مصطفى عبد العظيم (دبي)

أخبار ذات صلة «هانيويل» توقع اتفاقية مع طيران الإمارات طيران الإمارات تطلب 15 طائرة A350 بقيمة 6 مليارات دولار

دشنت طيران الإمارات رحلة تجريبية هي الأولى لشركة طيران في العالم تستخدم خلالها وقود الطيران المستدام  بنسبة 100% في أحد المحركات  الأربعة لطائرة الإيرباص العملاقة A380، ضمن مبادرات الناقلة المتواصلة لتعزيز التزام في دولة الإمارات بتقليل الانبعاثات في قطاع الطيران.


وأقلعت الطائرة  من مطار دبي الدولي صباح أمس بقيادة القبطان خالد بن سلطان والقبطان فيليب لومبيت، بعد تزويد أحد محركاتها  إنجين ألاينس GP7200 بوقود "ساف" 100%، في إطار تعاون مشترك مع كل من إيرباص و"إنجين ألاينس" و"برات آند ويتني" و"إينوك" و"نيستي" و"فيرينت"، وذلك لاختبار الأداء والمساعدة على إظهار إمكانات هذا النوع من الوقود كبديل مباشر يطابق المواصفات الفنية والكيميائية لوقود الطائرات. 
وتشير البحوث والدراسات إلى أن "ساف SAF" يخفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 80% مقارنةً بوقود الطائرات التقليدي.
وقال عادل الرضا، الرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات: "طيران الإمارات هي أول ناقلة ركاب في العالم تشغل طائرة A380 يعمل أحد محركاتها الأربعة بوقود "ساف" 100%. نحن وشركاؤنا فخورون بتخطيط وتنفيذ هذه الرحلة التجريبية، ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى اعتماد الصناعة وقود ساف 100%. ومع الطلب العالمي المتزايد على بدائل ذات انبعاثات منخفضة لوقود الطائرات موجود، فإن عمل المنتجين والموردين يتمثّل في إنتاج وتوزيع وقود ساف وإتاحته في السنوات المقبلة لمساعدة طيران الإمارات والصناعة على نطاق أوسع على المضي قدماً في جهودنا نحو عمليات منخفضة الكربون".
وأضاف الرضا في تصريحات للصحفيين إن "طيران الإمارات" ملتزمة بتقليل الانبعاثات في قطاع الطيران، عبر العديد من المبادرات التي أعلنت عنها ومنها إجراء رحلة تجريبية لطائرة A380 باستخدام وقود الطيران المستدام بنسبة 100% على أحد المحركات، فضلاً عن تخصيص 200 مليون دولار، لتمويل مشاريع البحث والتطوير لإيجاد حلول في تقنيات الوقود والطاقة المتقدمة، وذلك إلى جانب انضمام طيران الإمارات إلى تحالف بحثي مع شركات محلية لتوسيع إنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات وغيرها من المبادرات".
وأشار إلى أن استخدام وقود ساف في الطيران بشكل تجاري مازال يتطلب العمل على تخفيض تكلفته، حيث من الصعب أن تتأقلم شركات الطيران بالمستويات السعرية لهذا النوع من الوقود وهو أعلى بقرابة 3 إلى 4 أضعاف من أسعار الوقود التقليدي، متوقعاً انخفاض هذه التكلفة مع التوسع في الإنتاج مستقبلاً من قبل الشركات والموردين.
ولفت أن دولة الإمارات تشهد العديد من المبادرات في مجال الاستدامة وخاصة في مجال الطيران وتوفير وقود الطيران المستدام، لافتاً إلى ضرورة توفير مثل هذا النوع من الوقود من داخل الإمارات، ولاسيما أن توفيره من خارج الدولة، يزيد من التكلفة ويرهق شركات الطيران، مشيراً إلى أن توفير وقود الطيران المستدام محلياً سيكون أكثر جدوى، ويقلل التكلفة.
ويحتوي وقود "ساف" بنسبة 100% المستخدم في الرحلة على مركّبات عطرية متجددة ويحاكي بشكل وثيق خصائص وقود الطائرات التقليدي. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام SAF لتشغيل طائرة A380، مع توقع التوافق الكامل عبر الأنظمة الحالية للطائرة.
 وجرى تحميل 4 أطنان من "ساف" على الطائرة، وساعدت "اينوك" في تأمين وقود "ساف" للرحلة التجريبية، ومزجه مع كيروسين الطيران المستدام SAK في منشأتها بمطار دبي الدولي.
من جانبه، قال سيف حميد الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة اينوك: "ندرك في اينوك أهمية التعاون الوثيق مع شركائنا الاستراتيجيين وخبراء القطاع في سبيل تحقيق مستقبل أكثر استدامة للجميع، ويسعدنا اليوم التأكيد على التزامنا بدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الطيران لضمان استمرار النمو المستدام، وذلك من خلال المساهمة في تشغيل رحلة طيران الإمارات التجريبية الأولى بوقود الطيران المستدام بنسبة 100% على متن طائرة إيرباص A380، الأمر الذي يعدّ خطوة على الطريق الصحيح نحو تحقيق الحياد المناخي في قطاع الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة وترسيخ مكانته كمركز إقليمي لوقود الطيران منخفض الكربون."
من جهتها، قالت جولي كيتشر، نائبة الرئيس التنفيذي للاتصالات والشؤون المؤسسية في شركة إيرباص: " يعتبر وقود الطيران المستدام من الحلول الرئيسية المساهمة في تحقيق أهداف القطاع نحو الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ويحتاج إلى تكاتف الجهود من قبل جميع الأطراف في القطاع. إننا في شركة إيرباص نعمل جاهدين على أن تصبح جميع طائراتنا قابلة لاستخدام وقود الطيران المستدام بنسبة 100% بحلول عام 2030، ونتعاون مع شركائنا لتعزيز سوق وقود الطيران المستدام على مستوى العالم".
وقالت إيمي جونستون، رئيسة "إنجين ألاينس: "تربطنا وطيران الإمارات علاقة قوية تعود إلى 15 عاماً منذ دخول طائرة A380 إلى الخدمة في أسطول الناقلة. ونحن فخورون بتشغيل أحدث رحلة تجريبية لطيران الإمارات بوقود ساف، وملتزمون نحو طيران أكثر استدامة ونتطلع إلى المستقبل".
وقال نائب الرئيس للإدارة التجارية وتطوير أعمال الطيران المتجدد في"نيستي" جوناثان وود: "حصلنا على شهادة SAF، ونشيد بطيران الإمارات لجهودها للمساعدة في تمهيد الطريق للأمام. تعمل نيستي بالتعاون الوثيق مع الشركاء لتسريع توافر واستخدام SAF ونتطلع إلى زيادة المعروض من SAF في دبي أيضاً. وبينما يلعب هذا الوقود دوراً حاسماً في الحد من انبعاثات السفر الجوي، إلا أننا نحتاج من أجل الاستفادة الكاملة من إمكاناته في إزالة الكربون إلى تمكين استخدام ساف 100%.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: طيران الإمارات وقود الطیران المستدام فی قطاع الطیران طیران الإمارات وقود الطائرات دولة الإمارات وقود ساف بنسبة 100

