أمين كبار العلماء من مدريد: الأزهر يتبنى خطابا عالميا يحمي كرامة الإنسان
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
أكد الدكتور عباس شومان، أمينُ عامِّ هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن رسالة الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، تقوم على إعلاء قيمة الإنسان، ودعم مسارات السّلم العالمي، وتعزيز جسور التفاهم بين أتباع الديانات، مشيرًا إلى أن الإسلام جاء حاملًا لرسالة الرحمة واحترام التنوع الإنساني، وأن جميع الأديان السماوية التقت على ترسيخ مبدأ التعايش ونبذ العنف.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في المؤتمر الذي يعقده المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإسبانية مدريد، تحت عنوان: «دَور المؤسسات الدِّينيَّة في صناعة وعي آمن.. الأزهر الشريف أنموذجًا»، والذي يهدف إلى إعادة قراءة خطاب الأديان في مواجهة التطرف وتحصين المجتمعات من مخاطر العنف والكراهية.
وأشار أمين عام هيئة كبار العلماء ، إلى أن المؤتمر يمثل منبرًا مهمًّا لعرض الصورة الحقيقية للإسلام بوصفه دينًا يرسّخ قيم المحبة والإخاء، موضحًا أن حرمة الدم الإنساني ثابتة بديهةً وعقيدةً، وأن احترام خصوصيات الآخرين قاعدةٌ شرعيةٌ أصيلة، لا تنفصل عن مقاصد بقاء الأمم واستقرار المجتمعات، مستشهدًا بعدد من الآيات القرآنية التي أكدت وحدة الأصل الإنساني وضرورة التعارف والتواصل، مبينًا أن الخطاب القرآني حين يخاطب «الناس» يخاطبهم على أساس إنسانيتهم المشتركة، لا على أساس اختلاف أعراقهم أو أديانهم.
وشدّد الدكتور شومان ، على أن الحضارات لم تنهض يومًا على التمييز أو الإقصاء، بل قامت على الانفتاح والتسامح وإتاحة مساحات التلاقي بين الثقافات، موضحًا أن الأزهر عبر تاريخه الطويل قدّم نموذجًا عمليًّا للتعايش، تجلّى في مبادراته الكبرى مثل: بيت العائلة المصرية، ووثيقة الأخوّة الإنسانية، وحوار الشرق والغرب، ومبادرة صناع السلام التي حملت رسائل الأزهر للعالم.
ولفت إلى أن التطرف والعنصرية ليست نتاجًا للأديان، بل هي أمراض حضارية تولَد حين تطغى المادية على القيم، مؤكدًا أن عدالة القوانين وإعلاء قيمة الإنسان هما الأساس الحقيقي لترسيخ التسامح والتعايش، مشيرًا إلى خطورة توظيف التكنولوجيا بلا منظومة قيمية، إذ أصبحت من أكبر أدوات تشكيل الوعي، كما أن استخدامها بعيدًا عن الأخلاق قد يؤدي إلى تمزيق نسيج المجتمعات بدل بنائه.
وأكد الدكتور شومان، أن الدين لم يكن في تاريخه مصدرًا للصراع، وإنما أُسيء استخدامه حين غاب العدل وانحرفت بوصلة القيم، داعيًا إلى إعادة الدين إلى دوره الحقيقي في تقريب الناس إلى الله، وإلى بعضهم البعض، وبناء أوطانهم.
وختم أمين عام هيئة كبار العلماء كلمته بأن مؤتمر مدريد يُعَدُّ نقطةَ انطلاقٍ نحو إعادة تشكيل الوعي العالمي على أساس من الإنصاف الحضاري، لافتًا أن «السلام» لم يعد خيارًا تجميليًّا، بل ضرورةَ بقاءٍ للبشرية، وأن التجارب المريرة أثبتت أن إقصاء الآخر يُغذّي التطرف، فيما يفتح الحوارُ والاندماجُ أبوابَ الاستقرار الحضاري، داعيًا إلى تبنّي وعيٍ عالميٍّ بالقيم يضع الإنسان فوق كل انتماء، ويعيد للدين دوره في تعزيز السلام، وصون الكرامة الإنسانية، ومواجهة خطاب الكراهية بكافة أشكاله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيئة كبار علماء الأزهر مدريد مؤتمر مدريد الأزهر عباس شومان کبار العلماء هیئة کبار
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يهنئ الدكتور محمد جلال فرغلي لفوزه بجائزة الابتكار من أجل الإنسانية
فاز الدكتور محمد جلال فرغلي، عميد كلية الهندسة بنين بجامعة الأزهر بقنا، بجائزة «الابتكار من أجل الإنسانية» في نسختها الأولى في مصر، المقدمة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ومؤسسة مصر الخير ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي «صندوق دعم المبتكرين والنوابغ».
الدكتور محمد جلال فرغلي يفوز بجائزة الابتكار من أجل الإنسانيةويعد ذلك إنجازا جديدا يؤكد ريادة وتميّز مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة، برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في مختلف المجالات العلمية والبحثية.
وتسلّم الدكتور محمد جلال فرغلي الجائزة من نشيتوسي نوجوتشي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والدكتورة نجوى السيد، رئيس قطاع البحث العلمي والابتكار بمؤسسة مصر الخير، والدكتور تامر حمودة، المدير التنفيذي لصندوق دعم المبتكرين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وجاء هذا التكريم تقديرًا للجهود العلمية الرائدة التي قدّمها الدكتور محمد جلال في مجال الأبحاث التطبيقية لتكنولوجيا معالجة المياه، والتي أثمرت تنفيذ وحدات مبتكرة لتنقية ومعالجة المياه منخفضة التكلفة وصديقة للبيئة، تم تطبيقها في مدن حلايب وشلاتين، وقنا، ومطروح؛ خدمةً للمجتمعات المحلية، وتعزيزًا للاستدامة في المحافظات الحدودية ومناطق الصعيد.
أستاذ بالأزهر: حفظُ الله للقرآن نور لا يُطفأ.. وتَلَقِّيه سماعًا هو الضمان ضد التحريف
ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: الإبل منظومة إعجازية متكاملة مسخرة للإنسان
الأزهر عن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد: صاحب الحنجرة الذهبية الذي جاب بلاد العالم
الأمين المساعد لـ البحوث الإسلامية: الأزهر ضمير الأمة.. وقضية فلسطين في قلب رسالته
من جانبه، قدّم الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، التهنئة إلى الدكتور محمد جلال فرغلي، معربًا عن فخره واعتزازه بهذا الفوز المستحق، الذي يعكس مكانة علماء جامعة الأزهر وتأثيرهم في المحافل العلمية المحلية والدولية.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن ما يقدمه الدكتور محمد جلال من نتاج علمي مبتكر يسهم بصورة مباشرة في دعم جهود الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وشدد رئيس جامعة الأزهر على أن هذا الإنجاز يعزز حضور جامعة الأزهر عالميًا، ويجسّد دورها في دعم الابتكار التطبيقي وربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع، في إطار مسيرة الجمهورية الجديدة نحو بناء مجتمع علمي قادر على الإبداع وصناعة الحلول.