوب اللبناني كان بالأمس ساحة حرب بكل معنى الكلمة.
صارت جبهة إسرائيل الشمالية على الحدود مع لبنان ساحة رعب لها وعامل قلق للأميركي الذي سبق وأرسل هوكشتاين إلى لبنان لنقل رسالة مفادها أنّ بلاده تتمنّى عدم فتح جبهة جديدة، وقد طلب من لبنان الضغط على «حزب الله» لعدم الانخراط في جبهة غزة، واعداً بنقل رسالة مشابهة إلى الجانب الإسرائيلي.
من وجهة عسكرية، فإنّ جبهة الجنوب اللبناني محكومة بجبهة غزة، وأي تطوّر هناك سيكون له انعكاسه على ساحة الجنوب وبالعكس، وأي هدنة يتمّ التوصل اليها في غزة سيسري مفعولها حكماً على جبهة الشمال. من ناحية «حزب الله» فإنّ توسيع الجبهة وتعميقها واردان، والقرار فيهما متوقّف على العدوان الإسرائيلي، وهذه الجبهة صامدة وتدار بحكمة عالية وهي ساحة إشغال كبرى. ما حصل بالأمس وقبله يثبت أن لا وجود لقواعد الإشتباك، وأنّ القرار 1701 صار في خبر كان طالما أنّ المواجهات صارت تجري بالمباشر حيث يفترض أن أي توسيع إسرائيلي للإعتداءات سيقابله ردّ من «حزب الله». لا يزال «حزب الله» محكوماً بثوابت أساسية يردّدها، وجديدها أنّ استهداف المدنيين في الجنوب سيقابله استهداف مدنيين في الجانب الإسرائيلي. رغم حماوة الحرب إلّا أنّ «الحزب» لا يزال مرتاحاً لسير المقاومة من غزة إلى لبنان وصولاً إلى اليمن وكامل أوراقه لم تكشف بعد في انتظار ما ستفضي إليه صفقة تبادل الأسرى ووقف النار، لكن الخشية من حفلة جنون إسرائيلي جديدة يمكن أن تسبق التوصّل إلى اتفاق في شأن صفقة التبادل وتطيح كل شيء.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تحقيق لهآرتس: إسرائيل قتلت 20 من أسراها في غزة
رغم تأكيدات مسؤولين عسكريين إسرائيليين أنهم يبذلون "كل ما بوسعهم" لتفادي إيذاء الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، فإن تحقيقًا كشف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية عرّضت حياة 54 أسيرا للخطر المباشر، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن 20 منهم، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفقًا لتحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد شنت قوات الاحتلال مئات الغارات في مناطق يُحتمل وجود أسرى بها دون معلومات مؤكدة عن مواقعهم، مما أدى في بعض الحالات إلى مقتل الأسرى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف بريطانية: هل غضب ترامب على ماسك؟list 2 of 2معاريف: رفع العلم الأميركي بسوريا إصبع في عين إسرائيلend of listأحد أبرز الأمثلة على ذلك، بحسب الصحيفة، ما حدث في السابع من أبريل/نيسان 2025 عندما شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة على مبنى فوق نفق كان يُحتجز فيه الأسيران إيدان ألكسندر ومتان زانغوكر. وعلى الرغم من نجاتهما بأعجوبة بعد انهيار جزء من النفق أثناء محاولتهما الهرب، فإن العملية كشفت فشلًا استخباريًا في تحديد أماكن الأسرى، رغم ادعاءات القيادة العسكرية امتلاكها معلومات دقيقة.
وقال مصدر عسكري للصحيفة "عندما لا تكون هناك معلومات عن وجود أسرى، تُنفذ الغارة"، مضيفا أنه "كلما زاد عدد الضربات، زاد خطر إصابة الأسرى".
فشل متكرر
وتحدث العديد من الأسرى المفرج عنهم عن رعبهم من الغارات الإسرائيلية أكثر من خوفهم من الأسر ذاته. فقد روت الأسير المحررة نوعاما ليفي كيف كانت تصلي في كل مرة تسمع فيها صفير الصواريخ، وتحدثت عن لحظة نجت فيها بعد انهيار جزئي للمنزل الذي كانت تُحتجز فيه.
إعلانوفي حادثة أخرى، قُتل 3 أسرى، هم ألون شامريز وسامر طلالقة ويؤاف حاييم، برصاص وحدة غولاني الإسرائيلية بعد خروجهم عراة رافعين رايات بيضاء، ظنًا منهم أنهم سيُنقذون، لكن الجنود لم يُبلّغوا بوجود أسرى في المنطقة.
وفي فبراير/شباط الماضي، قُتل 6 أسرى في خان يونس، بينهم ياغيف بوخشتاب ويورام متسغر، بعد أن استهدفت الطائرات الإسرائيلية نفقًا كانوا فيه، مما أدى إلى مقتلهم اختناقًا بغازات سامة ناجمة عن القصف، بحسب التحقيق.
هذا الفشل أثار سخطا شديدا بين عائلات الأسرى إزاء ما وصفته بـ"الإهمال الممنهج" من قبل الحكومة والجيش. وقالت إيناف زانغوكر والدة أحد الأسرى "لقد تُرك الأسرى لمصيرهم، يحتجز أبناؤنا منذ 600 يوم، في حين تستمر الحكومة في قصف أماكن يُحتمل وجودهم فيها من أجل تحقيق أهداف سياسية وحربية".
جيش أعمى
من جانبها، قالت ميراف سفيرسكي، شقيقة الأسير المقتول إيتاي سفيرسكي، إن المسؤولين العسكريين أقروا لاحقًا بأنهم لم يكونوا على علم بوجود الأسرى في المبنى الذي استُهدف، واعترفوا بأن إجراءاتهم لم تكن كافية لمنع الحادث.
ورغم تأكيد المتحدث باسم جيش الاحتلال أن "كافة الجهود تُبذل لتقليل المخاطر على الأسرى"، فإن مصادر عسكرية تحدثت لهآرتس بشكل مخالف، وأقرت بأن "الجهود ليست كاملة" نظرا لانشغال الجيش بإدارة عملية عسكرية واسعة النطاق تستنزف الموارد.
وأكدت التحقيقات أن المعلومات الاستخبارية حول مواقع الأسرى غالبًا ما تكون لحظية، وتفقد صلاحيتها بمجرد تغيير أماكن الاحتجاز، مما يُبقي الجيش "أعمى"، حسب تعبير أحد المصادر، مشيرًا إلى أن "حالات كثيرة تم فيها تعديل أو إلغاء غارات نتيجة توفر معلومات استخباراتية لاحقة".
وتطالب عائلات الأسرى بوقف الحرب، أو على الأقل تعديل خططها لتضمن سلامة أبنائهم، معتبرين أن استمرار العمليات العسكرية "يُضحّي بأبنائنا من أجل تماسك الائتلاف الحاكم".
إعلان