كلمة الحق لا تنُسى، المواقف الإنسانية التي تأتي في وقتها أيضًا تُسجل في كتب التاريخ، ليست فقط الأهداف التي تجعل لاعب الكرة عالق في الأذهان؛ بل الإنسانية ترفع صاحبها ومحمد أبو تريكة أثبت مرارًا وتكرارًا أنه رجل كلمة حق، وصاحب قضية يُدرك تمامًا دوره في الحياة لا يهاب أحد ولا يخشى شئ، لم يصمت وقت الحاجة، ومن هذا المنطلق نكشف لكم من خلال "الفجر الرياضي" 5 مواقف لا تُنسى للأسطورة الأهلاوية أبو تريكة.

مطالبة لمقاطعة المنتجات الفرنسية بسبب الرسولمحمد أبو تريكة

قامت فرنسا بنشر رسومات تُسئ للنبي محمد مما أثار غضب المسلمين وعلى إثر ذلك طالب محمد أبو تريكة المسلمين في جميع الدول بمقاطعة منتجات فرنسا.

حيث قال أبو تريكة في استوديو "بي إن سبورتس"، وخاصة في أكتوبر 2020: "الإرهاب لا يرتبط بدين محدد، ولا يوجد خطاب قديم وحديث في الإسلام، حاكم الشخص على تصرفه، ولا تحكم على المنهج، المنهج ثابت ونزل من عند الله سبحانه وتعالى، الأفراد في بعض الأحيان تكون خاطئة، إلا النبي وإلا ديانة الإسلام، نحن نحترم الديانات الأخرى".

وتابع: "قاطع المنتجات الفرنسية وكل من يسيء للإسلام وللنبي محمد، نحن نملك قوة في أيدينا، نحن نلجأ لله، وعلى الشعوب أن تتخذ موقفًا قويًا بعيدًا عن الحكومات".

دفاع أبو تريكة عن مسعود أوزيل في دعم مسلمي الإيجورمحمد أبو تريكة - مسعود أوزيل

ندد اللاعب الألماني نجم آرسنال ومنتخب المانيا مسعود أوزيل  بصمت الأمة الإسلامية تجاه قضية الأويغور، متهما مسلمي العالم بالتخلي عن الأقلية الصينية.

وكان محمد أبو تريكة أول الداعمين له حيث قال في استوديو "بي إن سبورتس" في شهر ديسمبر 2019: "أوزيل يحارب غول اقتصادي وهو الصين، أوزيل رفض عرضًا في بداية الموسم للانضمام للدوري الصيني بالرغم من ضعف راتبه مع أرسنال".

وأضاف: "يدفع أوزيل الآن ثمن موقفه القوي والشجاع، نحن لا نلوم أوزيل بل نلوم العالم المخيف الذي يحارب كل من له رأي وكل من له قضية يحارب من أجلها، بالنسبة لي أوزيل قدم نموذجًا للرياضي صاحب الضمير الحي الذي يملك الشجاعة، التي لا نملكها نحن، أشكره على هذا الموقف، أشكره على أنه أصبح قدوة للرياضيين وأنه عبر عن رأيه".

 دعم تريكة لرياض محرز ودفاعه عن فلسطينمحمد أبو تريكة - رياض محرز

أشاد محمد أبو تريكة برياض محرز ولم يكن هذا الموقف هو الأول تجاه الشعب الفلسطيني بل مواقفه عديدة تجاه تلك القضية، أبرزها ارتدائه قميص "تعاطفًا مع غزة" بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2008.

حيث أشاد بموقف رياض محرز نجم الجزائر ومانشستر سيتي لحمله لعلم فلسطين خلال تتويجه مع ناديه بلقب الدوري الإنجليزي.

حيث قال: "العدوان على غزة أظهر لنا الوجه المشرق من الرياضيين وكشف معادن النجوم، وكذلك رأينا بعض ما يدعو للتفاؤل من الغرب، القضية الفلسطينية هي بوصلة الأمة، ويجب التضامن معها إنسانيًا، بالمال وبالمواقف وبالدعاء وبكل ما نملك".

