يشهد الجنوب السوري في الآونة الأخيرة تطورات ميدانية وسياسية متسارعة، أبرزها التوغل الإسرائيلي داخل بعض المناطق المحاذية لجبل الشيخ.

 وتطرح هذه التطورات أسئلة متعددة حول أهداف إسرائيل العسكرية والسياسية، وتأثير ذلك على المشهد الإقليمي، ولا سيما على لبنان والبقاع وحزب الله. 

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبداللة نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن ما يجري في سوريا اليوم من اعتداءات إسرائيلية وتوغل داخل الجنوب السوري، وخاصة في المحيط الجغرافي لجبل الشيخ، يعكس محاولة إسرائيلية لبسط حزام نفوذ يمتد على طول الجنوب السوري وصولا إلى مشارف دمشق والبقاع اللبناني.

 

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فالمنطقة التي تتحرك إسرائيل داخلها تعد نقطة مفصلية، إذ إن وجودها العسكري هناك يجعل كلا من دمشق والبقاع عرضة لضغط استراتيجي مباشر، ويمنح إسرائيل أفضلية عسكرية مؤثرة في حال نشوب أي مواجهة مستقبلية.

وأشار نعمة،إلى أن تبدو هذه التحركات رسالة واضحة باتجاه لبنان وحزب الله؛ فهي تشير إلى أن إسرائيل، في حال اندلاع حرب بينها وبين حزب الله، ستعمد إلى الدخول من الجهة السورية، أي عبر "الخاصرة السورية"، لقطع التواصل الجغرافي بين البقاع والجنوب اللبناني، وبالتالي محاصرة حزب الله وعزله ميدانيا.

وتابع: "وبحسب الطرح الوارد، فإن إسرائيل على تنسيق مع أحمد الشرع داخل سوريا، وأن العلاقة بينهما ليست متوترة كما قد يتصور، بل على العكس تسير، وفق هذا الطرح، نحو تفاهمات قد تمهد لمرحلة سلام أو تطبيع".

بعد هجوم الاحتلال على بيت جن.. الخارجية التركية تحدد أهداف إسرائيل في سورياوزير إعلام سوريا :دمشق لن تسمح للاحتلال بفرض واقع يستهدف النيل من سيادتها

واختتم: "وتربط هذه القراءة بعودة أحمد الشرع من زيارة إلى البيت الأبيض، عقب لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

إدارة ترامب تخطط لإرسال مبعوثين لخفض التوتر بين إسرائيل و سوريا| تفاصيلمفاجأة استخباراتية.. لماذا يصمت نتنياهو بعد تبادل إطلاق النار في جنوب سوريا؟ طباعة شارك سوريا الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الجنوب السوري التوغل الإسرائيلي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الجنوب السوري التوغل الإسرائيلي الجنوب السوری

إقرأ أيضاً:

بعد ثنائه على الشرع.. هل يلزم ترامب إسرائيل بوقف هجماتها على سوريا؟

تعكس تصريحات الأميركي دونالد ترامب رغبته في دعم استقرار سوريا الجديدة وترسيخ أقدامها لكنها لا تعني أنه سيضغط على إسرائيل لكي توقف عملياتها العسكرية المتواصلة ضدها، كما يقول محللان سياسيان.

فقد أكد ترامب في وقت سابق الاثنين أن الولايات المتحدة راضية تماما عن النتائج التي قال إنها تحققت بسبب العمل الجاد والعزيمة في سوريا، مؤكدا ضرورة عمل إسرائيل على إيجاد حوار قوي وحقيقي مع دمشق.

وشدد ترامب على ضرورة ألا يحول هذا الحوار دون استقرار سوريا وازدهارها، مشيرا إلى أن الرئيس أحمد الشرع "يعمل بجد لضمان حدوث أمور جيدة تضمن تمتع تل أبيب ودمشق بعلاقة طويلة ومزدهرة".

ويعني هذا الحديث أن ترامب لن يدخر جهدا في مساعدة سوريا الجديدة، لكنه لا يعني أنه سيضغط على بنيامين نتنياهو إلى الحد الذي يوقفه عن محاولة فرض رؤيته العسكرية والأمنية على سوريا، كما يقول مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما جوشوا لاندس.

فنتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– لديه تفسيراته الخاصة لما يقوله ترامب، فضلا عن أنه "ليس معجبا بالشرع ولا يراه رجلا قويا أصلا"، حسب ما قاله لاندس في مقابلة مع الجزيرة.

كما أن ترامب يحاول مساعدة سوريا إرضاء للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكن إسرائيل في النهاية هي التي تمتلك التأثير في الناخب الأميركي وليس أنقرة والرياض، كما يقول المتحدث.

ترامب بحاجة لإسرائيل

لذلك، يستبعد لاندس ممارسة ترامب الضغط اللازم لوقف نتنياهو عن توسيع عملياته في سوريا، وخصوصا وأنه منشغل بإنجاح خطته في قطاع غزة ورغبته في منح السعوديين مقاتلات "إف 35"، أكثر من انشغاله بسوريا.

فالتصدي لأحلام نتنياهو بالمنطقة يتطلب من ترامب أمورا، يقول لاندس، إنه لن يكون قادرا على القيام بها حتى لا يخسر دعم اليهود ومناصري إسرائيل في الولايات المتحدة والذين ساعدوه في العودة للبيت الأبيض ولا يزال يعول عليهم في التصدي للديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.

إعلان

ولم يختلف الكاتب والمحلل السياسي عمر إدلبي عن الرأي السابق، بقوله إن سوريا تحاول استثمار موقف ترامب من الحكومة الجديدة والدعم التركي السعودي القطري، من أجل التوصل لتسوية معينة مع إسرائيل.

بيد أن هذه التسوية تتطلب ضغطا أميركيا كبيرا على نتنياهو الذي لا يريد التوصل لأي اتفاق أصلا مع سوريا والتي لا تمثل عائقا أمام فرض هيمنته العسكرية بعدما فرض هيمنته السياسية على المنطقة كلها، كما يقول إدلبي.

وتعول دمشق -برأي إدلبي- على العلاقة الوطيدة التي بنتها مع تركيا والسعودية وقطر بعد سقوط بشار الأسد، في الحصول على دعم الولايات المتحدة لاستقرارها وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات وفي مقدمتها التحدي الإسرائيلي.

وكان ترامب أكد أن إلغاء العقوبات التي وصفها بالمؤلمة "ساعدت دمشق كثيرا"، وقال إن سوريا قيادة وشعبا قدروا ذلك جدا.

كما زار المبعوث الأميركي توم براك دمشق الاثنين، وبحث مع الشرع مستجدات الأوضاع في سوريا. ونشرت وكالة سانا الرسمية صورا للقاء الذي قالت إنه تم بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني.

وميدانيا، قالت الوكالة إن قوات الاحتلال توغلت صباح اليوم غربي قرية صيدا الحانوت بريف القنيطرة الجنوبي، وتمركزت في القرية حينما كانت الطائرات المسيرة تحلق في سمائها.

وتزامن هذا التوغل مع إطلاق نار في الهواء ونقل دبابتين من منطقة البرج المهدم إلى ريف القنيطرة الشمالي، حسب سانا.

وفي تصعيد هو الأول من نوعه، قُتل 13 سوريا بقصف مدفعي وصاروخي إسرائيلي استهدف فجر الجمعة الماضية، بيت جن في ريف دمشق بعد أن حاصر سكان البلدة جنودا إسرائيليين توغلوا لتنفيذ عملية اعتقال، مما أدى لإصابة 6 ضباط وجنود إسرائيليين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم الذي نفذه في الأراضي السورية يأتي في إطار عملية "سهم باشان" التي شنّها عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مستهدفا خلالها مواقع عسكرية بأنحاء البلاد، كما سيطر على مواقع إستراتيجية منها جبل الشيخ، فضلا عن السيطرة على المنطقة العازلة.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي سوري: إسرائيل تريد سوريا خاضنة وخادعة.. وترامب يحاول ترطيب الأجواء
  • بعد هجوم بيت جن.. نتنياهو يكشف شرط إسرائيل للتوصل لاتفاق سلام مع سوريا
  • الطيران الإسرائيلي يحلق على ارتفاع منخفض في أجواء الجنوب اللبناني والبقاع
  • سوريا.. الجيش الإسرائيلي يعيد التوغل في ريف القنيطرة
  • بعد ثنائه على الشرع.. هل يلزم ترامب إسرائيل بوقف هجماتها على سوريا؟
  • توغلات وتحركات مكثفة لقوات العدو الإسرائيلي داخل الجنوب السوري
  • الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا بين التحركات الدبلوماسية والتوترات الإقليمية| محلل يشرح الوضع
  • إسرائيل تتوغل في الجنوب السوري.. قائد القيادة الشمالية في الجيش: نعمل استباقياً ضد التهديدات
  • تجدد التوغل الإسرائيلي في ريف القنيطرة السوري وسط تصاعد الانتهاكات