ناسا تعلن عن اكتشاف هام على كوكب خارجي
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
يجذب الميثان الاهتمام العلمي بشكل رئيسي بسبب قصر مدته في الغلاف الجوي الكوكبي. ولا يستطيع أن يتحمل ضوء النجوم لفترة طويلة، خاصة في الأجواء الأرضية.
وإذا كان الكوكب الصخري يحتوي على الكثير من الميثان، فيجب أن يكون المصدر ضخما، ما يجعل المصدر الحيوي محتملا. وعلى الأرض، ينتج النشاط البيولوجي كمية هائلة من غاز الميثان.
ويعد الميثان شائعا في نظامنا الشمسي، على الرغم من أنه ليس متوفرا بكثرة بالضرورة. وبقدر ما يستطيع العلماء أن يقولوا، فإن الأمر كله غير حيوي. ويمكن لعملية تسمى "السربنتينية" أن تفسر ذلك.
وتعد السربنتينية عملية طبيعية غير حيوية تتضمن الماء وثاني أكسيد الكربون ومعدن الأوليفين الشائع على الأرض، وهو المكون الأساسي للوشاح العلوي لكوكبنا. ووُجد أيضا على القمر والمريخ، وعلى بعض الكويكبات.
واكتشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي مؤخرا غاز الميثان في الغلاف الجوي لـWASP-80b، وهو عملاق غازي تبلغ كتلته نحو نصف حجم كوكب المشتري. ويدور حول نجم تسلسل رئيسي من النوع K يبلغ عمره نحو 1.5 مليار سنة.
ونظرا لأن WASP-80b عملاق غازي، فإن اكتشاف الحياة هناك مستبعد، باستثناء بعض سيناريوهات الخيال العلمي. كما أن الأوليفين، المصدر غير الحيوي الأكثر شهرة للميثان، مستبعد أيضا نظرا لأن WASP-80b ليس كوكبا صخريا.
والآن، يمكن مقارنة الكوكب الخارجي بالأغلفة الجوية التي تحتوي على الميثان في أورانوس ونبتون في نظامنا الشمسي.
وتقدم ورقة بحثية جديدة نشرت في مجلة Nature اكتشافا بعنوان "الميثان في الغلاف الجوي للكوكب الخارجي الدافئ WASP-80b".
وتبلغ درجة حرارة WASP-80b نحو 550 درجة مئوية.
ويوضح معدو البحث أن درجة حرارة WASP-80b تضعه في "نظام انتقالي مثير للاهتمام حيث تتنبأ نماذج كيمياء التوازن بأنه يجب أن تكون هناك خصائص CH4 وCO/CO2 يمكن اكتشافها في أطياف انتقال وانبعاث الكوكب".
ويعد WASP-80b قريبا جدا من نجمه القزم الأحمر، ويستغرق مداره ثلاثة أيام فقط.
واستخدم علماء الفلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي لدراسة الضوء المدمج من النجم والكوكب في حالات العبور والكسوف.
ولم يكن هناك الكثير من اكتشافات غاز الميثان في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية بواسطة التلسكوبات مثل هابل وسبيتزر. وبما أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي اكتشف غاز الميثان، فهذا يثير سؤالا مهما.
لذا، إذا استمر علماء الفلك في اكتشاف غاز الميثان في المزيد من الأغلفة الجوية للكواكب الخارجية، فقد نضطر إلى تغيير تفكيرنا حول الميثان باعتباره بصمة حيوية.
ويوضح الباحثون أن العثور على الكواكب الخارجية التي تحتوي على غاز الميثان في غلافها الجوي يساعد أيضا على فهم نظامنا الشمسي.
وكتبوا: "لدى وكالة ناسا تاريخ في إرسال المركبات الفضائية إلى عمالقة الغاز في نظامنا الشمسي لقياس كمية الميثان والجزيئات الأخرى في غلافها الجوي. الآن، من خلال قياس الغاز نفسه في كوكب خارج المجموعة الشمسية، يمكننا البدء في إجراء مقارنة ومعرفة ما إذا كانت التوقعات من النظام الشمسي تتطابق مع ما نراه خارجه".
ويقول الباحثون أيضا إن قياس غاز الميثان إلى جانب الماء يساعد في تحديد كيفية ومكان تشكل الكوكب.
وسيساعدنا اكتشاف غاز الميثان في الكواكب الخارجية على بناء فهم شامل أفضل للأجواء الجوية للكواكب الخارجية.
ويستعد تلسكوب جيمس ويب الفضائي للعب دور رئيسي في بناء معرفتنا بالميثان والغلاف الجوي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نظام بناء مليار الغلاف الجوى الاهتمام اكتشافات اكتشاف غاز ثاني أكسيد الكربون تلسکوب جیمس ویب الفضائی فی الغلاف الجوی نظامنا الشمسی
إقرأ أيضاً:
الوحدة اليمنية في ذكراها الـ35 محطات ومنعطفات مؤثرة وتمسك خارجي وخجل داخلي (تحليل)
حلت الذكرى الخامسة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية هذا العام في ظل أجواء مختلفة، ومتغيرات عديدة، يعيشها اليمن، سواء في ساحته الداخلية، أو على المستوى الخارجي.