إقرأ أيضاً:

خطارات مراكش.. تراث بيئي مستدام بمواجهة الإجهاد المائي

مراكش – من يزور مدينة مراكش من الباحثين في مجال البيئة، لا يمكن أن يتغاضى عن وجود قنوات كانت تستعمل لجلب المياه العذبة لكيلومترات عديدة من المناطق المحيطة، لتصل الى المدينة ويتم توزيعها بشكل مدروس على عدد من المرافق الحيوية، واستغلالها في سقي المساحات الخضراء، أو المزروعة أو في الاستعمال اليومي للمواطنين.

وتشكل الخطارات نظاما مائيا تقليديا يعكس خبرة الإنسان المغربي في تدبير الماء، وهو كان يرتبط ارتباطا وثيقا بالحدائق التقليدية مثل حدائق المنارة وأكدال ذات المساحة الواسعة وبها صهاريج مياه كبيرة، أو الحدائق الصغيرة في المنازل التقليدية (الرياض)، والمساحات الخضراء العمومية (العراصي والجنانات) والتي تمثل نموذجا مستداما للتنظيم البيئي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4جغرافيا المياه في أفريقيا.. ثروة وتوترات ونزوحlist 2 of 4المياه والأنهار الجليدية هواجس أممية متجددةlist 3 of 4أصوات من غزة.. تفاقم أزمة المياهlist 4 of 4الغرق بالمياه العادمة كابوس يلاحق الغزيينend of list

يقول الباحث المغربي عبد الرزاق ناهض في حديث للجزيرة إن قيام الحضارة الإنسانية يرتبط بوجود الماء على مر العصور وفي كل الأمكنة، وهكذا كان الحال بالنسبة لوجود الخطارات في مراكش وأحوازها.