وأكمل: "محرز يجول بعلم فلسطين في لحظة التتويج، تلك اللحظات هي الباقية والخالدة في أذهان الناس، المواقف الإنسانية، أنت لست لاعب كرة فقط، بل عليك التحول في مجال عملك إلى قدوة ومثال ولصاحب رسالة، وأقول للمشاهدين نعم نحن رياضة لكننا لسنا استوديو رياضي فقط، هناك حرب على إخواني وعلي مساندتهم ولو بالكلمة وأن أبرئ نفسي أمام الله، نحن سنحاسب عن الاسم والمال والشهرة التي منحها الله لنا، ما الذي قدمناه للأمة؟".

 موقف انسحاب تريكة من الاستوديو التحليلي بسبب إصابة مشجع نيوكاسلمحمد أبو تريكة

اندهش الجميع بسبب موقف أبو تريكة في استوديو مباراة نيوكاسل وتوتنهام في الدوري الإنجليزي الذي طلب الانسحاب ومغادرة الاستوديو بعد إصابة أحد مشجعي نيوكاسل بنوبة قلبية ونقله للمستشفى.

حيث قال: "لم أكن راضيًا عن نفسي بعد استكمال مباراة الدنمارك وفنلندا التي أصيب بها كريستيان إيريكسين، ولذا أستأذنكم والمشاهدين في عدم قدرتي استكمال اللقاء لأنني خرجت من الأجواء".

 أبو تريكة يوجه رسالة شديدة اللهجة للعالم بسبب الصمت على القضية الفلسطينية

علق محمد أبو تريكة لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، على الأحداث التي تشهدها غزة من الإحتلال الصهيوني، وذلك بعد عودته للظهور مجددًا عبر قنوات بي إن سبورت.

وقال أبو تريكة عبر قناة "بي إن سبورتس": " أنا لست بخير ما دام غزة ليست بخير، 50 يومًا العالم المنافق صامت، 50 يومًا 20 ألف شهيد ماتوا".

وتابع: "50 يومًا 8 آلاف طفل فلسطيني استشهدوا، 50 يومًا عديد من آلاف النساء استشهدوا، والعالم صم بكم فهم لا يفقهون".

وأردف: "كشفناكم غزة كشفت الجميع، غزة كشفت عورات وسوءات العالم، العالم الذي يقول على نفسه حر، كيف يكون حرًا هذه هي القضية الوحيدة في العالم الحق فيها واضح والباطل معروف، وأنتم تصمتون عن الباطل ولا تنصرون الحق".

واختتم: "والله العظيم لننصر الحق، فلتحيا فلسطين فلتحيا فلسطين فلتحيا فلسطين".

في حب فخر العرب الحقيقي..
أبو تريكة ❤️ pic.twitter.com/7YH114fij9

— Nadim Al-Mallah (@NadimMallah) November 25، 2023

مواقف أبو تريكة تجاه الحق لا تُعد ولا تحصى، ولكنه في كل مرة يثبت للعالم ولذاته أولًا أن الكلمة في الحق صوتها عالي حتى ولو أراد الجميع أن لا يتفوه بها، ليُثبت مقولة أن من حبه ربه حبب فيه خلقه.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أبو تريكة محمد أبو تريكة منتخب ألمانيا الدنمارك بي ان سبورتس منتخب مصر الفجر الرياضي نجم الجزائر المواقف الإنسانية غزة فلسطين محمد أبو تریکة حیث قال

إقرأ أيضاً:

هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟

تتداعى في زماننا أركان العدالة، وتنزف فلسطين دما تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، يتردد صدى حكمة إلهية تهز الضمائر: "إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر" (رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث، الذي نقله أبو هريرة رضي الله عنه، يفضح حقيقة مريرة: الله قادر على نصرة الحق بأيدٍ لم تكن يوما من أهله، بينما يقف أبناء الأمة، الذين حملوا فلسطين في قلوبهم لقرون، متفرجين أو متخاذلين.

ترفع إسبانيا والنرويج وأيرلندا راية فلسطين، جنوب أفريقيا تتحدى الاحتلال في محكمة العدل الدولية، وشعوب الغرب تهتف في شوارع لندن وباريس وبالمو ولاهاي وامستردام، بينما يرقص بعض حكام العرب على أنغام التطبيع، غارقين في أوهام المصالح، تاركين غزة تنزف وحيدة. أين مروءة الأمة؟ أين صوت العروبة الذي هزّ العالم يوما؟

هل استبدل الله قوما بقوم، كما وعد في قوله: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْما غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد: 38)؟ هذا المقال ليس مجرد تحليل، بل صرخة غضب في وجه التخاذل العربي، ودعوة لاستعادة الكرامة.

