أكد معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي أهمية الجهود التي تبذلها المملكة؛ لمواجهة التحديات المتنامية للأمن المائي على المستويين الإقليمي والعالمي.
جاء ذلك خلال كلمة معاليه في افتتاح المؤتمر العربي الخامس للمياه اليوم، الذي يتزامن انعقاده مع اجتماع المجلس الوزاري العربي للمياه في دورته الخامسة عشرة بالعاصمة الرياض، بحضور عدد من أصحاب المعالي وزراء المياه والموارد المائية في عدد من الدول العربية، والمنظمات الإقليمية والدولية الشريكة.


ونوه بجهود المملكة الدولية في قطاع المياه، المتمثلة في إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، -حفظه الله-، تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها الرياض، كونها خطوة تجسد إدراك المملكة للدور الحيوي للمياه وإمداداتها في ضمان مستقبل الإنسانية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى جهودها المستمرة ضمن أعمال مجموعة العشرين من خلال طرح العديد من موضوعات المياه وتحدياتها، لتسليط الضوء عليها، والسعي نحو إيجاد حلول وفرص للتعاون المشترك.
وأشار الوزير الفضلي إلى أن انعقاد المؤتمر يمثل أهمية قصوى للمساهمة في إيجاد حلول علمية وعملية، وفرص تعاون وعمل مشترك؛ لمواجهة التحديات المستمرة الناتجة عن محدودية مصادر المياه والتغيرات المناخية التي تواجه العالم والمنطقة العربية بشكل خاص، مؤكدًا أن محاور المؤتمر تتضمن العديد من الأبحاث والدراسات عن مفهوم الإدارة المتكاملة لموارد المياه وتحدياتها، والتقنيات الحديثة للحد من الإجهاد المائي، وتقنيات استمطار السحب، إضافة إلى محاور مرتبطة بإستراتيجية الأمن المائي العربي، وأساليب التمويل الحديثة لمشاريع المياه، مع تسليط الضوء على ما يبذل من جهود للدول العربية في مواجهة تحديات قطاع المياه.
وأكد أهمية تعزيز التعاون المشترك لمواجهة المخاطر المرتبطة بإمدادات المياه العذبة في العالم، مما يسهم في تعزيز التعاون بين دول العالم؛ لمواجهة التحديات المائية، والعمل على معالجتها على المستوى العالم، منوهًا معاليه بمبادرة المملكة بطلب الاستضافة للدورة الحادية عشرة للمنتدى العالمي للمياه 2027م مما يسهم في تعزيز مشاركة الدول العربية في المنتدى.
من جانبه، دان الأمين العام المساعد رئيس الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين، التي تسببت في إحداث دمار هائل للقطاعات الخدمية كافة، وعلى رأسها قطاع المياه، مما يعرض الشعب الفلسطيني لخطر الهلاك بسبب نقص الإمدادات المائية.
وعدَّ الأمن المائي العربي أحد الركائز الأساسية للأمن القومي العربي؛ حيث باتت الدول العربية كافة تسعى لتحقيق أمنها المائي من خلال تبني سياسات مائية مستدامة، وإيجاد بدائل مبتكرة لتغطية العجز المائي، لافتًا إلى الأثر الذي يحدثه التغير المناخي في تفاقم التحديات المائية في المنطقة العربية، حيث تؤدي ندرة المياه وتناقص نصيب الفرد في المنطقة من المياه، إلى اتساع الفجوة الغذائية؛ لارتباط إنتاج الغذاء بالمياه، مما يعزز قضية المياه بصفتها قضية عربية محورية.
عقب ذلك، رأس وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه الدكتور عبد العزيز الشيباني جلسة حوارية بعنوان (استدامة الموارد المائية الجافة.. تجربة المملكة العربية السعودية)، شاركه فيها كلٌ من، وكيل الوزارة للشؤون التنظيمية (منظم المياه) الدكتور فهد أبو معطي، ووكيل المحافظ للتحول المؤسسي بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس ممدوح الشعيبي، والرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية المهندس نمر الشبل، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس خالد القريشي، ونائب الرئيس للمشاريع بالمؤسسة العامة للري المهندس محمد أبو حيد.
واستعرض المشاركون أبرز المنجزات التي حققتها المملكة في قطاع المياه، حيث تم التوسع في تطوير موارد المياه غير التقليدية (مياه البحر المحلاة، والمياه المجددة، ومياه حصاد الأمطار، وتحقيق زيادة في إنتاج المياه المحلاة من (5) ملايين متر مكعب في اليوم في 2016، إلى حوالي (9) ملايين متر مكعب في اليوم في 2023 مع خفض تكاليف الإنتاج إلى ما يقارب الـ (50%).
ونوه المشاركون في الجلسة بالتوسع الكبير في توفير خدمات المياه والصرف الصحي عالية الجودة، وزيادة نسبة تغطية خدمات جمع مياه الصرف ومعالجتها، من حوالي 52% في عام 2017 إلى حوالي 61% في 2023، وتوقعوا الوصول -بحول الله- إلى 95% في عام 2030، إضافة إلى توفير الدعم المالي والقانوني؛ للتصدي على جميع التحديات، وتوفير آليات تمكينية ورسم خطط تنفيذية فعالة؛ للوصول إلى كميات كافية من المياه المؤمنة في الحالات العادية وحالات الطوارئ، مؤكدة أهمية الرؤية الإستراتيجية الوطنية للمياه في الإسهام إلى تنمية الموارد المائية وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية لمواجهة التحدیات الدول العربیة قطاع المیاه