ويستحضر ناهض في كتابه "خطارات حوز مراكش، الماضي، والحاضر، والمستقبل" مقولة الباحث المغربي المعروف في مجال البيئة محمد الفايز، والذي اعتبر فيها أن مدينة مراكش هي هبة الخطارات، كما كانت "مصر هبة نهر النيل"، حسب هيرودورت.

آثار لمواقع خطارات موجودة بضواحي مدينة مراكش (الجزيرة نت) نظام ري مستدام

ينسج تاريخ مراكش وتاريخ هذه الشبكة الجوفية المنتشرة تحت نسيجها العمراني أسطورة مشتركة، كما يعبر عن ذلك الباحث ناهض، مبرزا أن حضارة المدينة الحمراء شيدت في قلب الجفاف، وهو ما يثير الكثير من الاهتمام والإعجاب.

إعلان

من جهته، يؤكد الباحث المغربي في التاريخ الاجتماعي رشيد شحمي للجزيرة نت أن مراكش عرفت بالحر الشديد، و"فيها يسقط الطير من شدته" كما يقال، لكن المرابطين استطاعوا تحويلها الى جنة خضراء فيحاء بعد أن جلبوا لها الماء من جبال الأطلس المحيطة عبر الخطارات، وأصبحت واحة النخيل في مراكش بهجة الناظرين وواحة فيحاء للمتنزهين.

ويضيف أنها إلى جانب كونها وسيلة أو منشأة مائية للسقي والري وتحويل وجلب المياه، فهي أيضا نظام بيئي يحافظ على جودة الماء عبر ثقب التهوية وكذلك تحافظ على الرطوبة الجوية كما أنها وسيلة فعالة في نقل الماء من مسافة بعيدة دون تبخره.

من جانبها، تقول الأكاديمية المغربية حنان حمودا للجزيرة نت إن الخطارة في المغرب ساهمت في مواجهة إشكالية ندرة الموارد المائية، نظرا لأن مجتمع الواحة قام بإنتاج نظام توزيع عرفي محلي لمياه الخطارة، قائم أساسا على تدبير فترات الندرة والخصاص، عبر تمسك سكان الواحات المغربية بتطبيق قوانين وأعراف الماء القديمة.

مواقع لخطارات في ضواحي مدينة مراكش حيث تظهر فوهات التهوية (الجزيرة نت) مختبرات بيئية

تشكل الخطارات في مدينة مراكش مختبرات طبيعية وبيئية عريقة جدا، أثارت اهتمام العديد من الباحثين، في مجال يميزه ندرة المياه، كما هو الشأن في عدد من الواحات المغربية.

ويعتمد نظام الخطارة، وتسمى أيضا في الجنوب المغربي بالفجارة، على نقل المياه عبر قنوات باطنية، تتخللها أجواف أو ثقب لأجل التهوية، معتمدة على الانحدار الطبوغرافي.

وتشير الأكاديمية المغربية سعاد بلقزيز في حديث للجزيرة نت إلى أن الباحثين لاحظوا أن مراكش تتمتع بموقع جغرافي فريد في مخروط رسوبي محاط بسلاسل جبلية، مما يسمح بتدفق المياه من الطبقات الجوفية والأودية، وهي نقطة تقاطع لعدة مكامن مائية تم استغلالها بفضل عبقرية تصميم الخطارات.

إعلان

وتضيف أن هذه المنشآت تلعب دورا أساسيا في توازن المياه في المنطقة، فتصميمها تحت السطح يجعلها قادرة على توجيه المياه إلى المناطق الزراعية من دون هدر أو تبخر مفرط، وبالتالي تعتبر نموذجا للإدارة المستدامة للموارد المائية، والحفاظ على النظم البيئية.

بينما تضيف الباحثة حمودا أن التدبير المستدام لدورة مياه الخطارة، يعتمد دورة وتوقيت محدد، وساعة خاصة وصارمة، يراقبها ويسهر عليها شيخ الخطارة، بضوابط وقواعد اجتماعية تتحكم في توزيع حصص الفرد من الماء. فيتم توزيع الماء بالتتابع وحسب نظام الحصص.

تعد الخطارات نموذجا هندسيا وبيئيا فريدا بمواجهة الجفاف والشح المائي (الجزيرة نت) نجاعة وصمود

لا يقتصر الاهتمام المتجدد بالخطارات على هندستها العبقرية ودورها التاريخي في تدبير شح الموارد المائية، بل يتعداه لتصبح مصدر إلهام لحلول مستقبلية في مواجهة التغيرات المناخية.