تحققت الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م، لتصبح ميلادا للجمهورية اليمنية، بعد عقود من التشطير، وجاءت كمحصلة لنضال اليمنيين في حكومة الشطرين سابقا، وكانت بمثابة حدث استثنائي في تاريخ اليمن، والوطن العربي، والعالم.
مثلت الوحدة منعطفا مهما في مسيرة اليمن، وشكلت واقعا جديدا، أنهى حقبة من الصراع بين الشطرين، وفتح المجال أمام الدولة الواحدة، وشهدت البلاد متغيرات جديدة، لعل أبرزها مشاريع التنمية التي شهدت نقلة نوعية في عدة محافظات، خاصة المدن الواقعة في جنوب اليمن، وذلك قياسا بما كان عليه وضعها السابق.
ومثلما أفرزت الوحدة واقعا سياسيا مبنيا على التعددية السياسية، فقد أسهمت عوامل عديدة في تحويلها لمادة جدلية، لعل في مقدمتها حرب صيف 94م، والتي سبقها أزمة سياسية داخلية، أفضت إلى إعلان نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض فك الارتباط، ما دفع بالوضع إلى التوتر العسكري، الذي انتهى بدحر الانفصال.
كان انتهاء مشروع الانفصال بمثابة فرصة لبناء واقع جديد في اليمن، يقوم على العدالة والمساواة، والحقوق، لكن التطورات السياسية، ومرحلة ما بعد الحرب، أوجدت قضايا عالقة وشائكة متصلة بالوحدة، تسببت بشكل تدريجي في عملية احتقان، ما لبثت أن تطورت إلى مواقف معلنة، أبرزها تشكل الحراك الجنوبي، الذي رفع مطالبه باستعادة بعض الحقوق، ثم تحولت لأصوات تطالب بالانفصال من جديد.
تعامل نظام صالح مع تلك الدعوات تارة بمحاولة الاحتواء، وتارة بالتصدي والتطويق، لكن ذلك لم يفلح في إسدال الستار على المظالم التي أعقبت حرب 94م.
ومع خروج صالح من السلطة في العام 2011 تحت الضغط الشعبي النابع من الثورة الشعبية، شهدت البلاد منعطفا جديدا، فمن جهة تشكلت حكومة جديدة بموجب تلك الثورة، والمبادرة الخليجية، وما تلاها من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، باعتبار ذلك يعيد الاعتبار للوحدة اليمنية، من خلال مصالحة شاملة، وتوجه لدولة ذات أقاليم متعددة، تعالج كل مخلفات المرحلة السابقة.
غير أن الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي وحليفها آنذاك الرئيس السابق علي عبدالله صالح في إسقاط صنعاء في الـ21 من سبتمبر 2014، وما أعقب ذلك من حرب داخلية، ثم التدخل العسكري السعودي في الـ26 من مارس 2015 لمواجهة ذلك الانقلاب فتح الباب مجددا أمام الأصوات الانفصالية، خاصة مع التدخلات الخارجية التي دعمت ومولت كيانات انفصالية في عدن، ولعل من أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحظى برعاية إماراتية صرفة.
هذا الواقع الجديد في اليمن، ما بين الحرب المستمرة مع الحوثيين، وتمسكهم بنطاق جغرافي معين، ثم الأداء الذي اتسمت به الحكومات المتعاقبة للشرعية، سواء في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي، أو مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي، ثم الأجندة الخارجية جعل من الوحدة اليمنية موضوعا للجدل الذي يتكرر كل عام.
وأدت هيمنة المجلس الانتقالي على مدينة عدن التي تعد عاصمة مؤقتة للحكومة اليمنية، من الناحية العسكرية والأمنية، وتحكمه بالمشهد العام هناك إلى إضعاف الحكومة اليمنية، وتراجع دورها المتمسك بالوحدة اليمنية، وتحولها لاحقا للتماهي مع الأجندة الانفصالية، وصمتها عن مجمل الإجراءات التشطيرية التي مارسها ولا يزال المجلس الانتقالي.
لم يصدر عن الحكومة اليمنية أي تبرير لهذا الصمت المغري للانتقالي في مواصلة مناوئته للوحدة، رغم أنه شريكا في الحكومة والمجلس الرئاسي، لكن المؤشرات تشير إلى أن الحكومة والرئاسي يتعاملون مع أجندة الانتقالي المهددة للوحدة بنوع من الصمت وغض الطرف، وتجنب الصراع معه، واعتبار المواجهة حول هذا الأمر ليست ذات أولوية، كون المعركة مع جماعة الحوثي لاتزال مفتوحة، وهو ما تلمسه في خطابات العليمي بذكرى الوحدة سنويا.
غير أن هذا المنطق يعكس حالة من الضعف التي تعصف بالمجلس تجاه قضية الوحدة اليمنية، ويعود ذلك للعديد من الأسباب، أولا باعتبار المجلس الرئاسي بما في ذلك الانتقالي يعملون لصالح الدول التي شكلت ورعت المجلس، بما في ذلك السعودية والإمارات، وهي الدول المتحكم بالمشهد العام باليمن، وهو ما أخرج قضية الوحدة من يد اليمنيين إلى كف هذه الدول.
