تشكل الشركات الناشئة في دولة الإمارات، رافدا أساسيا لدفع عجلة الابتكارات والتنمية المستدامة، ولا سيما الابتكارات المرتبطة بالقضايا المناخية والبيئية، حيث تتبنى معظم الشركات الناشئة في الدولة أفضل الحلول البيئية التي تدعم مزيج الطاقة، بالإضافة إلى توافق مستهدفاتها مع استراتيجية الإمارات للحياد الكربوني بحلول 2050.

وتسعى الشركات الناشئة العاملة في مجال تكنولوجيا المناخ للحد من الانبعاثات الكربونية، ودعم الجهود المحلية والدولية لخفض تداعيات التغير المناخي والبيئي، وذلك من خلال التنويع في ابتكار منتجات مستدامة تستهدف فئات المجتمع كافة، بداية بالأفراد ووصولا إلى الحكومات والشركات الكبرى المحلية والعالمية.

 

بيئة داعمة

وتقع هذه الشركات ضمن أولويات الدولة كونها ركيزة أساسية للانتقال إلى القطاعات الخضراء؛ إذ تسهم كل الشركات التكنولوجية الناشئة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في الإمارات، وتعد مساهما فاعلا لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية بالإضافة إلى تعزيز الناتج المحلي للدولة. ووفقا لمنظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي “HUB71″، فقد جمعت الشركات الناشئة التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها تمويلات بلغت 5.1 مليار درهم بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، ما يعكس مكانة أبوظبي حاضنة للشركات الناشئة الواعدة في القطاعات المختلفة، كما جمعت الشركات الناشئة في الإمارات بشكل عام أكثر من 371 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 من 109 مستثمرين، وذلك وفقا لتقرير صادر عن منصة بيانات الشركات الناشئة “Magnitt”.

 

مساهمات HUB71

وبدورها تدعم “Hub71” طموحات النموّ لدى شركات التكنولوجيا الناشئة في جميع أنحاء العالم، وتعمل على تطوير ونشر تطبيقاتها المتطوّرة في القطاعات المختلفة، وقد ضمت حتى الآن، أكثر من 260 شركة ناشئة تنتمي لأكثر من 50 دولة، من تلك التي اختارت إمارة أبوظبي منطلقًا لنموّها الإستراتيجي في المنطقة.

ويحظى مجتمع الشركات الناشئة في “Hub71” بدعم 26 شريكًا في السوق، و21 شريكًا حكوميًا، و41 صندوقًا لرأس المال المغامر والمستثمرين، و44 مؤسسة عائلية، وتوفّر المنظومة بيئة مناسبة للشركات الناشئة في مختلف مراحل تطوّرها، لتسهيل وصولها إلى الأسواق، وتمكينها من الحصول على التمويل، وضمان ملاءمة منتجاتها للسوق، وتزويدها بتوجيهات الخبراء والدعم التشغيلي والاستشارة.

وتتوزع الشركات الناشئة في “Hub71” على أكثر من20 قطاعًا، إلا أن التكنولوجيا المناخية والاستدامة هما من القطاعات ذات الأولوية، التي يمكن أن تسهم فيها التكنولوجيا إلى حدّ كبير في تسريع الوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050؛ حيث تلتزم “Hub71” بدعم الشركات الناشئة المبتكرة التي تسعى بنشاط نحو المساهمة في بناء مستقبل مستدام.

 

الشركات الناشئة المناخية في HUB71

وتضمّ منظومة “Hub71 للتكنولوجيا العالمية”، 14 شركة ناشئة تعمل في مجال الاستدامة وتنتمي إلى 9 دول؛ هي دولة الإمارات وإيطاليا وجنوب إفريقيا وهونج كونج وسنغافورة ومصر والمملكة المتحدة وفنلندا والولايات المتحدة الأمريكية، في حين من المتوقع أن يرتفع هذا العدد في العام المقبل.

 

وتتوزع هذه الشركات على شركتين ناشئتين في مجال التكنولوجيا المناخية، هما “Acquaii” و”Carbonsifr”، و4 شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا النظيفة، هي “Green Future Project” و”44.01″ و”Archireef” و”FortyGuard”، و3 شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الغذائية، هي “HereGo” و”iFarm” و”RevolTech”، بالإضافة إلى 3 شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، هي “Producers Market” و”Platfarm” و”Sustainable Planet”، وشركتين ناشئتين في مجال التكنولوجيا المالية، هما “ACX” و”Momint”.