وتؤكد حنان حمودا وهي مستشارة في مؤسسة مفتاح السعد (مؤسسة غير حكومية تهتم بالتراث المائي) على التقدير الدولي الكبير الذي تحظى به الخطارات، وذلك لعبقريتها الاجتماعية في فلسفتها المقتصدة للماء وحفظه جوفيا، ولدورها في الحفاظ على الرابط الاجتماعي للواحات المغربية العريقة.

وتبرز أن البحث العلمي ينظر بإعجاب لهذه التقنية المائية العرفية والتاريخية، فهناك العديد من التجارب العلمية الدولية التي تحاول نقل الخبرات والمعارف وتقنيات بناء الآبار الجوفية للخطارة وطرق إيصال الماء من "المنبع" إلى "المصرف"، مع الاعتراف بمدى نجاعتها في الصمود أمام موجة التغيرات المناخية والجفاف الهيكلي، بناء على فلسفتها المقتصدة للماء.

ويؤكد الباحث عبد الرزاق ناهض أن هذا الاهتمام المتجدد الذي تحظى به الخطارات يجب في جميع الأحوال، أن يبرر بأبحاث متعددة التخصصات ومشاريع ترميم وصون تراثي تدمج حماية هذه التقنية والمحافظة عليها مع ترويجها كتراث، مع إشراك مختلف الفاعلين.

ويشير إلى أن ذلك ينبغي أن يراعي الخصوصيات الهيدروليكية الجوفية، ويأخذ عين الاعتبار مختلف الأبعاد الزمانية والمكانية لهذه التقنية التقليدية للريّ واحتياجات كل منطقة من التراب المغربي.

صورة تظهر نظام الخطارات من الداخل (الجزيرة نت) كفاءة بيئية

ومع تصاعد الضغوط المائية، تبرز الحاجة إلى إعادة تأهيل الخطارات والحدائق التقليدية بصفتها خطوة نحو تبني حلول مستدامة تستند إلى مبادئ الهندسة الخضراء.

إعلان

وترى الأكاديمية بلقزيز أنه على الرغم من صعوبة تنفيذ الخطارات اليوم بسبب تعقيد بنائها الذي يتطلب قوة عمل كبيرة إلا أنها تملك القدرة على إلهام الأعمال الهيدروليكية الحديثة.

وتشير إلى أن مشروع طريق المياه في المغرب هو مثال بارز على هذا الإلهام، إذ تم نقل المياه من مناطق الشمال إلى الجنوب، مستفيدا من الأساليب القديمة لمواجهة التحديات المائية المعاصرة.

وتؤكد بلقزيز أن هذا المشروع يطبق نهجا مشابها بإنشاء قنوات تحت الأرض، لتحسين كفاءة نقل المياه وتقليل التأثير البيئي، متماشيا مع المبادئ الأساسية للخطارات، لا سيما الإدارة المستدامة والفعالة للمياه.

بدوره، يقول الباحث المغربي عبد الرزاق ناهض إن الخطارات تشكل مرجعا نموذجيا للهندسة في تدبير المياه، لذلك يجب إحياؤها بإدماجها ضمن مشاريع مائية من خلال اعتماد تقنية مائية ناعمة وبيئية محلية.

ويشير إلى كونها تمثل اختراعا عالميا بارعا، وينبغي حمايتها بهدف نقل الذاكرة الجماعية في إطار تنمية مستدامة، من شأنها أن تصون وتعيد الاعتبار لتراث يعكس الثقافة والقيم المغربية.

مقالات مشابهة

  • ثلاث غارات لطيران العدو الإسرائيلي على جنوبي لبنان
  • أشهر حوادث الطيران خلال ربع قرن
  • اتهام طيران إلعال الإسرائيلي باستغلال الحرب لتحقيق أرباح احتكارية
  • بعد تحطم طائرة ركاب.. توقف حركة الطيران بمطار أحمد آباد في الهند
  • لارام تتجه لتقديم طلبية شراء 20 طائرة إيرباص A220 في معرض باريس الدولي للطيران
  • «طيران الرياض» يتجه لشراء 25 طائرة إيرباص A350-1000 جديدة في باريس
  • مراسل سانا: انطلاق أولى رحلات شركة الطيران “فلاي شام” من مطار دمشق الدولي إلى مدينة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة
  • روسيا تعلن عن هجوم جوي على مؤسسات صناعة الطيران والصواريخ الأوكرانية
  • حلم الطيران الأسرع من الصوت قد يعود لأمريكا..هل يتحمل الركاب كلفته الباهظة؟
  • خطارات مراكش.. تراث بيئي مستدام بمواجهة الإجهاد المائي