إن فلسطين ليست قضية شعب، بل جرح الأمة النابض، واختبار لضميرها. فهل ستظل الأمة صامتة، أم ستستيقظ لتحمل لواء الحق، قبل أن يُسجل التاريخ خيانتها لدماء الشهداء وخذلانها لأهل فلسطين والقبلة الأولى ومسرى رسولها؟

الاستخدام والاستبدال في الإسلام: حكمة إلهية في زمن الأزمات:

يحذر الله في القرآن الكريم بقوله: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْما غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد: 38). هذه الآية ليست عقوبة في حد ذاتها، بل نظام إلهي يعكس عدل الله وحكمته.

مفهوم "الاستخدام والاستبدال" يتجاوز فكرة الجزاء إلى رؤية عميقة: الله قادر على استخدام أي أداة، حتى لو كانت بعيدة عن الإيمان، لتحقيق مقاصده. الحديث النبوي: "إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر".. تتجسد هذه الحقيقة هذه الأيام كما شهد التاريخ الإسلامي على قادة وسياسيين لم يكونوا على الصراط المستقيم، لكنهم كانوا أدوات لنصرة الحق.

أما في سياق القضية الفلسطينية، نرى هذا المبدأ يتجلى بوضوح، شعوب وحكومات من أوروبا وجنوب أفريقيا، بل وحتى أفراد من خلفيات بعيدة عن الإسلام، يقفون في طليعة المدافعين عن فلسطين، بينما تتخاذل حكومات للأسف عربية عن دورها التاريخي.

هل هذا استبدال إلهي؟ أم دعوة للأمة لاستعادة مكانتها؟

لا يدعو الإسلام إلى اليأس، بل إلى العمل. فالقضية الفلسطينية، برمزيتها الدينية والإنسانية، اختبار للأمة:

هل ستظل تنتظر نصرا من الخارج، أم ستستلهم قوتها لتكون أداة الله في نصرة الحق؟

الاستبدال ليس نهاية، بل تحذير لمن أضاعوا الأمانة أن يستعيدوا دورهم قبل أن يُسجل التاريخ تخاذلهم.

أوروبا تقود الدفاع عن فلسطين: تحولات غير متوقعة:

أصبحت عواصم أوروبا، وهي التي ارتبطت لعقود بدعم الاحتلال الإسرائيلي أو الصمت حياله، وأحيانا كثيرة كأنها تسمع أخبار عن أناس من كوكب آخر؛ ساحات لنصرة فلسطين، في مشهد يثير الدهشة والغضب.

ففي أيار/ مايو 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة هزت الدبلوماسية الغربية. هذا القرار لم يكن مجرد إعلان، بل صرخة ضد عقود من التواطؤ مع كيان يغرق في جرائمه. هذه الدول، التي كانت جزءا من تحالفات داعمة لإسرائيل سواء بالمال أو السلاح الذي لم ينقطع عن دولة الاحتلال لحظة، اختارت الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، مضحية بعلاقات تجارية وسياسية مع الاحتلال.

ففي أروقة البرلمان الأوروبي ارتفعت أصوات تطالب بتجميد اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، مستندة إلى انتهاكاتها في غزة ورفح، فقادت إسبانيا هذا الحراك، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى دعم قرارات محكمة العدل الدولية، التي أمرت في أيار/ مايو 2024 بوقف العمليات العسكرية في رفح. هذه الخطوات كانت مدعومة بحراك شعبي غير مسبوق، من لندن إلى مدريد، ومن برلين إلى لاهاي، خرجت مظاهرات عارمة تحمل أعلام فلسطين وتندد بالإبادة الجماعية. شباب أوروبا، الذين كانوا بعيدين عن هموم الشرق الأوسط، أصبحوا صوتا مدويا للعدالة، مستلهمين قيم الإنسانية التي تجاوزت الحدود، وكيف لا وعلى أرض أوروبا أنشئت حركة مناهضة الصهيونية وغيرها من الحركات والتكتلات التي أفاقت أوروبا من سباتها على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، فحرك الطلاب في الجامعات الأمريكية والأوروبية الماء الراكد في بحيرة أسهم الاستثمارات في فلسطين المحتلة.