 

تنافسية الحياد المناخي

وتستفيد “Hub71” من قوة الشراكات في دعم تطوير الشركات الناشئة، التي تسعى إلى التحقّق من سلامة منتجاتها وتحسينها بصورة تؤثر إيجابًا على البيئة والمناخ، وهي تحرص وقبيل انعقاد مؤتمر الأطراف “COP28” في دبي نهاية الشهر الجاري، على الارتقاء بدور الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المناخية والاستدامة في أبوظبي، وذلك من خلال تسليط الضوء على مساهماتها، ودعم جهودها الهادفة إلى تسريع عملية إزالة الكربون، والوصول إلى الحياد المناخي في المستقبل.

 

طموحات واعدة

من ناحيتها، تحرص شركة “Yellow Door Energy” التي تتخذ من دبي مقرا لها، على النهوض بمسؤولية الطاقة المتجددة على مستوى الشركات الناشئة، حيث تتطلع إلى زيادة محفظتها من أصول الطاقة المتجددة إلى مليار دولار بحلول عام 2025.

جدير بالذكر أن الشركة امتلكت أصولا من الطاقة النظيفة بقيمة 100 مليون دولار في 2021، وهي تختص بإدارة مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العديد من البلدان بما فيها الإمارات.

كما تحتضن مدينة مصدر في أبوظبي عددا من الشركات الناشئة كشركة “Volts”، التي تعد أول شركة ناشئة تعمل في مجال تسريع برامج التكنولوجيا النظيفة في المنطقة، بالإضافة إلى شركة “Forty Guard” التي تعمل على مكافحة تأثير الانبعاثات الحرارية.وام

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

السياحة في أبوظبي: رحلة نحو التميز والأصالة

على مر السنوات، شهدت إمارة أبوظبي، الجوهرة اللامعة في الإمارات العربية المتحدة، نمواً مذهلاً في صناعة السياحة. بفضل استراتيجياتها الرائدة والاستثمارات الضخمة، تحولت أبوظبي إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم. دعونا نستكشف رحلتها نحو التميز السياحي والنمو المستمر.

الاستراتيجيات الرئيسية

أحد أسباب نجاح أبوظبي في قطاع السياحة هو التركيز الحكومي على تطوير البنية التحتية السياحية وتنويع المنتجات السياحية. تبنت الحكومة الإماراتية استراتيجيات طموحة من بينها:

 

·        تطوير البنية التحتية: تم الاستثمار بشكل كبير في تطوير البنية التحتية السياحية مثل الفنادق الفاخرة، والمرافق الترفيهية، والمتنزهات، والمطاعم، ومراكز التسوق الراقية.

·        تنويع المنتجات السياحية: قامت أبوظبي بتنويع منتجاتها السياحية لتناسب مختلف فئات الزوار، بما في ذلك السياح العائليين، والمسافرين العمليين، وعشاق الفعاليات الثقافية والرياضية.

·        التسويق الدولي الفعال: تمتلك أبوظبي استراتيجية تسويق قوية تستهدف الأسواق الرئيسية حول العالم، مما ساهم في زيادة الوعي بالوجهة وجذب المزيد من السياح.

·        النمو الاقتصادي والاجتماعي: نتيجة لهذه الاستراتيجيات الرئيسية، شهدت أبوظبي نمواً اقتصادياً واجتماعياً ملحوظاً. فقد زاد عدد السياح الوافدين إلى المدينة بشكل مطرد، مما أدى إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة في القطاع السياحي والقطاعات ذات الصلة.

 

مع ذلك، فإن أبوظبي مليئة بالفرص المستقبلية، خاصةً مع استمرار التطور التكنولوجي وتزايد الطلب على التجارب السياحية الفريدة والمستدامة. بالتأكيد، ستواصل أبوظبي رحلتها نحو التميز السياحي وستبقى واحدة من أكثر الوجهات جذباً للسياح حول العالم.

ما هي أهم المشاريع السياحية في أبوظبي؟

أبوظبي، كواحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، تستضيف العديد من المشاريع السياحية الضخمة والمثيرة التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. من بين أهم هذه المشاريع:

 

·        جزيرة ياس: تعتبر واحدة من أبرز المشاريع السياحية في أبوظبي، حيث تضم العديد من المعالم السياحية والأنشطة الترفيهية في أبوظبي، مثل حلبة سباق الفورمولا 1 "سيركويت ياس مارينا"، ومتنزه ياس ووتر وورلد، ومنتجعات فاخرة مثل فندق دبليو أبوظبي.

·        جزيرة السعديات: تتميز بوجود العديد من المنتجعات الفاخرة والشواطئ الرملية الجميلة، بالإضافة إلى العديد من المعارض والمتاحف مثل متحف اللوفر أبوظبي ومتحف السينما العالمي.

·        مدينة سي وورلد أبوظبي: تتميز المدينة باحتوائها على أكبر حوض مائي متعدد الأنواع في العالم، كما يوجد بها العديد من الألعاب التفاعلية التعليمية  لمعرفة المزيد من المعلومات عن الكائنات البحرية والجهود المبذولة من الدولة لإعادة تأهيل الحيوانات البحرية والحفاظ عليها.

·        مشروع النهضة الثقافي: يتضمن هذا المشروع إنشاء مرافق ثقافية وفنية رائعة مثل متحف غوغنهايم أبوظبي، ومتحف الشاطئ في أبوظبي، ومركز الموسيقى الوطني، مما يعزز الحياة الثقافية والفنية في المدينة.

كيف نجحت أبوظبي في استخدام التكنولوجيا في مجال السياحة

أبوظبي قامت بدمج التكنولوجيا بشكل مبتكر في صناعة السياحة، مما ساهم في تعزيز تجربة الزوار وجعلها أكثر سلاسة وتفاعلية. هناك عدة طرق قامت بها أبوظبي بادخال التكنولوجيا في السياحة:

 

·        التطبيقات الذكية: قامت أبوظبي بتطوير تطبيقات ذكية توفر معلومات مفصلة عن الوجهات السياحية، والفعاليات، والمطاعم، والتسوق في المدينة. تتيح هذه التطبيقات للزوار التخطيط لرحلاتهم بسهولة والعثور على الأماكن التي يرغبون في زيارتها.

·        الواقع المعزز والواقع الافتراضي: تستخدم أبوظبي التكنولوجيا الحديثة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتوفير تجارب سياحية مثيرة. يمكن للزوار استخدام تطبيقات الواقع المعزز لاستكشاف المعالم السياحية بشكل تفاعلي واكتشاف التفاصيل التاريخية والثقافية.

·        التكنولوجيا في المتاحف والمعارض: تمتلك أبوظبي مجموعة من المتاحف والمعارض التي تستخدم التكنولوجيا لتعزيز تجربة الزوار. على سبيل المثال، يمكن للزوار استخدام الأجهزة التفاعلية والشاشات اللمسية في متحف اللوفر أبوظبي لاستكشاف المعروضات بشكل مفصل وتفاعلي.

·        التسوق الإلكتروني والدفع الإلكتروني: تقدم أبوظبي خدمات التسوق الإلكتروني والدفع الإلكتروني في المرافق السياحية، مما يسهل على الزوار شراء التذاكر والسلع التذكارية والوجبات الغذائية بسهولة وسرعة.

·        الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات: يتم استخدام التحليلات الضخمة والذكاء الاصطناعي في أبوظبي لفهم أنماط سلوك السياح وتوجيه الحملات التسويقية بشكل أفضل، وتحسين تجربة الزوار.

 

باستخدام هذه التقنيات والتطيقات الحديثة، تسعى أبوظبي جاهدة لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة، وتقديم تجارب فريدة ومبتكرة للزوار من جميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • المغرب يتأهب لمنافسة الشركات العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي
  • التعريف بمفهوم ريادة الأعمال في مدارس جنوب الشرقية
  • إيفي: المغرب تحول للبديل الأمثل للشركات الأوروبية والإسبانية لتوطين صناعاتها
  • قطاع التكنولوجيا في إسرائيل.. انتعاش هش ومخاطر تلوح في الأفق
  • “تريندز” ومركز الصين لتطوير صناعة المعلومات CCID يستعرضان التعاون البحثي
  • تعاون بين «الصناعة» و«الاتحاد لائتمان الصادرات» و«شراع» لدعم الشركات الناشئة
  • الوفود الافريقية: جيتكس إفريقيا المغرب تظاهرة غير مسبوقة على المستوى القاري
  • تعاون بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة و”الاتحاد لائتمان الصادرات” و”مركز الشارقة لريادة الأعمال – شراع” لتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة في القطاع الصناعي
  • تفاهم بين وزارة الدفاع و«الإمارات للشركات الدفاعية»
  • السياحة في أبوظبي: رحلة نحو التميز والأصالة