إقرأ أيضاً:

"المساحة الجيولوجية" لـ”اليوم“: تطوير الهندسة الجيوتقنية لمواجهة التحديات البيئية

أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، المهندس عبدالله الشمراني، خلال حديثه لـ ”اليوم“ أن المؤتمر يمثل منصة فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، تسعى إلى تعزيز الابتكار والاستدامة في مشاريع البنية التحتية الضخمة، جاء ذلك بالمؤتمر الدولي الثاني للابتكار في الهندسة الجيوتقنية «IGIC 2025»
وأوضح الرئيس أن مؤتمر IGIC 2025، الذي يُعقد بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، يناقش أبرز التحديات التي تواجه قطاع الإنشاءات، ويطرح حلولاً علمية متقدمة تُسهم في تطوير الممارسات الهندسية، وضمان استدامة المشروعات وجودتها على المدى الطويل.
أخبار متعلقة جامعة الحدود الشمالية تعلن إتاحة عدد من الوظائف.. موعد التقديم6 جلسات.. إطلاق برنامج لتعزيز النزاهة البحثية بجامعة "أم القرى" .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تطوير الهندسة الجيوتقنية لمواجهة التحديات البيئيةبيئة مثالية
أشار المهندس الشمراني إلى أن المؤتمر يوفر بيئة مثالية لبناء شراكات استراتيجية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي، مؤكداً أن المملكة، في ظل رؤية 2030، تشهد حراكاً تنموياً استثنائياً، يعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتها الريادية على المستوى العالمي.
وأضاف الرئيس أن هذا الحدث يعكس توجه المملكة نحو تبنّي الأساليب المبتكرة، واستخدام أحدث الأدوات والتقنيات في الهندسة الجيوتقنية، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة، مشيراً إلى أن المملكة أصبحت وجهة عالمية لاستضافة المؤتمرات العلمية التي تسهم في دعم الاقتصاد المعرفي وتطوير القدرات البشرية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تطوير الهندسة الجيوتقنية لمواجهة التحديات البيئية
يُذكر أن مؤتمر IGIC 2025 يُعد حدثاً دولياً مرموقاً يركز على التقدم في الهندسة الجيوتقنية، ويعزز التعاون البحثي والعلمي في مجالات تتقاطع مع أهداف الاستدامة، وهو ما يتماشى مع التطلعات الوطنية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • ضبط مخالف لنظام البيئة لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • جهاز الاستثمار العُماني يُسهم في توطين حلول تقنية متقدّمة لمعالجة المياه ومياه الصرف الصحي
  • الموارد المائية بدرعا تستأنف ضخ المياه من سدود القنيطرة
  • السوداني :لاداعي لمفاتحة إيران عن قطعها للمياه عن العراق ولا مفاتحة تركيا عن تخفيضه بل الذهاب لحفر الأبار وترشيد الاستهلاك المائي
  • طريق التنمية يقود التعاون العراقي-التركي وسط تحديات المياه
  • "المساحة الجيولوجية" لـ”اليوم“: تطوير الهندسة الجيوتقنية لمواجهة التحديات البيئية
  • المؤتمر الدولي الخامس للمياه في بغداد: نقطة تحول في إدارة الموارد المائية
  • نائب وزير “البيئة”: المملكة حققت قفزات نوعية في بيئات العمل الآمنة والمستدامة
  • نائب وزير “البيئة”: المملكة أنجزت 93% من مؤشرات رؤية 2030 وحققت قفزات نوعية في بيئات العمل الآمنة والمستدامة
  • مشروع وطني لاستكشاف المياه الجوفية العميقة في الأردن لتعزيز الأمن المائي