أكد محللون سياسيون أن الدور القطري في الوساطة أصبح معروفاً واستثنائياً بالعالم، وأن الكل بات يدرك إمكانيات قطر في لعب دور في حل النزاعات وتخفيف التوتر، منوهين إلى أن المجتمع الدولي لديه ثقة مطلقة بالدور القطري غير المحسوب على أي أجندة، وأن هذه الثقة أكسبت المجتمع الدولي وأكسبت قطر ثقة بأن تبذل قصارى جهدها منذ اليوم الأول للحرب على غزة.

وأشاروا في تصريحات لـ «العرب» إلى أن الدور الدبلوماسي القطري ليس وليد اليوم، ولكنه ترسخ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، بما اكتسبته الدوحة من خبرات واسعة بحكم تجاربها في تسوية النزاعات والوساطة في الصراعات، سواء في الأزمة السودانية أو التشادية أو الأفغانية.
ولفتوا إلى أن قطر بذلت أقصى الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالتواصل مع كل العناصر المسؤولة على مستوى العالم، رغم ما اكتنف المفاوضات من صعوبات مختلفة.

د. محمد المسفر: الدوحة تبذل قصارى جهدها منذ اليوم الأول للحرب

أكد الدكتور محمد صالح المسفر - أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر – أن المجتمع الدولي لديه ثقة مطلقة بالدور القطري الذي ليس محسوباً على أي أجندة، وأن هذه الثقة أكسبت المجتمع الدولي وأكسبت قطر ثقة بأن تبذل قصارى جهدها منذ اليوم الأول للحرب على غزة.
وقال د. المسفر: قطر بذلت أقصى ما تستطيع بالتواصل مع كل العناصر المسؤولة على مستوى العالم، وتكللت جهودها بالنجاح بالوصول إلى اتفاق بمساعدة مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن كان الدور الفاعل لدولة قطر مع جهودها المطلقة مع حركة حماس، التي تقود المعارك في قطاع غزة، وهو نجاح يُحسب لدولة قطر والمجتمع الدولي يقدر هذا الموقف.
وأضاف: تعلمنا من القرآن أن الإسرائيليين كلما عاهدوا عهداً نقضوه، فقد نقضوا عهودهم السابقة كلها، من كامب ديفيد ومؤتمر مدريد إلى اليوم، فكل التعهدات التي أخذوها على عاتقهم لتنفيذ المطالب الوطنية الفلسطينية لم يُنفذ منها شيء، حتى أن المفرج عنهم في صفقة شاليط بعام 2011 تم اعتقال الكثير منهم مجدداً.
وتابع: في الأيام الأخيرة.. تعلم إسرائيل أن هناك ضغوطا من أجل إطلاق سراح المعتقلين والأسرى، فقامت باعتقال أكثر من 2000 شخص في الضفة الغربية، ليدخلوا في نفس السياق، ولأن القضية الفلسطينية واحدة، فالوسيط القطري يصر على إطلاق سراح جميع الأسرى من الضفة وغزة على حد سواء، وانحسر ذلك في الوقت الحالي فيما يتعلق بالأطفال والنساء.
وأشار إلى أنه بعد انتهاء الجولات الأولى من الاتفاق، فإن الأسئلة المطروحة تظل فيما كان هناك ضمانة حقيقة من إسرائيل ألا تعود لاعتقال الأسرى مرة أخرى كما فعلت من قبل عن طريق العنف والقوة، كما أن هناك تساؤلا حول عودة النازحين من شمال غزة إلى أراضيهم أو تبقى الأمور على ما هي عليه، وكلها أمور ستظهرها وثيقة الهدنة.
ونوه إلى أن إسرائيل ليست سعيدة بالدور القطري، رغم ما يحققه من نجاحات، ولكن المجتمع الدولي بضغوط أمريكية وإصرار قطري وإصرار من المقاومة الفلسطينية رضوا بما قدمته الدوحة.