في مفارقة لتجسد حقيقي للمبدأ الإلهي (الله ينصر الحق بمن يشاء)، أصبحت شعوب أوروبا، التي لا تربطها بالقضية روابط دينية أو قومية، أكثر جرأة من حكومات عربية، لكن هذا الدعم الأوروبي لا يحل محل الدور العربي، بل هو تحدٍ للأمة لاستعادة مكانتها، مستلهمة حكمة الله في نصرة الحق.

جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية: صوت الحق من أطراف العالم:

برزت جنوب أفريقيا كمنارة للعدالة، حاملة لواء فلسطين أمام محكمة العدل الدولية. في كانون الأول/ ديسمبر 2023، رفعت دعوى تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، مستندة إلى مجازر غزة. قرار المحكمة في كانون الثاني/ يناير 2024، الذي طالب إسرائيل بمنع أعمال الإبادة وتسهيل المساعدات، كان ضربة قانونية للاحتلال. وفي أيار/ مايو 2024، أمرت المحكمة بوقف العمليات في رفح، في خطوة أعادت الأمل لمن يؤمنون بالقانون الدولي.

كانت هذه الدعوى تعبيرا عن إرث جنوب أفريقيا في مقاومة الأبارتهايد، الشعب الذي عانى التمييز العنصري يرى في فلسطين مرآة لنضاله.

وعلى الجانب الآخر من الكوكب في أمريكا اللاتينية، قطعت دول مثل كولومبيا وبوليفيا علاقاتها مع إسرائيل، فيما أعلنت تشيلي وهندوراس دعمهما لتحركات جنوب أفريقيا. هذه الدول، من أطراف العالم، أصبحت صوتا مدويا لفلسطين، في وقت يغرق فيه العالم العربي في صمت رسمي ووحل مستنقع التطبيع مع المحتل. إنها لحظة تؤكد أن الله يختار من يشاء ليكونوا أدوات نصره، مستلهمين مبدأ الاستخدام الإلهي الذي لا يعرف حدودا.

العرب وحكوماتهم: خيانة المروءة وتلويث العروبة

ينبض قلب الأمة العربية ووجدانها بفلسطين، وهنا يدوي سؤال يمزق الأحشاء:

أين المروءة؟

أين تلك الروح التي هزت العالم يوما تحت راية القدس؟

فالحكومات العربية، التي كانت صوتا موحدا ضد الاحتلال، أصبحت أسيرة حسابات تجارية وخضوع سياسي، تتخلى عن كرامتها باسم المصالح. باستثناء خطوات محدودة لذر الرماد في الوجوه، مثل دعم مصر لدعوى جنوب أفريقيا أو استدعاء سفراء في الأردن، ظل الموقف العربي الرسمي جبانا، بعيدا عن الجرأة التي تتطلبها دماء الشهداء، وعن موقف الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي أوقف حرب في 4 أيام بعد فضل الله وندائه "لن نترك غزة وحدها".

صور الأطفال الممزقين والأمهات الثكالى لم يحرك ضمير الحكام العرب لنجدة إخوانهم. بدلا من ذلك، سارع بعضهم إلى التطبيع مع المحتل، في خيانة صارخة لدماء غزة. الإمارات، التي كانت يوما رمزا للعزة العربية، رمت نفسها في أحضان الاحتلال الصهيوني، فاتحة أسواقها وموانئها لكيان يغرق في دماء الفلسطينيين. بل نادت أصواتها الرسمية باستئصال المقاومة الفلسطينية، واصفة إياها بالإرهاب، في محاولة لقتل روح الصمود التي تحمل راية القدس. هذا التطبيع ليس مجرد تخلٍ عن المروءة، بل طعنة نجلاء في قلب الأمة، وتلويث لعروبتها، وإهانة لكل شهيد سقط دفاعا عن الأرض. أين صوت "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"؟ أم أن بريق الذهب ووهم القوة قد أعمى البصر والبصيرة، تاركا غزة وحيدة تنزف تحت سماء صامتة؟