السبب الثاني يعود لخطأ التصور لدى مجلس القيادة الرئاسي باعتبار الوحدة شأنا ثانويا، لا يستحق الالتفات الآن، وتركيزه على معركة الحوثيين، وهو ما يهدد بخسران المعركتين معا، خاصة مع عدم وجود أي خطوات فعلية لإنهاء المعركة مع الحوثيين سواء سياسيا أو عسكريا.
تماهي مجلس القيادة الرئاسي وصل إلى مرحلة من الخجل في الحديث والدفاع عن الوحدة، وبات يرتفع عاما بعد آخر، ومن أبرز مظاهر هذا التماهي، غياب أي أنشطة رسمية في مدينة عدن، بل وصل الأمر إلى حد حدوث جدل حول الإجازة الرسمية في هذه الذكرى، ومعارضة الانتقالي لمنح موظفي الدولة إجازة رسمية.
ومن المظاهر أيضا صمت مجلس القيادة الرئاسي تجاه دعوات الانتقالي ضد الوحدة، وإساءاته المتكررة، ومجاهرته بمطلب الانفصال، وشروعه في تنفيذ هذا المشروع عبر العديد من الكيانات المدنية والعسكرية التي استنسخها وجيرها لمصلحته، وحولها لكيانات تشطيرية.
تجنب مجلس القيادة الرئاسي الصدام مع الانتقالي حول الوحدة اليمنية، واتخذ رئيسه رشاد العليمي محاولات لتخفيف الاحتقان، وهي امتداد لما فعله من قبل الرئيس هادي، ومن ذلك إعادة مبعدين إلى وظائفهم، غير أن ذلك لم يفلح في احتواء الوضع، بل قدمه المجلس الانتقالي كثمرة لنضاله.
العليمي سعى لتسويق خطاب جديد يتعلق بالوحدة اليمنية في الوقت الراهن، وظهر ذلك في خطابه الأخير بالذكرى الـ35، عندما تحدث عن شراكة جديدة في السلطة، تقوم على العدالة، وهذا يعد تعريض بسياسة الرئيس السابق صالح، وإدانة له، وهذا الحال نفسه ما ألمح له الرئيس هادي من قبل في خطاباته عن الوحدة، عندما كان يبشر بحلول جديدة للقضية الجنوبية، مختلفة كليا عن عهد صالح.
اليوم تحل ذكرى الوحدة اليمنية في ظل انقسام داخلي، ومهددات خارجية، وموجة من التحريض التي تسيء للوحدة ذاتها وتنال منها، وتقدم التبريرات المغلوطة عنها، وتسعى للنيل منها، وقتلها في وجدان اليمنيين، في ظل تراخي من يفترض الدفاع عنها، وتفنيد كل المغالطات التي تطالها.
هذا العام كان الحضور الرسمي باهتا، وانحصر في خطاب لرشاد العليمي، تضمن العديد من الرسائل والوعود، وغابت الأنشطة المتصلة بإحياء هذه الذكرى على المستوى الرسمي، باستثناء الفعاليات التي أقامتها بضع سفارات في عدة دول.
أما جماعة الحوثي فقد حولت المناسبة هي الأخرى إلى مجرد خطاب ألقاه مهدي المشاط رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى في صنعاء، الذي يعد أعلى هيئة سياسية لحكومة الحوثيين.
خطاب المشاط تضمن هو الآخر عدة رسائل موجهة للداخل والخارج، انطلاقا من أجندة الجماعة وموقفها، والتطورات التي تعيشها، لكن مظاهر الاحتفاء بذكرى الوحدة على المستوى الشعبي كان هو الأخر مغيبا.
ما بدا ملاحظا في هذه الذكرى هو الاحتفاء من الدول الخارجية، التي هنأت اليمن بهذه المناسبة، وجددت التأكيد على دعمها وأهميتها، وهو ما غاب فعليا في مواقف مختلف الأطراف اليمنية الداخلية.
وعلى مستوى الكيانات المحلية احتفل مجلس شباب الثورة اليمنية في أكثر من محافظة بهذه الذكرى، وأحياها في مهرجانات شعبية بحضور جماهيري، كما ظهر رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية الشيخ حمود المخلافي في كلمة مسجلة بذكرى الوحدة تضمنت العديد من الرسائل، أبرزها التمسك بالوحدة اليمنية.
ورغم هذه المنعطفات في مسيرة الوحدة اليمنية، والواقع الراهن الذي يعيشه اليمن من انقسام جغرافي وسياسي منذ سنوات إلا أن الوحدة نفسها كمشروع لاتزال حية في وجدان اليمنيين، وتحضر فقط كمشروع خارجي تنفذه أيد محلية، سعت لتشويهها، بينما على المستوى الشعبي ظلت قائمة، خاصة مع افتقاد أعدائها للمشروع البديل، وتقديمهم نموذج سيء في الإدارة والحكم طوال الفترة الماضية.