د. محجوب الزويري: الدور القطري في الوساطة معروف واستثنائي بالعالم

قال الدكتور محجوب الزويري - مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر: لا شك أن الدور القطري في الوساطة أصبح معروفاً واستثنائياً بالعالم، فالكل يدرك إمكانيات قطر في لعب دور في حل النزاعات وتخفيف التوتر، والوساطة فيما يتعلق بالحرب الدائرة على غزة هي آخر حلقة من حلقات هذه الوساطة، وكان واضحاً أنها تستند إلى مبادئ إنسانية واضحة وهي وقف العدوان على المدنيين في غزة، وفتح باب الامدادات الغذائية والإنسانية للدخول إلى سكان غزة، وهي المرتكزات الأساسية التي استندت إليها الوساطة.
وأضاف الزويري: جهود الوساطة لم تكن سهلة بالنظر إلى تعقد الصراع نفسه، وبالنظر إلى التعقيدات اللوجيستية، كون غزة منطقة حرب، وهناك صعوبات في التواصل معها مع تدمير العدوان الإسرائيلي لكل وسائل الاتصال والمستشفيات والمدارس وغيرها، لذا فهذه الوساطة لم تكن سهلة من حيث التواصل والعمل على تيسير التواصل مع كل الأطراف، لكن بالمحصلة، الأمور أفضت إلى هذه الهدنة التي تعد نجاحا جديدا للوساطة القطرية.
وتابع: من الواضح تماماً أن المسؤولين القطريين يعتبرون أن هذه خطوة، وليست نهاية المسار، ولكن خطوة نحو تثبيت مسألة وقف إطلاق النار، ثم الحديث عما بعد وقف إطلاق النار، فيما يتعلق بالوضع المأساوي في غزة واللجوء إلى تدابير دائمة، من حيث الحصار وإعادة إعمار غزة إلى غير ذلك، فهي مسيرة وهذه أول حلقاتها، وكان واضحاً التصميم القطري على النجاح.
وأوضح د. الزويري أن الإسرائيليين لديهم حالة من الشك والريبة في كل الأطراف، وكون قطر دولة عربية مسلمة ساعدت غزة بشكل كبير جداً، ويكفي أن صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، هو الزعيم العربي الذي زار غزة، والإسرائيليون يعرفون ذلك جيداً، وأن ما تريده قطر في المحصلة يخدم الشعب الفلسطيني، ولكن لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل يستطيعان الحصول على ما وصلا إليه دون الدور القطري.
ونوه إلى أنه رغم التحيز المبدئي من قطر نحو عدالة القضية الفلسطينية.

د. عصام عبد الشافي: قطر تنحاز للعدل والحق وما يتوافق مع القوانين الدولية

أكد الدكتور عصام عبد الشافي، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس أكاديمية العلاقات الدولية بتركيا أن الدور الدبلوماسي القطري ليس وليد اليوم، ولكنه ترسخ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، واكتسبت قطر خبرات واسعة بحكم تجاربها في تسوية النزاعات والوساطة في الصراعات، سواء في الأزمة السودانية أو التشادية أو الأفغانية، وفي العديد من محطات الصراع العربي – الإسرائيلي، وهو الأمر الذي جعل الدبلوماسية القطرية موضع تقدير من العديد من الأطراف.
وقال عبد الشافي: من وجهة نظري قطر ليست منحازة للشعب الفلسطيني، ولكن انحيازها هو للعدل والحق وما يتوافق مع القوانين والمواثيق الدولية التي تعطي للفلسطينيين حق الدفاع الشرعي عن أنفسهم والحق في تقرير مصيرهم، هذا بجانب أن قطر تمتلك قدرات عالية على التحرك والمرونة عبر العديد من الأطراف بحكم علاقاتها المتميزة مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المنوط بها إدارة القضية الفلسطينية، بجانب الدعم الكبير الذي تقدمه للمنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بأدوار إغاثية وإنسانية، تستفيد منها مختلف الجنسيات المتضررة من الكوارث والأزمات.
وأضاف: كما أن علاقة قطر القوية بمختلف القوى السياسية وحركات المقاومة الفلسطينية تمنحها مزايا إضافية في التواصل الفعال، وهو ما تحتاجه كل أطراف الصراع في هذه المرحلة، وهو ما لا يتعارض وفكرة الوساطة النزيهة، لأن الوساطة النزيهة ليست تلك التي تقف على مسافة واحدة من أطراف النزاعات والصراعات، ولكنها تلك التي تمتلك القدرة على وقف نزيف الدماء والتدمير الممنهج للبنى التحتية وللمؤسسات المدنية.
ورداً على سؤال حول قدرة الوسيطين القطري والمصري على مد فترة الهدنة استجابة للأوضاع الإنسانية، تابع عبد الشافي: أعتقد ذلك وبدرجة كبيرة، لأن مجرد الموافقة على الهدنة يعني كسر حاجز الشك وعدم اليقين، وينزع مرحلياً فتيل الرغبة الإسرائيلية المتفاقمة للثأر والانتقام، ويعطي الجميع فرصة لإعادة تقييم الأوضاع، كما أن الهدنة المؤقتة من شأنها أن تفتح المجال في الداخل الإسرائيلي حول تقييم دور حكومتهم في إدارة الأزمة، وهو ما يمكن أن يدفع باتجاه التمديد.
وأشار إلى أن واشنطن كان دورها شديد السلبية في إدارة هذه الأزمة، وراهنت لأكثر من شهر ونصف الشهر على قدرة حكومة الكيان على سحق المقاومة الفلسطينية وعلى تدمير مقدراتها وإنهاء وجود حماس، ولذلك فإن نجاح الوساطة القطرية يحفظ ماء الوجه لهذه الأطراف التي راهنت على قطر ودورها لاحتواء الموقف، وتجنب الجميع المزيد من الاستنزاف، لذلك كان طبيعياً أن تشيد واشنطن بالدور القطري والوساطة القطرية، بعد أن فقدت الولايات المتحدة الكثير من نزاهتها في التعامل مع الأزمة.

 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الوساطة القطرية الهدنة في غزة الحرب على غزة قطاع غزة المجتمع الدولی الدور القطری التواصل مع عبد الشافی العدید من إلى أن

إقرأ أيضاً:

تجمع روابط دارفور يرسل خطابًا شديد اللهجة إلى المجتمع الدولي والإمارات

متابعات ـ تاق برس- قال تجمع روابط دارفور بالمملكة المتحدة إن الحصار الخانق الذي تعيشه مدينة الفاشر أدى إلى وفاة عشرات الأطفال وكبار السن بسبب الجوع، فيما تتجه المدينة بخطى متسارعة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة الآلاف من المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال.

ولفت التجمع إلى اتصالات عاجلة أجراها مع شركائه في المنظمات الإنسانية الدولية والأممية والقنوات الإعلامية.

وأضاف: “كررنا تحذيراتنا بشأن هذه الكارثة الآنية، وما يمكن أن يعقبها من مآسٍ إنسانية أكبر إن لم يتم التدخل الفوري لمعالجة الوضع”.

واتهم تجمع روابط دارفور المجتمع الدولي بـ”التواطؤ” تحت ضغط دولة الإمارات لإفشال قرار مجلس الأمن رقم (2736) الصادر بشأن فك الحصار عن مدينة الفاشر رغم من أهميته.

وقال التجمع إن عدم تنفيذ القرار ترك الأطفال والنساء وكبار السن يموتون جوعًا، دون أن يجدوا من ينقذهم أو ينصت لاستغاثاتهم.

وتابع: ” لقد وجهنا مرارًا نداءاتنا إلى مسؤولي الأمم المتحدة والحكومة البريطانية ولكن – للأسف – قوبلت بالصمت والتجاهل”.

وتعهد تجمع روابط دارفور بالاستمرار في فضح هذا التواطؤ الدولي، الذي أتاح لقوات الدعم السريع أن تحاصر المدنيين العزل في الفاشر، ضاربة بعرض الحائط القرارات الأممية، وتحت غطاء غير معلن من قوى دولية، وعلى رأسها المملكة المتحدة. مضيفا أن هذه وصمة عار ستلاحق الضمير الإنساني والدولي ما لم يتم تدارك الأمر على الفور.

ودعا التجمع كلا من الجيش السوداني والقوات المشتركة وحاكم إقليم دارفور لتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والوطنية والقانونية، والتي تُحتم عليهم التحرك العاجل لحماية المدنيين، وتأمين وصول الغذاء والدواء، والعمل الجاد على فك الحصار وتحرير المدينة، أسوة بما تم في مدني والخرطوم.

وأضاف :” إن أي انتكاسة في هذا الواجب سيحملكم كامل المسؤولية عن العواقب الإنسانية الوخيمة التي قد تنجم عن استمرار هذا الحصار”.

وحمل التجمع الدعم السريع، كامل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، ووصفه بأنه خرق واضح لكل الأعراف والقوانين الدولية، ولن يمر دون حساب.

وجدد التجمع دعوته، لكل الضمائر الحية، ولكل الجهات الإنسانية والحقوقية الدولية، بالتحرك العاجل والفاعل لإنقاذ مدينة الفاشر وسكانها قبل أن تُغلق نافذة الأمل بالكامل.

الإماراتالفاشرتجمع روابط دارفور

مقالات مشابهة

  • لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”
  • من هو أبو شباب؟ .. تحقيق يُعرّي الميليشيا التي تحكم بالمساعدات التي تنهبها وتُهدد مستقبل غزة
  • 31 شخصية إسرائيلية بارزة تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات على إسرائيل احتجاجًا على تجويع غزة
  • شخصيات إسرائيلية عامة تدعو المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل لارتكابها جرائم حرب في غزة
  • تجمع روابط دارفور يرسل خطابًا شديد اللهجة إلى المجتمع الدولي والإمارات
  • الرئاسة الفلسطينية: تحرك المجتمع الدولي في مؤتمر حل الدولتين خطوة هامة
  • وزير الخارجية: نطمح إلى تحقيق توافق دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • وزير خارجية البرازيل: المحنة التي يمر بها الفلسطينيون اختبار للقانون الدولي
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بغزة
  • خريطة توضح المواقع الثلاث التي تشملها الهدنة التكتيكية في غزة