علي النقيض، لا تزال الشعوب العربية تحمل فلسطين في قلبها. من عمان إلى بيروت، ومن تونس إلى الرباط، خرجت مظاهرات عارمة تندد بالاحتلال، لكن هذا الحراك يصطدم بحواجز القمع السياسي والتردد الحكومي. دول وقّعت اتفاقيات تطبيع، مثل الإمارات والبحرين ودول في طريقها للتطبيع، واجهت غضبا شعبيا عارما، مما يكشف الفجوة بين الشعوب وحكامها. استطلاعات رأي على مدار 17 عاما عن طريق مؤسسات رسمية وغير رسمية عربية وأجنبية بعد ما يزيد عن 4 عقود على اتفاقية العار كامب ديفيد، أظهرت أن ما يزيد عن 85 في المئة مثلا من المصريين أن الاحتلال هو العدو الأول ويجب القضاء على الاحتلال ومحاربته، كما زادت شعبية المقاومة على عكس ما كانت في 2015 من نسبة 60 في المئة إلى 88 في المئة.

فالمروءة التي يرددها الناس ليست شعارا عاطفيا، بل التزام إسلامي بمناصرة المظلوم، لكن هذا الالتزام غائب عن حكومات يقال إنها عربية تخشى مواجهة قوى تدعم إسرائيل، مفضلة الخضوع على الكرامة. هل استُبدل العرب؟ الشعوب لا تزال حية، لكنها مكبّلة بقيود حكامها.

الحديث النبوي يذكّرنا بأن الله قد ينصر الحق بغير المؤمنين، لكنه دعوة للأمة لاستعادة دورها قبل أن يسجل التاريخ عار تخاذلها.

المقارنة بين الشعوب: استبدال أم استنهاض؟

تعد فكرة "الاستبدال" قاسية، لكنها تحدٍ للتأمل. شعوب أوروبا، التي خرجت في مظاهرات في لندن وباريس وبرلين ولاهاي، أظهرت تعاطفا غير مسبوق مع فلسطين. شباب الغرب، عبر منصات مثل إكس، ينشرون صور دمار غزة، صارخين ضد الظلم. هذا الحراك ليس تضامنا عابرا، بل وعي إنساني يتجاوز الحدود.

لم تفقد الشعوب العربية شغفها بالقضية، مظاهرات الأردن ولبنان وتونس والمغرب تثبت أن فلسطين نابضة في وجدان الأمة، لكن هذا الحراك مقيد بقيود سياسية، مما يجعل تأثيره ضعيفا مقارنة بالزخم الدولي.

إن الاستبدال، إن وُجد، ليس للشعوب، بل للأدوار الرسمية. حكومات أوروبية ودول الجنوب العالمي أخذت زمام المبادرة، بينما تخاذل حكام عرب. وهنا يأتي قول الله: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد: 11)، يدعو الشعوب العربية للانتفاضة لاستعادة دورها بالضغط على حكوماتها. التضامن العالمي فرصة، لا بديل عن الدور العربي.

نحو تضامن عالمي يقوده العرب:

فلسطين ليست قضية، بل جرح الأمة النازف منذ 8 عقود واختبار ضميرها. مواقف أوروبا وجنوب أفريقيا تؤكد أن الله ينصر الحق بمن يشاء، لكن هذا النصر لا يعفي العرب من مسؤوليتهم. الاستبدال الإلهي تحذير، وليس حكما نهائيا. الأمة التي حملت راية القدس مدعوة لاستعادة مكانتها، ليس بالشعارات، بل بالأفعال.

دعوة الإسلام للمروءة هي دعوة للوحدة والعمل، فلتتحد الشعوب العربية مع التضامن العالمي، ولتهز أركان الظلم. فلسطين تنتظر أبناءها، لا ليبكوا عليها، بل ليحملوا رايتها بكرامة، مستلهمين حكمة الله في نصرة الحق، ومؤمنين بأن الأمة قادرة على قيادة العدالة والحرية.

مقالات مشابهة

  • رفقًا بالأردن… صوت الحق في زمن الصمت
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • مارتينوس زار باسيل وشكره على دعمه لرئاسة الإتحاد منذ انطلاق الإستحقاق
  • المليشيا علي الباطل وأهل السودان علي الحق
  • أونروا: المساعدات التي ترسل لغزة سخرية من المأساة الجماعية
  • هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟
  • مسيرات حاشدة في البيضاء نصرة لغزة وتنديداً بجرائم الإبادة
  • خبير إستراتيجي: لأول مرة تقف مصر بدون حليف أمام المخاطر التي تواجهها
  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان